كيف تقوّي البيئة مناعتنا النفسية؟
تاريخ النشر: 19th, November 2023 GMT
شريف عرفة (أبوظبي)
أخبار ذات صلة مبادرات «رياضية» لحماية البيئة سماء أبوظبي تُمطر «أشجار القرم» مؤتمر الأطراف «COP28» تابع التغطية كاملةنعرف أن التواجد في الطبيعة مفيد لصحتنا الجسدية، حيث الهواء الطلق النقي والطعام الطازج الخالي من الكيماويات.. لكن هل تعلم أن التواجد في الطبيعة لمدة تتراوح بين 20 و90 دقيقة مفيد لصحتنا العقلية حتى للذين يعانون من أمراض نفسية؟
هذه إحدى النتائج التي توصلت إليها دراسة بريطانية تحمل عنوان: «الأنشطة الخارجية القائمة على الطبيعة للصحة العقلية والجسدية: مراجعة منهجية وتحليل تلوي» حيث قام الباحثون بتحليل نتائج 50 دراسة شملت آلاف المشاركين، لمعرفة مدى تعرضهم للبيئة الطبيعية بشكل منتظم، ومدى تأثير ذلك على الحالة النفسية متمثلة في أمور مثل: أعراض الاكتئاب والقلق، والحالة المزاجية والمشاعر الإيجابية والسلبية.
تشمل الأنشطة التي قام الباحثون برصدها أموراً مثل ممارسة الزراعة والعناية بالحدائق، أو الاسترخاء وممارسة التأمل في الطبيعة، أو ممارسة الفنون التي تتضمن التواجد في الطبيعة واستخدام المواد الطبيعية لصنع أعمال يدوية، وكذلك ممارسة التمارين الرياضية في الطبيعة، أياً كان نوع الرياضة، معتدلة كانت كالمشي أو مرهقة كالعدو.
خلصت الدراسة التي نشرت في دورية إس إس إم بوبيوليشن هيلث، إلى أن ممارسة كل هذه الأنشطة كان لها تأثير ملحوظ في تحسين الصحة العقلية لدى قطاع كبير من الناس، بمن فيهم كبار السن الذين يعانون من أمراض مزمنة، والأشخاص الذين يعانون من أمراض نفسية، وكذلك الأصحاء. وتنص الدراسة على أن هذه الأنشطة «فعالة كوسيلة علاجية لمشاكل الصحة العقلية الموجودة مسبقاً، كما يمكن اعتبارها نهجاً وقائياً للحفاظ على الصحة العقلية لعموم الناس». كما وجد الباحثون أن كل نشاط في حد ذاته كان يتميز عن غيره في طبيعة الفوائد.
الانغماس في الطبيعة
سواء كنت تتأمل الأفق في الصحراء أو تشاهد تتابع الموج على شاطئ المحيط، أو تسترخي فوق جبل، فإن كل هذا يندرج تحت فئة الانغماس في الطبيعة، والذي يعني التعرض لأي منظر طبيعي، والاندماج فيه بكل حواسك من دون أن يشغل بالك أي شيء آخر. هذا الانفصال عن مشاكلك اليومية يصفي الذهن، ويساعد في تقليل المزاج الاكتئابي وأعراض القلق والمشاعر السلبية، ويساعد في زيادة المشاعر الإيجابية.
البستنة
الزراعة وتنسيق ورعاية الحدائق، نشاط يمنح المشاركين إحساساً بالهدف والمعنى والسكينة والشعور بالإنجاز، وبالتالي يساعد في تقليل الحالة المزاجية الاكتئابية لدى الأصحاء، وكذلك الذين يعانون مشاكل صحية مزمنة، وأيضاً لمن يعانون مشاكل في الصحة العقلية، كما قللت الزراعة من أعراض القلق وعززت المشاعر الإيجابية.
الرياضة الخضراء
وارتبطت ممارسة التمارين في أماكن طبيعية مفتوحة (كالحدائق والمتنزهات والشواطئ..) بتأثيرات ملحوظة لصالح تقليل أعراض الاكتئاب وتخفيف القلق. وبشكل عام كانت الأنشطة الجماعية أو الفردية التي استمرت ما بين ثمانية إلى 12 أسبوعاً هي الأكثر فعالية. وقد لاحظ الباحثون أن المكاسب النفسية للتمارين الخضراء أكبر نسبياً من النشاط السابق «رعاية الحدائق» لأن النشاط البدني في حد ذاته له تأثير مضاد للاكتئاب والقلق.
