أعلم أن الإنسان لا يحاسب على أعماله قبل البلوغ، ولديَّ أولاد أعلمهم أداء العبادات والتكاليف الشرعية؛ فهل يثاب الصغار على فعل العبادات والطاعات قبل بلوغ سن التكليف الشرعي؟

أوضح الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية، أنه من المقرر شرعًا أن الصبي الذي لم يبلغ الحلم غير مكلف شرعًا بأداء التكاليف الشرعية على وجه اللزوم؛ لما ورد عن سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «رُفِعَ الْقَلَمُ عَنْ ثَلَاثَةٍ: عَنِ النَّائِمِ حَتَّى يَسْتَيْقِظَ، وَعَنِ الصبي حَتَّى يَحْتَلِمَ، وَعَنِ الْمَجْنُونِ حَتَّى يَعْقِلَ» رواه أصحاب السنن الأربعة.

دار الإفتاء توجه نصائح لكل المتزوجين من أجل حياة مستقرة ركعتان تغفر الذنوب ولو مثل جبل أحد .. دار الإفتاء تنصح بهما

واستشهد علام، في بيان فتواه عبر بوابة الدار الرسمية، بقول الإمام المناوي في "فيض القدير": [«رُفِعَ الْقَلَمُ عَنْ ثَلَاثَةٍ» كناية عن عدم التكليف؛ إذ التكليف يلزم منه الكتابة.. «وَعَنِ الصبي» يعني الطفل وإن مَيَّز «حَتَّى يَكْبرَ».. وفي رواية: «حَتَّى يَبْلُغَ»، وفي رواية أخرى: «حَتَّى يَحْتَلِمَ»] اهـ.

ولفت فضيلة المفتي إلى أن الصبي وإن كان غير مطالب بأداء العبادات على وجه اللزوم، لكنه إن أتى بها على وجهها الصحيح فإنه يُثاب عليها، فالمرفوع عن الصبي المؤاخذة على فعل الشر، أمَّا الثواب على فعل الطاعات فليس بمرفوع عنه، بل له أجرُ ما أتى به من العبادة.

واستشهد علام بما أورده الإمام ابن عبد البر في "التمهيد": [غير مستنكر أن يكتب للصبي درجة وحسنة في الآخرة بصلاته وزكاته وحجه وسائر أعمال البر التي يعملها على سنتها تفضلًا من الله عزَّ وجلَّ عليه.. فلأي شيء يُحْرَم الصغيرُ التعرُّض لفضل الله؟!.. قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: تكتب للصغير حسناته، ولا تكتب عليه سيئاته] اهـ. ومما سبق يُعلَم الجواب عما جاء بالسؤال.


الصلوات الفائتة قبل التكليف.. ورد إلى دار الإفتاء المصرية من خلال البث المباشر بموقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، اليوم الخميس، سؤالأً نصه: ما هو مصير الصلوات الفائتة قبل التكليف؟، وهل يمكن أن يعوض منها ما نقص بعد البلوغ وبدء التكليف؟


الصلوات الفائتة قبل التكليف

 

وأجاب الشيخ محمود شلبي أمين الفتوى بالدار على السؤال، قائلاً: “إن الصلاة عماد الدين من أقامها فقد أقام الدين ومن هدمها فقد هدم الدين، كما روي عن النبي- صلى الله عليه وسلم-، وهي أول ما يحاسب عليه العبد فإن صلحت فما بعدها أيسر، وإن فسدت فالأمر بعده صعب”.

 

وتابع شلبي خلال إجابته على السؤال: إن الله سبحانه وتعالى يقول في محكم التنزيل: "حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وقوموا لله قانتين"، مشيراً إلى أن الإنسان مكلف بالتكاليف من لحظة بلوغه، أما ما قبل البلوغ فهو غير مكلف، فإن توفي قبل البلوغ فهو معفي عنه بإذن الله تعالى.

 

وأشار أمين الفتوى بدار الإفتاء، إلى أنه إذا صلى الصبي أو الفتاة قبل البلوغ وأطاع الله سبحانه وتعالى يأخذ أجراً على ذلك كما يقول الفقهاء فيكتب للصبي كل طاعة يفعلها، لكنها لا تقوم مقام الفرائض فيما بعد البلوغ، مشدداً إن حج الصبي ثم بلغ فلا يكفيه هذا الحج وعليه الحج مرة أخرى.

 

وحول حكم الصلوات الفائتة وإعادتها مرة أخرى، أشار "شلبي" إلى أنه من فاتته صلوات أو صيام عليه أن يستغفر الله سبحانه وتعالى وأن يقضي الفائت ولا تقوم الصلوات التي أداها قبل البلوغ محلها كما سبق بيانه.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: مفتى الجمهورية المفتي الصلوات الفائتة إلى أن

إقرأ أيضاً:

بعد سؤال الفنان حمزة العليلي .. الإفتاء: المسافر من السعودية إلى مصر غدا لا يجب عليه الصيام

سأل الفنان حمزة العيلي، حول حكم الصيام لشخص يسافر غدا من المملكة العربية السعودية إلى مصر، في حين أن غدا عيد الفطر في السعودية والمتمم لشهر رمضان في مصر.

