لتحقيق توازن بين فلسطين وأمريكا.. قمة الرياض تظهر الاختلافات
تاريخ النشر: 18th, November 2023 GMT
أظهرت قمة الدول العربية الإسلامية في العاصمة السعودية الرياض، يوم 11 نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري، بشأن الحرب بين إسرائيل وحركة "حماس"، وجود اختلافات بين هذه الدول بشأن تحقيق التوازن بين القضية الفلسطينية والعلاقة مع الولايات المتحدة (حليفة تل أبيب).
ذلك ما خلص إليه خبراء في تحليل بـ"المعهد الإيطالي للدراسات السياسية الدولية" (ISPI) ترجمه "الخليج الجديد"، على ضوء حرب مدمرة يشنها جيش الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة الـ43.
وهذه الحرب خلّفت أكثر من 12 ألف شهيد فلسطيني، بينهم 5 آلاف طفل و3 آلاف و300 امرأة، فضلا عن أكثر من 30 ألف مصاب، 75 بالمئة منهم أطفال ونساء، بحسب أحدث إحصاء رسمي فلسطيني صدر مساء الجمعة.
وقال المعهد إنه "على الرغم من الإجماع (في القمة) على ضرورة وقف إطلاق النار، إلا أن الإعلان الختامي للقمة أظهر مرة أخرى أن الدول العربية والإسلامية لديها وجهات نظر متضاربة حول كيفية معالجة القضية الفلسطينية".
وأضاف أنه "في حين تبنت بعض الدول موقفا أكثر حزما تجاه الحرب، فإن الدول التي لها علاقات دبلوماسية راسخة مع إسرائيل تراجعت، مشددة على ضرورة الحفاظ على قنوات مفتوحة للحوار، وووسط وجهات النظر المستقطبة هذه، أبحرت السعودية بمهارة في عملية توازن دقيقة".
ومن أصل 22 دولة عربية، تقيم 5 دول هي مصر والأردن والإمارات والبحرين والمغرب علاقات رسمية معلنة مع إسرائيل، التي تحتل أراضٍ في فلسطين وسوريا ولبنان منذ عقود.
اقرأ أيضاً
غضب من حرب غزة.. أوبك+ تدرس المزيد من تخفيض إنتاج النفط
بدون أرضية مشتركة
أندرياس كريج، أستاذ مشارك في كلية كينجز لندن، قال إن "القمم الطارئة المشتركة كانت فرصة فريدة للعالم العربي والإسلامي لإسماع صوته في مشهد متعدد الأقطاب بشكل متزايد تهيمن عليها الخطابات المؤيدة لإسرائيل".
واستدرك: "لكن الدول (في قمة الرياض) فشلت في إيجاد أرضية مشتركة، مما يدل على أنه في حين أن العالم العربي والإسلامي مرعوب من الفظائع المرتكبة في غزة، إلا أن هناك اختلافات كبيرة في السياسة والرأي حول كيفية تحقيق التوازن بين القضية الفلسطينية وقضية (العلاقة مع) الولايات المتحدة والتوقعات بالإبقاء على علاقات عمل مع إسرائيل".
كريج أردف أنه "على الرغم من الغضب الذي تم التعبير عنه بشأن الحرب الإسرائيلية في غزة، فإن الدول التي تقيم علاقات دبلوماسية مع إسرائيل غير مستعدة لتعريض اتفاقياتها (مع تل أبيب) للخطر، وحتى السعودية تهدف إلى إبقاء جميع الخيارات مفتوحة، لمواصلة محادثات التطبيع بعد انتهاء الحرب".
اقرأ أيضاً
سلسلة حروب بالوكالة تلوح في الأفق خلف غزة.. ما الحل؟
موقف سعودي وسط
"مع محاصرة العديد من الدول العربية فعليا باتفاقيات التطبيع، ومطالبة دول أخرى باتخاذ إجراءات غير واقعية مثل قطع إمدادات النفط (عن الدول الغربية المؤيدة لإسرائيل)، فإن السعودية في وضع جيد يسمح لها بالتمسك بموقف وسط"، بحسب كريستين ديوان، باحث في معهد دول الخليج العربية بواشنطن (AGSIW).
وأضاف أن "هناك أولويتان عاجلتان: فرض وقف فوري لإطلاق النار مصحوبا بتقديم الدعم الإنساني للفلسطينيين، ومنع التوسع الصراع إقليميا. وفي حين أن الدعوة إلى وقف إطلاق النار تتعارض مع الموقف الأمريكي الأولي، فإن إدارة (الرئيس الأمريكي جو) بايدن قد تقدر النفوذ الذي توفره للحد من تجاوزات التقدم الإسرائيلي".
