نوفمبر 18, 2023آخر تحديث: نوفمبر 18, 2023

عبدالله جعفر كوفلي

تنظم الجامعة الاميركية في محافظة دهوك بإقليم كوردستان العراق المؤتمر الرابع للسلام والأمن في الشرق الأوسط للفترة من (١٩-٢١ / ١١/ ٢٠٢٣) هذا المؤتمر الذي يمثل تجمعًا نخبويا فريدًا ولقاء لشخصيات سياسية وأمنية مؤثرة في الساحة والأحداث سواء كانوا في الخدمة او أدوا دورهم وخدموا وكل منهم يدلوا بدلوه ويساهم بآرائهم النابعة من تجربتهم الشخصية خدمةً للسلم والأمن الدوليين.

عقد مثل هذه المؤتمرات تمثل فرصة لطرح الأفكار والمقترحات من قبل أصحاب الشأن وإطلاق مبادرات جديدة من أجل عالم خالٍ من الخوف والرعب والعنف والارهاب ورسم ملامح لحياة أفضل.

تعقد على مستوى العالم العديد من المؤتمرات والندوات الخاصة بدراسة القضايا والسياسات الأمنية بشكلٍ دوري سنوي لمناقشة الأمور المستجدة في الساحة الدولية والاقليمية منها مؤتمر ميونيخ ومينشن.

على الرغم من أهمية هذه المؤتمرات التي تخرج بتوصيات واقتراحات تخدم السلام والامن الدوليين، إلا ان أهمية منتدى السلام والامن في الشرق الاوسط المنعقد من قبل الجامعة الاميركية في محافظة دهوك تفوق بكثير غيره من المؤتمرات الاخرى وتكمن هذه الأهمية في النقاط الاتية:

– أنعقاد هذا المؤتمر لدراسة قضايا أمنية تتعلق بمنطقة ملتهبة وساخنة وموثرة ومهمة في العالم، هذه المنطقة التي تعد قلب العالم النابض بكل أحداثها وصراعاتها وحروبها وقوة اقتصادها وثرواتها الطبيعية والبشرية ودرجة تأثيرها على استقرار العالم، فللمنطقة مميزات لا يمكن حصرها.

– أهمية الأشخاص المشاركين في هذا المؤتمر، على الرغم من قلة العدد ولكنهم فاعلين حيت يتبوؤن أو كانوا يتبوؤن مناصب قيادية سياسية او أمنية وتركوا بصماتهم بقراراتهم وتعاملهم الصائب مع الأزمات الأمنية التي كانوا يواجهونها ، بين رئيس و وزير ونائب في البرلمان وشخصيات مشهورة على المستوى الوطني أو الإقليمي أو الدولي، بإلاضافة الى التنوع الجغرافي للمشاركين حيث يوجد بينهم من أقصى الشرق واخر من أقصى الغرب ومن جميع الأفكار والتوجهات.

– تأتي اهمية أخرى للمؤتمر من اهمية المواضيع والملفات المطروحة فيه التي تتعلق بالأمن والسلم الدوليين بشكل عام مع الاهتمام الخاص بأوضاع العراق وإقليم كوردستان والوضع الامني في الشرق الاوسط والتحديات السياسية والاقتصادية والامنية والتغييرات المناخية والامن المائي والغذائي وظاهرة الاحتباس الحراري والجفاف والتصحر والعواصف الرملية وكيفية معالجتها؟

– تنظيم هذا المؤتمر من قبل الجامعة الاميركية في محافظة دهوك يمنحه أهمية أخرى حيث يعبر ولو بشكلٍ غير مباشر عن سياسة الولايات المتحدة الاميركية باعتباره طرفًا اساسياً وفاعلًا في السياسات الأمنية العالمية والاقليمية وإشارة واضحة على مدى أهمية استقرار المنطقة في استراتيجيات امريكا الأمنية بغية حماية مصالحها وأهدافها وإدامة علاقاتها مع حلفائها وتطبيق أجنداتها ولعب دورها.

– اهتمام مسرور بارزاني رئيس حكومة اقليم كوردستان العراق بهذا المؤتمر وحضوره المستمر فيه والوقوف على تفاصيله والمشاركة الفاعلة باعتبار سيادته سليل أسرة عريقة بنضالها وتضحياتها من الأجداد والآباء ومعروفة بمواقفها القومية ومطلعة على ما جرى ويجري في المنطقة، بإلاضافة الى كون سيادته عمل لسنوات طويلة على رأس هرم المنظومة الامنية في الاقليم واستطاع حماية أمنه وحياة المواطنين وممتلكاتهم من التهديدات والأخطار ومواجهة كل التحديات والمخاطر المحيطة به والوقوف بوجه الهجمات الارهابية وخاصة التنظيم الارهابي داعش في هجومه على الإقليم في سنة ٢٠١٤ ، بأختصار شديدة يمكننا القول ان سيادتها ملم بما يجري وكيفية التعامل والمعالجة.

