إقامة القداس الإلهي في كنيسة القديس بورفيريوس في غزة رغم القصف
تاريخ النشر: 18th, November 2023 GMT
تحت القصف المستمر الذي تشنه قوات الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، أقام الآباء الكهنة القداس الألهي في كنيسة القديس بورفيريوس بحي الزيتون، طلبًا للسلام، وللصلاة من أجل الشهداء الذين ارتقوا نتيجة قصف الكنيسة منذ نحو شهر مضي، وفق ما قال المطران عطالله حنا رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس بالقدس.
وأضاف مطران القدس، أنه تم رفع القداس الالهي في كنيسة القديس بورفيريوس في غزة، في ذكرى مرور شهر على قصف الكنيسة وارتقاء عدد من الشهداء.
في مساء الخميس الـ19 من أكتوبر الماضي قصفت قوات الاحتلال الإسرائيلي كنيسة القديس بورفيريوس أقدم كنائس في قطاع غزة والتابعة للكنيسة الأرثوذكسية اليونانية، وهي ثالث أقدم كنائس العالم، وكانت تؤوي مئات النازحين من الفلسطينيين سواء مسلمين أو مسيحيين.
وأدى القصف إلى انهيار مبني مجلس وكلاء الكنيسة بالكامل، والذي كان يؤوي عدد من العائلات الفلسطينية التي كانت من المسلمين والمسيحيين والذين لجئوا إليها بحثًا عن ملجأ أمن من القصف، كما أدي القصف إلى تدمير ساحة الكنيسة.
ووفق وزارة الصحة الفلسطينية، أدى قصف الكنيسة الأرثوذكسية إلى استشهاد نحو 18 شخصا ممن كانوا يحتمون بجدران دار العبادة المسيحية الأثرية، فضلا عن اختفاء 15 آخرين لم يُعرف مصيرهم بسبب عدم القدرة على البحث تحت الأنقاض، وكانت غالبية الضحايا من عائلة واحدة لأنهم كانوا متواجدين في نفس الغرفة، وتلك العائلة مُحيت من سجل المواليد غزة.
كنيسة القديس بورفيريوسما لا يدركة الكثيرون أن كنيسة القديس بورفيريوس التي تقع بحي الزيتون، التي تعد من أقدم كنائس العالم التي شُيدت عام 407 ميلاديًا، كانت معبدًا وثنيًا مبني من الخشب، حتى جاء القديس بورفيريوس وبدء في نشر تعاليم المسيح، وحولها إلى كنيسة، وعندما مات دُفن فيها وأطلق عليها اسمه تخليدًا لذكراه ولا يزال قبرة موجودًا حتى الآن داخل الكنيسة.
هذه الكنيسة كانت شاهدة على الكثير من الصراعات والأزمات التي طالت القطاع على مر العصور، ورغم أنها تحمل بعض الندوب إلا أنها بقيت شامخة وصامدة حتى الآن، لتكون شاهدة على التسامح والتعايش بين مسلمي ومسيحي قطاع غزة، وفق صفحة التراث الفلسطيني.
كنيسة القديس بورفيريوس بنيت على الطراز البيزنطي في بداية القرن الخامس الميلادي، وقد تم بناؤها على هيئة سفينة، حيث كانت رمزية إلى أنها طوق النجاة من مخاطر الحياة الدنيوية، وتزيين جدرانها الداخلية قصة القديس بورفيريوس الذي حارب الأشرار.
يذكر أنه منذ السابع من أكتوبر الماضي، وقطاع غزة يعاني من القصف المستمر الذي لم يفرق بين مباني سكنية قصفت على رؤوس ساكنيها أو مستشفي أو مدرسة أو جامع أو حتى كنيسة قصفها صاروخ خلال الصلاة، ومن أشهر تلك الحوادث قصف كنيسة القديس بورفيريوس في الـ20 من أكتوبر الماضي، والتي تعد أقدم كنيسة في القطاع، وثالث أقدم كنائس العالم.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: كنيسة القديس بورفيريوس قطاع غزة الحرب في قطاع غزة غزة
إقرأ أيضاً:
المخطوطة السينائية: أقدم نص إنجيلي يكشف أسرار الماضي.. ما القصة
تُعدّ المخطوطة السينائية واحدة من أقدم وأهم المخطوطات اليونانية للكتاب المقدس، وقد شكل العثور عليها نقطة تحول في دراسة النصوص المسيحية القديمة.
الاكتشاف المذهلتم العثور على هذه المخطوطة في دير سانت كاترين بسيناء في منتصف القرن التاسع عشر، حينما كان الباحث الألماني قسطنطين فون تيشندورف يجوب المنطقة بحثًا عن مخطوطات تاريخية. ووفقًا لروايته، فقد رأى في عام 1844 بعض أوراق الرق القديمة التي كان الرهبان يعتزمون التخلص منها عن طريق إشعال النيران بعا، ليكتشف أنها جزء من نسخة قديمة جدًا من الكتاب المقدس. أدرك تيشندورف على الفور أهمية هذه الوثائق، فأقنع الرهبان بالسماح له بأخذ بعض الأوراق لدراستها.
عاد تيشندورف إلى الدير عام 1859 في رحلة ممولة من القيصر الروسي ألكسندر الثاني، وهناك تمكن من العثور على جزء أكبر من المخطوطة، والتي قُدمت لاحقًا كهدية للقيصر مقابل دعمه المالي للدير.
كُتبت المخطوطة باللغة اليونانية القديمة، وتضم العهد القديم وفقًا للترجمة السبعينية، التي اعتمدها المسيحيون الأوائل الناطقون باليونانية. كما أُضيفت إليها العديد من الحواشي التوضيحية لكل من العهد القديم والجديد على مدار الزمن من قبل مجموعة متعاقبة من المصححين.
محتويات المخطوطة
تحتوي المخطوطة السينائية على:
• معظم العهد القديم وفقًا للترجمة السبعينية (مع بعض الأجزاء الناقصة).
• العهد الجديد بالكامل، مما يجعلها أقدم نص كامل للإنجيل.
• كتابات مبكرة مثل “رسالة برنابا” و”راعي هرماس”.
يمثل العثور على المخطوطة السينائية تقدمًا كبيرًا في دراسات الكتاب المقدس، حيث قدمت أقدم وأدق نصوص مقارنة بالنسخ اللاحقة، وساعدت في تصحيح بعض الأخطاء التي طرأت على النصوص بمرور الزمن.
رحلة المخطوطة إلى بريطانيا
بعد الثورة البلشفية عام 1917، قررت الحكومة السوفيتية بيع المخطوطة إلى المتحف البريطاني عام 1933، حيث لا تزال محفوظة هناك ضمن المكتبة البريطانية.
الجدل حول الملكية
لا يزال هناك جدل حول شرعية نقل المخطوطة، حيث يطالب دير سانت كاترين باستعادتها، معتبرًا أنها أُخذت بغير إذن رسمي، بينما يرى الجانب البريطاني أنها نُقلت وفق اتفاق قانوني آنذاك.