شركة أوبن إيه آي تطيح بمؤسسها ومطلق ثورة شات جي بي تي
تاريخ النشر: 18th, November 2023 GMT
أصبح سام ألتمان، مؤسس شركة "أوبن إيه آي" ومطلق منصة الذكاء الاصطناعي التوليدي "شات جي بي تي"، خلال عام واحد شخصية رئيسية في سيليكون فالي، إلى أن أقيل الجمعة من مهامه في رئاسة الشركة، بحسب تقرير لوكالة رويترز.
وقد فاجأت إقالته وادي السيليكون، حيث كان رجل الأعمال البالغ 38 عاما يُعتبر من الشخصيات الرائدة في قطاع يواجه تحديات كبرى، وهو الذكاء الاصطناعي.
وأنشأ ألتمان الذي ولد في أبريل/نيسان 1985، ونشأ في سانت لويس بولاية ميسوري الأميركية، شركة "أوبن إيه آي" في عام 2015، وكانت في البداية مؤسسة غير ربحية ترمي لتطوير الذكاء الاصطناعي ليكون تقنية "آمنة ومفيدة للبشرية"، على حد تعبير إيلون ماسك في مقابلة مع صحيفة نيويورك تايمز.
والذكاء الاصطناعي في دائرة الضوء منذ أن اعتمد ملايين الأشخاص برنامج "شات جي بي تي" من "أوبن إيه آي"، القادر على التحدث مع البشر بلغتهم اليومية وإنشاء جميع أنواع النصوص بناءً على طلب بسيط.
وقال ألتمان خلال مؤتمر الخميس عشية إقالته من (أوبن إيه آي)، "بموازاة النشر التدريجي للذكاء (الاصطناعي) في كل مكان، سيكون لدينا جميعا قوى خارقة عند الطلب".
وفي مواجهة المخاوف القوية التي أثيرت، لا سيما على صعيد الديمقراطية والوظائف، قال رجل الأعمال لوكالة الصحافة الفرنسية الخميس "أتعاطف كثيرا مع مشاعر الناس حول الذكاء الاصطناعي مهما كانت".
وقال ألتمان في عام 2016 لمراسل صحيفة نيويوركر "ما لم يحصل اندماج مع الذكاء الاصطناعي، فإمّا أن نكون في خدمته، أو يكون في خدمتنا"، مضيفا "يحتاج البشر إلى الارتقاء إلى مستوى أعلى".
درس ألتمان علوم الحاسوب في جامعة ستانفورد المرموقة، لكنه سرعان ما ترك الجامعة ليؤسس في عام 2005 شبكة التواصل الاجتماعي "لوبت" (Loopt) التي قُدّرت قيمتها بأكثر من 43 مليون دولار عندما باعها في عام 2012.
وفي عام 2014، تولى منصب رئيس شركة "واي كومبينايتر" (Y Combinator)، التي تستثمر في الشركات الناشئة وتقدم المشورة لرواد الأعمال، مقابل الحصول على أسهم. وقد ساعدت المنظمة بشكل خاص خدمات شهيرة بينها "إير بي إن بي" و"سترايب" و"ريديت".
وتحت قيادته، توسعت الشركة إلى ما هو أبعد من البرمجيات، لتشمل الشركات الناشئة في قطاعات أخرى عدة، بينها شركة "إنداستريال مايكروبز" الناشئة في مجال التكنولوجيا الحيوية.
وقال رئيس الشركة ديريك غرينفيلد، إن ألتمان شخصية "حادة للغاية"،
ووصفه بأنه "يفكر ويتحدث بسرعة، ويطرح الأسئلة الصعبة، ولكن دائما بطريقة مشجعة".
وأضاف "لقد وسّع الحدود. لا أعرف أين كنا سنكون، لو لم يحوّل (واي كومبينايتر)".
كذلك، وصف جيريمي غولدمان من شركة "إنسايدر إنتلجنس"، سام ألتمان بأنه "مفكر (عميق التأمل) يسعى بأي ثمن إلى القيام بالأشياء بشكل صحيح".
صاحب رؤية استشرافيةاستثمر ألتمان في العديد من الشركات، بما يشمل استثماره 375 مليون دولار في شركة "هيليون" الناشئة العاملة في مجال الاندماج النووي.
وقال ألتمان لقناة "سي إن بي سي" في مايو/أيار "رؤيتي للمستقبل والسبب الذي يجعلني أحب ("أوبن إيه آي" و"هيليون") هو أنه إذا تمكنا حقا من خفض تكلفة الذكاء وتكلفة الطاقة، فإن نوعية الحياة للجميع ستتحسن بشكل كبير".
وفي يوليو/تموز، أطلق ألتمان رسميا "وورلدكوين" (Worldcoin)، وهي عملة مشفرة جديدة مزودة بنظام للتحقق من الهوية البشرية يعتمد على قزحية العين. والهدف المعلن منها يكمن في الحد من مخاطر الاحتيال في قطاع يشيع فيه استخدام الأسماء المستعارة.
