ثواب الطاعة للصغار قبل البلوغ والتكليف.. هل يصل للصبي
تاريخ النشر: 18th, November 2023 GMT
أعلم أن الإنسان لا يحاسب على أعماله قبل البلوغ، ولديَّ أولاد أعلمهم أداء العبادات والتكاليف الشرعية؛ فهل يثاب الصغار على فعل العبادات والطاعات قبل بلوغ سن التكليف الشرعي؟
أوضح الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية، أنه من المقرر شرعًا أن الصبي الذي لم يبلغ الحلم غير مكلف شرعًا بأداء التكاليف الشرعية على وجه اللزوم؛ لما ورد عن سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «رُفِعَ الْقَلَمُ عَنْ ثَلَاثَةٍ: عَنِ النَّائِمِ حَتَّى يَسْتَيْقِظَ، وَعَنِ الصبي حَتَّى يَحْتَلِمَ، وَعَنِ الْمَجْنُونِ حَتَّى يَعْقِلَ» رواه أصحاب السنن الأربعة.
واستشهد علام، في بيان فتواه عبر بوابة الدار الرسمية، بقول الإمام المناوي في "فيض القدير": [«رُفِعَ الْقَلَمُ عَنْ ثَلَاثَةٍ» كناية عن عدم التكليف؛ إذ التكليف يلزم منه الكتابة.. «وَعَنِ الصبي» يعني الطفل وإن مَيَّز «حَتَّى يَكْبرَ».. وفي رواية: «حَتَّى يَبْلُغَ»، وفي رواية أخرى: «حَتَّى يَحْتَلِمَ»] اهـ.
ولفت فضيلة المفتي إلى أن الصبي وإن كان غير مطالب بأداء العبادات على وجه اللزوم، لكنه إن أتى بها على وجهها الصحيح فإنه يُثاب عليها، فالمرفوع عن الصبي المؤاخذة على فعل الشر، أمَّا الثواب على فعل الطاعات فليس بمرفوع عنه، بل له أجرُ ما أتى به من العبادة.
واستشهد علام بما أورده الإمام ابن عبد البر في "التمهيد": [غير مستنكر أن يكتب للصبي درجة وحسنة في الآخرة بصلاته وزكاته وحجه وسائر أعمال البر التي يعملها على سنتها تفضلًا من الله عزَّ وجلَّ عليه.. فلأي شيء يُحْرَم الصغيرُ التعرُّض لفضل الله؟!.. قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: تكتب للصغير حسناته، ولا تكتب عليه سيئاته] اهـ. ومما سبق يُعلَم الجواب عما جاء بالسؤال.
الصلوات الفائتة قبل التكليف.. ورد إلى دار الإفتاء المصرية من خلال البث المباشر بموقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، اليوم الخميس، سؤالأً نصه: ما هو مصير الصلوات الفائتة قبل التكليف؟، وهل يمكن أن يعوض منها ما نقص بعد البلوغ وبدء التكليف؟
الصلوات الفائتة قبل التكليف
وأجاب الشيخ محمود شلبي أمين الفتوى بالدار على السؤال، قائلاً: “إن الصلاة عماد الدين من أقامها فقد أقام الدين ومن هدمها فقد هدم الدين، كما روي عن النبي- صلى الله عليه وسلم-، وهي أول ما يحاسب عليه العبد فإن صلحت فما بعدها أيسر، وإن فسدت فالأمر بعده صعب”.
وتابع شلبي خلال إجابته على السؤال: إن الله سبحانه وتعالى يقول في محكم التنزيل: "حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وقوموا لله قانتين"، مشيراً إلى أن الإنسان مكلف بالتكاليف من لحظة بلوغه، أما ما قبل البلوغ فهو غير مكلف، فإن توفي قبل البلوغ فهو معفي عنه بإذن الله تعالى.
وأشار أمين الفتوى بدار الإفتاء، إلى أنه إذا صلى الصبي أو الفتاة قبل البلوغ وأطاع الله سبحانه وتعالى يأخذ أجراً على ذلك كما يقول الفقهاء فيكتب للصبي كل طاعة يفعلها، لكنها لا تقوم مقام الفرائض فيما بعد البلوغ، مشدداً إن حج الصبي ثم بلغ فلا يكفيه هذا الحج وعليه الحج مرة أخرى.
وحول حكم الصلوات الفائتة وإعادتها مرة أخرى، أشار "شلبي" إلى أنه من فاتته صلوات أو صيام عليه أن يستغفر الله سبحانه وتعالى وأن يقضي الفائت ولا تقوم الصلوات التي أداها قبل البلوغ محلها كما سبق بيانه.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: مفتى الجمهورية المفتي الصلوات الفائتة إلى أن
إقرأ أيضاً:
حكم البكاء على الميت والحزن عليه؟.. أمين الفتوى يوضح (فيديو)
أكد الشيخ علي قشطة، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن البكاء أثناء الصلاة بسبب حادث مؤلم أو فاجعة ليس محرمًا، بشرط ألا يكون هذا البكاء مصحوبًا بالضجر أو السخط على قضاء الله وقدره.
وأوضح أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، خلال حوار مع الإعلامية زينب سعد الدين، المذاع على قناة الناس، اليوم الأربعاء: “البكاء في حد ذاته ليس حرامًا، بل هو أمر طبيعي يعكس المشاعر الإنسانية، وقد بيّن النبي صلى الله عليه وسلم ذلك بوضوح، عندما توفي ابنه سيدنا إبراهيم عليه السلام، بكى النبي صلى الله عليه وسلم كما في الحديث الصحيح في صحيح البخاري، وقد استعظم الصحابي عبد الرحمن بن عوف هذا الأمر وقال: 'يا رسول الله، وأنت أيضًا تبكي؟'، فأجاب النبي صلى الله عليه وسلم قائلاً:"يا ابن عوف، إنها رحمة”.
حكم صلاة التسابيح وثوابها.. الإفتاء توضح الإفتاء توضح حكم صلاة ركعتين عند الإحراموأضاف: "البكاء ليس حرامًا، بل هو رحمة من الله سبحانه وتعالى، ولكن يجب أن يكون البكاء في إطار الحزن المشروع، بعيدًا عن السخط أو الاعتراض على إرادة الله، في نفس السياق، لما توفي ابنه إبراهيم، قال النبي صلى الله عليه وسلم: 'إنا لفراقك يا إبراهيم لمحزونون'، هذه هي مشاعر الحزن الطبيعية التي لا تخرج عن إطار القبول بقضاء الله وقدره".
وأكد أنه لا مشكلة في الحزن على فاجعة أو مصيبة، ولكن لا يجوز أن يكون هذا الحزن مصحوبًا بسخط أو اعتراض على حكم الله سبحانه وتعالى، فالمؤمن يجب أن يقبل قضاء الله برضا وطمأنينة، حتى في أشد اللحظات ألمًا."
وفيما يتعلق بالبكاء أثناء الصلاة، أوضح أنه إذا كان البكاء ناتجًا عن مشاعر الفقد أو الحزن الشديد، فلا حرج في ذلك طالما أن القلب مستمر في التوجه إلى الله، ولا يتم الانقطاع عن الصلاة أو إحداث اضطراب فيها، المهم أن يبقى الشخص في إطار الخشوع والسكينة أثناء العبادة، ويبتعد عن مشاعر الضجر أو الغضب من قضاء الله.