الانتخابات الرئاسية المصرية أصبحت على الأبواب، حيث تجرى وفق الجدول الزمنى المحدد من قبل الهيئة الوطنية للانتخابات، وهى هيئة مستقلة تختص دون غيرها بإدارة الانتخابات، بدءًا من إعداد قاعدة بيانات الناخبين وتحديثها، حتى إعلان النتيجة، وطبقا للجدول الموضوع سلفا من الهيئة الوطنية للانتخابات، فإن الانتخابات تجرى فى الخارج لتصويت المصريين أيام 1 و2 و3 ديسمبر المقبل، وتجرى فى الداخل أيام 10 و11 و12، وتحت إشراف قضائى كامل فى جو من النزاهة والشفافية.
مناخ الانتخابات الصحى الذى هيأته الهيئة الوطنية للانتخابات من خلال رسالة استباقية عن إعلانها وقوفها على مسافة واحدة من جميع المرشحين للرئاسة لمنع أى تشكيك يمكن أن يتعرض له المرشحون، وطمأنتها للناخبين بأنها وفرت لهم سبل الراحة التى تجعلهم يدلون بأصواتهم وسط جو من الحرية والأمن، وإعلان الهيئة عن التزامها بالدستور فى كل ما يتعلق بالعملية الانتخابية، فهذه الأجواء مجتمعة يجب أن تكون دافعا لجميع المصريين المقيدين فى جداول الانتخابات على المشاركة باعتبارها حقا من حقوق المواطنة، وواجبا دستوريا، والحق والواجب عندما يلتقيان فى العملية الانتخابية يتحقق الهدف، وهو تقديم صورة إيجابية مشرفة عن أهم استحقاق دستورى فى مصر.
أهمية الانتخابات الرئاسية الحالية تكمن فى أنها تعتبر تجربة ديمقراطية فريدة، حيث يتنافس فيها أربعة مرشحين: رئيس الجمهورية الحالى الرئيس عبدالفتاح السيسى أمام ثلاثة أحزاب سياسية وهم الدكتور عبدالسند يمامة رئيس حزب الوفد، ومحمد فريد زهران رئيس الحزب المصرى الديمقراطى، وحازم عمر رئيس حزب الشعب الجمهورى.
وهذا إن دل فإنه يدل على نضج حرية الرأى فى مصر، واحترام التعددية السياسية والحزبية التى تطمح إلى تداول السلطة، واحترام سيادة الشعب لأنه يعتبر مصدر السلطات، كما تدل تعددية المرشحين على ثقة القيادة السياسية الحالية فى نفسها معتمدة على رصيدها عند المصريين.
إن نجاح هذه التجربة الديمقراطية التى يرتفع فيها الجميع إلى مستوى الوطنية، يتوقف على الوعى الشعبى بأهمية هذه المرحلة التى تمر بها مصر من أزمة اقتصادية، بالإضافة إلى دورها الكبير فى مساندة الشعب الفلسطينى الشقيق فى غزة، وهو دور مشرف يليق باسم مصر قيادة وشعبا وقوات مسلحة، حيث تصدت فيه مصر لمخطط صهيونى تمثل فى محاولة تهجير شعب غزة إلى سيناء وتفريغ القضية الفلسطينية وإنهاء دولة فلسطين إلى الأبد، وكان موقف مصر، لا تهجير للفلسطينيين من أراضيهم ولا تنازل عن حفنة رمل من سيناء، وهى للمصريين فقط، كما قامت بمصر بدور مهم فى فتح المعبر لتقديم المساعدات الإنسانية للشعب الفلسطينى الشقيق، بالإضافة إلى علاج آلاف المصابين من جراء حرب الإبادة التى شنها الاحتلال الإسرائيلى على غزة، ومطالبة مصر فى القمم التى عقدتها على الأرض المصرية أو البلاد العربية أو من خلال المنظمات الدولية بأنه لا سبيل للاستقرار والأمان فى المنطقة دون حل عادل للقضية الفلسطينية، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.
لا شك أن الحرب الهمجية التى يشنها الاحتلال الإسرائيلى على غزة، واضطلاع مصر بالدور الأكبر لوقف إطلاق النار، واللجوء إلى الحلول السلمية، أمام الموقف المتخاذل على المجتمع الدولى والدول الكبرى، وانحياز الولايات المتحدة الأمريكية لإسرائيل، والموقف الضعيف من الدول العربية فى مساندة القضية الفلسطينية، أثر كل ذلك على زخم الانتخابات الرئاسية المصرية، لكنها -أى الحرب- لن تنسحب البساط من الانتخابات ويسير كل شيء كما هو مخطط له حسب جدول زمنى لن يتغير، فمصر تنعم بالاستقرار والأمان منذ القضاء على الإرهاب فى سيناء، وفى كل مكان على أرض مصر مما ساعد على إلغاء حالة الطوارئ التى كانت تمدد منذ عهد السادات.
