تقرير أمريكي يرسم سيناريو مقلقاً بعد إقالة الحلبوسي ويتساءل عن دور خميس الخنجر
تاريخ النشر: 18th, November 2023 GMT
شفق نيوز/ حذر معهد "المجلس الأطلسي" الأمريكي من "العواقب الوخيمة" على العملية السياسية الهشة في العراق، بعد السابقة الجديدة للمحكمة الاتحادية العليا بإنهاء عضوية رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي، متسائلاً عما سيفعله القيادي السني الآخر خميس الخنجر وما إذا كان سيكرر تجربة الإطار التنسيقي عندما تولى مناصب التيار الصدري بعد اعتزال مقتدى الصدر العملية السياسية قبل أكثر من عام.
وأوضح التقرير الذي ترجمته وكالة شفق نيوز، أن إقالة الحلبوسي من أعلى منصب تشغله الأقلية السنية يعيد إلى الذاكرة الاتهامات القديمة بتهميش ثاني أكبر شريحة عراقية، وهي تهمة تبرز كلما جرى عزل سياسي سني من منصبه حتى لو كانت الأخطاء التي ارتكبها مثبتة بشكل واضح.
"مزاعم التهميش"
ولفت التقرير إلى أن "مزاعم التهميش" كهذه كانت دائماً تساعد هؤلاء السياسيين وغيرهم ممن يعارض النظام السياسي الحالي، في جهودهم التي تستهدف إيقاد نيران المظالم العرقية والطائفية.
وحذر التقرير من أن مثل هذه الاتهامات تساهم في العنف والاضطراب، ما يؤمن مناخاً ملائماً للتمرد والإرهاب، مضيفاً أن الحلبوسي نفسه قام بتذكير معارضيه بهذا الخطر في رد فعله على الحكم القضائي، عندما أشار إلى "بعض الذين يعملون على زعزعة استقرار العراق".
واشار التقرير إلى أن الحلبوسي يجسد الجيل الجديد من الزعامة السنية التي تتبع نهجاً واقعياً في السياسة، ما يمثل ابتعاداً عن أسلوب المواجهة الذي كان ينتهجه القادة السنة السابقون، ويتجنب بالتالي الصراعات المتكررة والتداعيات المؤلمة التي ألمت بالمحافظات ذات الأغلبية السنية مثل تمرد العام 2003؛ وكارثة غزو داعش في العام 2014 والحرب تلتها وانتهت في العام 2017.
"ضغوط خارجية"
وفي المقابل، لفت التقرير إلى أن الحلبوسي وحزب "تقدم" الذي أسسه، ركز على التعاون الوطني بين الطوائف، وإعادة الإعمار المحلي، والخدمات.
وبعدما استعرض التقرير مواقف الحلبوسي من قضية النائب ليث الدليمي، والانتهاكات التي قام بها الحلبوسي، وانتقاداته للقرارات القضائية والمحكمة الاتحادية العليا، وتلويحه بمخاطر إلغاء عضويته البرلمانية، وتحديه بإجراءات دستورية لمواجهة القرار، وحديثه عن "ضغوط خارجية" على المحكمة، لفت إلى أن الحلبوسي لم يعلق على الاتهامات الموجهة إليه ولم ينف ارتكاب أي مخالفات.
وقال التقرير الأمريكي إنه لم تتضح حتى الآن عواقب القرار الإلزامي وغير القابل للطعن من جانب المحكمة، إلا أنه ذكرّ باستقالة ثلاثة وزراء فازوا بمقاعدهم الوزارية بدعم من الحلبوسي وهم وزير الثقافة والسياحة والآثار أحمد البدراني، ونائب رئيس مجلس الوزراء وزير التخطيط محمد تميم، ووزير الصناعة خالد بتال، وبالإضافة إلى ذلك، فإن كتلة "تقدم" في البرلمان، أعلنت عن عزمها الامتناع عن حضور جلسات البرلمان.
اضطراب سياسي
ونبّه التقرير إلى أنه في حال حدثت استقالة واسعة لكتلة الحلبوسي السياسية في البرلمان، فسيكون ذلك بمثابة ثاني أكبر تحول طائفي في التوازن السياسي منذ الاستقالة الجماعية للكتلة الصدرية في حزيران/ يونيو 2022، والتي تسببت باضطرابات سياسية داخل الطائفة الشيعية.
وبعدما لفت التقرير إلى أن التيار الصدري و"تقدم" برزا باعتبارهما الفائزين الأساسيين في دوائرهما الانتخابية الطائفية في انتخابات العام 2021، قال إن التطورات المتعلقة بإقالة الحلبوسي تعد كبيرة خصوصاً لأن العراق، كغيره من دول المنطقة، متورط في الحرب المتفاقمة بين إسرائيل و"حماس".
وإلى جانب ذلك، فإن العراق يشهد حالياً حملة انتخابية لإحياء مجالس المحافظات والتي كان قد جرى حلها في العام 2019 بعد صوّت البرلمان على إنهاء عملها بسبب عجز العراق عن إجراء انتخابات شاملة في ظل الحرب على داعش.
