كشفت دراسة بحثية رائدة تم تطويرها بقيادة باحثين في كلية الطب بجامعة "أريزونا" بولاية "تاكساس" الأمريكية، عن أدلة مهمة يُمكن أن تمهد الطريق للكشف المبكر عن مرض الشلل الرعاش وعلاجات أكثر فعالية.
وقد تمكن الباحثون خلال الدراسة من تطوير طريقة مبتكرة لدراسة مرض الشلل الرعاش (الباركنسون) في المختبر، حيث أكدت الدكتورة " لاليثا مادهافان"، أستاذ علم الأعصاب في كلية الطب جامعة "أريزونا"، أنه عادة ما يتم تحديد مرض الشلل الرعاش عندما يكون 60 إلى 70% من الخلايا العصبية "الدوبامين" في الدماغ قد تدهور بالفعل أو مات، وعلى الرغم من توفر العلاجات، فإن تشخيص الحالة في هذه المرحلة المتقدمة يشبه محاولة إطفاء حريق بكوب صغير من الماء لذا فإن الحاجة إلى تشخيص مرض باركنسون في مراحله المبكرة أمر بالغ الأهمية.


ومرض الشلل الرعاش ( الباركنسون) هو اضطراب عصبي تدريجي يؤثر على ما يقرب من مليون أمريكي.. ويتسبب المرض في صعوبات في الحركة، والتوازن والإدراك، ويزداد سوءا تدريجيا حتى تصبح المهام اليومية، مثل المشي والتحدث شاقة، وعلى الرغم من عدم وجود علاج لمرض الشلل الرعاش (الباركنسون)، إلا أن العلاجات الحالية تساعد في إدارة الأعراض، ومع ذلك تقل فعاليتها بمرور الوقت وغالبا ما تنطوي على آثار جانبية غير مرغوب فيها.
ولمواجهة هذا التحدي، طور فريق الدكتورة "مادهافان" نموذجا مختبريا مشتقا من الإنسان لدراسة مرض الشلل الرعاش، حيث استخدم الباحثون الخلايا التي يتم الحصول عليها من مرضى الشلل الرعاش، مستخدمين تقنية الخلايا الجذعية المستحثة متعددة القدرات لتحويل خلايا الجلد البالغة، المعروفة باسم الخلايا الليفية، إلى خلايا دماغية.
وقد مكن هذا النهج المبتكر الباحثين من إجراء دراسة على المستوى الخلوي، مما قد يؤدي إلى تحسين التشخيص والعلاجات، ومن المثير للاهتمام، وفق الباحثين، أن التجارب أسفرت عن رؤية قيمة أخرى مفادها أن: خلايا الجلد قد تكون بمثابة نافذة على الدماغ، وفي حين أن خلايا الجلد نفسها لا تظهر عليها أعراضا عصبية، إلا أنها تشترك في بعض "التوقيعات" الجزيئية مع خلايا الدماغ، وتشير هذه التغييرات المشتركة إلى أنه من المحتمل استخدام خلايا الجلد لتشخيص مرض الشلل الرعاش في مرحلة مبكرة.
كما يرى الباحثون مستقبلا أنه يمكن للأطباء اكتشاف مرض الشلل الرعاش في بدايته، من خلال فحص خلايا الجلد بحثا عن علامات جزيئية محددة مرتبطة بالمرض، ويمكن لهذا النهج المبتكر أن يحدث ثورة في التشخيص المبكر ويمهد الطريق لعلاجات مخصصة تعتمد على الملامح الجينية للمرضى الفرديين.
وقد حصلت الدكتورة "مادهافان" على براءة اختراع لطريقة لتحليل خلايا الجلد لتحديد العلامات الجزيئية المرتبطة بمرض الشلل الرعاش، وتهدف الأبحاث المستمرة إلى فهم أفضل لكيفية تغير خلايا الجلد بمرور الوقت، وإلقاء الضوء على تطور المرض وتسهيل الاكتشاف المبكر للمرض.
ومن خلال تسخير سهولة الوصول إلى خلايا جلد المريض، يمكن لهذا النهج الدخول في عصر جديد من الطب الدقيق، وقد يكون الأطباء قادرين على وصف العلاجات الحالية لإبطاء تطور المرض بناء على التشخيص المبكر، وفي الوقت ذاته، يمكن للعلماء تطوير الجيل التالي من أدوية الشلل الرعاش التي تستهدف المرض في مرحله الأولى.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: دراسة مرض الشلل الرعاش العلاجات خلایا الجلد

