ضبط خلية حوثية في تعز بعد أيام على دفع المليشيا بتعزيزات عسكرية
تاريخ النشر: 18th, November 2023 GMT
تمكنت الأجهزة الأمنية في محافظة تعز، جنوبي غربي اليمن، من ضبط خلية تابعة لمليشيا الحوثي الإرهابية، في مديرية المعافر.
وذكر مصدر أمني، اليوم السبت، أن أجهزة أمن تعز ضبطت الخلية الحوثية، وأحالتها للجهات المختصة للتحقيق معها حول المهمة التي أوكلت إليها.
وأشار إلى أنه بعد انتهاء التحقيق معها سيتم الكشف عن التفاصيل.
وكانت وحدات من القوات المشتركة المرابطة في محور البرح نصبت كميناً في أغسطس الماضي، لعناصر خلية حوثية بعد تلقي معلومات استخباراتية عن محاولة زرع عبوات ناسفة في الخط الإسفلتي الرئيس الرابط بين مديريتي البرح والوازعية غربي المحافظة، خاضت معها اشتباكات أسفرت عن مقتل اثنين ووقوع اثنين آخرين في الأسر.
وذكر بيان للقوات المشتركة، أنه عثر بحوزة الخلية على ثلاث عبوات ناسفة مموهة على شكل أحجار وأسلحة شخصية، وهواتف وخرائط ومقاطع فيديو توثق عددا من العمليات الإرهابية التي نفذتها في عديد مناطق بالمحافظة نفسها.
وخلال السنوات الماضية، تم ضبط عشرات الخلايا الحوثية أثناء قيامها بأعمال إرهابية واستخباراتية لصالح المليشيا المدعومة إيرانياً، في عدد من جبهات تعز، والساحل الغربي، ومأرب وغيرها.
وقبل أيام دفعت مليشيا الحوثي بتعزيزات عسكرية من صنعاء وذمار وإب باتجاه عدد من جبهات تعز، لا سيما جبهة محور البرح، بالتزامن مع شنّ قواتها هجمات مدفعية على المناطق المحررة في محافظة الحديدة، بحسب مصادر أمنية ومحلية.
وذكرت المصادر أن التعزيزات تقارب 24 عربة عسكرية على متنها عشرات العناصر، وشوهد مرورها في مناطق الدليل ومفرق حبيش والدائري الغربي في مدينة إب متجهة صوب تعز.
يأتي ذلك بالتزامن مع تحشيدات واستقطابات حوثية واسعة استخدمت لها قوى النفوذ والزعامات القبلية، في عدد من القرى والأحياء السكنية في المدن، بمزاعم التعبئة للجهاد ونصرة أبناء غزة، والقضية الفلسطينية.
المصدر: وكالة خبر للأنباء
إقرأ أيضاً:
قوات الجيش اليمني تتصدى لهجمات حوثية في مأرب وتعز
أحمد عاطف (عدن، القاهرة)
أخبار ذات صلةأعلنت قوات الجيش اليمني، أمس، أنها تصدت لهجوم شنته جماعة «الحوثي» على مواقعها في مديرية «حريب» بمحافظة مأرب التي تشهد تصعيداً عسكرياً مستمراً منذ أسابيع. وجاء في بيان أصدرته القوات المسلحة اليمنية أنها تصدت لهجوم شنته جماعة «الحوثي» على مواقع جبلية في جبهة «ملعا» بمديرية «حريب» على مشارف مديرية «الجوبة» جنوب محافظة مأرب. وأضاف البيان أن قوات الجيش اليمني خاضت اشتباكات عنيفة كبّدت فيها «الحوثيين» خسائر فادحة في العتاد والأرواح، مشيراً إلى أنها استخدمت في تصديها للهجوم الحوثي الأسلحة الخفيفة والمتوسطة وأجبرت المتمردين على التراجع والفرار. ولفت البيان إلى أن قوات من الجيش اليمني تواصل التصدي وإحباط وردع الهجمات والتسللات الحوثية في جبهات مديرية «حريب».
وفي سياق متصل أعلنت القوات اليمنية المسلحة عن مقتل ثلاثة من مسلحي جماعة «الحوثي»، في كمين محكم نفذته وحدة عسكرية في الجبهة الغربية لمحافظة تعز. وجاء في بيان مقتضب صادر عن القوات المسلحة اليمنية أن الكمين تزامن مع إفشال محاولة تسلل لعناصر حوثية في الجبهة ذاتها.
