مجازر اليهود وصلابة المصريين
تاريخ النشر: 18th, November 2023 GMT
من الطنطورة إلى غزة حكاية تاريخ وطن جذوره مثبتة فى باطن الأرض بجثث آلاف الشهداء وبحور من الدماء، شاهدة عليها أرواح ترتقى كل يوم إلى عرش الرحمن دفاعًا عن الأرض والعرض.
الطنطورة قصة فلسطينية عمرها 75 عامًا لمجزرة بشعة شهدتها الأراضى الفلسطينية فى 22 مايو عام 1948 على أيدى عصابة اليهود النازحين، استشهد فيها أهالى القرية جميعا، ولم تكن حربًا بالمعنى المتعارف عليه، وقد كانت بين مواطنين مسالمين يعيشون فى قريتهم بمأمن تعرضوا لجنود إبليس مدججين بالسلاح والذخائر فى ليلة سوداء فقدوا فيها هدوءهم وأمنهم وأرواحهم.
أهالى القرية الموجودة جنوب حيفا وكان عددهم وقتها 1500 مواطن فلسطينى يعملون بالصيد وكل حياتهم فى البحر، يبدأون كفاحهم اليومى عقب أذان الفجر مع خيوط النهار الأولى، وحتى أذان المغرب، ليعودوا إلى قريتهم يطعمون أسرهم ويبيعون أسماكهم لأهالى القرى المجاورة، ولم يزعزع استقرار القرية الآمنة شيء إلا ظهور النازيين الصهاينة الذين زرعهم وعد بلفور المشؤوم فى قلب العروبة وأرض الأنبياء سرطانًا خبيثًا ندعو الله أن ينزعه من وطننا.
ولم تكن مذبحة الطنطورة التى أقيم على أنقاضها مستوطنتا نحشوليم وموشاف، هى الأولى فى سجل المذابح الإسرائيلية فى حق الشعب الفلسطينى، ولكنها كانت الأكثر دموية فى تلك المرحلة بعد 11 عامًا من المجازر المتفرقة.
عمومًا مصاصو الدماء الصهاينة ارتكبوا العديد من المجازر أشهرها 15 وهى مذابح «بلدة الشيخ 1947، دير ياسين 1948، قرية أبو شوشة 1948، الطنطورة 1948، قبية 1953، فلقليلة 1956، كفر قاسم 1956، خان يونس 1956، تل الزعتر 1976، صبرا وشاتيلا 1982، المسجد الأقصى 1990، مسجد الحرم الإبراهيمى 1994، مخيم جنين 2002، غزة 2023».
ويذكر أن أول مجزرة وقعت ضد الشعب الفلسطينى من قبل النازحين الصهاينة هى مجزرة حيفا فى 6 مارس 1937، نفذها عصابتا الإنسل وليحى بإلقاء قنبلة على سوق حيفا واستشهد خلالها 18 فلسطينيًا وأصيب 38 آخرون.
عشرات المجازر ارتكبت قبل النكبة عام 1948 إلا أن المجازر بعدها أخذت منحنى خطيرًا، وعرفت المقابر الجماعية طريقها إلى الأرض الطاهرة، وعصب المجتمع الدولى عينيه لينتهى اليهود من مخططهم الدموى وما زالوا حتى يومنا هذا لتشهد غزة ما تتعرض له من جرائم حرب بمباركة دولية وبمساندة ودعم أمريكى أوروبى وحلفاء الشيطان.
باختصار.. مجازر اليهود ضد الشعب الفلسطينى سلسال دم متواصل لا ينتهى منذ عام 1937 وحتى الآن.. 86 عامًا كاملة بدون توقف اللهم إلا هدنات مؤقتة يستجمع فيها العدو قوته لينقض من جديد.
ومجزرة غزة الحالية تختلف عن سابقتها من المجازر ومن المحتمل والمخطط لها أن تستمر لفترات طويلة لسبب معلوم، وهو أن منطقة الشرق الأوسط وفقًا للمخططات اليهودية المشفوعة بالمباركة الأمريكية الأوروبية على أبواب تقسيم جديد وفقًا لخارطة الطريق المزعومة، وندعو الله أن تنتهى أعمارهم وأن يقصف أعمار كل من يساندهم دون تحقيق أحلامهم، فسوف ينطق الحجر عندما يصاب الغالبية بالخرس واللامبالاة ولا حول ولا قوة إلا بالله.