الجرعة المثالية
في جدول حياتنا المزدحم. ما هي الفترة التي ينبغي أن نخصصها لإحداث هذا الأثر؟ ما هي الجرعة المثلى للتعرض للطبيعة؟
تقول الباحثة «راشيل بيتمان» التي أجرت هذه الدراسة مع فريقها البحثي «من كلية هال يورك الطبية بجامعة يورك، ومركز الرعاية الصحية المستدامة في أكسفورد، ومعهد برادفورد للبحوث»: إنه بشكل عام، كانت مدة الأنشطة الأكثر فعالية تتراوح بين 20 إلى 90 دقيقة بانتظام على مدار بين 8 و12 أسبوعاً.
في الحالات المرضية، لوحظ تحسن في الحالة المزاجية لدى الأشخاص المصابين بالخرف بعد التعرض للحدائق الطبيعية لمدة 20 دقيقة فقط، لكن النتيجة المثلى لهم كانت بين 80 و90 دقيقة.
وعند الأصحاء، تشير دراسات إلى أن قضاء 120 دقيقة أسبوعياً في الطبيعة، كان مرتبطاً بمستويات أعلى من السعادة وتحسن الصحة النفسية عند عموم الناس.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الصحة النفسية البيئة الصحة العقلية الأمراض النفسية الصحة العقلیة فی الطبیعة
إقرأ أيضاً:
إطلاق مشروع «دوانا» الخاص بتتبع الأدوية المخدرة والمؤثرة على الصحة النفسية
أعلنت هيئة الدواء المصرية، اليوم، عن الإطلاق الرسمي لمشروع "دوانا"، وهو أحد المشروعات الاستراتيجية الرائدة التي تهدف إلى إنشاء نظام متكامل لتتبع الأصناف المخدرة والمؤثرة على الصحة النفسية، بما يسهم في مكافحة سوء الاستخدام والتهريب، وتحسين كفاءة الرقابة عبر توفير بيانات دقيقة ومحدثة، وذلك برعاية وحضور الدكتور علي الغمراوي، رئيس هيئة الدواء المصرية.
يأتي ذلك في إطار الجهود الوطنية المستمرة لتعزيز الرقابة على تداول الأدوية وضمان الاستخدام الآمن والمسؤول لها، وفي إطار حرص هيئة الدواء المصرية على ضبط سوق الدواء وتعزيز آلياتها الرقابية، والخطة الطموحة لتطبيق مشروع التتبع الدوائي.
جاء الإعلان خلال احتفالية رسمية حضرها عدد من المسؤولين في القطاع الصحي والصيدلي، وممثلي المؤسسات الحكومية والخاصة ذات الصلة.
وخلال كلمته في الحفل، أكد الدكتور علي الغمراوي، رئيس هيئة الدواء المصرية، أن مشروع "دوانا" يمثل نقلة نوعية في مجال الرقابة الدوائية في مصر، ويعكس التزام الهيئة بتطبيق أعلى معايير الجودة والشفافية والضوابط المحوكمة لتداول الأدوية، وأوضح أن المشروع يهدف إلى تحسين الآليات الرقابية على تداول الأدوية المخدرة والمؤثرة على الصحة النفسية، وبناء قاعدة بيانات وطنية موحدة تُسهم في دعم اتخاذ القرار وتعزيز ثقة المواطن المصري بجودة الأدوية المتداولة.
وأضاف الدكتور الغمراوي أن تنفيذ مشروع "دوانا" هو نتاج سنوات من العمل الدؤوب والتخطيط الاستراتيجي المستدام، وأن المشروع تطلب مواجهة تحديات تقنية ولوجستية كبيرة، لكننا نرى فيه فرصة لتعزيز البنية التحتية الرقمية للهيئة، وتطبيق أحدث الحلول التكنولوجية بما يتماشى مع المعايير العالمية".
وأشار إلى أن مشروع "دوانا" يمثل جزءًا من الرؤية الوطنية الطموحة لتطبيق مشروع التتبع الدوائي على مستوى الجمهورية، مما يسهم في تحقيق التكامل بين مختلف القطاعات الصحية والصيدلانية، وتعزيز مكانة مصر كدولة رائدة في مجال الرقابة على الأدوية.
وفي ختام كلمته، شكر رئيس الهيئة جميع الشركاء المحليين والدوليين الذين اشتركوا في تنفيذ هذا المشروع، مشيرًا إلى أن النجاح الذي نحققه اليوم هو بداية لمسيرة جديدة من الابتكار والريادة في قطاع الدواء المصري.
اقرأ أيضاًوزير الصحة: أزمة نقص الدواء ستنتهي بشكل كامل خلال الفترة المقبلة
التهاب المفاصل.. هيئة الدواء المصرية تصف العلاج ونصائح للحفاظ عليها