ضرب مطاحن غزة.. وقائع حرب التجويع الإسرائيلية للفلسطينيين
تاريخ النشر: 18th, November 2023 GMT
ضمن حملتها الواسعة ضد قطاع غزة، قصفت قوات الاحتلال الإسرائيلي مؤخرا مطاحن السلام في دير البلح وسط القطاع، وأسفر القصف عن تدمير صوامع الدقيق والقمح مثلما أدى إلى خروج المطحنة من الخدمة، وبعدها ألحقت أضرارا كبيرة بمطاحن خان يونس، أكبر مخازن الدقيق في غزة، ما فاقم من الأزمة الغذائية والإنسانية. يُذكر أن مطاحن السلام هي شركة مساهمة محدودة، وتعود فكرة إنشائها إلى عام 2000 بهدف توفير الدقيق للقطاع والاستغناء عن إسرائيل، وبدأت المطاحن بالإنتاج الفعلي عام 2002 بقدرة إنتاجية بلغت 120 طنا/24 ساعة، قبل تطويرها ووصول القدرة الإنتاجية إلى 400 طن في الوقت الحالي (1) (2).
هذا وقد أعلن المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، في 5 نوفمبر/ تشرين الثاني الحالي، أن الحصول على الخبز في قطاع غزة بات يُشكِّل تحديا بالغا، وأن المطاحن في غزة غير قادرة على طحن القمح بسبب نقص الوقود والكهرباء. وأشار المرصد إلى أن الاحتلال قصف ودمّر 11 مخبزا منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول، فيما يصطف السكان لساعات طويلة أمام المخابز المتبقية ويتعرضون للغارات الجوية من أجل الحصول على بضعة أرغفة من الخبز.
ويذكر المرصد أيضا أن الاحتلال سمح بدخول نحو 2% فقط من المساعدات والإمدادات الغذائية إلى غزة من خلال معبر رفح، في حين يتعمد قصف آبار وخزانات المياه ومنها بئر وخزان تل الزعتر في شمالي قطاع غزة، وهما اللذان يغذيان أكثر من 70 ألف شخص في القطاع. ويحذر المرصد من اقتراب مجاعة واسعة النطاق في غزة مع استمرار حرب التجويع الإسرائيلية، التي تشمل تدمير المنطقة الزراعية شرقي غزة وقوارب الصيادين فضلا عن مهاجمة مراكز تموين المنظمات الإغاثية (3).
سياسة الجوع طويل الأمد
سياسة التجويع وإتلاف الأراضي الزراعية لا تُعَدُّ شيئا جديدا في أعراف دولة الاحتلال؛ يذكر المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان في غزة أن الاحتلال أتلف قرابة 13500 دونم من الأراضي الزراعية (ما يزيد على 3000 فدان)، منذ بداية انتفاضة الأقصى في سبتمبر/أيلول 2000 وحتى يوليو/تموز 2001 (خلال نحو 9 أشهر فقط)، وهو ما يُمثِّل 7% من إجمالي المساحة الزراعية آنذاك في القطاع (4).
وتشير التقارير إلى أن طائرات الاحتلال دأبت على رشّ الأراضي الفلسطينية بالمبيدات السامة بانتظام ومنهجية، وبمعدل مرتين سنويا على الأقل، وعادة ما يكون ذلك خلال شهر ديسمبر/كانون الأول لإتلاف المحاصيل الشتوية، ثم في شهر أبريل/نيسان للقضاء على المحاصيل الصيفية (6)، مما أدى إلى تدمير 14 ألف دونم ما بين أعوام 2014-2018. كما ترصد التقارير أثر تلك المبيدات على صحة المزارعين الذين باتوا يعانون من أمراض الصدر والجلد، كذلك نفوق الدواجن والماشية في أعقاب عمليات الرشّ الجوي.
على سبيل المثال، وفي مارس/آذار 2022 وعلى مدار أربعة أيام (5)، ألقت طائرات رشّ المحاصيل الإسرائيلية مبيدات أعشاب في المناطق المحاذية للسياج الممتد من بيت حانون شمال القطاع وحتى رفح جنوبا، بعدما أكدت أعمدة الدخان الأسود التي تُستخدم عادة قبل عملية الرش لتحديد اتجاه الرياح أن الرياح سوف تحمل تلك المبيدات غربا إلى أراضي المزارعين في غزة، فيما أوضح أحد المزارعين أن الطائرات تتوقف فورا عن تنفيذ عمليات الرش الجوي حين تغير الرياح اتجاهها إلى الشرق.