منشور حمزة العليلي

قال الفنان حمزة العيلي، في منشور على فيس بوك (أنا مسافر من السعودية بكره بمشيئة الله وهيكون عيد، وسفري الظهر على مصر، هوصل ألاقى الدنيا صيام، أفطر ولا أصوم؟

بدورها أكدت دار الإفتاء المصرية، أنه من المقرَّر شرعًا وجوبُ الصَّوم والفِطر على المكلَّفين بمجرد رؤيةِ الهلال؛ قال الله تعالى: ﴿فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ﴾ [البقرة: 185].

استشهدت دار الإفتاء بما روي عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، قال: سمِعتُ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، يقول: «إِذَا رَأَيْتُمُوهُ فَصُومُوا، وَإِذَا رَأَيْتُمُوهُ فَأَفْطِرُوا، فَإِنْ غُمَّ عَلَيْكُمْ فَاقْدُرُوا لَهُ» متفقٌ عليه.

فإذا أذن الفجر على المسلم في السعودية في هذه الحالة، فله الفطر مع البلد الذي فيها، ولكن إذا سافر إلى مصر فلا يجب عليه الصيام إلا أنه يمتنع عن الفطر أمام الناس ويمسك معهم حتى الإفطار.

حكم مَن سافر إلى بلد تأخَّر فطرهم؟

وقالت دار الإفتاء إن مَن سافر إلى بلد تأخَّر فطرهم فعليه أن يُوافق أهل البلد في رؤيةِ هلال شوال؛ فيصُوم معهم وإن جاوز الثلاثين يومًا، وتكون هذه الزيادة في الصَّوم نفلًا، ولا يلزمه قضاءُ هذا اليوم لو أفطر أخذًا بمذهب من أجاز من الفقهاء، والأولى أن يقضيه خروجًا مِن الخلاف لكونه صار واحِدًا منهم.

وأوضحت أن المسافِر يلزمُه حكم أهلِ البلد الذين انتَقَل إليهم صومًا وإفطارًا؛ لأنَّه صار واحِدًا منْهم.

وقد أجمَعَ العلماءُ على أن الشهر إمَّا أن يكون تسعة وعشرين يومًا، وإمَّا أن يكون ثلاثين يومًا، فإذا صام الشخص أقلَّ مِن تسعة وعشرين يومًا فقد وجب عليه القضاءُ اتفاقًا؛ لأنَّ الشهر القمري لا ينقُص عن ذلك.

وأمَّا إذا كان المسافِرُ قد صام ثلاثين يومًا -وهو محل السؤال- فعليه أن يُوافِق الجماعة في الصَّوم ولو زاد عن ثلاثين يومًا، وتكون هذه الزيادة في الصَّوم نفلًا.

فإذا أفطر الشخصُ المسافِر هذا اليوم الزائِد عن الثلاثين: فلا يلزمه قضاؤه؛ لأن وجُوبه إنما هو على جهةِ الموافقة لأهل هذه البلد، وليس على جهة الوجوبِ عليه أصالة؛ ولأنه قد أتم صيام شهره.

وذكرت دار الإفتاء أن هذا الأوْلى للسائل قضاءُ هذا اليوم الزائد عن الثلاثين؛ خروجًا مِن خلاف مَن أوجب عليه القضاء، ولكونه صار واحِدًا منهم، فتجري عليه أحكامُهم.

مقالات مشابهة

  • بعد سؤال الفنان حمزة العليلي .. الإفتاء: المسافر من السعودية إلى مصر غدا لا يجب عليه الصيام
  • انقضاء شهر رمضان.. لا يعني خلع ثياب الوقار 
  • دعاء وداع شهر رمضان .. تعرفوا عليه
  • رمضان.. بين فرحة الطاعة وهيبة الفراق
  • دعاء ختم القرآن الكريم وفضل التلاوة.. تعرف عليه
  • خطبتا الجمعة بالحرمين: من أمارات قبول العمل الصالح المداومة على الطاعة.. وزكاة الفطر طهرة للصائمين
  • صلاة في آخر جمعة من رمضان تكفر صلواتك الفائتة ولوالديك وأولادك
  • 4 ركعات في آخر جمعة من رمضان تعوض صلواتك الفائتة.. الإفتاء توضح
  • كيف نجَّى المكر الإلهي عيسى عليه السلام؟
  • هل يضاعف ثواب الصائم في الحر الشديد؟ الإفتاء تجيب