أكثر من 48 ألف طالب وطالبة في أحد عشر فرعا (التقنية والعلوم التطبيقية) تثري تجربة الطلبة بتعليم وتدريب عالي الجودة وتنمية مهارات المستقبل ـ برامج تعليمية وتدريبية نوعية تعزز الهوية الوطنية العمانية
تاريخ النشر: 18th, November 2023 GMT
تُعدُّ جامعة التقنية والعلوم التطبيقية من أكبر مؤسسات التعليم العالي الحكومية في سلطنة عمان من حيث عدد الفروع والطاقة الاستيعابية للطلبة؛ حيث يبلغ عدد طلابها المقيدون (حسب فصل خريف 2023)، 48781 طالبًا وطالبةً في أحد عشر فرعًا. وقد جاء إنشاء جامعة التقنية والعلوم التطبيقية بموجب المرسوم السلطاني رقم:(76/2020) بدمج الكليات التقنية وكليات العلوم التطبيقية وكلية التربية بالرستاق انسجاماً مع أهداف ومرتكزات رؤية (عمان 2040)، والاستراتيجية الوطنية للتعليم 2030 واستراتيجية البحث العلمي والابتكار ليواكب التوجهات العلمية والبحثية في إطار الثورة الصناعية الرابعة والذكاء الاصطناعي وما يصاحبه من تقنيات حديثة.
* بناء مجتمع معرفي
منذ انطلاقة الجامعة في عام 2020م، سعت بجهود حثيثة لإثراء تجربة الطلبة من خلال تقديم تعليم وتدريب عالي الجودة وإشراكهم في إعداد البحوث التطبيقية من أجل تنمية مهارات المستقبل والمساهمة في بناء مجتمع معرفي مستدام قادر على مواجهة التحديات والمتغيرات في ظل التسارع التقني في مختلف جوانب الحياة، وبعد مرور عام على إنشاء جامعة التقنية والعلوم التطبيقية، أثمرت هذه الجهود بالانتهاء من مشروع الدمج بمرحلتيه الأولى والثانية، والبدء في إنجاز المرحلة الثالثة منه التي تقضي بدمج فرعي التقنية والتطبيقية في كل من ولاية نزوى، عبري وصلالة لفرع واحد نظرًا لكون كل من الثلاث ولايات المذكورة تحوي على فرعين: فرع (تقنية) وفرع (تطبيقية)، ولكون الفرعين (التقني والتطبيقي) يتبعان سابقًا جهتين منفصلتين: وزارة القوى العاملة (سابقًا) ووزارة التعليم العالي (سابقًا) ومع انضواء كلا المنظومتين (التقنية والتطبيقية) تحت مظلة الجامعة، واستكمالاً للأهداف المرجوة من عملية الدمج، وتقليل الجهد والتكاليف الإدارية وتبعاتها من تشغيل فرعين بنفس الولاية؛ فقد تم استبقاء فرع واحد فقط لكل ولاية، إضافة إلى ذلك سعت الجامعة إلى اتخاذ الخطوة الأولى في توحيد وتطوير البرامج الأكاديمية بما ينسجم مع التوجهات المستقبلية لها، كما عملت الجامعة على إيجاد شراكات استراتيجية فاعلة على المستوى المحلي والإقليمي والدولي لدعم طلبتها في مختلف المحافل لتحقيق المراكز المتقدمة في شتى المجالات.
