مبادرات وخطط للتكيف مع التغير المناخي في سلطنة عمان
تاريخ النشر: 18th, November 2023 GMT
يبدو أن العالم مقبل على تغيرات حياتية وتحولات تفرض نمطا جديدا في السنوات المقبلة بسبب الآثار التي تتسبب بها التغيرات المناخية، بالإضافة إلى تأثيرات بيئية وصحية ممكن أن تهدد مصادر الغذاء والتنوع البيئي.
ونفذت سلطنة عمان مجموعة من السياسات والتشريعات والاستراتيجيات والخطط الوطنية والجهود والمبادرات والمشروعات المتعلقة بإدارة ومراقبة مخاطر ظاهرة الاحتباس الحراري وتغير المناخ وحماية طبقة الأوزون منها عـلى سبيل المثال المصادقة على اتفاقيات الأمم المتحدة المعنية بتغير المناخ وذلك بموجب مراسيم سلطانية سامية، والوفاء بالتزاماتها في تلك الاتفاقيات الدولية مثل إعداد وتقديم الدراسات والتقارير والبلاغات الوطنية بشأن تغير المناخ واتفاقيات الأمم المتحدة المعنية بتغير المناخ وحماية طبقة الأوزون وفقا للمنهجية الدولية المعتمدة في هذا الشأن منها تلك الواردة في التقارير الصادرة من الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ «IPCC»، بالإضافة إلى الاستراتيجية الوطنية للتكيف والتخفيف من التغيرات المناخية في سلطنة عمان 2040، والخطة الوطنية للحياد الصفري الكربوني في عام 2050، واستراتيجية عمان للبيئة، والاستراتيجية الوطنية للتخلص التدريجي من المواد المستنفدة لطبقة الأوزون في سلطنة عمان بحلول 2030م.
الاحتباس الحراري
وتعـمل الجهات الحكومية والشركات، ومنظمات المجتمع المدني في سلطنة عمان على تحقيق التوازن بين المتطلبات البيئيـة والمناخية والاقتصاديـة والاجتماعية، وتأخذ في الاعتبار النهوض بالجوانب الاقتصادية والاجتماعية مع أهمية المحافظة على النظم البيئية والمناخية وصيانة مواردها الطبيعية من أجل تحقيق أهداف التنمية المستدامة في القطاعات التنموية المختلفة.
وأقرت سلطنة عمان مجموعة من السياسات والتشريعات واللوائح الخاصة بإدارة ومراقبة ظاهرة الاحتباس الحراري، وتغير المناخ، وحماية طبقة الأوزون، والتحكم في استهلاك الـمـواد المـستـنفـدة لـطبـقة الأوزون منها لائحة إدارة الـشؤون المـناخـية، ولائحة تنظيم استصدار موافقات مشاريع آلية التنمية النظيفة تحت مظلة بروتوكول كيوتو، ولائـحـة حماية طبقة الأوزون.
مشاريع ومبادرات
وتم تنفيذ مشاريع ومبادرات تنموية أبرزها مبادرة الخفض التدريجي لاستهلاك المواد المسـتنفدة لطبقــة الأوزون في القطاعات التنموية ذات الصلة، وهذا يعد إنجازا كبيرا فــي مجــال حمايــة طبقــة الأوزون على المستوى المحلي والدولي، وتأكيدا لمساندة سلطنة عمان لجهود المجتمع الدولي بشأن العمل المناخي، كما نفذت مشروع استراتيجية التخلص التدريجي من مواد الهيدروكلوروفلوروكاربونات، الذي يهدف إلى استكمال الجهود والإجراءات المعمول بها في سلطنة عمان من أجل تحقيق متطلبات الامتثال لبروتوكول مونتريال بشان المـواد المسـتنفدة لطبقــة الأوزون، وتحقيق نسبة الخفض في استهلاك مواد الهيدروكلوروفلوروكاربونات إلى معدل 67.5% بحلول شهر يناير من عام 2025م وإلى معدل 100% بحلول شهر يناير من عام 2023م، وذلك عن طريق إنفاذ التشريعات والسياسات واللوائح الفنية، وتدريب وتأهيل وبناء قدرات الفنيين العاملين في الجهات الحكومية والشركات في قطاع التبريد وتكييف الهواء، بالإضافة إلى تنفيذ حملات للتوعية والإرشاد والتواصل، وتنظيم مجموعة من حلقات العمل الفنية والتوعوية، بالإضافة إلى مشروع إعداد استراتيجية وطنية منخفضة الانبعاثات الكربونية في قطاع النقل العام البري يهدف إلى بناء وتعزيز القدرات الوطنية والمؤسسية العاملة في قطاع النقل العام البري لتبني أنظمة نقل عام أكثر استدامة وصديقة للأنظمة البيئية والمناخية، وإعداد استراتيجية وطنية منخفضة الانبعاثات الكربونية في هذا القطاع الوطني المهم، بالإضافة إلى تدريب وتأهيل وبناء قدرات الفنيين العاملين في الجهات الحكومية والشركات في قطاع النقل العام البري، وتشجيع استخدام النقل العام كاستراتيجية للحد من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري.
