هولندا: جيش الاحتلال يتعمد تدمير غزة
تاريخ النشر: 18th, November 2023 GMT
سرايا - قال موقع المجلس النرويجي للاجئين نقلا عن مذكرة سرية من ملحق الدفاع الهولندي في تل أبيب، إن جيش الاحتلال يتعمد التسبب في الدمار الهائل للبنية التحتية والمراكز المدنية في قطاع غزة.
ونقل موقع "ألترا فلسطين" أنه جاء في المذكرة السرية أن تل أبيب تستخدم قوة غير متناسبة في قطاع غزة، وتتعمد أيضا تدمير البنية التحتية من مجمعات سكنية وطرق وجسور، الأمر الذي يفسر ارتفاع عدد الشهداء ويشكل انتهاكا للمعاهدات الدولية وقوانين الحرب.
وكشفت المذكرة أنه من غير الممكن تحقيق أي انتصار عسكري واضح على حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، وأنه حتى إن جرى القضاء على الحركة كامل فإن أيديولوجية الحركة ستبقى مستمرة.
ووفقا للموقع، تم تحرير المذكرة من الملحق العسكري في السفارة، الذي يراقب الوضع في محيط غزة بشكل مكثف مع فريق عسكري، والقيادة السياسية والعسكرية لدى تل أبيب ليس لديها استراتيجية واضحة.
ويرى الموقع أن النتائج الواردة في المذكرة السرية تتناقض بشكل كبير مع التصريحات العلنية التي أدلى بها جيش الاحتلال في الأسابيع الأخيرة، الذي يدعي فيها أنه يبذل قصارى جهده لمنع استهداف المدنيين الفلسطينيين.
وتظهر المذكرة أن هولندا تعلم أن الاحتلال، يختار عن وعي اتباع نهج عسكري لا يرحم يؤدي إلى استشهاد أعداد كبيرة من المدنيين الفلسطينيين، وقرارات مجلس الوزراء الحربي لدى الاحتلال وقيادة الجيش تحركه مشاعر الانتقام.
وجاء في الرسالة: "تردد صدى المشاعر والغضب في الإحاطات الإعلامية للجيش، الذي سيلعب دورا في توسيع تعليمات استخدام القوة للجيش وفي التفسير لقوانين الحرب".
وكتبت السفارة أن جيش الاحتلال يحاول الحد من الخسائر من جانبه قدر الإمكان خلال الهجوم البري، وبالتالي يستخدم القوة المميتة بسرعة أكبر.
ويذكر الموقع النرويجي للاجئين، نقلا عن المذكرة، أن السفارة الهولندية تؤمن أن جيش الاحتلال يطبق عناصر ما يسمى بـ"عقيدة الضاحية"، وتهدف هذه الاستراتيجية، التي استُخدمت لأول مرة في حرب عام 2006 في لبنان، إلى تعمد إحداث دمار هائل في البنية التحتية والمراكز المدنية مع اعتبار وقوع أعداد كبيرة من الضحايا المدنيين أمرا مفروغا منه، وجاء في المذكرة أن التدمير المتعمد للأهداف المدنية يتعارض مع قوانين الحرب.
وبحسب المذكرة تريد تل أبيب أن تستعرض قوتها العسكرية من خلال هجومها على غزة، أمام إيران وحلفائها لإظهار أنها لن تتوقف عند أي شيء، وذلك بعد أن بدت ضعيفة عسكريا أمام عملية طوفان الأقصى، فيما يخشى ملحق الدفاع الهولندي أن هذا الموقف يزيد من فرصة التصعيد الإقليمي.
وأوضح ملحق الدفاع أنه نظرا لأن المستوطنين لا يشعرون بدعم واضح من حلفاء آخرين غير الولايات المتحدة، فإن هذا قد يؤدي إلى اتخاذ إجراءات أكثر تطرفا، واستهداف محتمل للجبهة الشمالية مع حزب الله، ثم إلى مفاوضات السلام.
وجاء في المذكرة أن الإجراء الحالي هو أولا وقبل كل شيء مدفوع بالحاجة إلى توجيه ضربة قاضية لحماس، ولكن الشعور السائد أن ما يحدث قد يمتد إلى أكثر من ذلك.
