تقف على جدار غرفتها المنكوب بعدما طالته قذائف قوات الاحتلال الإسرائيلي، محتضنة الدُمى الخاصة بها «الدباديب والعرائس»، تحدق في كل شيء حولها، تحاول النظر إلى الأسفل، عيناها تترقب استخراج جثامين ذويها الذين فقدتهم في القصف العنيف الذي طال منزلها ومنزلين مجاورين لأقاربها، متسائلة: «متى نعيش طفولتنا؟».

قصف منزل ونجاة طفلة

«زينة زعرب» طفلة فلسطينية لم يتعدَ عمرها الـ16 عاما، ظلت تحلم لشهور طويلة بتزيين غرفتها على ذوقها، لتكون مثل غرف الأميرات، فادخرت من مصروفها اليومي واستطاعت تزيينها بـ«الدباديب والعرائس والرسومات»، لكن الغرفة طالها القصف فتهدمت أحلام «زينة»، وأسرتها وفقا لها: «كنت كتير بحوش من مصروفي علشان أزين غرفتي، وعملتها واخترت فيها كل شيء بعناية لأنه حلم من أحلامي، لكن هاد الاحتلال اغتال أحلامي».

«بيوت صامتة، أعمدة متناثرة، أسطح منكسرة كالقلوب، جدران متصدعة»، هكذا وصفت الطفلة «زينة» حالة الحي الذي تعيش فيه في مدينة رفح الفلسطينية، مؤكدة، في حديثها لـ«الوطن» أن عشرات البيوت طالتها قذائف الاحتلال: «بيوتنا مقتولة بعد أن فقدت ساكنيها، ومنزل أقاربنا تتكئ على قلبها، وأحلامنا اغتالتها يد العدوان الغاشم، أحلامي قُتلت، وعائلتي راحت لم يتبقَ لي سوى الحديث بلسان عربي قبل أن يغتالوا لغتي!».

شهداء «زينة»

32 شهيدا فقدتهم الطفلة «زينة» من عائلتها، خلال الأيام الماضية، لكنها تتمسك بالأمل، تحتضن دُماها وتحاول تضميد آلامها، تتمسك بما تبقى من أحلامها، بعدما أصبحت عائلتها أرقاما كآلاف الشهداء: «كل عيلتي راحت مضلش إشي، ما بقينا بنسمع سوى صوت قذائف هنا وهناك، أصوات الرصاصات تخبرني بأنه لا حياة طبيعية، لا هدوء، فقط أنا وألعابي وثالثنا الموت».

عروس بلاستيكية ووردة ظلت محتفظة بشكلها الجديد في علبتها كما هي، لم يطلها القصف كباقي ألعاب «زينة» حتى إنها أمسكت بها وخاطبتها قائلة: «كل البشر راحوا وبقيتي إنتي ونسي، الفقدان أحاط بأرواحنا لكنك ستظلين إلى جواري، نتعاهد سويا ألا نترك بعضنا، نعيش ونموت معا، نحلم بالعودة من جديد، ربما بقي في العمر بقية لأصلح ما أفسدته قذائف ورصاصات الاحتلال».

تتمنى الطفلة «زينة»، أن تعود لمنزلها الذي تحطم جزءا كبيرا منه، وأن تذهب إلى مدرستها تحتضن زميلاتها ومعلماتها، وأن تنتهي الحرب اللاإنسانية: «أحلامنا بسيطة، نفسنا الاحتلال يكف عن اغتيال طفولتنا، عيشنا سنوات عمرنا في رعب وحرب، نفسنا نرجع لحياتنا، نعمر بيوتنا، نروح مدرستنا ونعانق زملاءنا ومعلماتنا، ما راح نستسلم، هنضل متمسكين بالأمل، هنضل رمز الصمود والمقاومة، حتى لو كل العالم تخلى عنا».

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الحرب على غزة رفح الفلسطينية مدينة غزة الاحتلال الإسرائيلي قوات الاحتلال الإسرائيلي

إقرأ أيضاً:

زينة في أحدث ظهور لها: هذه هي الحياة تفاءلوا


 

لفتت الفنانة زينة الأنظار في أحدث ظهور لها عبر حسابها على إنستجرام، حيث شاركت صورة مميزة لها وعلقت عليها برسالة تحمل الكثير من التفاؤل والواقعية قائلة: “هناك السيئ، هناك الجيد، هناك الشيء الجيد في السيئ، هناك الشيء السيئ في الجيد، هذه هي الحياة تفاءلوا ”.