وعلى الجانب السياسي، وصف ألتمان الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب بأنه "تهديد للأمن القومي"، وصمّم تطبيقا في عام 2016 لتشجيع الشباب على التصويت.
وفي نهاية عام 2019، نظم حملة لجمع التبرعات للمرشح الديمقراطي أندرو يانغ الذي يدعو إلى تحديد حد أدنى من المخصصات المالية للجميع، من شأنه أن يعوّض فقدان الوظائف بسبب اقتحام الآلة مجالات العمل.
وكتب ألتمان في مدونته "الأمر ليس معقدا: نحن بحاجة إلى التكنولوجيا لإيجاد المزيد من الثروة، وإلى سياسة لتوزيعها بشكل عادل".
وتوقع، في منشور على مدونة في عام 2021، أن "التقدم التكنولوجي الذي (سنحققه) في الأعوام الـ100 المقبلة سيكون أكبر بكثير من أي شيء تم إنجازه منذ أول استخدام للنار واختراع العجلة".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: الذکاء الاصطناعی أوبن إیه آی فی عام
إقرأ أيضاً:
الذكاء الاصطناعي يهدد مستقبل التصوير الفوتوغرافي
في خبر صادم لهواة التصوير ومحترفيه، كشفت نتائج بحث أجرته شركة التكنولوجيا الأميركية جوجل بالتعاون مع دار النشر الإسكندنافية بونييه نيوز أن الصور المولدة بالذكاء الاصطناعي أصبحت أكثر شعبية من الصور الحقيقية.
ومن خلال تطوير واختبار تطبيق ذكاء اصطناعي يسمى "بونز أيه.آي"، اكتشفت دار النشر بونييه ومبادرة جوجل نيوز أن الصور المنتجة باستخدام التطبيق سجلت معدلات نقر أعلى من الصور الحقيقية عند عرضها للمستخدمين.
نتائج صادمة
في بيان مشترك، أعلنت بونييه وجوجل أن "النتائج المبكرة أظهرت تفوقًا واضحًا للصور المولدة عبر تطبيق بونز أيه.آي على الصور الحقيقية في الإعلانات".
وأضاف البيان أن الصور المولدة بالذكاء الاصطناعي حققت في بعض الحالات تحسنًا مذهلًا وصل إلى 100% في معدل النقر مقارنة بالصور الأصلية.
تزايد اعتماد الذكاء الاصطناعي في المؤسسات الإخبارية
رغم أن بونييه وجوجل لا تشجعان استخدام الصور المولدة بالذكاء الاصطناعي في المقالات الإخبارية، إلا أن الاتجاه نحو الذكاء الاصطناعي في الإعلام يتسارع. وبحلول منتصف عام 2023، أفاد مسح أجراه الاتحاد العالمي لناشري الأخبار "وين أفرا" بأن حوالي نصف غرف الأخبار باتت تستخدم برامج الدردشة الآلية في عملها اليومي. وإذا استمر التوسع في استخدام الصور المولدة بالذكاء الاصطناعي، فقد يشكل ذلك تهديدًا مباشرًا لمستقبل المصورين المحترفين والهواة.
أخبار ذات صلة
اقرأ أيضاً.. الذكاء الاصطناعي يتفوق على البشر في تحليل بيانات مراقبة القلب بدقة مذهلة
اندماج ضخم بين "جيتي إيمدجز" و"شاترستوك"
وفي سياق آخر، وافقت شركة جيتي إيمدجز، التي تقدم خدمات الصور عبر منصتها آي ستوك، على صفقة اندماج ضخمة مع شاترستوك بقيمة 3.7 مليار دولار. وقد أثار الإعلان ردود فعل متباينة، حيث أطلق بعض المعلقين على وسائل التواصل الاجتماعي على الكيان الجديد اسم "جوترستوك" في إشارة إلى الدمج بين الشركتين.
أهداف الاندماج وتأثيره على سوق التصوير
وفقًا لبيان مشترك، تسعى الشركتان من خلال هذه الصفقة إلى تلبية "الاحتياجات المتطورة للصناعات الإبداعية والإعلامية والإعلانية" عبر الاستثمار المشترك في إنشاء المحتوى، وتغطية الأحداث، وتطوير التكنولوجيا.
كما يهدف الاندماج إلى خفض النفقات التشغيلية بما يتراوح بين 150 إلى 200 مليون دولار بحلول العام الثالث من الاندماج.
تأثير الاندماج على المصورين
حاليًا، يمكن للمصورين الذين يرفعون أعمالهم على أي من المنصتين الحصول على 10 سنتات كحد أدنى لكل عملية بيع للصور، وذلك وفقًا للشروط والحقوق الحصرية. ومع هذه التغيرات الكبيرة في سوق التصوير، يبقى التساؤل حول مستقبل المصورين في ظل صعود الذكاء الاصطناعي وهيمنة الشركات الكبرى على قطاع الصور الرقمية.