أكد الرئيس الأمريكي جو بايدن، في مقال له نشرته صحيفة واشنطن بوست، على المنعطف الحرج الذي يواجهه العالم اليوم، حيث تشكل الخيارات المتخذة في الصراعات المستمرة مسار مستقبل الأجيال القادمة. 

تطرق الرئيس إلى الأزمات في أوروبا والشرق الأوسط، ولا سيما معالجة التحديات التي يفرضها حرب الرئيس بوتين في أوكرانيا والصراع المستمر بين حماس وإسرائيل.

شدد الرئيس بايدن على ضرورة مواجهة حماس وحرمانها من القدرة على ارتكاب "الشر المطلق"، معربًا في الوقت نفسه عن تضامنه مع الشعب الإسرائيلي الذي تعرض لهجوم وحشي شنته حماس في 7 أكتوبر. وشدد على أهمية منع الصراع من التوسع والتصعيد.

أوضح الرئيس التزام الولايات المتحدة بدعم أوكرانيا في مواجهة عدوان بوتين، مشددًا على أن المساعدات المقدمة لأوكرانيا هي استثمار في مصالح الأمن القومي الأمريكي ورادع للصراعات الأوسع. وشدد أيضًا على الجهود التعاونية التي تبذلها أكثر من 50 دولة تدعم أوكرانيا.

وفيما يتعلق بالصراع الإسرائيلي الفلسطيني، اعترف الرئيس بايدن بالمأساة التي وقعت على الجانبين، معربا عن حزنه إزاء الخسائر في الأرواح البريئة. وشدد على ضرورة العمل نحو حل الدولتين من أجل الأمن طويل الأمد لكل من الإسرائيليين والفلسطينيين.

اقترح الرئيس بايدن مبادئ أساسية للمضي قدمًا في أزمة الشرق الأوسط، بما في ذلك ضمان عدم استخدام غزة مرة أخرى كمنصة للإرهاب وإعادة توحيد غزة والضفة الغربية تحت هيكل حكم واحد. وشدد على ضرورة الالتزام الدولي بدعم غزة في أعقاب الصراع.

وأوجز الرئيس الجهود الأمريكية لمعالجة الجانب الإنساني للصراع، وضمان إيصال المساعدات الأساسية لسكان غزة. وأدان استخدام حماس للدروع البشرية واستغلالها لأرواح الأبرياء في استراتيجيتها الإرهابية.

في الختام، أكد الرئيس بايدن التزام الولايات المتحدة بالقيادة على الساحة العالمية، والدعوة إلى السلام والاستقرار والتقدم. وشدد على أهمية إدانة الكراهية والتحيز، وتعزيز الحرية الدينية، وتعزيز أمريكا الموحدة التي ترفض العنف والانتقاد اللاذع.

يعكس هذا المقال النهج الشامل للرئيس بايدن تجاه التحديات الجيوسياسية المعقدة في أوروبا والشرق الأوسط، حيث يُظهر الولايات المتحدة كدولة أساسية ملتزمة بتعزيز مستقبل أكثر إشراقًا وسلامًا.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الولایات المتحدة الرئیس بایدن وشدد على

إقرأ أيضاً:

صفقة غزة تربك إدارة بايدن

واشنطن- جدد منسق اتصالات الأمن القومي في البيت الأبيض جون كيربي اتهامه لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) بأنها "العقبة الرئيسية" أمام التوصل لوقف إطلاق النار في غزة، وأنها "غيّرت بعض شروطها بشأن ذلك"، دون أن يستبعد متابعة الجهود للتوصل لاتفاق "حتى في ظل التعديلات الجديدة"، وفق قوله.

يأتي ذلك بعد أيام من تصريح الرئيس الأميركي جو بايدن بأن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو "لا يفعل ما يكفي" من أجل الوصول لاتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى.

وحسب تقارير أميركية، فإن مطالب حماس "المفرطة" -حسب وصفها- بخصوص عدد الأسرى الذين تريد إطلاق سراحهم، والتي تتجاوز الاتفاقات السابقة بين الطرفين، هي "سبب الركود الراهن في المحادثات"، فيما تواصل واشنطن مشاوراتها مع قطر ومصر حول ملامح اتفاق جديد أكثر تفصيلا بشأن المحتجزين ووقف إطلاق النار في غزة.

