حتى لو طالت حرب غزة.. مصر والأردن بحاجة شديدة لغاز إسرائيل
تاريخ النشر: 18th, November 2023 GMT
حتى لو طال أمد الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، فمن المرجح أن تسعى قيادة مصر والأردن إلى توجيه الغضب الشعبي بعيدا عن قطاع الطاقة، إذ يتشبث البلدان بواردات الغاز الطبيعي الإسرائيلية في ظل استمرار معاناتهما من مشاكل اقتصادية كبيرة.
تلك القراءة طرحها كولبي كونيلي في تحليل بـ"معهد الشرق الأوسط بواشنطن" (MEI) ترجمه "الخليج الجديد"، مضيفا أن "المخاطر الأمنية التي تهدد أصول الغاز البحرية في إسرائيل راسخة، ورغم أن الصراع أدى إلى تفاقم نقص الطاقة في مصر، إلا أنه ليس السبب فيه".
وأوضح أن "أبرز مثال على تأثير الصراع على المدى القريب على صناعة الغاز كان هو الأمر الذي أصدرته وزارة الطاقة الإسرائيلية لمنصة غاز "تمار"، التي تديرها شركة "شيفرون" بوقف عملياتها، على الرغم من استئنافها لاحقا".
ولفت إلى أن "حقل تمار يحتوي على 10 تريليون قدم مكعب من الغاز، وهو ثاني أكبر حقل إنتاج في إسرائيل ومصدر رئيسي لإمدادات السوق المحلية والصادرات إلى الدول المجاورة".
واستطرد: "كما أنه نقطة عبور للغاز من أكبر حقل في إسرائيل، وهو "ليفياثان"، الذي تديره شيفرون أيضا وتبلغ طاقته 22 تريليون قدم مكعب، إلى مصر".
وأضاف كونيلي أنه "هذه المرة، كانت التأثيرات أكثر وضوحا، إذ استمر توقف العمليات لأكثر من شهر. وكانت مصر تستورد الغاز عبر خط أنابيب غاز شرق البحر الأبيض المتوسط، المعروف باسم خط أنابيب عسقلان-العريش".
واستدرك: "لكن التدفقات توقفت بعد أن وصلت إلى مستويات قياسية تبلغ 900 مليون قدم مكعب يوميا في وقت سابق من العام الجاري.. ثم كان على الواردات أن تسلك طريقا جديدا عبر خط أنابيب الغاز العربي بكميات أقل مما كانت تتلقاه القاهرة قبل الحرب".
اقرأ أيضاً
مع تراجع المخاطر.. زيادة تدفقات الغاز الإسرائيلي إلى مصر 60%
أسوأ وقت ممكن
"من المؤكد أن هذا التطور جاء في أسوأ وقت ممكن على الأرجح بالنسبة لمصر، التي بدأ إنتاجها المحلي من الغاز في الانخفاض الحاد؛ مما أدى إلى نقص في الإمدادات بشكل مخيف مماثل لذلك الذي تسبب في أزمة الطاقة قبل عقد من الزمن؛ مما تسبب في انقطاع التيار الكهربائي"، كما تابع كونيلي.
وزاد بأنه "بعد الانهيار الأولي في الواردات، تعافت التدفقات إلى حد ما وتمكنت مصر من تخفيف انقطاعات الكهرباء. ومنذ أن أكدت شيفرون إعادة تشغيل حقل تمار في 9 نوفمبر/ تشرين الثاني (الجاري)، من المفترض أن تكون التدفقات قد وصلت إلى مستويات ما قبل الصراع".
كونيلي قال إن "السياسة قد تخيم بشكل كبير على صادرات الغاز الإسرائيلي إلى مصر، فضلا عن الكميات الأصغر التي تتدفق (من إسرائيل) إلى الأردن".
ومنذ عامي 1979 و1994 على الترتيب، ترتبط مصر والأردن بمعاهدتي سلام مع إسرائيل، التي تحتل أراضٍ في فلسطين ولبنان وسوريا منذ عقود.
وزاد بأن "الغضب الشعبي (ضد إسرائيل) في البلدين تحول في السابق نحو تجارة الطاقة، وأدى إلى هجمات متعددة على البنية التحتية لخطوط الأنابيب في منطقة سيناء (بمصر) في السنوات الأخيرة، لكن هذا الشعور لم يشكل بعد تهديدا ملموسا لواردات الغاز من إسرائيل إلى أي من البلدين".
اقرأ أيضاً
حرب غزة تعرقل إمدادات مصر للغاز الطبيعي المسال إلى أوروبا
مشاكل اقتصادية كبيرة
ومع استمرار الحرب وعدد القتلى المدنيين في غزة في إثارة الغضب الدولي، بحسب كونيلي، "قد يتغير هذا الوضع، ولكن من المرجح أن تقاوم القاهرة وعمان قدر استطاعتهما أي ضغوط لوقف الواردات الإسرائيلية".