وصعدت جماعة «الحوثي»، خلال الأسابيع الماضية، من هجماتها على مواقع القوات اليمنية في مناطق تماس تمتد مئات الكيلومترات في محافظات يمنية عدة، تركزت غالبيتها في محافظة مأرب التي كانت مسرحاً لأعنف المعارك خلال السنوات الأخيرة، في إطار مساعي «الحوثيين» للسيطرة على مصادر النفط والغاز في حقول «صافر».
ويشهد اليمن هدنة «هشة» أعلنتها الأمم المتحدة في أبريل 2022، ورغم رفض جماعة «الحوثي» تجديدها منذ أكتوبر 2022، فإنها ظلت قائمة بشكل غير معلن رغم الخروقات المستمرة في العديد من جبهات القتال على امتداد 10 محافظات يمنية.
وعلى الصعيد السياسي، اعتبر خبراء ومحللون أن قرار الولايات المتحدة الأميركية تصنيف «الحوثي» جماعةً إرهابيةً، ربما يدفع الاتحاد الأوروبي إلى اتخاذ خطوة مماثلة، في ظل تصاعد التهديدات التي تمثلها الجماعة على الأمن الدولي والاستقرار الإقليمي، لافتين إلى أن «الحوثيين» لم يعودوا يشكلون خطراً على الداخل اليمني أو الشرق الأوسط فحسب، بل عامل اضطراب عالمي من خلال هجماتهم على السفن في البحر الأحمر، واحتجاز موظفي المنظمات الدولية، وعرقلة عمليات الإغاثة الإنسانية.
ويرى الباحث في شؤون تعقب الجريمة المنظمة وغسل الأموال في اليمن، علي الشعباني، أن العقوبات الأميركية على «الحوثيين» يجب أن تمتد إلى المستوى الدولي، لارتباطها الوثيق بالإجراءات الاقتصادية العالمية، مشيراً إلى أن الامتثال لهذه العقوبات ضروري من جميع البنوك والمؤسسات المالية؛ لأن أي تعامل اقتصادي مع الجماعة قد يعرض الجهات المعنية لمخاطر جسيمة، مما يستدعي موقفاً أوروبياً أكثر صرامة.
وقال الشعباني لـ«الاتحاد»: إن الاتحاد الأوروبي يعد إحدى الجهات الأكثر تضرراً من ممارسات «الحوثيين»، خاصة بعد استهداف السفارات الأوروبية في اليمن وتحويلها إلى مقرات عسكرية، بالإضافة إلى الهجمات التي طالت سفناً بريطانية وهولندية ونرويجية.. وسيؤدي استمرار تجاهل هذه الممارسات إلى إطالة أمد الصراع في اليمن.
وكان البيت الأبيض قد أعلن في يناير الماضي إدراج جماعة «الحوثيين» في اليمن على قائمة «المنظمات الإرهابية الأجنبية»، لافتاً إلى أن سياسة أميركا هي التعاون مع شركائها الإقليميين للقضاء على قدرات الجماعة وعملياتها.
وحول مدى استعداد الاتحاد الأوروبي لاتخاذ خطوة مماثلة للتصنيف الأميركي، شدد مراقبون لـ«الاتحاد» على أن الاتحاد الأوروبي يدرك خطورة التهديدات الحوثية، لكن اتخاذ مثل هذا القرار يعتمد على توافق داخلي بين دوله الأعضاء، كما أن المشاورات التي ستقودها الولايات المتحدة مع حلفائها قد تؤدي إلى تحرك أوروبي باتجاه فرض عقوبات أشد على الجماعة، وربما تصنيفها رسمياً منظمة إرهابية.
من جانبه، اعتبر رئيس «مركز المستقبل للدراسات»، الدكتور فارس البيل، أن التصنيف الأميركي لـ«الحوثيين» جماعةً إرهابية سيدفع العديدَ من الدول، خاصة في أوروبا، إلى السير في الاتجاه نفسه، خاصة أن اللهجة الأوروبية تجاه «الحوثيين» قد تغيرت بالفعل. وقال الدكتور البيل لـ«الاتحاد»: إن خطر «الحوثيين» لم يعد محصوراً في اليمن أو المنطقة، بل أصبح تهديداً مباشراً للأمن والاقتصاد العالميَّين، وهو ما يجعل تصنيفهم كجماعة إرهابية أمراً ضرورياً، لا سيما بعد أن كثفوا انتهاكاتهم ضد المنظمات الدولية، مما يفاقم الضغوط على الاتحاد الأوروبي لاتخاذ موقف أكثر حزماً.