دراسة حديثة تثير المخاوف من انخفاض مستوى الأكسجين في المحيطات
تاريخ النشر: 10th, July 2023 GMT
اكتشف فريق علمي أميركي بقيادة جامعة روتغرز في ولاية نيوجيرسي الأميركية، أن مستويات الأكسجين في المحيط الهادي كانت أعلى خلال فترة العصر الميوسيني الدافئ -منذ حوالي 16 مليون سنة- عندما كانت درجة حرارة الأرض أعلى مما هي عليه اليوم.
وبحسب بيان صحفي صادر عن جامعة روتغرز في 28 يونيو/حزيران الماضي، فإن الباحثين قاموا بتحليل رواسب المحيطات في منطقة رئيسية في المحيط الهادي، فوجدوا ما يدل على تعرض المحيطات إلى انخفاض في مستوى الأكسجين، شكّل مخاوف لدى خبراء البيئة من أن يتوسع هذا الانخفاض في الأجزاء الرئيسية من محيطات العالم، ويضر بالحياة البحرية بشكل أكبر.
من ناحية أخرى، ووفقا للدراسة المنشورة في دورية "نيتشر" (Nature)، فإن محيطات العالم كانت قد شهدت في العقود الأخيرة انخفاضا في مستوى الأكسجين الذي يحافظ على الحياة بالمحيطات.
وأرجع العلماء الانخفاض في مستويات الأكسجين إلى ارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، والذي يؤثر على كمية الأكسجين التي يمكن امتصاصها من الغلاف الجوي.
تقول أنيا هيس المؤلفة الرئيسية للدراسة وطالبة الدكتوراه في كلية العلوم البيئية والبيولوجية في جامعة روتغرز، "تُظهر دراستنا أن المحيط الهادي الاستوائي الشرقي، والذي يعد اليوم موطنًا لأكبر منطقة تعاني من نقص الأكسجين في المحيطات، كان مليئًا بالأكسجين فترة العصر الميوسيني الدافئ. وعلى الرغم من أن درجات الحرارة العالمية في ذلك الوقت كانت أعلى مما هي عليه حاليا، فإن هذا يشير إلى أن واقع الأكسجين في المحيطات قد يتغير في النهاية".
من ناحية أخرى، قال البيان الصحفي إن أسرع معدلات فقدان الأكسجين في العقود الأخيرة تحدث في المناطق التي تعاني بالأساس من نقص الأكسجين، ومن المتوقع أن تستمر تلك المناطق في التوسع وتصبح أكثر ضحالة، مما يهدد مصايد الأسماك من خلال تقلص الموائل، وبالتالي فإن تباينت النماذج المناخية في تنبؤاتها حول كيفية استجابة تلك المناطق لما بعد عام 2100، فإنها تلهم الفريق مزيدا من البحث والرصد والتقصي.
ووفقا للبيان فإن الباحثين اختاروا منتصف العصر الميوسيني لاختبار النماذج المناخية الحالية، بالنظر إلى تشابه الظروف المناخية في تلك الفترة مع الظروف المناخية المتوقعة خلال القرون القليلة المقبلة من العصر الحالي، حيث قاموا بفحص رواسب المحيطات المتكونة خلال منتصف العصر الميوسيني في شرق المحيط الهادي الاستوائي، وذلك بعد أن تم جلب الرواسب من قاع البحر بواسطة العلماء على متن سفينة الأبحاث "جويدس ريزوليوشن" التي تمولها المؤسسة الوطنية للعلوم، كجزء مما يُعرف الآن باسم البرنامج الدولي لاكتشاف المحيطات.
وخلال عملية التحليل، قام الباحثون بعزل البقايا المتحجرة لكائنات دقيقة بحجم حبيبات الرمل الفردية التي تعيش في عمود الماء المسمى فورامينيفيرا، قبل أن يقوموا بتحليل التركيب الكيميائي للمنخربات والذي يعكس المظهر الكيميائي للمحيط القديم.
وقام الباحثون أيضا بالكشف عن مستويات الأكسجين في رواسب المحيطات القديمة بعدة طرق، بما في ذلك استخدام نظائر النيتروجين -وهي أشكال من العنصر لها كتلة ذرية نسبية مختلفة- ويمكن اعتبارها ككاشفات، كما تعتبر النظائر حساسة لعملية تسمى نزع النيتروجين والتي تحدث فقط عند مستويات منخفضة جدا من الأكسجين.
إضافة إلى ذلك، استخدم الباحثون طريقة تحليل تقارن مستويات اليود والكالسيوم وتعطي قراءات دقيقة يمكن أن تفرق بين الظروف المؤكسدة جيدا والظروف المعتدلة الأكسجين.
وقد أظهرت الطرق المتبعة في تحليل الرواسب أن رواسب المنطقة قيد الدراسة كانت مليئة بالأكسجين بشكل جيد خلال ذروة الدفء في العصر الميوسيني، حتى أنها اقتربت من مستويات العصر الحديث التي شوهدت في المحيط المفتوح جنوب المحيط الهادي.