وتبقى كلمة.. الموقف المصرى الشجاع الثابت على مر التاريخ تجاه القضية الفلسطينية، صخرة قوية وحائط صد منيع أمام تحقيق الحلم الصهيونى المزعوم، وستبقى مصر هى النصير والداعم الأقوى للأشقاء فى الأرض المحتلة رغم الضغوط الشديدة عليها إقليميًا ودوليًا، إلا أن رؤية قيادتها السياسية الثاقبة ستبقى راسخة أن الطريق الأمثل والأوحد لإنهاء الصراع العربى الإسرائيلى هو حل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود 1967 عاصمتها القدس الشرقية، عاشت مصر وعاشت فلسطين عربية وستبقى عربية أبد الآبدين رغم أنف الكارهين.
[email protected]
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: مجازر اليهود باختصار الطنطورة آلاف الشهداء الاراضي الفلسطينية
إقرأ أيضاً:
وقفة جماهيرية في مأرب تندد باستمرار جرائم الاحتلال في غزة وتدعو لتحرك دولي لوقفها
شمسان بوست / مأرب :
شهدت مدينة مأرب، اليوم، وقفة جماهيرية حاشدة استمراراً للوقفات الشعبية التي تشهدها المدينة أسبوعيًا للتضامن مع الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، والتنديد بجرائم الاحتلال المتواصلة بحق المدنيين لليوم الـ 399 على التوالي.
وأوضح المشاركون في الوقفة، أن استمرار تدهور الأوضاع في قطاع غزة وتكرار مشاهد المجازر المروعة المرتكبة بحق سكانه كل يوم، والتدمير الشامل والممنهج لكل منشآته ليست مجرد جرائم حرب عابرة بحق الفلسطينيين وحسب، بل هي مذبحة حقيقية لكل المبادئ والقيم الإنسانية جمعاً مما يستدعي تحركًا عالميًا فورياً لوقف هذا “النزيف الإنساني” المستمر.
واكد المشاركون في الوقفة، أن الظروف المأساوية التي يواجهها أكثر من اثنين مليون فلسطيني في قطاع غزة نتيجة النقص الحاد في الغذاء والدواء وكل مقومات الحياة الأساسية فيه، وانهيار المنظومة الصحية في القطاع، تزيد معاناة المدنيين مع حلول فصل الشتاء، تتطلب من المجتمع الدولي تدخلاً عاجلا .
وجدد المشاركون، إدانتهم الشديدة لاستمرار الكيان الصهيوني في ارتكاب جرائم الإبادة الجماعية والتطهير العرقي بحق المدنيين الفلسطينيين في قطاع غزة..مؤكدين أن الصمت الدولي إزاء تلك الجرائم لم يعد مقبولاً، وحملوا كل المتورطين مع الاحتلال والداعمين له كامل المسؤولية عن تلك الجرائم..داعين مجلس الأمن الدولي وكافة الدول المؤثرة إلى اتخاذ خطوات عملية وفورية لوقف هذه الإبادة المستمرة في غزة للعام الثاني على التوالي على مرآى ومسمع العالم أجمع.
كما طالب المنظمات الحقوقية والإغاثية حول العالم بتقديم المساعدات العاجلة وتوثيق المجازر وكل أشكال الانتهاكات الاسرائيلية المرتكبة بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والضفة الغربية ومدينة القدس وكافة الأراضي الفلسطينية المحتلة وتقديمها لمحكمة العدل الدولية ومطالبتها بتحمل مسؤوليتها في تقديم المسؤولين عن المجازر للعدالة..داعيًا الشعوب العربية والإسلامية وكل شعوب العالم الحرة إلى مساندة الشعب الفلسطيني ودعم صموده واستمرار نضاله الوطني والمشروع من أجل الحرية والكرامة والعدالة، والوقوف صفًا واحدًا لحماية الإنسانية من هذا التوحش الصهيوني غير المسبوق.