وفد منظمة «الفاو» يتفقد أنشطة «بحوث الصحراء» للإنتاج الحيواني بجنوب سيناء
تاريخ النشر: 10th, July 2023 GMT
قام وفد منظمة الاغذية والزراعة للامم المتحدة «الفاو» بزيارة لمحطة بحوث جنوب سيناء برأس سدر التابعة لمركز بحوث الصحراء، وذلك في إطار التنسيق لتنفيذ مشروع تحسين سبل العيش المستدام لأهالى جنوب سيناء، وخاصة مشروعات تنمية الإنتاج الحيواني والأغنام والإبل.
أخبار متعلقة
الفاو: نحتاج لتخصيص موارد مالية أكبر في قمة باريس لتحقيق أهداف التنمية المستدامة
«الفاو»: دعم التعاون مع الحكومة الليبية لتطوير القطاع الزراعي
الفاو: البلدان الفقيرة ستخفض واردات الأغذية بسبب ارتفاع الأسعار
وقام وفد «الفاو» برئاسة الدكتور نصر الدين حاج الامين ممثل منظمة الفاو في مصر والدكتور محمد يعقوب نائب ممثل المنظمه ودكتور اشرف الصادق مستشار بالمنظمه بالاطلاع على الانشطه البحثيه بالمحطة ونظم تحلية المياه والزراعات العلفيه كذلك أنشطة الإنتاج الحيوانى من الإبل والهجن والأغنام واستخدام البدائل العلفية لتغذية الحيوانات لمواجهة ارتفاع أسعار الأعلاف.
وقال الدكتور عبدالله زغلول، رئيس مركز بحوث الصحراء، في تصريحاته، اليوم الاثنين، إن تلك الزيارة تأتي برعاية السيد القصير، وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، حيث يدعم التشاركية مع الجهات الدولية المختلفه للنهوض بالخطط التنموية الزراعية ومشاهدة المشاكل وطرق التغلب عليها على أرض الواقع، موضحًا أن زيارة محطة بحوث جنوب سيناء تأتي للاستفادة من الإمكانات المادية والعلمية بالمحطة لتنفيذ أنشطة وفعاليات مشروع تحسين سبل العيش المستدام لأهالي جنوب سيناء.
من جانبه، قال دكتور إيهاب زغلول، رئيس محطة بحوث جنوب سيناء، إن هذه الزيارة هي باكورة التعاون بين مركز بحوث الصحراء ومنظمة الفاو لتنفيذ العديد من المشروعات على أرض جنوب سيناء ضمن خطة تحقيق التنمية المستدامة بالمنطقة.
بدوره، قال دكتور أحمد الحاوي، أستاذ فسيولوجيا الحيوان، إن المشروع سيتم تنفيذه من خلال إنشاء مدارس حقلية في 3 قرى، في مدن رأس سدر، الطور، ونويبع.
وتستهدف هذه المدارس إلى تحسين الممارسات الزراعية المحلية وتعزيز الإنتاجية الزراعية في تلك المناطق واضاف انه سيتم العمل مع المزارعين والمجتمعات المحلية لتوفير التدريب والإرشاد اللازم لتحسين الزراعة واستخدام التقنيات المتقدمة والمستدامة مع توفير الدعم الفني والمعرفي للمزارعين لتحديث وتطوير ممارساتهم الزراعية وتعزيز إنتاجيتهم.
الفاو محطة بحوث جنوب سيناء مركز بحوث الصحراءالمصدر: المصري اليوم
كلمات دلالية: شكاوى المواطنين الفاو
إقرأ أيضاً:
كيف نُعيد الطفل إلى الطبيعة؟
ريتّا دار **
في خضمّ الحياة الرقمية المتسارعة أصبحت الأجهزة الذكيّة تحتلّ مكان المساحات الخضراء؛ حيث يعيش الأطفال اليوم بعيدين عن أبسط أشكال التواصل مع الطبيعة، ما يهدّد توازنهم النّفسي والجسدي، والسّؤال الّذي يفرض نفسه هنا: كيف نُعيد أطفالنا إلى أحضان الطّبيعة قبل أن تفقد مكانتها في وجدانهم؟
تشير الدّراسات إلى أنّ غياب الطّبيعة عن حياة الطّفل ليس تفصيلًا هامشيًّا، بل يؤثّر بشكل مباشر على نموّه وسلوكه. فقد كشف تقرير المجلس العربيّ للطفولة والتّنمية لعام 2020 أنّ 70% من الأطفال العرب يقضون أوقات فراغهم في استخدام الأجهزة الإلكترونية، بينما تقلّ نسبة مشاركتهم في أنشطة بيئية أو رياضيّة في الهواء الطّلق إلى أقلّ من 20%.
