تشييع «الضمير الإنسانى» إلى مثواه الأخير
تاريخ النشر: 18th, November 2023 GMT
اعتقد البعض أن أعظم مذبحة فى التاريخ وقعت عندما استبيحت بغداد عاصمة الخلافة العباسية من قبل المغول ودخلت جيوش التتار وجعلت بغداد أنهاراً من الدماء، وسجل التاريخ مأساة اجتياح جيش المغول للمدينة فى يوم الأربعاء 9 صفر 656هـ الموافق 14 فبراير/ شباط 1258م، وتدمير معالم الحضارة الإسلامية فيها وقتل أهلها؛ ودونت كأبشع المذابح فى تاريخ البشرية.
لم تمهل الدولة الصهيونية كتاب التاريخ كثيرًا لتسجل أبشع الجرائم الإنسانية فى غزة من قتل وتخريب وتدمير، ووصل عدد الضحايا الفلسطينيين جراء الهجمات الإسرائيلية على القطاع إلى أكثر من 11 ألفاً ومن بين القتلى 4630 طفلًا و3130 امرأة، فى 40 يوماً منذ بداية آلة القتل الإسرائيلية فى حصد الارواح.
على جانب آخر، لم تسلم المستشفيات التى يحميها القانون الدولى من الاعتداءات وسجل مستشفى الشفاء فى قطاع غزة، وفاة كل المرضى فى قسم العناية المركزة بالمستشفى، وبذلك بسبب الحصار الذى تفرضه إسرائيل على المجمع الطبى.
واستبيحت واقتحمت المستشفيات بدعوى وجود أنفاق وغرف عمليات تحت الأرض بمستشفى الشفاء.
كل هذه الجرائم التى لم يسلم منها أحد، ورغم بشاعة المنظر، فإن هناك صمتاً عالمياً على ما يجرى بحق الفلسطينيين.
وحسناً فعلت القيادة المصرية ممثلة فى الرئيس عبدالفتاح السيسى الذى لم يترك محفلاً إلا وطالب المجتمع الدولى بتحمل مسئولياته فى الدفاع عن قيم الحق والعدل وقبلها القيم الإنسانية، بالإضافة إلى المواقف التاريخية بدعم القضية الفلسطينية، ورفض مخطط التهجير وتفريغ القضية الفلسطينية.
ما نشاهده من تخاذل المجتمع الدولى هو بمثابة تشييع الضمير الإنسانى إلى مثواه الأخير فأصبح بدون فاعلية تذكر وباتت مشاهد القتل والتدمير فى غزة يشاهدها المجتمع الغربى والأمريكى وكأنه يشاهد افلام الأكشن فى هوليوود.
بقى لى كلمة للفلسطينيين.. الليل لن يطول والشمس ستشرق لا محالة وأنتم شعب الجبارين وصمودكم يجرى فى عروقكم مجرى الدم، وغزة هى أرضكم وفلسطين هى وطنكم، والتاريخ لن يرحم القتلة والمجرمين.
وللحديث بقية ما دام فى العمر بقية.
المحامى بالنقض
عضو مجلس الشيوخ
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: عضو مجلس الشيوخ المحامي بالنقض طارق عبدالعزيز كلمة حق بغداد المغول الدماء
إقرأ أيضاً:
نميرة نجم توضح تفاصيل جلسات الاستماع أمام المحكمة بشأن القضية الفلسطينية
تحدثت السفيرة نميرة نجم، عضو الفريق القانوني الفلسطيني أمام محكمة العدل الدولية، عن تفاصيل جلسات الاستماع أمام المحكمة بشأن القضية الفلسطينية، حيث تتصدر قضية نفاذ المساعدات الإنسانية المشهد، وسط الجدل الدائر حول القانون الإسرائيلي الذي يفرض قيودًا على وصول وكالة "الأونروا" إلى المدنيين الفلسطينيين في الأراضي المحتلة.
وأكدت ، خلال حديثها ببرنامج "الحياة اليوم" المذاع على قناة "الحياة" أن الجلسات استهلتها الأمم المتحدة ووكالة الأونروا، تلتها مداخلة الجانب الفلسطيني، قبل أن تأتي المداخلة المصرية لتشكل نقطة تحول بارزة في النقاش القانوني.
وأشارت إلى أن المداخلات شددت على التزامات إسرائيل القانونية تجاه الأراضي الفلسطينية المحتلة، وخاصة فيما يتعلق بتسهيل وصول المساعدات.
وأكدت أن المداخلة المصرية أبرزت ضرورة التزام إسرائيل بصفتها دولة احتلال بتأمين المعابر، وعدم استخدام سياسة التجويع كأداة حرب، مشددة في الوقت ذاته على موقف مصر الثابت في دعم القانون الدولي ورفض تهجير الفلسطينيين.
كما سلطت المداخلة المصرية الضوء على استحالة الحياة الطبيعية للفلسطينيين في أراضيهم، وهو أمر يتنافى مع أبسط المبادئ الإنسانية، مؤكدة أن الالتزامات الدولية تفرض على إسرائيل، بصفتها عضوًا في الأمم المتحدة، ضمان حقوق المدنيين، خاصة في ظل الوساطة الثلاثية المصرية القطرية الأمريكية.