تسارع ملحوظ في الإعلان عن مشروعات جديدة للطاقة النظيفة
تاريخ النشر: 18th, November 2023 GMT
اعتمدت سلطنة عمان خططا طموحة لتصبح واحدة من أكبر منتجي الهيدروجين النظيف على مستوى العالم، واتخذت خطوات عملية في هذا الشأن، حيث صدر المرسوم السلطاني في فبراير الماضي رقم 10/ 2023 الذي يقضي بتخصيص أراضٍ لأغراض تطوير مشروعات الطاقة المتجددة والهيدروجين النظيف، بما يتواكب مع استراتيجية سلطنة عمان في تحقيق تطلعات الطاقة البديلة والأهداف الأخرى لـ«رؤية عُمان 2040».
واتخذت سلطنة عمان خطوات مهمة نحو تسريع إجراءات تنظيم قطاع الهيدروجين، ووضع الأطر القانونية والسياسات اللازمة لنموه، وتخصيص المواقع المناسبة لإنتاجه تعزيزًا لجذب الاستثمارات، لما للهيدروجين من استخدامات واسعة تسهم في تنويع مصادر الطاقة، وخفض الانبعاثات الكربونية، وتعزيز النمو الاقتصادي، في خطوة مهمة وإيجابية لتحقيق الحياد الصفري الكربوني الذي سيسهم في تحقيق التوازن بين التنمية المستدامة والحد من تداعيات تغير المناخ.
ويعتبر التسارع الملحوظ في الإعلان عن المشروعات الجديدة، مؤشرا مهما على جاذبية بيئة الاستثمار وجدية سلطنة عُمان في سعيها لتثبيت حضورها كمركز عالمي في قطاع إنتاج الهيدروجين الأخضر كجزء من استراتيجيتها نحو التحول في الطاقة.
وعززت سلطنة عمان مكانتها في مشروعات الهيدروجين الأخضر عبر توقيعها على عدد من المشروعات لإنتاج 750 ألف طن في العام من الهيدروجين الأخضر بقيمة استثمارية تقدر بثلاثين مليار دولار في مرحلة المزايدات الأولى، مع طرحها لـ3 مناطق امتياز بمحافظة ظفار وفق مرحلة المزايدات الثانية والمتوقع إسنادها بنهاية الربع الأول 2024، وصولًا لخططها المستقبلية لإنتاج أكثر من مليون طن في عام 2030 و8 ملايين طن في عام 2050.
ويمثل تنامي قطاع الهيدروجين كطاقة نظيفة أهمية استراتيجية في خطة وزارة الطاقة والمعادن للتحول في الطاقة، خاصة في البعدين الاقتصادي والمناخي، فضلًا عن الدور الذي ستكون له أهمية في تأمين الطاقة عالميا، ويمثل التعاون والتنسيق مع الخبرات الدولية بعدًا أساسيًا يسهم في تطوير الجانب العلمي والتقني وجلب الاستثمارات.
وتمتلك سلطنة عمان مقومات في تخزين الهيدروجين تحت الأرض، بفضل الموارد الجيولوجية مثل القبب الملحية وتكوينات الصخور المسامية، التي يمكن أن تكون هذه الاستثمارات مدخلًا لاستخدام الطاقة المتجددة في إنتاج الهيدروجين والتقليل من الانبعاثات الكربونية، مما يمنح سلطنة عمان دورًا إقليميًا مهمًا في مجال تخزين الهيدروجين تحت طبقات الأرض.
وتعمل وزارة الطاقة والمعادن على ترسيخ مكانة سلطنة عمان في الاضطلاع بدور ريادي وموثوق على المستوى العالمي في هذا القطاع، من خلال وضع خطط استراتيجية للتحول في الطاقة للحدّ من انبعاثات الكربون وتحقيق التوازن بين التنمية المستدامة والحد من تداعيات تغيّر المناخ والاستفادة من التكنولوجيا النظيفة، وتنويع مصادر الطاقة تماشيًا مع الخطوات المتخذة لتحقيق الحياد الصفري الكربوني عام 2050.
وأشارت الاستراتيجية الوطنية لسلطنة عُمان إلى الانتقال المنظم إلى الحياد الصفري -أحد مخرجات مختبر إدارة الكربون في أكتوبر عام 2022م- إلى أن التقاط الكربون واستخدامه وتخزينه سيسهم بما يقارب 15 بالمائة من خفض إجمالي الانبعاثات المحلية في سبيل الوصول إلى الحياد الصفري في سلطنة عُمان بحلول عام 2050.