وبشكل مماثل، اعتاد الاحتلال إغراق الأراضي الزراعية في غزة من خلال فتح "عبّارات" مياه الأمطار خلف الشريط الحدودي شرق مدينتي خان يونس ودير البلح جنوب ووسط القطاع، الأمر الذي يتكرر موسميا في فصل الشتاء (7). فيما تذكر دراسة أشرف عليها معهد المياه والبيئة في جامعة الأزهر في غزة (8) أن الاستخدام المفرط للذخيرة إبان قصف القطاع في يوليو/تموز 2014 (الذي بلغ 36 ألف طن من القذائف) تسبب في حدوث 7473 حفرة في المناطق الزراعية، كما أشار تحليل العينات للتربة الزراعية إلى أن القذائف تسببت في زيادة نسبة المعادن الثقيلة، مثل الكروم والكادميوم والنيكل والكوبالت والنحاس، وهي المعادن التي تنتقل من التربة إلى المزروعات ثم إلى الإنسان وتؤدي إلى عدد كبير من الأضرار الصحية، أبرزها تلف الكلى والكبد وهشاشة العظام وأمراض الجهاز العصبي والسرطان والسكري، ويتأثر الأطفال بصورة أكبر حال التسمم بتلك المعادن.
سياسة تقليص السعرات الحرارية
"كيف يحكم إنسان سلطته على إنسان آخر يا ونستون؟ أجابه ونستون: بأن يجعله يقاسي الألم، يجعله يعاني".
جورج أورويل – رواية 1984
وإلى جانب ما يُحدثه التدمير المتعمّد للأراضي الزراعية الفلسطينية من نقص في الموارد وتفشي الأمراض وانتشار سوء التغذية بين السكان (الذي يقدر المرصد الأورومتوسطي أن انتشاره بلغ 90% بين أهل غزة)، فإن أحد الأهداف الرئيسية من إتلاف الأراضي يتمثل في رغبة الاحتلال في الحفاظ على الهيمنة على الأراضي والموارد (9). وبحسب تقرير صادر عن منظمة "هيومن رايتس ووتش"، تسعى السلطات الإسرائيلية إلى احتكار السيطرة على الأراضي والموارد الطبيعية تزامنا مع السيطرة الديموغرافية، ويدلل التقرير على ذلك من خلال تعهدات رئيس وزراء إسرائيل السابق "إسحاق رابين" عام 1985 (وكان يشغل آنذاك منصب وزير الدفاع) الذي تعهد بـ"أنه لن تكون هناك تنمية للفلسطينيين في الأراضي الفلسطينية المحتلة، ولن تُعطى تصاريح لتوسيع الأنشطة الزراعية أو الصناعية هناك".
وبالإضافة إلى تاريخ الاحتلال الطويل في إتلاف الأراضي الزراعية، تشير إحدى وثائق وزارة الدفاع الإسرائيلية المنشورة بموجب قرار المحكمة (10) إلى أن جيش الاحتلال أجرى حسابات دقيقة لمعرفة احتياجات سكان غزة من السعرات الحرارية يوميا خلال حصاره الأراضي الفلسطينية ما بين عامي 2007-2010، وكان ذلك بغرض تقييد كميات الطعام وتحديد الإمدادات الغذائية للضغط على حماس. وتشير إحدى البرقيات الدبلوماسية الأميركية المُرسلة أثناء فترة الحصار، التي كشف عنها موقع ويكيليكس عام 2012، أن دبلوماسيين إسرائيليين أبلغوا نظراءهم في أميركا بـ"أنهم يريدون إبقاء اقتصاد غزة على حافة الانهيار".
أميركا.. الخصم والحكم في الوقت ذاته!