* مشاريع الجامعة
ومن أبرز مشاريع الجامعة، هو مشروع إنشاء فرع الجامعة بمحافظة مسندم ليكون الفرع الثاني عشر للجامعة، فمن منطلق الحرص السامي لحضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ في تطوير محافظ مسندم وتحقيق تنمية شاملة ومستدامه قادرة على إيجاد تنوع اقتصادي قائم على المقومات التنافسية التي تمتلكها المحافظة؛ أقر مجلس الوزراء بإنشاء فرع الجامعة بمسندم ليضم عددًا من التخصصات الأكاديمية مقسمة على مرحلتين تنفيذيتين حسبما ورد في التقرير السنوي للجامعة لعام 2021م، حيث قضت المرحلة الأولى بتقديم برامج نوعية تشمل: الهندسة الميكانيكية، وهندسة نظم النقل، وهندسة أنظمة الطاقة، وهندسة البناء وصيانة المباني، وإدارة الخدمات اللوجستية وإدارة نظم النقل، أما البرامج المقدمة في المرحلة الثانية فهي: الملاحة البحرية وتقنية معالجة المنتجات البحرية وإدارة الرياضات البحرية، وتهدف الجامعة من خلال فرعها بمسندم إلى رفد سوق العمل بخريجين مؤهلين معرفيًا وفنّيًا من خلال تقديم برامج تعليمية وتدريبية نوعية ذات جودة عالية تعزز الهوية الوطنية العمانية، ودفع الحركة الاقتصادية في المحافظة نظرًا لموقعها المتميز والاستراتيجي على مضيق هرمز الذي يلعب دورًا بارزًا في التجارة البحرية وحركة الملاحة في منطقة الخليج العربي. فضلاً عن تنشيط القطاع السياحي في المحافظة.
* الشراكة والتعاون الدولي
وعلى صعيد الشراكة والتعاون الدولي، سعت الجامعة إلى تعزيز هذه الشراكة من خلال التعاون مع المؤسسات الدولية والعالمية لبناء شراكات استراتيجية دائمة ومتبادلة في مجال الابتكار والبحث العلمي وتطوير البرامج الأكاديمية واعتمادها. ومن أبرز هذه المجالات، مجال التعاون فيما يتعلق بتقنية المعلومات، حيث وقعت الجامعة عدة مذكرات تعاون عالمية وأكاديمية مع مختلف الشركات والأكاديميات والمنصات العالمية، أشهرها: شركة جوجل، وشركة مايكروسوفت وشركة هواوي وأكاديمية أوراكل، أما على المستوى العلمي والأكاديمي والمعرفي، فقد سعت الجامعة إلى بناء جسور تعاون علمية وأكاديمية مشتركة على الصعيد الدولي مع المؤسسات التعليمية الدولية، أهمها: الشراكة مع تسع جامعات بريطانية مرموقة مثل: جامعة ساوثهامبتون، وجامعة يورك وجامعة نيوكاسل، بالإضافة إلى الشراكة مع جامعة إديث كوان بأستراليا، وفي الجانب المحلي، فقد وقت الجامعة عدة اتفاقيات تعاون مع مختلف مؤسسات المجتمع المحلي أهمها: اتفاقية مع وزارة التربية والتعليم وشركة تنمية نفط عمان في مجال التعليم والابتعاث لتنفيذ برامج التوطين.
واتفاقية في مجال الملكية الفكرية مع الجمعية العمانية للملكية الفكرية، وتنفيذ مشروع تعاون لبناء مختبر البحوث والتطوير بقسم الهندسة بفرع الجامعة في صلالة مع شركة (أوكيو)، ناهيك عن تعزيز وتوظيف الكوادر الوطنية من حملة شهادة البكالوريوس وتدربيهم على رأس العمل بالتعاون مع وزارة العمل، وتوفير فرص تدريب في مجال الأمن السيبراني بالتعاون مع الشركة العمانية للغاز الطبيعي المسال.
