إعداد: فرانس24 تابِع إعلان اقرأ المزيد

لم يبد فلاديمير بوتين متحمسا في إصدار موقف عاجل بعد هجوم 7 أكتوبر/ تشرين الأول لحماس على إسرائيل. وانتظر الرئيس الروسي ثلاثة أيام قبل أن يصدر عنه أي تعليق على هجوم حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية الذي وصف بالمذبحة. وعندما صدر عنه تعليق، ألقى بالمسؤولية فيما حدث على الولايات المتحدة وليس على حماس.

وقال بوتين وقتها لرئيس الوزراء العراقي "أعتقد أن كثيرين سيتفقون معي على أن هذا مثال واضح على السياسة الفاشلة التي تنتهجها الولايات المتحدة في الشرق الأوسط والتي حاولت احتكار عملية التسوية".

ومرت ستة أيام أخرى قبل أن يتحدث بوتين مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو ليقدم تعازيه في مقتل حوالي 1200 إسرائيلي. وبعد ذلك بعشرة أيام، قالت روسيا إن وفدا من حماس موجود في موسكو لإجراء محادثات.

يقول خبراء في السياسة في روسيا والغرب إن بوتين يحاول استغلال حرب إسرائيل ضد حماس كفرصة، لتصعيد ما وصفها بأنها معركة وجودية مع الغرب من أجل فرض نظام عالمي جديد ينهي الهيمنة الأمريكية لصالح نظام متعدد الأطراف يعتقد أنه يتشكل بالفعل.

"لن تكون روسيا في نفس المعسكر مع الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي"

وكتب سيرجي ماركوف المستشار السابق في الكرملين في مدونته موضحا موقف بوتين وحاجته ليميز نفسه على الساحة: "تدرك روسيا أن الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي يدعمان إسرائيل بشكل كامل، لكنهما يجسدان الشر الآن ولا يمكن أن يكونا على حق بأي شكل من الأشكال".

وأضاف "لذلك، لن تكون روسيا في نفس المعسكر مع الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي. الحليف الرئيسي لإسرائيل هو الولايات المتحدة، العدو الرئيسي لروسيا في الوقت الحالي. وحليفة حماس هي إيران، حليفة روسيا".

وتتمتع روسيا بعلاقات تزداد قربا مع إيران، التي تدعم حماس، وتتهمها الولايات المتحدة بتزويد روسيا بطائرات مسيرة لاستخدامها في حربها بأوكرانيا التي تخوض حرب استنزاف طاحنة مع روسيا.

وعبرت هانا نوت خبيرة السياسة الخارجية الروسية المقيمة في برلين لمركز كارنيغي روسيا وأوراسيا عن اعتقادها بأن موسكو تخلت عن موقفها السابق الأكثر توازنا بشأن الشرق الأوسط وتبنت "موقفا صريحا مؤيدا للفلسطينيين".

وقالت "تدرك روسيا جيدا أن بقيامها بكل هذا فهي تنحاز إلى جهات ودوائر في جميع أنحاء الشرق الأوسط وحتى خارجه في جنوب العالم في وجهات نظرها المتعلقة بالمسألة الفلسطينية وحيث تستمر هذه القضية حاضرة بقوة".

وهذه الجهات والدوائر هي تحديدا التي يسعى بوتين إلى كسبها في سعيه نحو تشكيل نظام عالمي جديد من شأنه أن يضعف نفوذ الولايات المتحدة. وأضافت نوت: "أهم طريقة ستستفيد منها روسيا في أزمة غزة هي تسجيل نقاط في محكمة الرأي العام العالمي". وقال بوتين إنه "حينما تنظر إلى المعاناة والأطفال الملطخين بالدماء (في غزة)، فإنك تطبق قبضتك بقوة (من شدة الغضب) وتنهمر الدموع من عينيك".

"ضربة قوية للسياسة الخارجية الغربية"

قارن ساسة روس بين ما يقولون إنه التفويض المطلق الذي منحته واشنطن لإسرائيل لقصف قطاع غزة وبين رد واشنطن العقابي على الحرب التي تخوضها روسيا في أوكرانيا وتقول إنها لا تستهدف المدنيين عمدا رغم مقتل آلاف المدنيين.