واعتبر التقرير ان التطور المحتمل المهم الذي يجب مراقبته يتعلق بموقف حلفاء الحلبوسي السنة في كتلة "عزم" التي يقودها خميس الخنجر، موضحاً أنه في حال قام منافسو الحلبوسي من السنة، بتقليد المنافسين الشيعة لمقتدى الصدر لشغل المناصب التي تخلى عنها حزب "تقدم"، فإن العراق سوف يشهد انقساماً طائفياً بين السنة، مشابهاً للانقسامات داخل الشيعة وداخل الكورد أيضاً.
منافسة انتخابية شرسة
وحذر التقرير من أن مثل هذا السيناريو سيؤدي إلى منافسة شرسة في انتخابات مجالس المحافظات في أنحاء العراق كافة، بالإضافة إلى تداعياتها الخطيرة على حكومة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، الذي تجنب التعليق على إقالة الحلبوسي حتى الآن.
وذكّر التقرير بأن حكومة السوداني كانت قد تعهدت بالتحضير لتنظيم انتخابات وطنية مبكرة خلال عام واحد من ولايته، والتي بدأت في 27 تشرين الأول/ أكتوبر 2022، لتخفيف من حدة تداعيات الاستقالات الجماعية للصدريين من البرلمان.
وأضاف أن الاستقرار السياسي النسبي وتقبل الصدر لاستمرار الحكومة الحالية، شجعا حكومة السوداني على المضي قدماً وتنظيم انتخابات محلية بدلاً من الانتخابات البرلمانية.
وبرغم ذلك، ختم التقرير بالقول إن تبرير استمرار صيغة الحكم الحالية يصبح أمراً صعباً في ظل غياب التمثيل الرئيسي لأكبر الفائزين الشيعة والسنة في انتخابات العام 2021.
ترجمة وكالة شفق نيوز
المصدر: شفق نيوز
كلمات دلالية: العراق هاكان فيدان تركيا محمد شياع السوداني انتخابات مجالس المحافظات بغداد ديالى نينوى ذي قار ميسان اقليم كوردستان السليمانية اربيل نيجيرفان بارزاني إقليم كوردستان العراق بغداد اربيل تركيا اسعار الدولار روسيا ايران يفغيني بريغوجين اوكرانيا امريكا كرة اليد كرة القدم المنتخب الاولمبي العراقي المنتخب العراقي بطولة الجمهورية الكورد الفيليون الكورد الفيليون خانقين البطاقة الوطنية مطالبات العراق بغداد ذي قار ديالى حادث سير الكورد الفيليون مجلة فيلي عاشوراء شهر تموز مندلي خميس الخنجر التوازن السياسي اقالة محمد الحلبوسي التقریر إلى أن
إقرأ أيضاً:
البرلمان يدرس مشروع قانون لاستلام نفط إقليم كردستان
27 يناير، 2025
بغداد/المسلة: أعلن وزير النفط حيان عبد الغني، اليوم الإثنين، تقديم الحكومة مشروع قانون إلى البرلمان حول استلام نفط الإقليم ودفع 16 دولاراً لكل برميل على سبيل السلفة.
وقال عبد الغني إن “هناك مشروع قدم من قبل الحكومة الى البرلمان يتم دراسته حول استلام نفط الإقليم ودفع 16 دولاراً لكل برميل على سبيل السلفة”.
وأضاف، أن “ذلك يستمر لحين إعادة دراسة الكلف الحقيقية لاستثمار الغاز من حقول الإقليم التي تعمل لإنتاج النفط وبالمقابل يسلم الإقليم ما لا يقل عن 250 إلى 300 ألف برميل يوميا بهدف تصديرها عن طريق شركة تسويق النفط العراقية”.
وبشأن أسعار النفط أكد عبد الغني أن “أسعار النفط تتراوح بين 70 – 80 دولاراً للبرميل ونأمل ان تبقى ضمن هذه المستويات او تزيد قليلا بهدف توفير الموارد المالية اللازمة لموازنة الدولة العراقية”.
ونفى الناطق الرسمي باسم الحكومة باسم العوادي، ما ورد ببيان الناطق باسم حكومة إقليم كردستان العراق، من ادعاء بأنّ ممثل الحكومة الاتحادية في مجلس النواب عرقل تعديل المادة الخاصة بإجراءات استئناف تصدير النفط من الإقليم في الموازنة.
وقال العوادي في بيان” نؤكد أهمية التزام حكومة إقليم كردستان العراق بأحكام مواد قانون الموازنة العامة الاتحادية، بما يتضمن تسليم الإيرادات المالية، سواء النفطية أو غير النفطية، إلى الحكومة الاتحادية، وفقاً لما هو منصوص عليه في القانون وقرار المحكمة الاتحادية”.
وأشار إلى أن “الالتزام بهذه الإجراءات يعدّ خطوة ضرورية لحل الإشكالات المتعلقة بهذا الملف وتعزيز التعاون بين الجانبين، وتأمل الحكومة الاتحادية من مجلس النواب الموقّر الإسراعَ في إقرار التعديل وفق النص المُقرّ من مجلس الوزراء، لمصلحة العراق، كلّ العراق”.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post Author moh mohSee author's posts