القطاع الخاص.. وثيقة سياسة ملكية الدولة وبرنامج الطروحات لتعزيز دوره
تاريخ النشر: 18th, November 2023 GMT
اتخذت الدولة المصرية خطوات هادفة لتعزيز دور القطاع الخاص فى الاقتصاد المحلى، وعلى رأسها «وثيقة سياسة ملكية الدولة»، التى سمحت بتنوع وجود الدولة فى النشاط الاقتصادى وفقاً للظروف الاقتصادية والاجتماعية التى مرت بها، خاصة خلال الفترة الاستثنائية منذ عام 2011، التى أحجم خلالها القطاع الخاص الوطنى أو الأجنبى عن الاستثمار فى السوق المصرية، الأمر الذى استوجب تدخل الدولة لتنفيذ العديد من مشروعات البنية الأساسية، هذا إلى جانب إتاحة المزيد من فرص العمل الجديدة للشباب.
ويذكر كتاب «حكاية وطن» أنه فى ضوء توجه الدولة المستمر لدعم وتعزيز دور القطاع الخاص فى المشاركة فى الأنشطة الاقتصادية، قامت الحكومة بإعداد «وثيقة سياسة ملكية الدولة»، التى تعد استراتيجية قومية تستهدف توسيع قاعدة القطاع الخاص، وتحديد الأنشطة الاقتصادية التى ستوجد فيها الدولة أو ستخرج منها تدريجياً خلال الفترة المقبلة من خلال برنامج الطروحات الذى تم الإعلان عنه ضمن الوثيقة.
طرح 5 شركات عاملة بالقطاع المصرفى وغير المصرفىوتأتى الوثيقة استكمالاً لسلسلة من الإجراءات التى بدأتها الدولة المصرية منذ مطلع عام 2022، ويعود جزء منها إلى ما قبل ذلك ضمن خطة برنامج الإصلاح الاقتصادى الأولى لمصر، فمنذ برنامج الإصلاح الاقتصادى فى عام 2016 أعلنت الدولة عن خطتها لطرح العديد من الشركات المملوكة للقطاع العام بسوق الأوراق المالية، أو من خلال البيع المباشر لبعض الحصص بهذه الشركات إلى مستثمرين أجانب من خلال التفاوض، وتم تنفيذ هذه الخطة جزئياً خلال الفترة من 2016 وحتى 2020.
وبُنيت فلسفة هذه السياسة على تقسيم القطاعات الاقتصادية بمصر إلى ثلاثة قطاعات رئيسية: قطاعات ترى الدولة أنها مهمة لكن يمكن للقطاع الخاص أن يشغلها بالكامل مع تقليص كامل لدور الدولة والشركات الوطنية بها، وقطاعات تم تصنيفها على أنها مهمة وتحتاج لجهود الطرفين.
وهو ما يعنى استمرار استثمار الشركات الوطنية والمملوكة للدولة بها بالمشاركة مع القطاع الخاص، وقطاعات أخرى تم تصنيفها على أنها استراتيجية ستستمر الدولة فى شغل الجزء الأكبر منها بالاقتصاد لأهميتها وحساسيتها بالنسبة للأمن القومى المصرى. وقد وضعت هذه الاستراتيجية مستهدفاً رئيسياً هو الوصول بمشاركة القطاع الخاص إلى 65% فى السنوات الثلاث المقبلة.
وأعلنت الدولة برنامج الطروحات الحكومية فى فبراير 2023، فحددت 32 شركة، بعدد 18 قطاعاً اقتصادياً سيتم طرح أجزاء منها بسوق الأوراق المالية المصرية.
أو التخارج الجزئى منها من خلال البيع لمستثمرين رئيسيين بالنظر إلى الشركات محل الطرح نستطيع أن نتعرف على توجه الدولة فى الفترة المقبلة، فقد ورد بهذه الوثيقة طرح عدد 5 من الشركات العاملة بالقطاع المالى المصرفى وغير المصرفى والتى تتمثل فى بنك القاهرة، والمصرف المتحد، والبنك العربى الأفريقى، وشركة مصر لتأمينات الحياة، وشركة مصر للتأمين، وورد بهذه القائمة أيضاً 4 من الشركات العاملة بالقطاع العقارى و15 من الشركات العاملة بقطاع البتروكيماويات والأسمنت والتعدين.
السماح بدخول مساهمين جدد لتعزيز قواعد الحوكمة وتطوير نماذج الأعمال وفتح أسواق جديدةويعرض برنامج الطروحات ميزة أساسية وهى دخول مساهمين جدد بهذه الشركات، الأمر الذى يعزز من قواعد الحوكمة بهذه الشركات ويؤدى إلى تطوير نماذج أعمال هذه الشركات من خلال تحسين كفاءة عملياتها، أو نقل تكنولوجيا جديدة إليها، أو المساهمة فى فتح الأسواق الخارجية لمنتجات هذه الشركات. وعليه فإن لهذه الطروحات فوائد جيدة للغاية على أداء هذه الشركات بالأساس.
ومن شأن الطروحات الحكومية معالجة الخلل الأهم بسوق الأوراق المالية المصرية وهو نقص السيولة، وتطرح العديد من الشركات الجيدة للمستثمرين المحللين والأجانب والتى تمكنهم من تنويع استثماراتهم بالقطاعات المختلفة بالسوق المصرية، وتزيد من حجم السيولة بهذه الشركات، الأمر الذى سيعزز من فرص إدراج هذه الشركات المصرية بالمؤشرات العالمية.