وإذا كان الاستقرار يولد من رحم المعاناة فلابد أن يحول المصريون التوترات التى سببتها الحرب الإسرائيلية على غزة إلى حافز لشحن الوعى إلى ما يحاك للمنطقة الذى يدفعهم إلى التكاتف للتصويت بكثافة فى الانتخابات الرئاسية وتقديم صورة ديمقراطية وإيجابية للخارج بأن المصريين يختارون رئيسهم بكامل إرادتهم الحرة من خلال طوابير طويلة تقف فى شموخ أمام لجان الانتخابات فى انتظار وضع رأيها فى الصناديق المعدة تحت إشراف قضائى نزيه محايد وأمين على العملية الانتخابية من الألف للياء.
هذه المرحلة من حياة الوطن تحتاج إلى تكاتف الشعب المصرى الذى فعلها مرات عديدة، عندما تكاتف مع القوات المسلحة لطرد جماعة الإرهاب من السلطة، وتكاتف مع القيادة السياسية فى تفويضها لمكافحة التطرف والإرهاب لتطهير سيناء من العابثين الذين كانوا يحاولون فصلها عن الوطن.
مشاركة المصريين فى الانتخابات الرئاسية لا تقاس بعدد الأصوات ولكن أهميتها الكبرى فى أنها ضرورة لبناء مرحلة جديدة فى حياة الدولة المصرية وإقامة دعائم الجمهورية الجديدة ورسالة للخارج عن وعى المصريين فى ممارستهم حقوقهم السياسية.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: حكاية وطن الانتخابات الرئاسية المصرية الهيئة الوطنية للانتخابات بيانات الناخبين الانتخابات الرئاسیة
إقرأ أيضاً:
"المصريين": كلمة الرئيس في الأكاديمية العسكرية أكدت ثبات موقف مصر من القضية الفلسطينية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
ثمن حسين أبو العطا، رئيس حزب "المصريين"، كلمة الرئيس عبدالفتاح السيسي خلال زيارته التفقدية للأكاديمية العسكرية المصرية، بحضور الفريق أشرف زاهر رئيس الأكاديمية العسكرية، مشيدًا بتأكيد الرئيس السيسي على أن الدور المصرى ثابت منذ اليوم الأول للأزمة وحتى وقف إطلاق النار في غزة وإدخال المساعدات والإفراج عن المحتجزين.
وقال "أبو العطا"، في بيان اليوم الجمعة، إن الجهود المصرية المُكثفة التي يقودها الرئيس السيسي لاستكمال الهدنة بين الأطراف المتنازعة وإتمام عملية تبادل الأسرى تُعد استمرارًا للدور الريادي والمحوري الذي تضطلع به مصر في دعم الاستقرار والسلام في المنطقة، موضحًا أنه لا يخفى على أحد دور مصر المحوري في تقريب وجهات النظر وضمان تنفيذ التفاهمات التي تم التوصل إليها، وقدرتها على تحقيق هذا الإنجاز الإنساني المهم، والذي يُسهم في تخفيف معاناة الشعب الفلسطيني.
وأضاف أن موقف مصر ثابت وواضح من رفض عمليات التهجير القسري التي تستهدف الشعب الفلسطيني، موضحًا أن مصر منذ اليوم الأول للأزمة أعلنت رفضها القاطع لأي مخططات تستهدف تهجير الفلسطينيين من أراضيهم أو المساس بحقوقهم المشروعة.
وأوضح أن القيادة السياسية تواصل تحركاتها الدبلوماسية في المحافل الدولية والإقليمية لوقف أي محاولات لفرض هذا التهجير، والدفاع عن حق الشعب الفلسطيني في البقاء على أرضه، مؤكدًا أن الرئيس السيسي حرص على تعزيز الدعم الدولي لحقوق الفلسطينيين، مع التأكيد على رفض التهجير القسري كليًا، منوهًا بأن الرفض الدولي لعمليات التهجير يعكس الموقف المشترك للمجتمع الدولي في الدفاع عن حقوق الإنسان وحماية حقوق الشعوب.
ولفت إلى أن مصر تسعى جاهدة لاستئناف عملية تبادل الرهائن والمحتجزين، فضلًا عن تسهيل وصول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، في ظل الأزمة الإنسانية المتفاقمة، موضحًا أن حل الدولتين هو السبيل الوحيد لإنهاء دائرة العنف والدمار في المنطقة، وضمان الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، مؤكدًا أن إقامة دولة فلسطينية على حدود الرابع من يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، هو الضمان الأساسي لتحقيق السلام الدائم، وذلك الأمر يحفظ حقوق الشعب الفلسطيني ويُحقق الأمن والاستقرار للمنطقة بأكملها.
ونوه بأن الجهود المصرية المبذولة في القضية الفلسطينية تؤكد محورية دور مصر، ودورها الفاعل في التواصل مع مختلف الأطراف، مؤكدًا أن محاولات التهجير والاقتلاع من الأرض دعاوى واهية، ولن يتخلى الشعب الفلسطيني عن أرضه وحقوقه التاريخية مهما حدث.