قطاع غزة "الاراضي الفلسطينية" "د ب أ" "أ ف ب": أفاد تقرير فلسطيني، اليوم بسقوط أكثر من 200 قتيل في "مجزرة" ارتكبتها القوات الإسرائيلية في مدرسة تابعة لمنظمة غوث و تشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) تؤوي نازحين شمالي قطاع غزة.

وقالت وكالة "شهاب" للأنباء الفلسطينية اليوم إن "أكثر من 200 شهيد، على الأقل، سقطوا في مجزرة بشعة ارتكبتها قوات الاحتلال فجر اليوم في مدرسة الفاخورة، بمخيم جباليا، التي تؤوي نازحين شمالي قطاع غزة".

وأظهرت الصور جثث نساء وأطفال وشباب، ملقاة على الأرض وممزقة، ومن الواضح أن قصفا إسرائيليا استهدفهم عندما كانوا نائمين، بحسب وسائل الإعلام الفلسطينية.

في الأثناء إستشهد 80 شخصا على الأقل بينهم 32 من عائلة واحدة في قصف إسرائيلي على مخيم جباليا بحسب وزارة الصحة التابعة لحماس، في حين غادر المئات صباح اليوم مجمع الشفاء الطبي، أكبر مستشفيات القطاع بعد إنذار بالإخلاء وجّهه الإحتلال.

وأعلنت وزارة الصحة التابعة لحركة حماس إستشهاد 80 شخصا على الأقل في غارتين اسرائيليتين منفصلتين اليوم في مخيم جباليا بشمال قطاع غزة، استهدفتا مدرسة تابعة للأمم المتحدة تؤوي نازحين ومنزلا.

وأفاد مسؤول في وزارة الصحة التابعة لحماس وكالة فرانس برس عن مقتل "ما لا يقل عن 50" شخصا اليوم في قصف استهدف فجرا مدرسة مدرسة الفاخورة التي تديرها الأمم المتحدة في مخيم جباليا.

وفي غارة منفصلة استهدفت منزلا، قتل 32 شخصا من عائلة أبو حبل في المخيم بينهم 19 طفلا، وفق الوزارة التي نشرت قائمة بأسماء هؤلاء الضحايا.

ولم يرد الجيش الإسرائيلي أو وكالة الأم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) على طلب وكالة فرانس برس التعليق على هذه الأنباء.

وكان مخيم جباليا هدفا لقصف إسرائيلي مطلع نوفمبر، امتد ثلاثة أيام وأدى الى مقتل أكثر من 200 شخص، وفق ما أعلنته حكومة حماس.

أما مستشفى الشفاء فأصبح منذ أيام محور العمليات العسكرية البرية واقتحمه الجيش الإسرائيلي الأربعاء. ويتهّم الجيش حماس باستخدام المجمع كستار لمنشآت عسكرية وقيادية، وهو ما تنفيه الحركة.

وأتى الانذار بإخلاء المستشفى في وقت تتابع إسرائيل قصفها المتواصل للقطاع منذ 43 يوما. وتسببت غارة ليلية في خان يونس بمقتل 26 شخصا، وفق مسؤولين صحيين في القطاع الذي تسيطر عليه حماس.

وصباح اليوم طلب الجيش الإسرائيلي عبر مكبرات الصوت من مدير مستشفى الشفاء محمد أبو سلمية إخلاءه خلال ساعة.

وأفاد صحفي في وكالة فرانس برس أن مئات الأشخاص خرجوا سيرا من المجمع الطبي الواقع بغرب مدينة غزة وتحاصره الدبابات الإسرائيلية منذ أيام.

وشاهد الصحفي أطفالا ونساء ورجالا بعضهم مصاب أو مبتورة أطرافه ينزحون جنوبا باتجاه شارع صلاح الدين، مؤكدا عدم مشاركة أي سيارة إسعاف في عملية الإجلاء. وفي الطريق نحو الجنوب، أكد الصحفي رصده ما لا يقل عن 15 جثة بعضها في مراحل متقدمة من التحلل على الطرق المدمرة حيث سيارات مقلوبة أو مهشمة وكذلك محال تجارية.

وقالت وزارة الصحة التابعة لحماس في بيان إن 120 جريحا لا يزالون في المستشفى بينهم الأطفال الخدج.

وكان مسؤول في الوزارة أكد في وقت سابق أن "450 جريحا ومريضا" عالقون مع عدد قليل من أفراد الطاقم الطبي.

وشوهدت الدبابات وناقلات الجنود وغيرها من الآليات الإسرائيلية المدرعة في محيط المستشفى بينما حلقت فوق المنطقة طائرات مسيرة. وقال الجيش إنه سيخصص "ممرا إنسانيا" للنازحين.