إقرأ أيضاً:

رسامني: رائحة الجنوب تحمل تاريخا من الصمود والعزة تلامس الوجدان

أشار وزير الأشغال العامة والنقل فايز رسامني إلى "حجم الدمار الذي خلفته المأساة، خلال الجولة التفقدية التي قمنا بها اليوم مع دولة ‎رئيس مجلس الوزراء نواف ‎سلام ، وبحضور زملائي وزيري البيئة والطاقة، في القرى الجنوبية المنكوبة جراء ‎الحرب، لكننا لمسنا أيضًا عزيمة لا تلين وإرادة لا تُكسر".

وقال عبر حساب وزارة الاشغال على منصة "اكس": "صمودكم المشرف هو حجر الأساس الذي سنبني عليه مرحلة النهوض وإعادة الإعمار. رائحة ‎الجنوب تحمل تاريخًا من الصمود والعزة، تلامس الوجدان وتحرك المشاعر، فتوقظ فينا إحساسًا أعمق بالانتماء والمسؤولية. هنا تتجسد معاني التضحية والثبات، ويتجلى المعنى الحقيقي للوطنية في أرض تبقى شامخة رغم الجراح".

وتابع: "ملتزمون بالكامل بالوقوف إلى جانب الجنوبيين وتسخير كل الإمكانيات المتاحة لدعمكم، فأنتم روح هذه الأرض، وبإصراركم ستنبض بالحياة من جديد، أقوى وأجمل مما كانت. لن نترككم وحدكم، فالأمل راسخ رغم المحن، ومستقبلٌ أكثر إشراقًا بانتظار جنوبنا الحبيب، ووطننا العزيز لبنان".

وختم: "ندعو جميع ‎اللبنانيين إلى زيارة الجنوب ورؤية الواقع بأم أعينهم، فليس من رأى كمن سمع، ولا يمكن إدراك حجم المعاناة والتضحيات إلا بالوجود بين أهلها. الجنوب ليس مجرد جغرافيا، بل رسالة صمود وكرامة تستحق أن تُروى وتُحترم".

 

مقالات مشابهة

  • التقوى مفتاحُ الفوز في الدنيا والآخرة
  • دراسة: اختبار تحمل الغلوكوز "الأقل زمناً" أكثر فاعلية للأمهات الجدد
  • بيطرى الشرقية يحصن 337 ألف رأس ماشية ضد الجلد العقدي وجدري الأغنام
  • قافلة بيطرية للكشف على الماشية والطيور بالداخلة في الوادي الجديد
  • علامات على الجلد تشير إلى نقص فيتامين ب 12
  • هل يسبب تقشر الجلد حول الأظافر ألما؟ قد يكون علامة على نقص الفيتامينات
  • هل تصبح بريطانيا مفتاح أوروبا لمواجهة ترامب؟
  • رسامني: رائحة الجنوب تحمل تاريخا من الصمود والعزة تلامس الوجدان
  • اقتراحات طبية لتنظيف بشرة الوجه.. بعيداً عن توصيات التواصل الاجتماعي
  • افتتاح مصنع الألواح الشمسية في العين السخنة| مدبولي يوجه ببحث أوجه الاستفادة من مصنع الخلايا الشمسية.. واستشاري استدامة: المصنع يدعم تحول مصر لمركز إقليمي للطاقة النظيفة