آمال تتلاشى

ويلفت مراقبون إلى تلاشي آمال إدارة بايدن في التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار قبل موعد الانتخابات الرئاسية في 5 نوفمبر/تشرين الثاني المقبل. وتشير التطورات الأخيرة إلى زيادة اعتقاد واشنطن أنه لا إسرائيل ولا حماس "متحمستان حقا للتوصل إلى اتفاق".

ويعتري القلق الإدارة من مغبة استغلال المرشح الجمهوري دونالد ترامب لفشل بايدن في التوصل لصفقة وعدم الإفراج عن 4 محتجزين أميركيين ما زالوا في قبضة الحركة. وألقى ترامب باللوم على ما اعتبره ضعف إدارة بايدن- كامالا هاريس، وهو ما أدى لمقتل الأسير الأميركي هيرش غولدبرغ بولين الأسبوع الماضي.

وفي لقاء مع شبكة "فوكس" الإخبارية، الأحد الماضي، قال السيناتور الديمقراطي كريس ميرفي، العضو البارز بلجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، إنه "من الواضح جدا أن الأميركيين يعملون بجد أكثر بكثير مما تعمل الحكومة الإسرائيلية في هذا المجال. أعتقد أن وقف إطلاق النار لم يكن نتيجة محتملة للغاية بسبب الحسابات السياسية التي يقوم بها كل من نتنياهو وحماس".

ويتسرب اليأس إلى الجانب الأميركي في وقت يتمسك فيه نتنياهو بموقف حول محور فيلادلفيا، على الرغم من الضغوط المتزايدة من مئات الآلاف من الإسرائيليين الذين تدفقوا إلى الشوارع للاحتجاج على موقفه.

وحتى وبافتراض موافقة نتنياهو على المرحلة الأولى من الاتفاق، فإن المفاوضين ليسوا واثقين من أنه سيقبل على الإطلاق المرحلة الثانية التي تتضمن نهاية دائمة للحرب.

ويقول إيفو دالدر، السفير الأميركي السابق لدى حلف شمال الأطلسي (الناتو) في عهد الرئيس السابق باراك أوباما، "لا يمكنك أن تكون وسيطا بين الجانبين عندما تريد شيئا أكثر مما يريدانه. ولا يعني عدم وجود بديل أن هذه الإستراتيجية تعمل، وفي مرحلة ما عليك أن تقرر أنها لا تعمل".

أسباب للتشاؤم

تعقيبا على هذه التطورات، غرد أرون ديفيد ميلر، الدبلوماسي السابق، ومسؤول ملف مفاوضات عملية السلام في عدة إدارات أميركية، على منصة إكس بالقول "حتى في المرحلة الأولى، فإن الحرب بين إسرائيل وحماس لن تؤدي إلى وقف الأعمال العدائية عبر المفاوضات. ستتحول الحرب إلى قتال طويل الأمد مؤطر بـ3 حقائق: تمرد حماس، وجود عسكري إسرائيلي، غياب الحكم الفلسطيني المتماسك".

في حين أشار ديفيد دي روش، المحاضر بجامعة الدفاع الوطني التابعة للبنتاغون، في حديث للجزيرة نت، إلى وجود توتر كبير بين بايدن ونتنياهو حول سير الحرب في غزة، وآخر داخل مجلس الوزراء الإسرائيلي كذلك.

وباعتقاده، فإنه -وعلى مدار نحو عام من القتال- كان يُنظر إلى قضية المحتجزين على أنها واحدة من العديد من الأولويات الإسرائيلية، ولكنها ليست الوحيدة.

وكان المتشددون داخل إسرائيل، يتابع دي روش، ينظرون إلى مقتل 6 محتجزين لدى حماس -مؤخرا- على أنه يثبت عدم جدوى إعطاء الأولوية لإطلاق سراح الأسرى قبل المخاوف الأمنية الأخرى، ومن هذا المنظور، فإن الطريقة الوحيدة لاستعادتهم -برأيه- هي إما عن طريق الإنقاذ (وهو أمر غير مرجح) أو عبر الاستسلام لمطالب حماس.