وتواصل سلطنة عمان جهودها لإيجاد حلول عملية للحد من الانبعاثات الكربونية، وتمكين المبادرات والمشروعات المستقبلية المرتبطة بمجال التقاط الكربون وإنتاج الهيدروجين الأزرق من خلال تكوين بيت خبرة متخصص من أجل عمل تقييم «تكنو-اقتصادي» شامل في سلطنة عُمان، والإسهام في تطوير الإطار التنظيمي والاستراتيجيات اللازمة للنهوض بهذا القطاع.
وحازت سلطنة عمان على المرتبة الأولى على مستوى دول مجلس التعاون الخليجي ودول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا والسادس عالميًّا في مؤشر «تنظيم الطاقة المتجددة»، وفقًا لمنظمة «رايز» المعنية بالسياسات الوطنية والأطر التنظيمية للطاقة المستدامة التابعة للبنك الدولي.
وتبذل سلطنة عمان ممثلة بوزارة الطاقة والمعادن جهودا متواصلة لإقامة الشراكات المحلية والدولية التي تسهم في تحقيق توجهاتها نحو الطاقة الخضراء حسب الاستراتيجية الوطنية للانتقال المنظم إلى خطة الحياد الصفري، وبدأت فعليًّا في العمل على مشروعات الطاقة النظيفة من خلال إطلاق حزم الاستثمار في الهيدروجين الأخضر، حيث وقّعت سلطنة عُمان ممثلة بوزارة الطاقة والمعادن في أغسطس 2023م على مذكرة تفاهم في مجال التحول الأخضر مع جمهورية كوريا ممثلة بوزارة البيئة.
ووقّعت وزارة الطاقة والمعادن في الثامن من نوفمبر الجاري على مذكرة تعاون في مجال التقاط الكربون واستخدامه وتخزينه وتطوير الهيدروجين الأزرق في سلطنة عُمان مع كل من شركة تنمية نفط عُمان، و«شل عُمان»، وأوكيو لشبكات الغاز، وأوكسيدنتال؛ لتكوين بيت خبرة يسهم في تطوير الإطار التنظيمي والاستراتيجي في هذا المجال.
ويأتي توقيع هذه المذكرة ضمن المبادرات التي تقودها الحكومة لتوظيف تقنيات التقاط الكربون وإنتاج الهيدروجين الأزرق في تحقيق مستهدفات استراتيجية سلطنة عُمان للتحول في الطاقة، والإعلان عن التزام سلطنة عُمان بتحقيق الحياد الصفري الكربوني بحلول عام 2050.
وتعد تكنولوجيا التقاط الكربون واستخدامه وتخزينه من الحلول الواعدة لتقليل الانبعاثات الكربونية والوصول للحياد الصفري الكربوني خاصةً في قطاعات إنتاج النفط والغاز والصناعات ومحطات توليد الكهرباء المعتمدة على الوقود الأحفوري.
وتماشيا مع الجهود العالمية في مجال الطاقة الهادفة إلى تحقيق الحياد المناخي افتتح في السادس من نوفمبر الجاري محطة الطاقة الشمسية لتحلية المياه، حيث تتجاوز قدرتها السنوية على إنتاج الكهرباء الخضراء والمتجددة الـ32 ألف ميجاواط في الساعة.
وتشكّل المحطة خطوة مهمة تندرج في إطار الجهود الرامية إلى إزالة الكربون في المنطقة، حيث ستسهم في خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون سنويا بمعدل يناهز الـ27.2 ألف طن، أي ما يعادل الانبعاثات الناتجة عن حوالي 6000 مركبة تعمل بمحركات الاحتراق الداخلي خلال الفترة نفسها.
وتسهم المحطة بشكل كبير في توفير الأمن المائي بسلطنة عمان وتطبيق الاستراتيجية الوطنية للطاقة التي تقوم على إنتاج 30% من الكهرباء من مصادر متجددة بحلول عام 2030، وهذا أحد أهداف «رؤية عُمان 2040».
وفي مايو 2023م شاركت سلطنة عمان ممثلة في وزارة الطاقة والمعادن بالتنسيق مع سفارة سلطنة عُمان في مملكة نيذرلاند في أعمال القمة العالمية للهيدروجين التي أقيمت في مدينة روتردام بمملكة نيذرلاند، لمناقشة التطورات الأخيرة في تكنولوجيا الهيدروجين وتطورات السياسات والأطر التنظيمية لهذا القطاع، وفرص الاستثمار والتمويل للمشروعات المرتبطة به.
كما وقّعت وزارة الطاقة والمعادن مع وزارة الطاقة البلجيكية في مايو 2023م اتفاقية المشروع التجريبي لشهادات الهيدروجين الأخضر لمشروع «هايبورت الدقم»، وذلك بالعاصمة البلجيكية بروكسل.