عمليات تفتيش

ولليوم الرابع تواليا، يواصل الجيش الإسرائيلي عمليات تفتيش المجمع الطبي "مبنى مبنى"، حيث يتهم حركة حماس بإخفاء أسلحة ومنشآت. واعتبرت الحركة الاتهامات ذريعة لاستهداف الشفاء.

وقام الجنود الذين دخلوا حرم المجمع باستجواب بعض من فيه، وكانت الأمم المتحدة قدّرت عددهم بـ2300 شخص.

وكانت وزارة الصحة التابعة لحماس أعلنت الجمعة أن 24 مريضا توفوا في مجمع الشفاء خلال يومين "لأن المعدات الطبية الحيوية توقفت عن العمل بسبب انقطاع" الكهرباء. وسبق لمديره محمد أبو سلمية أن حذّر من أن الوضع "كارثي".

وفجر اليوم أعلن مدير مستشفى ناصر في خان يونس جنوب قطاع غزة أن 26 شخصا قُتلوا في قصف استهدف ثلاثة مبان سكنية في المدينة.

وقال لوكالة فرانس برس إن هذه الضربة الجوية التي وقعت في منطقة حمد أدت أيضا إلى إصابة 23 شخصا بجروح خطرة.

وتؤكد السلطات الإسرائيلية أن قرابة 240 شخصا بينهم أجانب، أخذوا رهائن في هجوم حماس ونقلوا الى غزة.

ولا تزال قضية الرهائن مدار بحث بين أطراف عدة.

وكانت السلطات الإسرائيليّة ربطت بين مستشفى الشفاء والبحث عن الرهائن. وتحدث رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو عن "مؤشّرات قويّة الى أنّ الرهائن كانوا محتجزين في مستشفى الشفاء".

خارج الخدمة

أدت الحرب الى نزوح أكثر من 1,65 مليون شخص في القطاع، من أصل إجمالي عدد سكانه البالغ 2,4 مليون شخص.

وبعيد اندلاع الحرب، أطبقت إسرائيل حصارها المفروض على القطاع منذ 2007، وقطعت امدادات المياه والكهرباء والغذاء والوقود، ما تسبب بأزمة انسانية متصاعدة خصوصا في ظل الكميات الضئيلة من المساعدات الانسانية التي تدخل عبر معبر رفح الحدودي مع مصر.

ونفد الوقود لدى معظم مستشفيات غزة ما يحول دون تشغيل مولداتها. وبحسب حكومة حماس، خرجت عن الخدمة 24 من المستشفيات الـ35 في قطاع غزة.

خمسة قتلى في الضفة

وتزامنا مع الحرب في غزة، يتواصل التوتر اليومي في الضفة الغربية المحتلة بين الفلسطينيين من جهة، والجيش والمستوطنين الإسرائيليين من جهة أخرى.

واليوم قُتل خمسة عناصر من حركة فتح بزعامة رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، في قصف جوي على مدينة نابلس، وفق الهلال الأحمر ومصادر في الحركة.

وفي أعقاب الضربة الجوية، دهم جنود إسرائيليون مخيم بلاطة وفجروا منزلا كان خاليا على ما أفاد شهود.

وقُتل الجمعة سبعة فلسطينيّين برصاص القوّات الإسرائيليّة في جنين والخليل، حسب الجيش ووزارة الصحّة.

وقتل منذ السابع من اكتوبر أكثر من 200 فلسطيني بنيران الجيش الإسرائيلي أو مستوطنين على ما تفيد وزارة الصحة الفلسطينية، في الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل منذ حزيران/يونيو 1967.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الجیش الإسرائیلی وکالة فرانس برس مستشفى الشفاء مخیم جبالیا أکثر من 200 قطاع غزة فی قصف

إقرأ أيضاً:

أمريكا تعترف بحماس بعد اعتراف الجيش الإسرائيلي بالهزيمة

 

 

