أثناء القيادة عبر قرية النحوه الصغيرة في إمارة الشارقة بدولة الإمارات العربية المتحدة، قد تجد صعوبة في ملاحظة أي أمر استثنائي. إذ تبدو الهندسة المعمارية المحلية والمناظر الطبيعية مشابهة لتلك الموجودة في جبال الحجر، السلسلة الجبلية الصخرية الممتدة على طول الشاطئ الشرقي لدولة الإمارات وسلطنة عمان.

لاكتشاف السِّمة الخاصة للغاية بمنطقة النحوه التي تتشاركها مع دولة أخرى فقط في العالم، سيتعيّن عليك إلقاء نظرة دقيقة على الخريطة، وسترى دوائر عدّة متركّزة على الحدود الوطنية المكدّسة فوق بعضها.



أما السبب فمردّه إلى أنّ النحوه تُعد واحدة من اثنين فقط من المطوّقات العكسية، أو منطقة حبيسة داخل منطقة حبيسة، في العالم.


والمنطقة الحبيسة هي جزء من الأراضي السيادية لدولة ما محاطة بالكامل بأرض تابعة لدولة أخرى، وتشمل الأمثلة الشهيرة على ذلك كل من مدينتَي/دولتَي الفاتيكان وسان مارينو الصغيرتين داخل إيطاليا.

وتقع منطقة النحوه التابعة لإمارة الشارقة، بالكامل داخل ولاية مدحاء العمانية التي تحيط حدودها كليًّا بثلاث إمارات وهي الفجيرة، والشارقة، ورأس الخيمة.



وتقع ولاية مدحاء العُمانية في منتصف الطريق بين البر العماني، على بعد حوالي 50 كيلومترًا إلى الجنوب، وبقية محافظة مسندم الواقعة على شواطئ مضيق هرمز.

وتُصنّف النحوه أرضًا حبيسة داخل الإمارات العربية المتحدة، لأنّها جزء من منطقة خورفكان في الشارقة، التي تفصلها عن أراضيها الرئيسية إمارتَا الفجيرة ورأس الخيمة.

وتعود جذور هذا التكوين الإقليمي المعقّد، إلى قرار اتخذه سكان هذه القرى في مرحلة ما من النصف الأول من القرن العشرين، عندما بدأ حكام هذه المنطقة بتحديد الحدود الفاصلة لإنشاء دول قومية حديثة مستقلة. حينها أقسم سكان ولاية مدحاء على الولاء لسلطان عُمان، فيما اختار سكان النحوه حكام القواسم في الشارقة.

الحياة في النحوه
لا يحتاج المسافر إلى جواز سفر أو تأشيرة أو وثائق رسمية أخرى لعبور تلك الحدود الخاصة، وليس هناك تكلفة مالية كذلك. فقد كانت الإمارات وعمان أول دولتين في مجلس التعاون الخليجي تعتمدان البطاقة الشخصية وسيلة تنقل بين حدودهما منذ عام 1993.

وقال أحد السكان المحليين في ولاية مدحاء: "نحن جميعًا نعيش كعائلة واحدة هنا".

يُعد تخطيط الحدود، بلا شك، الميزة الأكثر تميزًا لهذا المكان، ويشكّل مصدر جذب من جميع أنحاء العالم. رغم ذلك، هناك الكثير من التجارب للاستمتاع برحلة إلى النحوه والمنطقة المحيطة بها.

وتجسّد المناظر الطبيعية الصخرية لهذا الوادي الجبلي الضيق تباينًا مثيرًا للاهتمام، لدى الابتعاد عن الساحل المكتظ بالسكان مسافة أميال قليلة فقط.

ومع ذلك، فقد هُجرت قرية النحوه الصغيرة القديمة في أواخر تسعينيات القرن المنصرم، ويعيش معظم سكانها البالغ عددهم قرابة 300 شخص الآن في النحوه الحديثة، وهي قرية حديثة مبنية على أرض مرتفعة تبعد بضع مئات الأمتار عن الطريق الرئيسي. 