وتهدف الاتفاقية إلى تقييم جاهزية استيفاء مشروعات إنتاج الهيدروجين الأخضر بسلطنة عُمان لاشتراطات الاتحاد الأوروبي ذات العلاقة، بما يمهد لتصدير الهيدروجين الأخضر مستقبلًا للأسواق الأوروبية.
وخلال أكتوبر الماضي تم التوقيع على 6 اتفاقيات ومذكرات تفاهم لمشروعات في قطاع الصناعات الخضراء بالمنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم ضمن أعمال منتدى الدقم الاقتصادي، وشملت الاتفاقيات تخصيص أرض بمساحة 150 كيلومترا مربعا بالمنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم لمشروع تحالف هايبورت الدقم لتوليد الطاقة الخضراء بحجم يتراوح بين 250 و500 ميجاواط عبر موارد الطاقة الشمسية وطاقة الرياح؛ لتحويلها إلى مشتقات الهيدروجين مثل الأمونيا وغيرها من المنتجات الثانوية.
كما تضمنت اتفاقيتا حق الانتفاع للمرحلة الأولى والثانية لمشروع هايبورت الدقم تطوير الهيدروجين الأخضر والأمونيا الخضراء في الموقع المخصص لمشروعات الطاقة البديلة بالمنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم.
ويتواكب مشروع هايبورت الدقم مع استراتيجية سلطنة عمان في تحقيق تطلعات الطاقة البديلة والأهداف الأخرى لـ«رؤية عُمان 2040».
وسيتم تطوير المشروع على مساحة 150 كيلومترًا مربعًا وهو مصمم لإنتاج طاقة الرياح والطاقة الشمسية بقدرة طاقة متجددة مجتمعة تبلغ حوالي 1.3 جيجاواط للمرحلة الأولى وحوالي أكثر من 2.7 جيجاواط في المرحلة الثانية.
كما وقعت الهيئة العامة للمناطق الاقتصادية الخاصة والمناطق الحرة وشركة ميناء الدقم وشركة شل للتنمية عُمان (شل عُمان) مذكرة تفاهم بشأن رغبة الشركة في توطين مشروع الهيدروجين الأخضر الأزرق والتخلص من الكربون الناتج، وتنص المذكرة على إعداد خطة رئيسية لاستكشاف مجالات الاستثمار الممكنة في قطاع الطاقة في المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم وبما يتماشى مع خطط سلطنة عُمان للحياد الصفري بحلول عام 2050 و«رؤية عُمان 2040».
وشملت الاتفاقيات مذكرة تفاهم لاستثمارات الطاقة البديلة لمشروع إنشاء مصنع لإنتاج مشتقات الهيدروجين الأخضر في المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم، وإنشاء مصنع لإنتاج الأمونيا وتصديرها ضمن خطتها لتصدير 150 ألف طن من الهيدروجين الأخضر سنويا، وإقامة مصنع لإنتاج الأمونيا الخضراء ومشتقات الهيدروجين الأخضر في صناعات الشق السفلي، كما أبرمت شركة فولكن للحديد الأخضر، شراكة مع سلطنة عمان؛ لإحداث ثورة في صناعة الحديد العالمية وتسريع التحول إلى التقنيات الخضراء باستثمارات تقارب 3 مليارات دولار، ويتضمن هذا التعاون ثلاث اتفاقيات رئيسية موقعة بين شركة فولكن للحديد الأخضر وميناء الدقم وهيئة المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم.
وفي سبتمبر الماضي وقعت وزارة الطاقة والمعادن مذكرتي تفاهم مع شركة «إيدن جيوباور» الأمريكية ومركز استشارات علوم الأرض العماني، من أجل تسيير النقاشات العلمية حول إجراء دراسات أولية شاملة لمعرفة الإمكانات والفرص لاستكشاف الهيدروجين الجيولوجي وتحديد مواقع لإجراء البحوث التجريبية بالتنسيق مع الوزارة.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: المنطقة الاقتصادیة الخاصة بالدقم وزارة الطاقة والمعادن الانبعاثات الکربونیة الهیدروجین الأخضر إنتاج الهیدروجین الطاقة البدیلة التقاط الکربون الحیاد الصفری تحقیق الحیاد سلطنة عمان فی الطاقة بحلول عام فی تحقیق فی مجال فی قطاع عام 2050 مان فی
إقرأ أيضاً:
أيمن قرة: دعم التحول للطاقة الخضراء يعزز إستراتيجية التنمية المستدامة
أعلنت شركة قرة إنرجي، وشركة سولاريز مصر، عن توقيع اتفاقية تعاون استراتيجي لتنفيذ مجموعة من المشروعات المشتركة في مجال الطاقة الشمسية بطاقة إجمالية تصل إلى 100 ميجاوات لخدمة قطاعين رئيسيين وهما القطاع السياحي، والقطاع الصناعي وخاصة تلك الصناعات كثيفة الاستهلاك للطاقة والتي تستهدف التصدير لأوروبا كصناعات الأسمدة والبتروكيماويات ومواد البناء.
