ثمن باهظ للخيانة.. العاشق المجنون يُزهق روح غريمه بلا رحمة
تاريخ النشر: 18th, November 2023 GMT
وصل منسوب الغضب لدى بطل قصتنا حتى درجة التطرف العُظمى، لتسيل على يديه دماءُ حرم الله إرقتها، وكان الدافع وراء الجرمة مُجرد ظن.
اقرأ أيضاً: بسبب درجات الامتحان..الشر الأسود يحصد روح مُعلمة اللغة الإسبانية
اقرأ أيضاً: مُجرم بنفسٍ مُعتلة يُزهق روح مُعلمة الأجيال بطعنات الغدر
إقرأ أيضاً: رجل يُنهي حياة حبيبته بعد أن جعل أيامها الأخيرة كابوساً
بعد واقعة سرقة أبواب المقابر الحديدة.. نسرد "أندل" قصص السرقة في التاريخ بسبب درجات الامتحان..الشر الأسود يحصد روح مُعلمة اللغة الإسبانية
فار الدم في عروقه وأصبح لغليانه داخل الأوردة رائحة لا يُخطأها أنف، وفقد الجاني سيطرته على عقله فصار إبليس هو الحاكم الفعلي الذي يُحركه كيف أراد.
وبحسب التقرير الذي نشرته شبكة بي بي سي سبورت البريطانية فإن المحكمة المُختصة قضت بإدانة أوسكارز كانتورز – 29 سنة بتهمة إزهاق روح أجريس ليجافنيكس – 41 سنة في مدينة ليستون في مقاطعة سافولك في إنجلترا في أكتوبر 2022.
وأشار التقرير إلى أن المُتهم وُجد مُداناً بعد مُحاكمة استمرت أسبوعين، وأظهرت التحريات أن المُدان كان مُسلحاً بسلاحٍ أبيض انهال به طعناً على الضحية لاعتقاده أنه في علاقة غرامية مع صديقته.
وقامت سيارة إسعاف بنقل الضحية لمستشفى إيبسويتش في مُحاولة لإنقاذ حياته، ولكنه فارق الحياة فيما بعد ولفظ أنفاسه الأخيرة.
الجنون تواصل..نوبة الغضب تحصد المزيد من الضحاياوذكرت الشبكة البريطانية أن المُتهم سبق إدانته في واقعتي التعدي الجسدي على ضحيتين في نفس يوم جريمة الطعن.
وقالت الشرطة إن الدافع وراء الجرائم الثلاثة كان مُشتركاً وتمثل في شعور الجاني بالغيرة على صديقته، وشك في علاقتها بالضحايا الثلاثية المُستهدفين.
ولفت التقرير إلى أن المحكمة قضت بمعاقبة المُتهم بالسجن على الأقل 21 سنة و9 شهور قبل أن تتم دراسة الإفراج عنه فيما بعد.
وستكشف الأيام المُقبلة المزيد من تفاصيل الواقعة والأسباب التي دفعت الجاني لارتكاب سلسلة جرائمه البشعة، وسيُجيب عن السؤال بشأن كيف تسرب الشك لقلبه بشأن خيانة صديقته.
وتفتح الواقعة الباب أمام إبرام مُناقشات مُجتمعية لبحث سبل الوقاية من هذا النوع من الجرائم، وكيف يقي الناس أنفسهم من الوقوع ضحية في مصيدة المُختلين.
وسيكون من المفيد ايضاً التوصل لرؤية ذوي الضحية عن الواقعة، وسؤالهم عهن كيف كان حال الضحية قبيل وفاته ليتبين أن جريمة إزهاق روحه كانت فقط وليدة الظن !.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: بريطانيا انجلترا جريمة قتل جريمة جريمة إنهاء الحياة أن الم
إقرأ أيضاً:
حين يكون الأخ عضيدًا والأخت رحمة
سلطان بن ناصر القاسمي
لا شيء يضاهي الشعور بالأمان حين يكون هناك من يسند دون طلب، ويقف بجوار الآخرين دون انتظار. فهناك روابط إنسانية لا تُشترى ولا تُعوَّض؛ بل تُولد مع الإنسان وتكبر معه، فتكون الملجأ عند الحاجة، والعزاء في الأوقات الصعبة. ومن بين تلك الروابط، تأتي رابطة الأخوة في المقدمة، فهي ليست مجرد علاقة دم؛ بل هي ارتباط روحي يتجاوز المصالح والزمان، ويظل متينًا رغم كل الظروف.