ولا يعتقد أن هذه الأهداف متوافقة، لذلك يرى أنه من غير المرجح أن يسود منطق الذين يدعون إلى أن إطلاق سراح المحتجزين يجب أن يكون أولوية قبل المخاوف الأخرى في الحسابات الأمنية الإسرائيلية.

وأشارت تقارير لاجتماع بايدن مع فريقه للأمن القومي، لمناقشة الجمود في مفاوضات اتفاق وقف إطلاق النار وصفقة تبادل في غزة.

ووفقا لمصدر مطلع، تحدث مستشارو بايدن، اليوم الثلاثاء، مع كبار المسؤولين في قطر ومصر، وأوضحوا لهم أن مطلب حماس "المفرط" فيما يتعلق بعدد الأسرى الذين تريد إطلاق سراحهم، والذي يتجاوز الاتفاقات السابقة بين الطرفين، هو "سبب الركود في المحادثات".

هل تتوقف المساعي الأميركية؟

أفاد وزير الخارجية أنتوني بلينكن ومدير وكالة المخابرات المركزية وليام بيرنز، خلال اليومين الأخيرين، بأن الولايات المتحدة قد تقدم اقتراحا جديدا ومحدثا في الأيام المقبلة، لكن مسؤولين أميركيين آخرين يقولون إن مثل هذه الخطوة ليست وشيكة.

إلا أن معلقين أميركيين يرون أن طلب حماس الجديد بإطلاق سراح 100 أسير فلسطيني إضافي يقضون أحكاما بالسجن مدى الحياة بتهمة قتل إسرائيليين، تسبب في تشاؤم كبير بالبيت الأبيض، من ناحية.

ومن ناحية أخرى، ضاعف نتنياهو من مطالبته بالحفاظ على السيطرة العسكرية الإسرائيلية الكاملة على طول محور فيلادلفيا على الحدود بين مصر وغزة، خلال مؤتمر صحفي الأسبوع الماضي، وخلق ذلك إحباطا كبيرا في البيت الأبيض.

ودفع ذلك بمسؤولين أميركيين ليصرحوا لشبكة "سي إن إن" بأنهم يشككون بشكل متزايد في أن حماس تريد اتفاقا لوقف إطلاق النار مع إسرائيل، أو أنه يمكن التوصل إلى اتفاق قبل نهاية ولاية الرئيس جو بايدن.

في حين اعتبر آخرون أن واشنطن أجلت -إلى موعد غير محدد- خطتها لتقديم اقتراح نهائي لوقف إطلاق النار، إلى إسرائيل وحماس، بعد أيام من تغيير الحركة لأحد مطالبها المتعلقة بالأسرى المفرج عنهم من السجون الإسرائيلية، وتشدد نتنياهو تجاه مستقبل ممر فيلادلفيا.

مقالات مشابهة

  • بوتين يهنئ الرئيس تبون 
  • صفقة غزة تربك إدارة بايدن
  • الكرملين يوضح سبب عدم حضور بوتين اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة
  • أنباء عن تعديلات في مقترح الصفقة وحماس تحذر إسرائيل من تعطيلها
  • إسرائيل تقصف وسط سوريا وحماس تدين بشدة.. ماذا استهدفت طائرات الإحتلال؟
  • تحقيق جديد يؤكد استخدام إسرائيل بروتوكول هانيبال وحماس تعلق
  • وزارة النفط العراقية ترد على رسالة أعضاء بالكونغرس الأمريكي الى الرئيس بايدن
  • الرئيس الايراني يعتزم لقاء بوتين على هامش قمة البريكس.. اكتوبر المقبل
  • مجموعة متحالفون التي تضم الولايات المتحدة وسويسرا ومصر والسعودية والإمارات والأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي تدعو لخفض تصعيد فوري بـ”مناطق حرجة” في السودان
  • مساهمة بايدن غير المقصودة في الرعب الذي يتكشف في غزة