كما نقل الموقع قلق الملحق العسكري الهولندي إزاء خطط تل أبيب المسربة لتهجير أكثر من مليوني فلسطيني في غزة قسرا، بشكل مؤقت أو غير ذلك، في صحراء سيناء المصرية. ورغم أن رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو وصف هذه الخطة بأنها افتراضية، لكن السفارة الهولندية تأخذها على محمل الجد. وتحت عنوان التفكير في ما لا يمكن تصوره.
وجاء في التقرير أن العديد من المستوطنين، بما في ذلك برلمانيون ومستشارون وجنود، لا يرفضون هذا الخيار باعتباره متطرفا، بل حقيقيا.
وتعد المذكرة المسربة من السفارة الهولندية في تل أبيب، بحسب أكبر مؤسسة إخبارية هولندية (نوس)، المثال الثالث خلال وقت قصير الذي يشير إلى الانتقادات داخل وزارة الخارجية للدعم الهولندي لتل أبيب.
المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية
كلمات دلالية: جیش الاحتلال فی المذکرة تل أبیب وجاء فی
إقرأ أيضاً:
ما الذي يريده محمود عباس من مطاردته لرجال المقاومة بعد كل تلك الملاحم؟!
ارتفعت وتيرة الصدام بين الأجهزة الأمنية الفلسطينية التابعة لرئيس السلطة السيد "أبو مازن" وبين رجال المقاومة في مخيم جنين شمال الضفة الغربية، وذلك حين قررت الأجهزة القيام بحملة أمنية موسعة في إطار العملية التي أسمتها "حماية الوطن"! ما أدى إلى مقتل "يزيد الجعايصة"، القيادي في كتيبة جنين التابعة لسرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد، والمطارد من سلطة الاحتلال. ومن المعلوم بحسب الإحصائيات أن الأجهزة الأمنية الفلسطينية في الضفة الغربية قد قتلت 13 فلسطينيا منذ بداية طوفان الأقصى 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023.
وانطلقت الأحداث في المخيم عقب اعتقال أجهزة الأمن لـ"إبراهيم طوباسي" و"عماد أبو الهيجا"، مما أثار غضب "كتيبة جنين" التي احتجزت سيارات تابعة للسلطة كرهينة للمطالبة بالإفراج عنهما، ورفضت السلطة ذلك المطلب وأرسلت رسالة واضحة بأن هدفها هو إنهاء حالة المقاومة وتسليم السلاح، كما جاء على لسان الناطق بإسم أجهزة الأمن الفلسطينية العميد "أنور رجب"، وهو ما رفضته المقاومة.
حافَظَ رئيس السلطة وباجتهاد منقطع النظير على التنسيق بين أجهزته الأمنية وبين جهازي الموساد والشين بيت الإسرائيليين
وحاصرت الأجهزة الأمنية المخيم أكثر من 7 أيام، ونشرت القناصة على أسطح المنازل وأطلقت النار على كل هدف متحرك داخل مخيم جنين! وحاصرت كذلك المستشفى الحكومي للمخيم وفتشت سيارات الإسعاف وقطعت التيار الكهربائي، ثم اقتحمت مستشفى ابن سينا ومنعت الأهالي من وداع "الجعايصة"..
وقد استنكرت الفصائل الفلسطينية في بياناتها ما تفعله الأجهزة الأمنية من استهدافها للمقاومة وخدمتها للكيان الصهيوني، من قبيل أن "استمرار أجهزة السلطة في هذا النهج المشين يدق ناقوس الخطر ويؤجج خلافات داخلية في توقيت مصيريّ"، و"حماية الوطن لا تكون إلا بدرء الفتن والوقوف صفا واحدا في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي"، و"عنجهية السلطة والأجهزة -خيلاؤها وكِبْرها-! هي ما أوصلتنا إلى هذه النقطة".
عجيب أمر السيد "أبو مازن"، لا يتعلم من الأخطاء والكوارث التي ارتكبها في ماضيه قبل وبعد انفراده بالسلطة، وخطيئته كانت ولا زالت في الثقة -المصطنعة!- في المُفاوض الإسرائيلي والداعم الأمريكي، وفي الجلوس على موائد المفاوضات في (مدريد، أوسلو)، والتعاون والتنسيق الأمني المشترك مع سلطات الاحتلال..