الأخ ليس مجرد فرد في العائلة؛ بل هو السند الحقيقي والجدار الذي يُرتكز عليه في الأوقات العصيبة. أما الأخت، فهي النسمة اللطيفة التي تملأ الحياة دفئًا، والقلب الذي ينبض بالرحمة بلا شروط. وقد قال رب العزة في كتابه الكريم: "سنشد عضدك بأخيك"، أي سنقوي الأمر ونشد الأزر بالأخ ليكون دعمًا وسندًا في الحياة. فلا عجب أن يكون الأخ هو الجبل الذي يُستند إليه حين تعصف الأيام، وهو الوحيد الذي يقف بجوار إخوته دون تردد، يشاطرهم الأوقات العصيبة كما يشاركهم الأفراح. إنه حائط الصد الذي يحتمي به الإنسان عندما تشتد العواصف، وهو القلب الواسع الذي يتلقى هموم الآخرين بصمت واحتواء، دون أن يشكو أو يبتعد.
ولطالما رأينا في الحياة أمثلة حيّة على هذه الرابطة، كالأخ الذي يكون أول من يحمل همّ شقيقه في لحظات المحنة، أو الأخت التي تواسي إخوتها حتى قبل أن ينطقوا بحاجتهم إليها. مثل هذه العلاقات لا تُقدر بثمن، وهي هبة عظيمة تستحق أن نحافظ عليها بكل حب ووفاء.
لكن، ورغم قداسة هذه الرابطة، نجد في المجتمعات اليوم تزايدًا في الخلافات بين الإخوة بسبب نزاعات دنيوية زائلة، سواء كانت بسبب فتن أسرية أو مجتمعية أو سلوكيات فردية سلبية. هذه الخلافات قد تمزق أواصر الأخوة وتجعل العلاقة متوترة أو حتى مقطوعة. إلا أن ما يميز الأخوة الحقيقية هو أن تلك المشاعر العميقة تبقى راسخة، مهما عصفت بها رياح النزاع، وغالبًا ما تُختبر هذه العلاقة في اللحظات الحرجة، حيث يظهر معدن الأخ الحقيقي حين تحيط بالصعاب.
وهنا يحضرني موقف مؤثر لا تزال ذكراه تؤلمني كلما تذكرته. فقد كنت في أحد المساجد، حين سأل أحد الزملاء قريبًا له قائلًا: "هل زرت أخاك في المستشفى؟"، فأجابه ذلك الرجل بكلمة واحدة قاسية: "لا". شعرت بصدمة داخلية، فتدخلت وسألته: "لماذا لم تطمئن عليه ولو باتصال هاتفي؟"، فأجابني بكل برود: "لا أملك رقم هاتفه". يا الله! كيف يمكن لأخوين أن يعيشا هذه القطيعة العميقة؟ غادر ذلك الأخ المستشفى عائدًا إلى البلد الذي يقيم فيه، وبعد فترة قصيرة، تلقينا نبأ وفاته. حينها شعرت بحزن عميق، وراودني تساؤل مؤلم: كيف يمكن لإنسان أن يسمح للزمن بأن يمضي وهو في خصام مع أقرب الناس إليه؟ ما الذي يستحق أن يضيع العمر في خلافات لا تسمن ولا تغني من جوع؟ كم من أشخاص رحلوا قبل أن ندرك قيمة وجودهم في حياتنا؟
وقد تكررت عبر الزمن مواقف مؤثرة تعكس هذه العلاقة العظيمة، حيث يتجلى عمق الأخوة في الأوقات الحرجة. كم من إخوة فرقتهم الحياة لسنوات، ولكن حين اشتدت المحن وجدوا أنفسهم أول من يساند بعضهم البعض! وكم من قصص روت تفاصيل الإخوة الذين رغم الخلافات العابرة، كان الأخ أول من يقف بجانب أخيه في وقت الضيق دون أن يُطلب منه ذلك. من هنا، تظهر أهمية التمسك بهذه العلاقة وتجاوز ما قد يشوبها من مشكلات عابرة، لأن رابطة الأخوة لا تُعوَّض.
لكن، في المقابل، هناك من يتمسكون بهذه الرابطة رغم كل شيء، يتجاوزون الخلافات، يتناسون الجراح، ويصرّون على إبقاء الأواصر قوية، لأنهم يدركون أن الأخ هو السند الحقيقي، هو السيف الذي يحمي الظهر حين تشتد المحن، وهو الوحيد الذي لن يتردد في الوقوف إلى جانب إخوته مهما حدث. لذا، ينبغي الحفاظ على روابط الأخوة، وعدم السماح للخلافات الدنيوية بأن تفسد علاقة لا تعوض، لأن الحاجة إلى السند في الحياة لا توازيها حاجة.