وقال السفير الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة إن روسيا ليست في موقع يسمح لها بتقديم المواعظ للآخرين نظرا لما تفعله بنفسها في أوكرانيا.

لكن السناتور أليكسي بوشكوف قال إن الغرب "وقع في فخ من صنعه حين كشف عن المعايير المزدوجة التي يتعامل بها مع الدول المختلفة بناء على تفضيلات سياسية مبنية على مصالح ذاتية".

وكتب بوشكوف على تطبيق تلغرام "دعم الولايات المتحدة والغرب المطلق لتصرفات إسرائيل وجه ضربة قوية للسياسة الخارجية الغربية في نظر العالم العربي وجنوب العالم بأكمله".

وذكر ماركوف مستشار الكرملين أن روسيا تعتبر أزمة غزة فرصة لتعزز نفوذها في الشرق الأوسط من خلال تصوير نفسها كصانع سلام محتمل له علاقات مع جميع الأطراف.

وعرضت موسكو استضافة اجتماع إقليمي لوزراء الخارجية، وقال بوتين إن روسيا في وضع جيد يمكنها من المساعدة. وأضاف بوتين لقناة تلفزيونية عربية في أكتوبر/تشرين الأول: "لدينا علاقات مستقرة جدا وعملية مع إسرائيل، ولدينا علاقات ودية مع فلسطين منذ عقود، وأصدقاؤنا يعرفون ذلك. ويمكن لروسيا، من وجهة نظري، أن تقدم أيضا مساهمتها الخاصة في عملية التسوية".

وقال ماركوف إن هناك فوائد اقتصادية محتملة أيضا بالإضافة إلى ميزة سحب الغرب الموارد المالية والعسكرية من أوكرانيا.

 

اقرأ أيضا????مباشر- وزارة الصحة التابعة لحماس: 50 قتيلا على الأقل في قصف على مدرسة في غزة تؤوي نازحين

 

وأوضح قائلا "روسيا ستستفيد من زيادة أسعار النفط التي ستنجم عن هذه الحرب... (و) ستستفيد روسيا من أي صراع ستخصص له الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي موارد، لأن ذلك يقلل من الموارد المخصصة للنظام المناهض لروسيا في أوكرانيا".

وعبر أليكس جابويف مدير مركز كارنيغي روسيا وأوراسيا عن اعتقاده بأن موسكو عدلت سياستها في الشرق الأوسط بسبب الحرب في أوكرانيا.

وقال "تفسيري لذلك هو أن الحرب أصبحت المبدأ المنظم للسياسة الخارجية الروسية و(بسبب) العلاقات مع إيران، التي تأتي بمسألة العتاد العسكري إلى المعادلة. فعلى سبيل المثال، يحظى الجهد الحربي الروسي المحوري بأهمية أكبر من العلاقات مع إسرائيل".

العلاقات الروسية الإسرائيلية

تضررت علاقات روسيا مع إسرائيل التي كانت في العادة وثيقة وعملية. وأثار استقبال موسكو لوفد من حماس بعد أقل من أسبوعين من هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول غضب إسرائيل مما دفعها إلى استدعاء السفير الروسي أناتولي فيكتوروف لأنه بعث "برسالة تضفي الشرعية على الإرهاب".

وكان الاستياء متبادلا. فاستدعت وزارة الخارجية الروسية السفير الإسرائيلي ألكسندر بن تسفي مرتين على الأقل لإجراء محادثات، وتراشق مبعوثا البلدين لدى الأمم المتحدة في حرب كلامية بعد أن شكك ممثل موسكو في نطاق تعريف حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها.

وقال ميخائيل بوجدانوف أحد نواب وزير الخارجية الروسي إن إسرائيل توقفت عن تحذير موسكو بشكل منتظم من ضربات جوية تنفذها داخل سوريا حليفة روسيا.