يقول يائير روزنتال، أستاذ علوم البحار والأرض في جامعة روتغرز، "كانت هذه النتائج غير متوقعة وهي تشير إلى أن فقدان الأكسجين الناتج عن الذوبان والذي حدث في العقود الأخيرة ليست آخر فصول تأثير التغير المناخي على نسب الأكسجين".
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
النفط يهبط لأدنى مستوى منذ أكثر من 3 سنوات واحتمالات حدوث ركود عالمي تتزايد
هبطت أسعار النفط سبعة بالمئة، الجمعة، لتغلق عند أدنى مستوياتها في أكثر من ثلاث سنوات مع زيادة الصين للرسوم الجمركية على السلع الأمريكية، مما أدى إلى تصعيد حرب تجارية دفعت المستثمرين إلى وضع احتمال أكبر للركود في الحسبان.
وأعلنت الصين، أكبر مستورد للنفط في العالم، أنها ستفرض رسوما جمركية إضافية بنسبة 34% على جميع السلع الأمريكية اعتبارا من 10 نيسان/ أبريل. واستعدت الدول في جميع أنحاء العالم للرد بعد أن رفع ترامب الرسوم الجمركية إلى أعلى مستوى لها منذ أكثر من قرن.
كما تراجعت أسعار السلع الأساسية، بما في ذلك الغاز الطبيعي وفول الصويا والذهب، في حين تراجعت أسواق الأسهم العالمية.
وتوقع بنك الاستثمار جيه بي مورغان تشيس أن تبلغ احتمالات ركود اقتصادي عالمي بحلول نهاية العام 60%، مقابل 40% سابقًا.
وانخفضت العقود الآجلة لخام برنت القياسي العالمي 4.56 دولار، أو 6.5%، لتسجل عند التسوية 65.58 دولار للبرميل، في حين تراجعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 4.96 دولار، أو 7.4%، لتغلق عند 61.99 دولار.
وفي أدنى مستوى للجلسة، هبط خام برنت إلى 64.03 دولار، وسجل خام غرب تكساس الوسيط 60.45 دولار، وهو أدنى مستوى له في أربع سنوات.
وعلى مدار الأسبوع، انخفض خام برنت بنسبة 10.9%، وهي أكبر خسارة أسبوعية من حيث النسبة المئوية في عام ونصف، في حين سجل خام غرب تكساس الوسيط أكبر انخفاض له في عامين بانخفاض بنسبة 10.6%.
وقال سكوت شيلتون، المتخصص في شؤون الطاقة في يونايتد آيكاب: "بالنسبة لي، ربما يكون هذا قريبًا من القيمة العادلة للنفط الخام حتى نحصل على نوع من المؤشرات حول مدى انخفاض الطلب فعليًا".
وقال شيلتون: "رأيي هو أننا ربما ننتهي بسعر خام غرب تكساس الوسيط عند منتصف أو أعلى مستوياته في الأمد القريب"، محذرا من أن الطلب قد يعاني في ظل الظروف الحالية للسوق.
وقال رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول إن الرسوم الجمركية الجديدة التي فرضها ترامب "أكبر من المتوقع" ومن المرجح أن تكون التداعيات الاقتصادية بما في ذلك ارتفاع التضخم وتباطؤ النمو أكبر من المتوقع أيضا، وذلك في تصريحات أشارت إلى مجموعة القرارات الصعبة المحتملة التي تنتظر البنك المركزي الأمريكي.
واهتزت الأسواق مع تسريع "أوبك+" وتيرة تخفيف تخفيضات إنتاج النفط في أيار/ مايو.
كما أدى حكمٌ صادرٌ عن محكمةٍ روسيةٍ بعدم تعليق مرافق محطة تصدير النفط التابعة لاتحاد خط أنابيب بحر قزوين (CPC) في البحر الأسود إلى انخفاض الأسعار. وقد يُجنّب هذا القرار انخفاضًا مُحتملًا في إنتاج وإمدادات النفط في كازاخستان.
السعودية تخفض أسعار النفط لآسيا
خفضت السعودية، أكبر مصدر للنفط في العالم، الأحد، أسعار النفط الخام للمشترين الآسيويين في أيار/ مايو إلى أدنى مستوياتها في أربعة أشهر، بعد قرار صادم اتخذته مجموعة "أوبك+" النفطية بزيادة الإمدادات، الخميس.
وأظهرت وثيقة تسعير من أرامكو السعودية أن الشركة خفضت سعر البيع الرسمي لخامها العربي الخفيف في أيار/ مايو بواقع 2.30 دولار إلى 1.20 دولار للبرميل فوق متوسط أسعار عمان ودبي.
كما خفضت الشركة أسعار شهر نيسان/ أبريل للدرجات الأخرى التي تبيعها إلى آسيا بمقدار 2.30 دولار للبرميل.
هذا هو الشهر الثاني على التوالي الذي تُخفّض فيه أرامكو أسعارها.