كما شهد حفل توقيع الاتفاقية، توقيع عقد تصميم وتنفيذ وتشغيل وصيانة لمدة خمسة و عشرون سنه للمشروع الأول لخدمة القطاع السياحي بطاقة إجمالية 4.8 ميجاوات على مرحلتين بمنطقة سهل حشيش لخدمة مجمع فنادق هناك وستخصص الطاقة المنتجة من المرحلة الأولى للاستهلاك المباشر، بينما سيتم تخصيص الطاقة المنتجة من المرحلة الثانية لتشغيل محطة تحلية لمياه البحر لخدمة المنطقة.
تهدف قرة إنرجي من خلال استثماراتها في مجال الطاقة الشمسية إلى دعم توجهات الدولة في تقليل استهلاك الغاز الطبيعي وتخفيف الأعباء على المحطات التقليدية، مع التركيز على التوسع السريع في إدخال الطاقة الشمسية إلى الشبكة القومية، بفضل مكانتها الرائدة وحصولها على تراخيص إنتاج وتوزيع الكهرباء، تسعى الشركة إلى تقديم نموذج عمل مبتكر يعتمد على فكرة "B2B"، مما يتيح للمستهلكين الاستفادة من الطاقة الشمسية دون التقيد بموقع محدد، ويعزز بذلك الاستثمارات المستدامة في هذا المجال الحيوي.
قال المهندس محمد مدحت، المدير التنفيذي لوحدة أعمال الطاقة الخضراء المستدامة في قرة إنرجي: "في إطار التزامنا المستمر بتقديم حلول مبتكرة ومتكاملة في مجال الطاقة الخضراء المستدامة، واستراتيجيتنا التي تركز على استكمال قائمة خدماتنا، دخلت شركة قرة إنرجي بقوة إلى مجال الطاقة الشمسية كخطوة استراتيجية لتعزيز منظومتها الشاملة، وهذا التوجه يتماشى مع سعي الشركة للتوسع في توليد الهيدروجين الأخضر وخدمة الصناعات التي تستهدف التصدير إلى أوروبا، خاصةً مع اقتراب تطبيق التشريعات البيئية الأوروبية للحد من الكربون (CBAM) في عام 2026، ومن خلال التكامل في استغلال تقنيات الطاقة الشمسية وتقنيات استغلال الطاقة الحرارية المهدرة، تسعى قرة إنرجي لتقديم حلول رائدة تدعم الصناعات الحيوية مثل مواد البناء، والأسمدة والبتروكيماويات، مما يعزز تنافسية هذه الصناعات في الأسواق العالمية مع تقليل الانبعاثات الكربونية".
قال المهندس ياسين عبد الغفار – المؤسس والمدير التنفيذي لشركة سولاريز مصر: "هذا التعاون مع قرة إنرجي يمثل بداية حقبة جديدة في تطوير مشروعات الطاقة الشمسية في مصر، حيث نسعى معًا إلى تحقيق تأثير إيجابي ملموس على البيئة والاقتصاد المحلي، مع التركيز على الابتكار وتقديم حلول تنافسية تخدم مختلف القطاعات، إذ تجسد هذه الاتفاقية رؤية مشتركة بين الطرفين لتوسيع استثمارات الطاقة المتجددة في مصر، وتقليل الاعتماد على الغاز الطبيعي، وتعزيز التحول نحو حلول طاقة مبتكرة ومستدامة، بما يُسهم في تخفيف الحمل على الشبكة الوطنية ودعم الاقتصاد المصري في مواجهة تحديات المستقبل".
قال المهندس أيمن قرة، رئيس مجلس إدارة شركة قرة إنرجي: "نحن ملتزمون بتقديم حلول متكاملة للطاقة تدعم عملاءنا في القطاعات الحيوية، من خلال شراكتنا مع سولاريز مصر، هذه الاتفاقية تمثل نقطة تحول رئيسية في مسيرتنا لتطوير منظومة متكاملة تجمع بين استخدام الطاقة الشمسية واستغلال الطاقة الحرارية المهدرة، بما يُعزز من قدرتنا على تحقيق أهداف الاستدامة البيئية ويضعنا في طليعة الشركات الداعمة للتحول إلى الطاقة النظيفة، وهو ما يتماشى ويدعم إستراتيجية ورؤية وتوجه القيادة السياسية في مصر".