* النشر الأدبي والعلمي
ولأن للنشر الأدبي والعلمي الإسهام البالغ في رفع مستوى المؤسسة التعليمية، وتأثيره العميق في ترتيبها الأكاديمي على مستوى الجامعات المحلية والعالمية، وما له من دور في تعزيز قوة برامجها الأكاديمية؛ فقد أولت الجامعة اهتمامًا بالغًا بهذا المجال من خلال دعم الباحثين من منتسبيها وتمويل البحوث العلمية في مختلف التخصصات إلى جانب نشر إصدارات خاصة بها مثل: مجلة (المنارة)، ومجلة (تواصل)، ونشرة (قيم).ولعل أبرز إنجاز تفخر وتفاخر به الجامعة هو تخريج أول دفعة من طلابها البالغ عددهم 6414 في العام الأكاديمي (2022/ 2023م) بمؤهلات الدبلوم والدبلوم العالي والبكالوريوس بمختلف فروعها ومختلف التخصصات والمستويات الدراسية، وللتأكيد على أن الجامعة تسير وفق خارطة الطريق التي رسمتها رؤية (عمان 2040) لاستراتيجية التعليم الوطنية في سلطنة عمان، من بناء أجيال جامعية تعي تراثها الحضاري والإسلامي، قادرة على الإبداع والابتكار والتعلم الذاتي واكتساب المعارف اللازمة.
* الهوية البصرية
مع حلول السنة الرابعة لإنشائها، قطعت جامعة التقنية والعلوم التطبيقية شوطًا كبيرًا في عدة مجالات من تدشين للهوية البصرية والموقع الإلكتروني، وإصدار النظام الأكاديمي للجامعة.
وتقدمها الملموس في مشروع التحول الرقمي للجامعة، بالإضافة إلى بناء شراكات استراتيجية على مختلف المجالات والأصعدة. ومن منطلق ذلك، تسـعى الجامعـة إلـى تحقيـق أهدافهـا المنشـودة انسـجاما مـع رؤيـة (عمـان 2040)، والتطلعـات المسـتقبلية باسـتكمال المزيـد مـن المشـروعات والخطـط الراميـة إلـى توحيـد الجهـود للارتقاء بهـا، وللاستجابة للطلــب المتزايــد علــى التعليــم العالــي والجامعــي، والمتغيــرات المحليــة والإقليمية، والعمــل علــى بنــاء وتنميــة المهــارات المســتقبلية لطلبتهــا، وتطويــر قدراتهــم للإسهام الفاعــل فــي بنــاء مجتمــع قــادر علــى مواجهــة التحديات في ظل التطور التقني الذي يشهده العالم.
المصدر: جريدة الوطن
كلمات دلالية: جامعة التقنیة والعلوم التطبیقیة تعاون مع فی مجال من خلال
إقرأ أيضاً:
انطلاق الامتحانات.. مدير جامعة القرآن الكريم والعلوم الإسلامية يلتقي وزير التعليم العالي
التقى مدير جامعة القرآن الكريم والعلوم الإسلامية، البروفيسور محي الدين عبد الله حسن، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، البروفيسور محمد حسن دهب، بمباني الوزارة بورتسودان، برفقة الدكتور أبوبكر النور سيدنا، مدير فرع الجامعة بورتسودان.وقدم البروفيسور محي الدين عبدالله تقريراً مفصلاً عن سير العمل بالجامعة، وممارسة الأنشطة التعليمية والإدارية بمقر الجامعة بأم درمان، واستعداد الجامعة لانطلاق الامتحانات لجميع الكليات في الثالث من مايو 2025م بمراكز الامتحانات في كل من أم درمان، وبورتسودان، ودنقلا، وكوستي، والأبيض، والنهود.كما تطرق اللقاء إلى مناقشة بعض الموضوعات المتعلقة بالجامعة، وما لحق بها من دمار وتخريب لممتلكاتها في المواقع المختلفة.ومن جانبه، أشاد وزير التعليم العالي والبحث العلمي، البروفيسور محمد حسن دهب، باستجابة الجامعة بممارسة أنشطتها الإدارية والتعليمية من مقرها بأم درمان، مؤكداً أنه سيقوم بزيارة الجامعة ضمن جولته القادمة في القريب العاجل.سونا إنضم لقناة النيلين على واتساب