هذا ويحظر القانون الدولي الإنساني استخدام التجويع أسلوبا من أساليب الحرب. كذلك تدينه المادة 14 من البروتوكول الإضافي الثاني لاتفاقيات جنيف الخاصة بحماية ضحايا النزاعات، وتنصّ على أنه "يحظر مهاجمة أو تدمير أو تعطيل المواد التي لا غنى عنها لبقاء السكان المدنيين على قيد الحياة، مثل المواد الغذائية والمناطق الزراعية ومنشآت مياه الشرب". وفي مايو/أيار 2018، أصدر مجلس الأمن قرارا يدين استخدام تجويع المدنيين أسلوبا من أساليب القتال، ونوّه بأن القانون الدولي الإنساني يحظر الحرمان من وصول المساعدات الإنسانية وحرمان المدنيين من الأشياء التي لا غنى عنها لبقائهم على قيد الحياة، بما في ذلك تعمد إعاقة إمدادات الإغاثة في حالات النزاع المسلح (11).
أعاد مجلس الأمن التأكيد على هذه الأمور مجددا في بيان بتاريخ 3 أغسطس/ آب 2023، فيما أعلنت وزارة الخارجية الأميركية عبر موقعها الرسمي أن البيان هو "ثمرة الجهود الأميركية"، وعلّق "أنتوني بلينكن" وزير الخارجية الأميركي على ذلك بقوله: "هذا المجلس مسؤول عن الحفاظ على السلام والأمن الدوليين، ولا يسعنا الحفاظ على السلام والأمن بدون تعزيز الأمن الغذائي" (12). في الوقت نفسه تتغافل أميركا عما تقوم به دولة الاحتلال من تجويع في حق الشعب الفلسطيني، وتجدر الإشارة إلى كون التجويع سياسة أميركية تعود جذورها إلى قانون "فرانسيس ليبر" المعروف بـ"تنظيم سلوك جنود الاتحاد في الحرب الأهلية"، والذي أباح لجنود الاتحاد تجويع المتحاربين المعادين، المسلحين والمدنيين على حدٍّ سواء خلال الحرب الأهلية الأميركية (13).
ويُعَدُّ قانون "ليبر" أول وثيقة مكتوبة تحرض على استخدام آلية التجويع خلال النزاعات. وتشير منظمة الصليب الأحمر (14) إلى أن القراءة الدقيقة لقانون ليبر تؤكد أن قوانين وأعراف الحرب في تلك الفترة لم تتضمن أي قواعد لحماية الأشخاص الخاضعين لسلطة العدو، ولا سيما أسرى الحرب وسكان الأراضي المحتلة.
يعدُّ "ليبر" أحد أبرز المنظرين الذين رسخوا لفكرة إلحاق الضرر بالمدنيين من أجل إنهاء الحرب. وتقوم تنظيرات "ليبر" على فكرة "أن من الأخلاقي استخدام وسائل وحشية لإنهاء حرب عادلة". وفي عام 1863 قامت وزارة الحرب الأميركية بالاستعانة به في صياغة مدونة سلوك الجنود التي عُرفت في وقت لاحق باسم قانون "ليبر". ولا تزال النسخة الحالية من دليل قانون الحرب الصادر عن وزارة الدفاع الأميركية تشيد بقانون "ليبر"، واصفة إياه بأنه "وثيقة قانون الحرب الأساسية للولايات المتحدة"، رغم أنها تعترف أن "أجزاء منه لم تعد تعكس القانون الحالي".
———————————————————————–
المصادر:1) مأساة إنسانية تتفاقم.. الحرب والمجاعة والأوبئة تجتمع على غزة.
2) شركة مطاحن السلام، دير البلح، غزة.
3) تقرير المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، 5 نوفمبر/تشرين ثاني 2023.
4) المركز الإسرائيلي لحقوق الإنسان في الأراضي المحتلة "بتسليم"، فبراير/شباط 2002.
5) The Cradle March 2022.
6) المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، أبريل/نيسان 2020.
7) وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية، ديسمبر/كانون أول 2022.
8) Soil and Rubble Pollution with Heavy Metals in the Gaza strip, Emad Ali, Institute of water and environment.
9) تقرير منظمة حقوق الإنسان، أبريل/نيسان 2021.
10) The Gurdian, Oct. 2012.
11) بيان رئاسي من مجلس الأمن الدولي بخصوص المجاعة وانعدام الأمن الغذائي العالمي الناجم عن الصراع، مايو/أيار 2018.