المصدر: السومرية العراقية

إقرأ أيضاً:

رمضان في الإمارات.. عادات وتقاليد تجسد روح التلاحم والتراحم المجتمعي

الشارقة (وام)

أخبار ذات صلة مجلس رمضاني يناقش «الابتكار الرقميّ برؤية مجتمعية» استثمارات الأجانب تنعش مبيعات العقارات بأبوظبي

يظل شهر رمضان المبارك في دولة الإمارات العربية المتحدة شهراً متفرداً بعاداته وتقاليده العريقة التي تعكس أصالة المجتمع الإماراتي وقيمه المتوارثة جيلاً بعد جيل فهو ليس مجرد موسم للعبادة والصيام بل شهر تلتئم فيه العائلات وتتجدد فيه روابط القربى وتنتعش فيه المجالس بوهجها الثقافي والاجتماعي في مشهد يجسد روح التلاحم والتراحم بين أفراد المجتمع.
هذه العادات والتقاليد التي تشكل جزءاً أساسياً من الهوية الإماراتية يحرص معهد الشارقة للتراث على توثيقها ودراستها ونقلها للأجيال القادمة لما تحمله من قيم إنسانية واجتماعية تعزز الترابط المجتمعي.
وقال الدكتور عبدالعزيز المسلم رئيس معهد الشارقة للتراث: «إنه مع غروب الشمس وإعلان موعد الإفطار تتجسد واحدة من أهم عادات رمضان في الإمارات وفي المجتمعات العربية والمسلمة وهي الزيارات العائلية التي تتعمق فيها أواصر القربى حيث يجتمع الأهل والأصدقاء في مجالس تعكس أصالة الضيافة الإماراتية وتزداد المجالس رونقًا في هذا الشهر الفضيل إذ يحرص الرجال على التلاقي بعد صلاة التراويح في المجالس الرمضانية التي كانت في الماضي تُقام في البيوت الكبيرة أو تحت أشجار النخيل وتطورت اليوم لتصبح مجالس رسمية وشعبية تجمع بين الحكمة والحديث في مختلف الشؤون الاجتماعية والثقافية.
وأضاف: أن المائدة الرمضانية تمثل لوحة تراثية غنية بالأطباق الإماراتية التقليدية التي ظلت تحافظ على نكهتها الأصيلة عبر السنين، ففي كل بيت إماراتي تجد أطباقًا شهيرة مثل الهريس والثريد واللقيمات والفرني إلى جانب التمر والقهوة العربية التي تظل رمزاً للكرم الإماراتي.
ولا تزال بعض الأسر تحافظ على عادة إرسال «الفوالة» إلى الجيران وهي صينية عامرة بمختلف الأطباق الرمضانية تأكيداً لقيم التآخي والتكافل.
ومن خلال برامج التوثيق والتثقيف يعمل معهد الشارقة للتراث على إبراز أهمية هذه الأطباق التراثية وتعريف الأجيال الجديدة بأسرارها.
وأشار المسلم إلى حرص أبناء الإمارات خلال رمضان على تلاوة القرآن الكريم وختمه سواء في المنازل أو المساجد وتشهد بيوت الله حضوراً مكثفاً خاصة في صلاة التراويح والقيام التي تملأ الأجواء بالروحانية والطمأنينة فيما يحرص كبار السن من جانبهم على تعليم الصغار قراءة القرآن في مشهد يرسخ قيمة العبادة في نفوس الأجيال الجديدة.
وأكد أنه رغم التطورات العصرية إلا أن العادات والتقاليد الرمضانية في الإمارات ظلت محتفظة بجوهرها الأصيل.
وساهمت المجالس الرمضانية الحديثة وبرامج الإفطار الجماعي والمبادرات الخيرية في تعزيز هذه القيم وجعل رمضان مناسبة لاجتماع القلوب.

 

مقالات مشابهة

  • باكو تتهم الجيش الأرميني بإطلاق النار على مواقع تابعة لها
  • من هو عبد الرحمن العطية.. صديقي التاريخي؟
  • رمضان في الإمارات.. عادات وتقاليد تجسد روح التلاحم والتراحم المجتمعي
  • طائرات الجيش العربي السوري تشارك أهالي الشام احتفالاتهم بالذكرى الـ 14 للثورة السورية
  • الإمارات ترحب باتفاق ترسيم الحدود بين طاجيكستان وقرغيزستان
  • عدالة الإمارات
  • البرلمان العربي للطفل: تجربة الإمارات في رعاية الطفولة نموذج يُحتذى
  • "لا أرض أخرى" يحصل على توزيع سينمائي في منطقة الشرق الأوسط
  • البرلمان العربي للطفل: تجربة الإمارات نموذج يُحتذى به عالمياً في رعاية الطفولة
  • 48 فريقاً إلى نهائيات «الألعاب الجامعية»