وفي أكثر من مناسبة، أعلنت واشنطن رفضها وقف إطلاق النار حاليا؛ زاعمة أن "حماس" ستستفيد منه في إعادة تنظيم صفوفها، بعد أن قتلت نحو 1200 إسرائيلي وأسرت حوالي 239، بينهم عسكريون برتب رفيعة، ترغب في مبادلتهم مع أكثر من 7 آلاف أسير فلسطيني، بينهم أطفال ونساء، في سجون الاحتلال.
وبشأن مستقبل قطاع غزة، اعتبر ديوان أنه من "دون تغيير جذري في التوجه والقيادة الإسرائيلية، والتزام سياسي لم يظهره الأمريكيون بعد، يبدو من المستبعد أن يكون لدى السعودية الرغبة في توسيع دورها القيادي نحو حل ما بعد الحرب في غزة، مع ما سيترتب عليه من مخاطر سياسية والتزامات مالية".
ويقول الاحتلال الإسرائيلي إن حربه على غزة تهدف إلى إنهاء حكم "حماس" للقطاع، حيث يعيش نحو 2.3 مليون فلسطيني، والقضاء على القدرات العسكرية للحركة.
اقرأ أيضاً
سلسلة حروب بالوكالة تلوح في الأفق خلف غزة.. ما الحل؟
وساطة قطرية مختلفة
قالت إليونورا أرديماجني، الباحثة في المعهد الإيطالي للدراسات السياسية الدولية، إن "أهداف الوساطة القطرية في الحرب بين حماس وإسرائيل تختلف عن جهودها الدبلوماسية السابقة".
وأرجعت ذلك إلى أن "الصراع يدور الآن في الشرق الأوسط. ولهذا السبب، تهدف الدوحة في المقام الأول إلى بناء قنوات تفاوض بين الأطراف المتحاربة لمنع انتشار الصراع إقليميا، وهو السيناريو الذي يمكن أن يعيق أيضا (نمو) اقتصادات دول مجلس التعاون الخليجي".
أرديماجني أردفت أنه "على العكس من ذلك، كان النشاط الدبلوماسي لقطر في أفغانستان وتشاد وحتى في الحرب الروسية الأوكرانية، مدفوعا في الغالب بأهداف القوة الناعمة، لتحسين مكانتها وهيبتها الدولية".
واستدركت: "لكن هناك نقطة أكثر دقة يمكن أن تفسر جزئيا جهود الوساطة التي تبذلها الدوحة بين حماس وإسرائيل، وهي الشراكة مع الولايات المتحدة، فالأداء الدبلوماسي الجيد أمر محوري لهذه العلاقة طويلة الأمد".
وتستضيف الدوحة مكتبا سياسيا لـ"حماس"، واستقبلت مبعوثين من دول عديدة لإجراء مباحثات حول ملف الأسرى لدى الحركة.
اقرأ أيضاً
سخرية واسعة من البيان الختامي للقمة الإسلامية العربية بشأن غزة
المصدر | المعهد الإيطالي للدراسات السياسية الدولية- ترجمة وتحرير الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: توازن فلسطين أمريكا قمة الرياض إسرائيل غزة مع إسرائیل اقرأ أیضا أکثر من
إقرأ أيضاً:
الصحف العربية.. الشرق الأوسط: لقاء الرياض يحيل إصدار القرارات إلى القمة العربية.. العرب: هل تنسحب حماس من غزة لصالح السلطة ؟.. الخليج الإماراتية: مبادرة وقف الأب صندوق مستدام بقيمة مليار درهم
تناولت الصحف العربية عددا من القضايا التي تشغل بال المنطقة والقارئ العربي والعالمي والتي كان أبرزها اللقاء التشاوري الذي جرى في الرياض بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي وعدد من القادة العرب، بالإضافة إلى مستقبل غزة بعد وقف إطلاق النار، إلى جانب إعلان الإمارات عن مبادرة إنسانية جديدة تحت عنوان "وقف الأب".