وعندما عبر وزير إسرائيلي، وهو موقوف عن العمل منذ ذلك الحين، عن قبوله لفكرة توجيه إسرائيل لضربة نووية لقطاع غزة، قالت روسيا إن التصريحات تثير "عددا كبيرا من الأسئلة" وتساءلت عما إذا كانت تشكل اعترافا رسميا من إسرائيل بأنها تمتلك أسلحة نووية.

وقال أمير ويتمان عضو حزب الليكود الذي يتزعمه نتانياهو إن إسرائيل ستعاقب روسيا في يوم من الأيام على موقفها. وذكر ويتمان في مقابلة مع قناة (آر.تي) الروسية في أكتوبر/تشرين الأول: "سننهي هذه الحرب (مع حماس)... وبعد ذلك، ستدفع روسيا الثمن". وأضاف "روسيا تدعم أعداء إسرائيل. وبعد ذلك لن ننسى ما تفعلونه. سنأتي وسنتأكد أن أوكرانيا ستنتصر".

 

فرانس24/ رويترز

المصدر: فرانس24

كلمات دلالية: الحرب بين حماس وإسرائيل الحرب في أوكرانيا ريبورتاج غزة إسرائيل الحرب بين حماس وإسرائيل حماس فلسطين فيديو خان يونس إسرائيل الحرب بين حماس وإسرائيل غزة النزاع الإسرائيلي الفلسطيني فلسطين الجزائر مصر المغرب السعودية تونس العراق الأردن لبنان تركيا الولایات المتحدة والاتحاد الأوروبی الخارجیة الروسی الشرق الأوسط فی أوکرانیا تشرین الأول روسیا فی

إقرأ أيضاً:

بوتين: روسيا لا تسعى للمواجهة مع دول الاتحاد الأوروبي

أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اليوم الثلاثاء، أن روسيا لا تسعى إلى المواجهة مع الغرب، وتأمل أن تتبنى أوروبا نهجا "عقلانيا" للتعاون مع موسكو.

وقال بوتين، في كلمته خلال حفل تقديم أوراق اعتماد السفراء الأجانب، بما في ذلك سفراء من دول الاتحاد الأوروبي، بـالرئاسة الروسية الكرملين، إن روسيا كانت وستظل ملتزمة دائمًا بالتعاون المتبادل المنفعة، ولا تسعى إلى المواجهة مع أي من الدول الأوروبية، وذلك وفقا لوكالة أنباء تاس الروسية.

وتابع: «نثق في أن النهج العقلاني والمتوازن للتعاون مع روسيا سوف يسود مرة أخرى، من أجل الشراكات ذات المنفعة المتبادلة، والتبادلات الثقافية، لاسيما التعاون في حل القضايا الدولية والإقليمية الملحة».

بوتين: الدول الممثلة في بريكس لديها قدرات كبيرة وسمعة جيدة على الساحة الدولية

الرئيس السيسي لـ بوتين: نقدر الدعم الروسي لمصر

بوتين يستقبل الرئيس السيسي خلال عشاء عمل مخصص للوفود المشاركة بقمة «بريكس»

مقالات مشابهة

  • بوتين: روسيا تبذل كل الجهود لمنع اندلاع حرب كبرى في الشرق الأوسط
  • الخارجية روسيا: موسكو مستعدة لإجراء حوار متساو مع الولايات المتحدة
  • بوتين: روسيا لا تسعى للمواجهة مع دول الاتحاد الأوروبى
  • بوتين: روسيا لا تسعى للمواجهة مع دول الاتحاد الأوروبي
  • لافروف: روسيا مستعدة لإجراء حوار متساو مع الولايات المتحدة
  • الانتخابات الرئاسية الأمريكية 2024.. ماذا يريد بوتين من الحدث الأهم في الولايات المتحدة؟
  • شكوك غربية بشأن وضع روسيا أجهزة حارقة في طائرات.. وموسكو ترد
  • سفير إيران في موسكو: روسيا ستطلق قمرين صناعيين إيرانيين إلى المدار
  • ضمن فيلق أوكرانيا الدولي..مقتل متطوّع تايواني ثانٍ في الحرب ضد روسيا
  • الولايات المتحدة تحذر إيران من مهاجمة إسرائيل: لن نقدر على كبحها