السيد مسرور بارزاني شخصية قوية ذو خلفية أمنية بارعة الذي يعمل بإرادة صلبة وشجاعة وجرأة بشكلٍ يستطيع ان يمزج بين النظرية والتطبيق باحترافية عالية الجودة.

عقد هذا المؤتمر في إقليم كوردستان الفيدرالي مؤشر اخر على ما يشهده من امن واستقرار وما يلعبه من دور مهم في الساحة الدولية والاقليمية بشأن القضايا والسياسات الأمنية، وهذا محل اعتزاز كل فرد من الشعب الكوردستاني سواء في الإقليم أو خارجه، نتمنى للمؤتمر النجاح وللمشاركين الموفقية وقضاء امتع الأوقات في ربوع كوردستاننا الحبيبة في أيام فصل الخريف الجميل بألوانه وبهجته التي هي أيضا تعبير عن ألوان الشعب وتعايشه السلمي وتنوعهم..

 

المصدر: وكالة الصحافة المستقلة

كلمات دلالية: هذا المؤتمر فی الشرق

إقرأ أيضاً:

ندوة لقط الآثار المؤلف بصحار تناقش أهمية الكتاب وأهم المسائل التي تناولها

افتتحت اليوم الندوة العلمية لكتاب "لقط الآثار المؤلف بصحار"، والتي تقام ضمن البرامج والفعاليات الثقافية لوزارة الثقافة والرياضة والشباب، بالتعاون مع كلية العلوم الشرعية، برعاية سعادة محمد بن سليمان بن حمود الكندي، محافظ شمال الباطنة، وبحضور سعادة السيد سعيد بن سلطان، وكيل الوزارة للثقافة، وعدد من المهتمين. وأدار الندوة سند بن حمد المحرزي، باحث بدائرة المخطوطات في وزارة الثقافة والرياضة والشباب.

وفي كلمة وزارة الثقافة والرياضة والشباب، أشار محمد بن عبيد المسكري، مدير دائرة المخطوطات بوزارة الثقافة والرياضة والشباب، إلى أن هذه الندوة تأتي احتفاءً بتحقيق ونشر كتاب "لقط الآثار المؤلف بصحار" ضمن مشروع الوزارة لتحقيق ونشر المخطوطات العمانية. وترجع أهمية الكتاب باعتباره مدونة فقهية تعكس واقع المجتمع وتفاعله مع مختلف الجوانب الشرعية والاجتماعية والاقتصادية والزراعية خلال القرن الحادي عشر الهجري. كما يكتسب أهميته مما يحتويه من توثيق تاريخي لنشأة دولة اليعاربة على يد الإمام ناصر بن مرشد اليعربي، وما رافقها من أحداث في سبيل طرد البرتغاليين وتوحيد البلاد. ويضم الكتاب كذلك إشارات تاريخية لمدن الساحل الشمالي لعمان وما وقع فيها من أحداث خلال فترة تأسيس دولة اليعاربة، إضافة إلى ذكر العديد من أسماء الأعلام المؤثرة في تلك الفترة ومسميات المواقع الجغرافية والأفلاج.

وقدم إدريس باحامد ورقة بعنوان: "لقط الآثار المؤلف بصحار - الموضوع والنسبة"، أشار فيها إلى أن "لقط الآثار" مخطوطٌ قَيِّمٌ من المخطوطات العمانية التي لم تر النور منذ أمد. ولا يختلف اثنان في قيمته العلمية والتاريخية؛ ذلك أنه من خلال عنوانه يؤكد ما فيه من جواهر، فهو مؤلف في صحار كما جاء في العنوان، وصحار كانت ولا تزال من قامات عمان الحضارية والثقافية. كما تطرق باحامد إلى مؤلف المخطوط القَيِّم من الكتب العمانية، والنسخ التي جاء فيها، بالإضافة إلى أهم مواضيعه، وكيف تناول المحقق الكتاب، وكيف اهتدى للمؤلف، موضحًا أن المؤلف غير معروف لدى الكثيرين.

وأوضح الشيخ سعيد بن ناصر الناعبي، في ورقته التي حملت عنوان "المسائل الفقهية في كتاب لقط الآثار المؤلف بصحار"، أن كتاب "لقط الآثار" من الكتب المهمة الحاوية لآثار علمائنا، ولم يكتفِ المؤلف فقط بأقوال العلماء المتأخرين، بل دوّن أقوال العلماء المتقدمين، مبينًا أنه ذكر أقوال المشايخ موسى بن علي الإزكوي، ومحمد بن محبوب، ومحمد بن جعفر الإزكوي، وأبو سعيد محمد بن سعيد الكدمي، وعبد الله بن محمد ابن بركة.

وذكر الناعبي العلماء الذين دون أقوالهم مؤلف الكتاب، وقد وضعت تراجم مختصرة في الحاشية. كما تطرق إلى التأصيل الفقهي للمسائل الفقهية المدونة في الكتاب وربطها بالأدلة الشرعية، وأخيرًا قام باستنباط القواعد الفقهية من الكتاب، وبناء الفروع عليها.