وعلى الصّعيد العالميّ، تؤكد منظمة الصّحة العالميّة أن قضاء الأطفال وقتًا منتظمًا في الطّبيعة يحسّن المزاج العام، ويخفض مستويات التوتّر، ويعزز مهارات التّركيز والتعلّم.
كما أظهرت مراجعة علميّة نشرتها مجلّة علم النّفس الأمامي عام 2019 أنّ التّفاعل مع البيئة الطّبيعية يُسهم في تحسين القدرات الاجتماعيّة والحدّ من السّلوكيات العدوانية لدى الأطفال.
وفي هذا السياق نؤكّد أن "العودة إلى الطّبيعة" ليست ترفًا تربويًّا؛ بل ضرورةً حيويةً لصناعة جيلٍ متوازنٍ نفسيًا وجسديًا.
لم تغفل الدّراسات أهمية النشاطات البيئية المباشرة؛ إذ أثبتت دراسة جامعة كولومبيا البريطانية أنَّ زراعة الأطفال للنباتات، حتى في بيئات حضريّة صغيرة، تعزز لديهم الإحساس بالمسؤولية والانتماء، وغرس قيم التعاون والمثابرة.
أما في سلطنة عُمان، فقد أطلقت وزارة التربية والتعليم مبادرة "المدارس الخضراء"، التي تهدف إلى غرس الوعي البيئي في نفوس الطلاب عبر أنشطة عملية مثل الزراعة المدرسية وإعادة التدوير، مما يُعزز العلاقة بين الطفل والبيئة المحيطة به.
ورغم ما قد يبدو من تحدّيات، إلّا أنّ العودة إلى الطبيعة لا تتطلب إمكانيات ضخمة أو استثنائية. يكفي تنظيم نزهة أسبوعية إلى حديقة قريبة، أو مشاركة الطفل في زراعة نبتة بسيطة مثل الحبق أو النعناع على شرفة المنزل؛ والاحتفال بإنجازاته الصغيرة باستخدام بعضٍ مما زرعه والثّناء عليه وتشجيعه. كما يمكن تخصيص "ركن أخضر" في المنزل حيث يتابع الطفل نمو النباتات ويتعلم الصبر والرعاية.
تلعب القدوة دورًا جوهريًا في تشكيل علاقة الطفل بكل ما حوله. الطفل الّذي يرى والديه يهتمّان بالبيئة سيتبنّى هذا السلوك بالفطرة وسيتعلّم أن الأرض كائن حيّ يمنحنا الحياة.
توصي منظمة الأغذية والزراعة "الفاو" أيضًا بإدخال أنشطة الزراعة البسيطة ضمن الحياة اليومية للأطفال، لترسيخ مفاهيم الاستدامة والمسؤولية البيئية.
إنَّ إعادة الطفل إلى الطبيعة أصبحت مسؤولية حقيقية تقع على عاتق الأسرة والمدرسة والمجتمع بأسره؛ فلنعمل على أن تبقى الطبيعة جزءًا حيًّا في حياة أطفالنا، لا مجرّد صورة رقمية تمرّ عبر الشاشات.
***********
المصادر:
تقرير المجلس العربي للطفولة والتنمية 2020
منظمة الصحة العالمية (WHO)
مراجعة علمية بمجلة علم النفس الأمامي 2019 (Frontiers in Psychology)
دراسة جامعة كولومبيا البريطانية.
مبادرة المدارس الخضراء، وزارة التربية والتعليم في سلطنة عُمان.
منظمة الأغذية والزراعة (الفاو).
** كاتبة سورية