12) U.S Department of State, Aug. 2023.
13) قانون "ليبر" (صفحة رقم 8).
14) اللجنة الدولية للصليب الأحمر 1997.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: المرصد الأورومتوسطی الأراضی الزراعیة لحقوق الإنسان إلى أن فی غزة
إقرأ أيضاً:
أبرز الانتهاكات الإسرائيلية في القدس خلال الربع الأول من العام 2025
وثقت محافظة القدس ، استشهاد 5 مواطنين خلال الربع الأول من العام الجاري 2025، نتيجة اعتداءات قوات الاحتلال المختلفة.
جاء ذلك وفق تقرير رصدته محافظة القدس حول الانتهاكات التي ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي في المحافظة، خلال الربع الأول من العام الجاري.
وتركزت الانتهاكات حول الإعدام الوحشي، والاعتقالات، وقرارات الحبس الفعلي، وعمليات الهدم، وقرارات الإخلاء والإبعاد والحبس المنزلي، إضافة إلى الاقتحامات اليومية للمسجد الأقصى المبارك.
والشهداء هم:
1- الفتى آدم صب لبن (18 عاما)، واستشهد في 26 كانون الثاني/ يناير الماضي، جراء إطلاق جنود الاحتلال النار عليه عند حاجز قلنديا العسكري شمال القدس.
2- العامل رأفت عبد العزيز عبد الله حماد (35 عاما)، واستشهد في 12 آذار/ مارس الماضي، بعد سقوطه من الطابق الخامس أثناء مطاردته من قبل قوات الاحتلال في إحدى ورش البناء بالقدس المحتلة.
3- العامل ماهر عبد السلام صرصور، من قرية سرطة غرب سلفيت واستشهد في 15 آذار/ مارس، أثناء ملاحقته من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي
4- الأسير المحرر كاظم زواهرة، واستشهد في 18 آذار/ مارس، متأثرًا بجراحه التي أصيب بها برصاص الاحتلال الإسرائيلي في 22 شباط/ فبراير 2024، على طريق الزعيم شرقي القدس.
5- المواطن محمد حسن حسني أبو حماد (41 عامًا)، واستشهد في 25 آذار/ مارس، عقب إطلاق شرطة الاحتلال الإسرائيلي النار عليه قرب بلدة العيزرية شرق مدينة القدس.
الشهداء المحتجزة جثامينهم:
احتجز جيش الاحتلال الإسرائيلي خلال الربع الأول من العام الجاري، جثمان الشهيد المقدسي محمد حسن حسني أبو حماد (41 عاما)، ليصبح عدد جثامين الشهداء المقدسيّين المحتجزين في ثلاجات الاحتلال ومقابر الأرقام حتى نهاية آذار الماضي (46).
اعتداءات المستعمرين:
وثقت محافظة القدس (33) اعتداء من قبل المستعمرين، منها واحد بالإيذاء الجسدي، ما يعكس تصاعدًا خطيرًا في اعتداءاتهم على المواطنين الفلسطينيين وممتلكاتهم ومقدساتهم، حيث تمت جميعها تحت حماية قوات الاحتلال الإسرائيلي.
الإصابات:
رصدت المحافظة في تقريرها، 33 إصابة بين المواطنين المقدسيين نتيجة إطلاق الرصاص الحي والمعدني المغلف بالمطاط، والضرب المبرح، إضافة إلى حالات الاختناق بالغاز السام المسيل للدموع.
آلاف المستعمرين اقتحموا الأقصى
اقتحم (13,064) مستعمرا المسجد الأقصى المبارك خلال الربع الأول من العام الجاري، بحماية قوات الاحتلال، إضافة إلى (12,134) آخرين تحت غطاء "السياحة"، ونفذوا جولات استفزازية، وأدوا طقوسًا تلمودية في مناطق متفرقة من الأقصى، في انتهاك مباشر لحرمة المكان المقدس.
وقامت قوات الاحتلال بتصعيد استهدافها للمصلين بوسائل قمعية غير مسبوقة، تمثل بمنع اعتكاف المصلين في ليالي الجمعة والسبت خلال شهر رمضان ، رغم أن ذلك كان مسموحا خلال السنوات الماضية، وقامت باقتحام الأقصى بالقوة، وأجبرت المعتكفين على مغادرته تحت تهديد السلاح.