وتصدرت الفنانة زينة محركات البحث بعد تصريحاتها المؤثرة حول رحلتها مع أبنائها ودورها كأب وأم في حياتهم. تحدثت زينة عن الصعوبات التي مرت بها أثناء ولادتها في الغربة وكيف عاشت تحديات صعبة في ظل ظروف صحية قاسية تعرض لها أبناؤها بعد ولادتهم.

قالت زينة: “أنا شوفت في حياتي حاجات محدش يقدر يتجاوزها، ولادي اتولدوا تعبانين وكل يوم كنت بكتشف فيهم مرض جديد”.

 كما أوضحت موقفًا صعبًا تعرضت له في المستشفى حيث ظن الطاقم الطبي أنها تعاني من اضطرابات نفسية بسبب شدة تعلقها بأبنائها وخوفها عليهم، مما دفعهم لاستدعاء دكتورة نفسية ومترجمة. واختتمت بقولها: “المترجمة قالت لهم إني ممثلة مشهورة، ودخلوا على جوجل عرفوني”.


 

وأوضحت زينة : "هو ده الحب الوحيد اللي بتدي فيه وأنت مش عايز مقابل، أنا مش مستنية منهم حاجة.. ابني ساعات بيقولي مثلا لما تكبري ولما تحتاجي مش عارف إيه يا مامي لازم تعمليلي كذا فبقوله يا حبيبي أنا مش عايزة منك حاجة، قالي طب لو تعبانة؟ قولتله سيبني أنا مش عايزة منك حاجة وأنا بربيهم لله، بربيهم علشان ربنا وعلشان بحبهم، ربنا حط حب ليهم في قلبي غير طبيعي، أنا مشوفتش حد كده، أنا ممكن اتخانق مع عيال صغيرة علشانهم وبخاف على عيالي من المرض، صحتهم ضعيفة يعني مش عيال أقوياء علشان اتولدوا 7 شهور، وعندهم نوع انيميا صعب شوية، وبيلعبوا رياضة على طول بس بيتكسروا بقى».

وأشارت زينة الى أسلوبها فى تربية أولادها قائلة : "اللي ماترباش على حاجة مايعرفش هو فقد اية، ممكن اللي فقدوه مش حلو يمكن عوض ربنا أحسن ويمكن ربنا يعوضنا بالأهم والأحسن مستقبل وحياة.. مش لازم التعويض يبقى في نفس الصورة وأنا واحدة من الناس بشوف نفسي قوية وأنا أقدر أسد خانة الأب والأم، مدام هما مش ناقصهم حاجة يبقى هيفكروا ليه في حاجة مش موجودة، حاجة مش مهمة أو حاجة محسوش بأهميتها، بس في الآخر عارفين كل حاجة، أنا عايزة الناس تطمئن هما عارفين كل حاجة.


 


 

مقالات مشابهة

  • ننشر هوية الصحفيين الـ 5 .. شهداء القصف الإسرائيلي بالنصيرات.. الأسماء والصور
  • تجديد حبس شاب 15 يوما لاتهامه بالتشهير بفتاة وأسرتها في البحيرة
  • أحلام المصريين فى 2025
  • عيد الميلاد في غزة: صلوات وقداس هادئ وسط أصوات الطائرات واستمرار القصف الإسرائيلي
  • صحة غزة: ارتفاع ضحايا القصف الإسرائيلي إلى 45 ألفا و361 شهيداً
  • شهداء في اعتداءات الاحتلال على مخيم طولكرم
  • لبنانيون يزينون شجرة عيد الميلاد أعلى أنقاض كنائس دمرها الاحتلال الإسرائيلي
  • تفاصيل شخصية زينة في فيلم «الدشاش»
  • هل يؤثر القصف الأمريكي الذي استهدف صنعاء على قدرات أنصار الله؟
  • زينة في أحدث ظهور لها: هذه هي الحياة تفاءلوا