كما اعتمدت الحكومة إجراءات إصلاحية وداعمة، وتبنت العديد من الإصلاحات الداعمة لدفع وتيرة النمو الاقتصادى والوصول إلى معدلات نمو مدفوعة بالأساس بنمو القطاع الخاص، والتى تمثل الهدف الرئيسى لوثيقة سياسة ملكية الدولة. وفى هذا الإطار، بلغ إجمالى الإجراءات الإصلاحية المنفذة والمستقبلية للتيسير على المستثمرين ودعم القطاع الخاص نحو 171 إجراءً إصلاحيا.
شملت هذه الإجراءات 144 إجراءً نُفذت خلال الفترة (مايو 2022 - سبتمبر 2023)، وتركز جانب كبير منها على كل من تشجيع القطاع الخاص الصناعى، ودعم الاستثمار وتحسين بيئة الأعمال بواقع 46 و40 إجراءً على التوالى، وبنسبة 60% من إجمالى الإجراءات الإصلاحية المنفذة.
ومن المخطط تنفيذ حزمة أخرى من الإجراءات الإصلاحية المستقبلية الداعمة للقطاع الخاص بواقع 27 إجراءً إصلاحياً، تتركز بشكل أساسى فى الإصلاحات ذات الصلة بتحسين بيئة الاستثمار ودفع تنافسية الاقتصاد المصرى، فضلاً عن الإجراءات الخاصة بتنفيذ الطروحات والتخارج وجذب استثمارات القطاع الخاص.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: الاقتصاد المصري الإصلاح النقدي القطاع الخاص سیاسة ملکیة الدولة برنامج الطروحات القطاع الخاص خلال الفترة هذه الشرکات من الشرکات العدید من من خلال
إقرأ أيضاً:
اتحاد الغرف السياحية يرحب بتشكيل لجنة تطوير السياحة المصرية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
رحب الاتحاد المصري للغرف السياحية، بقرار رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي تشكيل 6 لجان استشارية متخصصة وتسمية أعضائها لتعزيز التواصل بين الحكومة والخبراء في عدة مجالات اقتصادية، ومن بينها لجنة تطوير السياحة المصرية، واعتبر مجلس إدارة الاتحاد أن تلك الخطوة سوف تسهم بشكل كبير في الإسراع بحل العديد من المشاكل التي تواجه عدة قطاعات اقتصادية مهمة وفي مقدمتها السياحة ، وأعرب الاتحاد عن أمله في أن تحقق تلك الخطوة المهمة الأهداف المرجوة منها.
ومن جانبه أكد حسام الشاعر رئيس الاتحاد المصري للغرف السياحية، أن تشكيل تلك اللجان الاستشارية المتخصصة من شأنه تعزيز التواصل بين الحكومة وخبراء القطاع الخاص وبما يتيح قنوات مفتوحة بشكل مستمر وتحقيق تواصل سريع يؤدي إلى سرعة وسهولة تبادل الأفكار والمقترحات وبما يدعم صناعة القرار بمختلف المجالات الاقتصادية ومنها السياحة.
وأشاد الشاعر بحرص رئيس مجلس الوزراء على الانفتاح على كافة الأفكار والمقترحات المقدمة من القطاع الخاص والتي من شأنها إزالة أي عقبات لتحقيق النمو المستهدف في أعداد السائحين ومضاعفة الدخل القومي من العملات الأجنبية، وأكد رئيس اتحاد الغرف السياحية أن الدكتور مصطفى مدبولي يولي اهتماما كبيرا بالقطاع الخاص وحريص على التواصل المستمر والفعال مع ممثليه وإزالة المعوقات أمام تحقيق انطلاقة اقتصادية كبرى، مشيرا إلى أن هذا التوجه يأتي تنفيذا للنهج الذي يتبناه الرئيس عبد الفتاح السيسي بتشجيع القطاع الخاص وتسهيل مهمته باعتباره حجر الزاوية في تحقيق النمو الاقتصادي الذي تسعى إليه مصر.
وأكد حسام الشاعر أن اتحاد الغرف السياحية سوف يقدم كل صور الدعم لمساندة اللجنة الاستشارية الجديدة حتى تنجح في مهمتها، مؤكدا حرص الاتحاد على مد اللجنة بكل ما تحتاجه من دراسات واحصائيات وكذلك الأفكار والمقترحات المختلفة التي تساهم في تحقيق أهداف اللجنة بإزالة أي معوقات أمام القطاع السياحي الخاص لتحقيق نسب النمو التي تستهدفها الدولة من صناعة السياحة.
وأوضح حسام الشاعر، أن مصر لديها المقومات السياحية التي تجعلها في مقدمة الدول الجاذبة للسياحة في المنطقة والعالم ، مشيرا إلى أن تحسين تجربة السائح يجب أن يكون في مقدمة أعمال اللجنة وهذا الهدف يتحقق بإزالة الكثير من الشكاوى والمشاكل التي تواجه السائح منذ وصوله وحتى مغادرته، وتتطلب رفع مستوى جودة الخدمة في كل القطاعات التي يتعامل معها السائح بدءاً من المطارات مروراً بالانتقالات والتسكين في الغرف الفندقية وزيارة المزارات السياحية والتسوق.
الجدير بالذكر أن الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء أصدر قراراً بتشكيل لجان استشارية متخصصة لتعزيز التواصل بين الحكومة والخبراء في مجالات القطاع الخاص المختلفة، وتضمن قرار رئيس الوزراء تشكيل لجنة تطوير السياحة المصرية، وتضم كلا من حسام سلامة جودة الشاعر، وهشام طلعت مصطفى إبراهيم، وكامل حسن أحمد أبو علي وحامد الشيتي محمد علي الشيتي، وحسن محمد حسن درويش، وأحمد عاطف الوصيف، ومحمد نادر محمد هشام أحمد علي، والمهندس باسل سامي سعد مسعد سعد.