ويشن جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ 43 يوما حربا مدمرة على غزة خلّفت أكثر من 12 ألف شهيد فلسطيني، بينهم 5 آلاف طفل و3 آلاف و300 امرأة، فضلا عن أكثر من 30 ألف مصاب، 75 بالمئة منهم أطفال ونساء، بحسب أحدث إحصاء رسمي فلسطيني.
فيما قتلت حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) نحو 1200 إسرائيلي وأسرت حوالي 239، بينهم عسكريون برتب رفيعة، ترغب في مبادلتهم مع أكثر من 7 آلاف أسير فلسطيني، بينهم أطفال ونساء، في سجون الاحتلال.
و"يكمن الاقتصاد في قلب هذه القضية (واردات الغاز الإسرائيلي). بالنسبة لمصر، فإن حقيقة أن انتعاش الواردات مكّن من تخفيف انقطاعات الكهرباء يسلط الضوء على هشاشة توازن الغاز لديها والدور الذي تلعبه علاقات الطاقة مع إسرائيل"، كما زاد كونيلي.
وأردف: "أما في الأردن، فإن إنتاج الغاز المحلي ضعيف. وإنهاء واردات الغاز الإسرائيلي في أي من البلدين سيتطلب تلبية الطلب بواردات الغاز الطبيعي المسال الباهظة الثمن؛ مما يتسبب في معاناة اقتصادية للسكان وتآكل احتياطيات النقد الأجنبي في وقت تواجه فيه كل من القاهرة وعمان بالفعل مشاكل اقتصادية كبيرة".
اقرأ أيضاً
زيادة انقطاع الكهرباء بمصر.. تساؤلات حول غاز إسرائيل وتذكير بمأساة غزة
المصدر | كولبي كونيلي/ معهد الشرق الأوسط بواشنطن- ترجمة وتحرير الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: حرب غزة مصر الأردن غاز إسرائيل الغاز الإسرائیلی أکثر من
إقرأ أيضاً:
ترامب يخطط لإصدار حزمة طاقة واسعة النطاق لتعزيز تصدير الغاز وزيادة التنقيب عن النفط
الاقتصاد نيوز - متابعة
يعمل الفريق الانتقالي للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب على إعداد حزمة واسعة في مجال الطاقة لطرحها خلال أيام من توليه المنصب، والتي بموجبها سيتم الموافقة على منح تراخيص لمشروعات جديدة لتصدير الغاز الطبيعي المسال وزيادة التنقيب عن النفط قبالة السواحل الأميركية وفي الأراضي الاتحادية، بحسب مصدران.
وتعكس الحزمة المتعلقة بالطاقة إلى حد كبير الوعود التي قطعها ترامب خلال حملته الانتخابية، ولكن خطة تنفيذ هذه الحزمة منذ اليوم الأول له في المنصب تؤكد أن إنتاج النفط والغاز يعد ركيزة أساسية في أولويات جدول أعمال ترامب، تماماً مثل قضية الهجرة.
وذكر المصدران لرويترز أن ترامب، الجمهوري، يعتزم أيضاً إلغاء بعض التشريعات واللوائح الرئيسية المتعلقة بالمناخ التي أصدرها الرئيس الديمقراطي الحالي جو بايدن، مثل الإعفاءات الضريبية على السيارات الكهربائية ومعايير محطات الطاقة النظيفة الجديدة التي تهدف إلى التخلص التدريجي من الفحم والغاز الطبيعي.
وأضافا أن من ضمن الأولويات المبكرة إلغاء وقف تراخيص التصدير الجديدة للغاز الطبيعي المسال الذي فرضه بايدن، والتحرك بسرعة للموافقة على التراخيص المعلقة.
كما قالا إن ترامب سيسعى إلى تسريع منح تراخيص الحفر في الأراضي الاتحادية واستئناف خطط الحفر لمدة خمس سنوات قبالة الساحل الأميركي، بما يشمل زيادة عائدات مناطق الامتياز.
وفي خطوة رمزية، سيسعى ترامب إلى الموافقة على خط أنابيب "كيستون" لنقل النفط الخام الكندي إلى الولايات المتحدة، والذي كان مثار خلاف بيئي وتوقف بعد أن ألغى بايدن ترخيصًا مهمًا في أول يوم له في المنصب.
وقالت كارولين ليفات، المتحدثة باسم ترامب، في بيان: "يمكن للشعب الأمريكي الاعتماد على أن الرئيس ترامب سيستخدم سلطته التنفيذية من أول يوم للوفاء بالوعود التي قطعها خلال حملته الانتخابية".
وتحتاج العديد من بنود الخطة بعض الوقت لإقرارها عبر الكونغرس أو الجهات التنظيمية في البلاد. وتعهد ترامب بإعلان حالة الطوارئ في مجال الطاقة من أول يوم له في المنصب، مما سيختبر قدرته على تجاوز هذه العقبات وفرض بعض التغييرات بناءً على جدول زمني سريع.