وكما أن الأخ هو العضيد والسند، فإن الأخت هي نبع الرحمة الذي يغمر الحياة بالعطف والدفء. الأخت ليست مجرد فرد في العائلة؛ بل هي أم ثانية، الصديقة الأولى، والحضن الدافئ الذي يلجأ إليه الإخوة في لحظات الضعف والحزن. إنها هدية عظيمة من الله، تملأ البيت سعادة ومرحًا، وتمنح الحياة لونًا مختلفًا. إنها الأمان وسط العواصف، والبسمة التي تبدد الحزن، والقلب الذي ينبض بالحب بلا مقابل.
وقد جسدت الأخت دورها العظيم في القرآن الكريم، حيث يقول الله تعالى في سورة القصص عن موقف أخت موسى عليه السلام: "وَقَالَتْ لِأُخْتِهِ قُصِّيهِ فَبَصُرَتْ بِهِ عَن جُنُبٍ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ" (القصص: 11)؛ فالأخت هنا لم تكن مجرد شاهدة؛ بل كانت الحارسة، الراعية، والقلقة على مصير أخيها. وهذا الموقف يعكس مدى الحب العميق والارتباط الفطري الذي يجعل الأخت تسهر على راحة إخوتها، وتحرص على سعادتهم، لأنها تدرك أن وجودهم جزء لا يتجزأ من سعادتها.
وحين تتجلى الرحمة في الأخت، تصبح الحياة أكثر دفئًا؛ فهي من تفهم دون أن تتحدث، وهي من تسعى لإضفاء السعادة على البيت، وتكون العون في الأوقات الصعبة. هي تلك اليد التي تمتد لتربت على الكتف حين تخذل الحياة، وهي التي تفرح بفرح الإخوة وكأنه فرحها. إنها السند حين يضيق الحال، وهي التي تسعى لتكون نورًا يضيء درب إخوتها، هي التي تبكي بصمت حين يصيبهم الحزن، وتدعو لهم في ظهر الغيب دون أن يُطلب منها ذلك.
وقد يرى البعض أن روابط الأخوة تبقى قوية مهما حدث، ولكن الحقيقة أن هذه العلاقة تحتاج إلى رعاية وتقدير دائم. فمن غير المعقول أن يُظن أن الحب وحده يكفي لجعلها تستمر؛ بل يجب أن تكون هناك مواقف تؤكد هذا الارتباط، تصرفات تعكس التقدير، وكلمات تعبر عن الامتنان. الأخ الذي لا يسأل عن أخيه، والأخت التي تبتعد عن إخوتها، كلاهما يخسر جزءًا من روحه دون أن يدرك. فكم من أخ أو أخت ندم على لحظات الجفاء بعدما فات الأوان؟ وكم من شخص أدرك قيمة هذه النعمة حين فقدها؟ لذا، فلنحرص على أن يكون التواصل حاضرًا، والكلمة الطيبة هي الأساس، والاعتذار هو الجسر الذي نعبر به فوق خلافاتنا، حتى تبقى علاقات الأخوة قوية ومتينة مهما مر الزمن.
لذلك.. من المهم الحفاظ على الأخت، وإسعادها، وعدم السماح للحزن بأن يسكن قلبها. الوقوف بجانبها كما تقف هي دائمًا إلى جانب إخوتها، لأن الأخت هي النور الذي يضيء العائلة، وهي الرحمة المتدفقة التي لا تنضب. ومن الجدير بالذكر أن الدعاء للأخوة والأخوات بالخير والتوفيق هو من أسمى مظاهر الحب الحقيقي، فإن كانت الأخت هي الرحمة، فالأخ هو السند، وكلاهما يشكلان دعامة أساسية في حياة أي إنسان.
إنَّ علاقة الأخوة ليست مجرد روابط دم؛ بل هي روابط قلوب وأرواح، هي الأمان في هذه الدنيا، وهي الأثر الباقي بعد أن يرحل الجميع. لذا، ينبغي المحافظة عليها، وإصلاح ما انكسر، وزرع الحب؛ حيث وجدت الخلافات، فما أجمل أن يظل الأخ أخًا، والأخت أختًا، حتى آخر العمر، وأن تظل تلك المشاعر الطاهرة هي العزاء والملاذ في كل حين.