ولقد كانت مكاسب الكيان في تلك المفاوضات العبثية التي حمل لواءها "عباس" فرصة رائعة لتجميل صورة الصهاينة أمام العالم الغربي وأمام شعوبهم بأن إسرائيل دولة تسعى للسلام، والحقيقة أن ذلك لم يكن إلا عملية تخدير طويلة المدى اقتضتها الفترة الزمنية إبان التسعينات من القرن الماضي وساهم فيها أبو مازن بكامل طاقته!..
وهذا بخلاف ما تورط فيه رئيس السلطة ضد شعبه المحاصر في عام 2009 -على سبيل المثال لا الحصر!- من تأجيل التصويت على "تقرير غولدستون" المتضمن للأدلة والشواهد الدامغة بالصور والشهود على جرائم الصهاينة في غزة والساعي لإدانة الاحتلال بسبب جرائمه التي ارتكبتها آلته الحربية، وأشار المفوض الأممي لحقوق الإنسان حينها إلى أن سلطة رام الله التي يفترض أنها تمثل الشعب الفلسطيني! قامت بإنقاذ الكيان الصهيوني من الإدانة الدولية في مجلس حقوق الإنسان بجنيف..
حافَظَ رئيس السلطة وباجتهاد منقطع النظير على التنسيق بين أجهزته الأمنية وبين جهازي الموساد والشين بيت الإسرائيليين، وتكفينا إشادة واحد من أهم الصحف الإسرائيلية، "معاريف"، بالتنسيق القائم لملاحقة الناشطين الفلسطينيين لضمان أمن مواطني الكيان، الأمر الذي ساهم في إنقاذ حياة المئات منهم! وهذا ما ذكره الكاتب بالصحيفة "جاكي خوجي" حين أكد أن التنسيق الأمني هو الاسم السري للتعاون على أعلى المستويات بين أجهزة الأمن من الجانبين لملاحقة ناشطي حركتي حماس والجهاد الإسلامي، وذلك بأن توفر إسرائيل المعلومات الاستخبارية عن وجود خلية مسلحة تخطط لتنفيذ عملية ما، فينطلق الأمن الفلسطيني لاعتقال أفرادها، مما يعفي إسرائيل من المخاطرة بجنودها لدى تنفيذها عمليات الاعتقال!..
محمود عباس يبعث برسائله إلى الداعم الأمريكي وإلى حلفائه في المنطقة أنه الرجل القوي إذا ما وسّدوا إليه حكم غزة بعد إزاحة حماس وأخواتها من فصائل المقاومة، وأن عريكته لا تلين في حماية الكيان الصهيوني وفي التضييق على المقاومة
ما الذي يريده السيد "أبو مازن" ومن أين له بتلك الجرأة في خيانة شعبه؟!
سؤال مُلح يحتاج إلى الإجابة عليه، بعد كل تلك الملاحم التي عاشها ويعيشها الشعب الفلسطيني الأبي خاصة في غزة، وقد وضح للشعب الفلسطيني أن خيارات "عباس" في الثقة بالصهاينة وفي المراهنة على خيار المفاوضات كانت كارثية، وأن التنسيق الأمني مع الاحتلال وكشف عورات المقاومة خيانة عظمى يستحق عليها المحاكمة، وعلى أقل تقدير أن يشعر ببعض الخجل من ماضيه الأسود وأن يتوارى عن المشهد الفلسطيني!
ويبدو أن الرجل ماض في غيه مدعوما بالرضا الأمريكي، والدعم السياسي والمالي من حكومات المنطقة العربية، ومن الجامعة العربية المنحازة لخيارات الحكام لا الشعوب، وهو معروف بغلظته واستعلائه على قادة المقاومة وبوده وانكساره مع داعميه، وكلنا يذكر حالة الود التي ظهر عليها حينما حضر جنازة المجرم "شيمون بيريز" وتجاهله حضوره جنازة زعيم المقاومة الشهيد "إسماعيل هنية" التي جرت بالدوحة، رغم كون هنية رئيسا شرعيا لوزراء فلسطين!..
محمود عباس يبعث برسائله إلى الداعم الأمريكي وإلى حلفائه في المنطقة أنه الرجل القوي إذا ما وسّدوا إليه حكم غزة بعد إزاحة حماس وأخواتها من فصائل المقاومة، وأن عريكته لا تلين في حماية الكيان الصهيوني وفي التضييق على المقاومة حتى ولو هدم المسجد الأقصى!
لا قدر الله..