الشرق الأوسط: لقاء الرياض يحيل إصدار القرارات إلى القمة العربيةنشرت صحيفة الشرق الأوسط، تقرير حول القمة التشاورية التي جرت في الرياض أمس الجمعة والتي شارك فيها الرئيس عبد الفتاح السيسي، وولي العهد السعودي محمد بن سلمان وعاهل الأردن الملك عبد الله الثاني والرئيس الإماراتي محمد بن زايد، وأمير قطر تميم بن حمد، ومشعل الأحمد أمير دولة الكويت، والأمير سلمان بن حمد ولي العهد رئيس مجلس الوزراء البحريني.
نقلت صحيفة الشرق الأوسط اللندنية، عن مصدر سعودي قوله إن هذا اللقاء يأتي في في سياق اللقاءات الودية الخاصة التي جرت العادة على عقدها بشكل دوري منذ سنوات بين قادة مجلس التعاون الخليجي ومصر والأردن، وذلك في إطار العلاقات الأخوية الوثيقة التي تجمعهم، وتساهم في تعزيز التعاون والتنسيق بين دولهم.
وأوضح المصدر الذي لم يكشف هويته أنه "فيما يتعلق بالعمل العربي المشترك وما يصدر من قرارات بشأنه، فإنه سيكون ضمن جدول أعمال القمة العربية الطارئة القادمة التي ستنعقد في مصر".
العرب: هل تنسحب حماس من غزة لصالح السلطة ؟ومن الشرق الأوسط، إلى صحيفة العرب الدولية، حيث نشر الكاتب الصحفي عبد الباري فياض مقالا حول اليوم التالي في غزة، تحت عنوان " مستقبل غزة والدور العربي لما بعد الحرب"، أبرز فيه الحالة التي وصل إليها القطاع بعد أكثر من 15 شهرا من العدوان الإسرائيلي الغاشم، وتطرق إلى قضية هامة بشأن مستقبل القطاع وهو مصير حركة حماس في اليوم التالي متسائلا "هل تقبل حماس الانسحاب من المشهد لصالح السلطة الفلسطينية.
ويحاول الكاتب الإجابة على هذا التساؤل بالقول "إن فعلت حماس ذلك، تكون قد أنقذت ما تبقى من قوتها، وقوّت الموقف العربي والأُممي في التفاوض على اليوم التالي".
وأضاف "هنا يأتي دور العرب أو وسطاء السلام، فالمرحلة الحالية تتطلب زيادة الضغط على إسرائيل وحماس أيضا من أجل استئناف الهدنة بينهما لأهميتها بشكل كبير في تضميد جراح أهالي غزة، ووقف آلة حرب الإبادة الإسرائيلية تجاههم، أو على الأقل أن يعودوا إلى بيوتهم ويعيشوا في أمان، مع دخول المساعدات إليهم وقليل من الرعاية الطبية حتى يشعروا بأنهم أحياء".
وأشار إلى أن "الدور العربي الغائب باستثناء دور مصر وقطر والسعودية، لا بد أن يعود إلى صدارة المشهد من جديد، لأن القضية الفلسطينية ستظل القضية الأولى والأخيرة للعرب".
الخليج الإماراتية: "وقف الأب" صندوق مستدام بقيمة مليار درهمومن العرب الدولية، إلى صحيفة الخليج الإماراتية، التي أبرزت في افتتاحيتها اليوم إعلان رئيس وزراء الإمارات محمد بن راشد عن مبادرة "وقف الأب".
وقالت الصحيفة في افتتاحيتها التي جاءت تحت عنوان "وقف الأب.. إنسانية وطن" إن الإمارات وطن الخير ومنارة الإنسانية، وتتصدر بكل جدارة الدول المانحة لكل ما فيه الأفضل للبشرية ومجتمعاتها المحتاجة، وذلك انطلاقاً من أنبل وأسمى القيم التي تميز شعبها وتبين فاعلية مسيرتها المجيدة، وتعبر عن الاعتزاز بالإرث الأصيل والمتجذر المجسد لخصال كريمة وعزيمة لا تلين في عمل الخير، فحيث تحتاج الإنسانية من يأخذ بيدها تكون السباقة دون طلب.
وأضافت "الخليج" أن المبادرة تهدف إلى تكريم الآباء في دولة الإمارات من خلال إنشاء صندوق وقفي مستدام بقيمة مليار درهم، يخصص ريعه لتوفير العلاج والرعاية الصحية للفقراء والمحتاجين وغير القادرين، وذلك جرياً على عادة سموه بإطلاق المبادرات الخيرية والإنسانية تزامناً مع شهر رمضان الكريم، بما يترجم منظومة العطاء الإماراتية، وإيمان سموه بأن طريق العطاء هو الوحيد الذي لا ينتهي.