وتمثّل التصعيد خلال شهر رمضان في فرض حصار عسكري مشدد على المسجد الأقصى، عبر ثلاثة أطواق أمنية: الأول حول مدينة القدس، والثاني حول البلدة القديمة، والثالث عند أبواب المسجد الأقصى، ما أدى إلى تقليص أعداد المصلين بشكل كبير مقارنة بالأعوام السابقة.
كما فرضت سلطات الاحتلال قيودا على إدخال وجبات السحور والإفطار، وأطلقت دوريات تفتيش داخل المسجد في محاولة لطمس أجواء الشهر الفضيل.
استهداف الشخصيات المقدسية:
شهدت مدينة القدس تصعيدًا في استهداف الشخصيات الفلسطينية البارزة من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلي، حيث طالت سلسلة من القرارات والاعتداءات أبرز الشخصيات السياسية والدينية في المدينة.
وسلمت سلطات الاحتلال محافظ القدس عدنان غيث، قرارا بمنعه من دخول الضفة الغربية لمدة ستة أشهر جديدة، في خطوة تهدف إلى تقليص تحركاته السياسية والإدارية.
كما استدعت شرطة الاحتلال أمين سر حركة "فتح" في القدس شادي مطور، للتحقيق، وسلمته قرارًا بتمديد منعه من دخول الضفة الغربية.
واقتحم الاحتلال منزل رئيس الهيئة الإسلامية العليا الشيخ عكرمة صبري، في حي الصوانة بالقدس، وسلّم عائلته قرارًا لتجديد إبعاده عن المسجد الأقصى، رغم سفره خارج فلسطين في تلك الفترة.
الاعتقالات:
سجلت محافظة القدس خلال الربع الأول من العام الجاري، اعتقال (239) مقدسيًا منهم (22) سيدة و(18) أطفال.
قرارات محاكم الاحتلال بحق المعتقلين:
السجن الفعلي:
رصدت محافظة القدس إصدار محاكم الاحتلال (73) حكما بالسجن الفعلي بحق معتقلين مقدسيين خلال الربع الأول من العام الجاري، من بينها (32) حكما بالاعتقال الإداري، أي دون تحديد تهمة، حيث تعكس هذه الأحكام سياسة الاحتلال التصعيدية في استهداف المعتقلين.
الحبس المنزلي:
رصدت محافظة القدس في الربع الأول من عام 2025، إصدار سلطات الاحتلال (27) قرارا بالحبس المنزلي.
الإبعاد:
أصدرت سلطات الاحتلال (86) قرارا بالإبعاد بحق مقدسيين، وشملت هذه القرارات (57) قرارا بالإبعاد عن المسجد الأقصى المبارك، وتم استهداف عدد كبير من المعتقلين المحررين والصحفيين والنشطاء، بما في ذلك عدد من الذين تم إبعادهم خارج فلسطين.
منع السفر:
يتذرع الاحتلال بأسباب أمنية لمنع الفلسطينيين من السفر وخاصة في القدس المحتلة، وخلال الربع الأول من العام 2025، أصدرت سلطات الاحتلال قرارين بالمنع من السفر.
عمليات الهدم والتجريف والاستيلاء:
نفذّت سلطات الاحتلال (91) عملية هدم وتجريف، شملت (26) عملية هدم ذاتي قسري، أُجبر خلالها المقدسيون على هدم منازلهم لتفادي الغرامات، و(53) عملية هدم نفذتها آليات الاحتلال بالقوة، إضافةً إلى (12) عملية تجريف، استهدفت أراضٍ وشوارع فلسطينية، بحجة البناء غير المرخص، في وقتٍ تفرض فيه القيود المشددة على الحصول على تراخيص بناء، ما يجعلها شبه مستحيلة للمقدسيين.
إخطارات بالهدم والإخلاء والاستيلاء على الأراضي:
رصدت محافظة القدس (53) انتهاكا، شملت (19) إخطارا بالهدم، و(31) حالة استيلاء على أراضٍ، و(3) إخطارات بالإخلاء.