من جانبه، تناول الدكتور موسى البراشدي في ورقته الأهمية التاريخية لكتاب "لقط الآثار المؤلف بصحار"، وأشار إلى أن المصادر الفقهية تقدم مادة تاريخية نادرًا ما تشير إليها المصادر التاريخية، لا سيما تلك المرتبطة بما يسمى فقه النوازل، ولذا أطلق عليها المصادر الدفينة لكونها تتضمن كنوزًا بحاجة إلى البحث والتنقيب. ومن هنا، يتوجب على الباحثين في التاريخ العماني استفراغ الجهد للتنقيب عن الإشارات التاريخية في كتب الفقه العمانية، بغية سد الكثير من الفجوات والثغرات في التاريخ العماني. كما أبرز البراشدي الجوانب التاريخية في كتاب "لقط الآثار المؤلف بصحار" لمؤلفه ناصر بن ثاني بجمعة الرحيلي الصحاري، حيث تكمن أهمية الكتاب في كون مؤلفه معاصرًا للفترة الأولى من عهد اليعاربة، وكان له دور سياسي وإداري فيها، ولذا كان قريبًا من كثير من الأحداث التاريخية التي أشار إليها في كتابه، سواء أكان ذلك على هيئة مسألة فقهية بناءً على موضوع الكتاب، أو ضمن الأحداث التاريخية التي تمت الإشارة إليها في ملاحق الكتاب، والتي وردت في الجزء الخامس منه. مبينًا الاهتمامات التاريخية للمؤلف، والجوانب السياسية والإدارية في فترة المؤلف، كما تطرق إلى الجوانب الاقتصادية والاجتماعية، وأبرز الأعلام المغمورين في كتاب "لقط الآثار المؤلف بصحار".

وفي ورقته التي ناقشت "الأفلاج العمانية وكتاب لقط الآثار المؤلف بصحار"، أشار هلال بن عامر بن علي القاسمي إلى الإرث الحضاري ذي العمق في التاريخ البشري، الذي شغل الباحثين وعلماء الآثار والتاريخ والفقه لما له من ارتباطات مختلفة في جوانب عديدة، وتحوم حوله الكثير من التساؤلات ذات الأبعاد العلمية. وتكمن ألغازه في عدم وجود مؤرخات قديمة تعنى بنشأته وتطوره، بيد أن المؤلفات الفقهية ثرية ببعض المسائل الفقهية التي قدمت بعض المفاهيم والأحكام والتساؤلات؛ التي من خلالها نستشف ونستخرج بعض الأدلة والأبعاد الفكرية والهندسية والعملية، ومنها نضع الرؤى والتصورات لهذا النظام القديم. موضحًا أن كتاب "لقط الآثار المؤلف بصحار" انفرد ببعض الأخبار والتعريفات والأحكام والمسميات والمناطق التي وصلت إليها الأفلاج، وكُتب في مرحلة انتقالية من فترة مرت بغموض تاريخي، لذا فإن ما يحتويه من مسائل وتعريفات وأخبار يعد من أهم الروافد العلمية لنظام الري بالأفلاج وما تشتمل عليه من أبعاد في مجالات أخرى مرتبطة بالفلج مباشرة. مسلطًا الضوء على الارتباط بين نظام الأفلاج منذ نشأتها وما احتوى كتاب "لقط الآثار" من معلومات ذات صلة بالأفلاج، كما تطرق إلى مضامين الفلج ذات الصلة من حيث النشأة والعمر والسبب والنوع والتطور.

وصاحب الندوة معرض للمخطوطات تجول فيه الحضور، للتعرف على أهم ما يحويه الكتاب من كنوز تخلد الحضارة العمانية.

مقالات مشابهة

  • دولة الكويت تؤكد أهمية التزام المجتمع الدولي بحماية البيئة باعتبارها ركيزة أساسية للسلام والتنمية
  • المؤتمر: عودة ترامب قد تعيد صياغة التحالفات والأولويات في الشرق الأوسط
  • ندوة لقط الآثار المؤلف بصحار تناقش أهمية الكتاب وأهم المسائل التي تناولها
  • نائب رئيس حزب المؤتمر: فوز ترامب سيكون له تأثيرات عميقة على الشرق الأوسط
  • رئيس إستونيا: نثمن جهود مصر لإحلال السلام في الشرق الأوسط
  • القس خضر اليتيم : فوز ترامب بالانتخابات يشير إلى أهمية استمرار الكنيسة في أداء دورها بشكل أقوى
  • عاجل- نتنياهو يحتفي بفوز ترامب.. "نصر عظيم للسلام والأمن"
  • قصة وزارة الاستخبارات الإيرانية التي صعدت حربها ضد الموساد وأجهزة مخابرات إسرائيلية
  • بعد أيام غزيرة.. سماء كوردستان تخفف أمطارها بشكل كبير
  • «الطرمال» تشارك في المؤتمر الدولي حول «المرأة والسلام والأمن» في الفلبين