لا يمكن الفصل بين لقاء الموفد الأمريكي لمفاوضات وقف إطلاق النار مع وفد حركة حماس، وبين اعتراف الجيش الإسرائيلي بالهزيمة في السابع من أكتوبر، ففي عالم السياسة تصير الوقائع الميدانية هي صاحبة القرار، وهي التي تفرض الحقائق السياسية، فجاء القرار الأمريكي بلقاء قادة حركة حماس في الدوحة تتويجاً لمرحلة طويلة من المواجهات الميدانية، وحروب الإبادة التي أسفرت عن معطيات ميدانية تؤكد استحالة القضاء على المقاومة الفلسطينية، واستحالة التخلص من الفكرة التي قامت عليها حركة حماس، وغيرها من حركات المقاومة.
لقاء المبعوث الأمريكي بوفد حركة حماس استسلام أمريكي لواقع غزة التي ترفض الهزيمة، وترفض التهجير، وترفض الموت على فراش المذلة والانكسار، إنه الخضوع الأمريكي للواقع، ولإرادة الشعوب الحرة، وهذا ليس بالجديد على السياسة الأمريكية الواقعية، والتي ترى مصالحها الاستراتيجية من خلال المعطيات الميدانية، وهي كالأفعى تؤمن بنظرية الدوران 180 درجة سياسية بغرض اللدغ، وتحقيق الهدف، وهدف أمريكا في هذه المرحلة، ولاسيما بعد العناد الذي أبدته قيادة حركة حماس، وبعد الصمود الذي أظهره الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، هدف أمريكا هو التهدئة في المنطقة العربية المتفجرة، من خلال تهدئة الأوضاع في قطاع غزة، وهذه السياسة الواقعية تتعارض مع مجمل تهديدات الرئيس الأمريكي بصب الجحيم على رأس أهل غزة، وتهجيرهم من بلادهم، والتي تكشف زيفها، وبانت كتهديدات عرضية، الهدف منها الضغط على الأنظمة العربية، وابتزاز المفاوض الفلسطيني.
هذه السياسة الأمريكية الواقعية نجحت قبل عشرات السنين مع قيادة منظمة التحرير الفلسطينية، التي كانت تمثل الإرهاب من وجهة نظر أمريكا وإسرائيل، وكانت منبوذة دولياً، وكانت محاربة من أمريكا قبل أن تحاربها إسرائيل، حتى إذا جاءت انتفاضة الحجارة 1978م، وركبت قيادة منظمة التحرير على ظهرها، وأوصلت قناعتها إلى السياسة الأمريكية والإسرائيلية، بأن قيادة المنظمة التحرير الفلسطينية هي الوحيدة القادرة على ضبط الشارع الفلسطيني، وهي الممثل القادر على التساوق مع السياسة الأمريكية، والقادر على تمرير الاتفاقيات التي تستجيب للشروط الإسرائيلية.
وتم التوقيع على اتفاقية أوسلو 1993م في ساحة البيت الأبيض، وصار اعتراف منظمة التحرير الفلسطينية بدولة إسرائيل على حدود 1948م، مقابل الاعتراف الإسرائيلي والأمريكي بمنظمة التحرير ممثلاً شرعياً وحيداً للشعب الفلسطيني، وعلى هذا الأساس جاء قادة منظمة التحرير ومن رضوا عنه إلى الأراضي المحتلة، جاءوا حكاماً وأسياداً ومسيطرين ومنتفعين من مميزات الحكم، حتى وصل بهم الأمر، وبعد أكثر من ثلاثين سنة على اتفاقية أوسلو أن ارتضوا بمهمة المحلل الشرعي للاحتلال، والوكيل الحصري لأمن المستوطنين، وهذا ما يتوجب على حركات المقاومة الفلسطينية أن تنتبه إليه، وأن تأخذه بعين الحذر والانتباه، فأمريكا لا تعطي لقاءات مع حركة تحرر مجاناً، ولا تعترف بمنظمة تصفها بالإرهاب قبل أن تجبي منها الثمن، وأمريكا هي راعية التدجين والترويض في المنطقة، ولا تمد أمريكا بساطها الأخضر مجاناً.

كاتب ومحلل سياسي فلسطيني

مقالات مشابهة

  • أمريكا تعترف بحماس بعد اعتراف الجيش الإسرائيلي بالهزيمة
  • الجيش الإسرائيلي يعيّن متحدثا جديدا خلفا لهاغاري
  •  ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي على غزة إلى 48,458 شهيداً
  • يديعوت أحرونوت: الجيش الإسرائيلي في أزمة غير مسبوقة
  • ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي على غزة إلى 48,458 شهيداً
  • هذا عدد أسرى الاحتلال الذين قتلوا بنيران الجيش الإسرائيلي في غزة
  • هآرتس تكشف عدد الأسرى الذين قتلوا بنيران الجيش الإسرائيلي في غزة
  • "هآرتس" تؤكد مقتل 41 أسيرا في غزة بنيران الجيش الإسرائيلي
  • ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي على غزة إلى 48,453 شهيداً
  • الجيش الإسرائيلي يقصف فلسطينيين حاولوا الاستحواذ على طائرة دون طيار سقطت في غزة