الانتهاكات ضد المؤسسات المقدسية
شهدت محافظة القدس المحتلة، تصعيدًا خطيرًا في انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي، التي استهدفت مختلف القطاعات والمكونات المجتمعية، وتركزت هذه الانتهاكات على المؤسسات التعليمية، والقطاعات الإعلامية، والمراكز الإنسانية، إلى جانب الاعتداءات المستمرة على المقدسات الإسلامية.
أحد أبرز ملامح هذا التصعيد كان استهداف المؤسسات التعليمية والمناهج الدراسية الفلسطينية، كما صعّد الاحتلال من اعتداءاته على الصحفيين ووسائل الإعلام، وطالت الاعتداءات أيضا المؤسسات الإنسانية والدولية، وخاصة وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين " الأونروا "، حيث اقتحمت قوات الاحتلال مقار الوكالة، وأغلقت مدارس تابعة لها، وأزالت شعاراتها.
كما تواصلت الاقتحامات الاستعمارية التي طالت مقبرة الأطفال الإسلامية في سلوان جنوب الأقصى، حيث اقتلع الاحتلال سورها، وعلق لافتة تمنع الدفن بحجة أنها منطقة عامة تابعة لما يسمى "الحديقة الوطنية".
استهداف المكتبات: شهدت مدينة القدس المحتلة تصعيدا خطيرا من قبل سلطات الاحتلال، يستهدف بشكل ممنهج المكتبات، في محاولة واضحة لطمس الهوية الوطنية الفلسطينية.
المشاريع الاستعمارية:
صادقت سلطات الاحتلال خلال الربع الأول من العام الجاري، على (3) مشاريع استعمارية جديدة، وبدأت العمل على مشروعين تمت المصادقة عليهما سابقا، بالإضافة إلى إنهاء العمل في مشروع سابق.
منذ احتلال شرق مدينة القدس المحتلة عام 1967، سعت سلطات الاحتلال من خلال عدة قوانين وإجراءات على الأرض لتغيير الوضع الديمغرافي في المدينة، ومن خلالها نجحت في رفع عدد المستعمرين في شرق المدينة من صفر في ذلك العام إلى 230 ألفًا حتى يومنا هذا، ويسعى الاحتلال لإضافة 150 ألفًا آخرين من خلال تحقيق حلم "القدس الكبرى".
ويعتبر مشروع "القدس الكبرى" من أخطر المشاريع الاستعمارية التي تهدد القدس، ويدور الحديث عن 3 كتل ضخمة وهي "غوش عتصيون" التي تضم 14 مستعمرة في الجنوب الغربي من القدس، وكتلة "معالي أدوميم" التي تضم 8 مستعمرات تمتد من شرقي القدس وحتى غور الأردن، بالإضافة لكتلة "جفعات زئيف" التي تضم 5 مستعمرات، وتقع في الجزء الشمالي الغربي من القدس.
ويريد الاحتلال من خلال هذا المشروع اقتلاع 150 ألف مقدسي ممن يتمتعون بحق الإقامة في المدينة لكنهم يعيشون خلف الجدار العازل، ويعمل على إحلال 150 ألف مستعمر مكانهم من أجل حسم كفة الديمغرافيا في المدينة لصالح المستعمرين بحيث تكون نسبتهم في المدينة 88% مقابل 12% فلسطينيين، وتبلغ نسبة العرب في المدينة المقدسة الآن 39% مقابل 61% من نسبة المستعمرين.
المصدر : وكالة وفا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من آخر أخبار فلسطين محدث: الهلال الأحمر: فيديو "نيويورك تايمز" يدحض رواية إسرائيل في يوم الطفل الفلسطيني: أكثر من 17 ألف طفل شهيد في غزة أبو عبيدة : حياة أسرى الاحتلال مهددة بمناطق الإخلاء في غزة الأكثر قراءة الهلال الأحمر: الاحتلال يرفض دخول فرق الإنقاذ للبحث عن طواقمنا المفقودة برفح "هيئة الجدار والاستيطان" تصدر تقريراً في ذكرى يوم الأرض صحيفة تكشف كواليس جديدة من مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة 7 شهداء وإصابات إثر قصف الاحتلال على خان يونس وغزة عاجلجميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025