النقل العام
ومن ضمن المبادرات المنفذة هي مبادرة تنظيم مجموعة من المناشط والفعاليات وحلقات العمل المعنية بتعزيز العمل المناخي والتوعية وتبادل الأفكار والرؤى حول تشجيع استخدام النقل العام كاستراتيجية للحد من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري في سلطنة عمان، وفرص وآليات التمويل المالي والمشاريع ذات الانبعاثات المنخفضة لغازات الاحتباس الحراري في هذا القطاع الوطني وذلك بمشاركة مجموعة من الخبراء الدوليين والوطنيين والباحثين والمختصين من الجهات الحكومية والمنظمات الدولية والشركات والبنوك ومنظمات المجتمع المدني والأفراد وأصحاب المصلحة من أجل تعزيز استخدام النقل العام، وتعزيز الشراكة بين الجهات الحكومية والشركات وأصحاب المصلحة، ومشروع إعداد الخطة الوطنية للتكيف مع تغير المناخ الذي يهدف إلى بناء وتعزيز القدرات الوطنية والمؤسسية العاملة في القطاعات التنموية وإدماج قضايا التكيف مع مخاطر تغير المناخ في خطط وبرامج ومشاريع التخطيط التنموي في مجموعة من القطاعات التنموية الرئيسية، وتبني مبادرات وخطط ومشاريع للتكيف مع مخاطر تغير المناخ في هذه القطاعات التنموية المستهدفة، بالإضافة إلى تدريب وتأهيل وبناء قدرات الفنيين العاملين في الجهات الحكومية والشركات، واستكشاف فرص وآليات التمويل المالي والمشاريع ذات العلاقة بالتكيف مع مخاطر تغير المناخ في هذه القطاعات التنموية وذلك بمشاركة مجموعة من الخبراء الدوليين والوطنيين والباحثين والمختصين من الجهات الحكومية والمنظمات الدولية والشركات والبنوك ومنظمات المجتمع المدني والأفراد وأصحاب المصلحة، إضافة إلى ذلك مبادرة مشاركة سلطنة عمان دول العالــم في الاحتفال السنوي بالحدث العالمي «ساعة الأرض» الذي يصادف الأسبوع الأخير من شهر مارس من كل عام، والـذي يكـون لـه دور مهـم فـي غـرس ثقافـة ترشـيد اسـتخدام مصـادر الطاقـة المختلفـة، وتقليـل انبعاثـات غـازات الاحتباس الحراري، ومساهمة الجهات الحكومية والشركات ومنظمات المجتمع المدني والأفراد في تعزيز العمل المناخي حول مواجهة مخاطر ظاهرة الاحتباس الحراري، وتغير المناخ، وتعزيز الشراكة بين مختلف القطاعات، إضافة إلى مشاركة دول العالم في الاحتفال السنوي باليوم العالمي لحماية طبقة الأوزون والذي يصادف 16 سبتمبر من كل عام، والذي يكـون لـه دور مهـم فـي غـرس ثقافـة حماية طبقة الأوزون في سلطنة عمان، وتقليل استخدام المواد المستنفدة للطبقة، وتقليـل انبعاثـات غـازات الاحتباس الحراري، ومساهمة الجهات الحكومية والشركات ومنظمات المجتمع المدني والأفراد في تعزيز العمل المناخي، وتعزيز الشراكة بين مختلف القطاعات وذلك من خلال تنفيذ مجموعة من الأنشطة والفعاليات والبرامج التوعوية مثل: تنظيم الندوات والمحاضرات والمسابقات والبرامج الترفيهية حول مخاطر استنفاد طبقة الأوزون، وظاهرة الاحتباس الحراري، وإجراءات وأعمال لحماية طبقة الأوزون في مختلف المحافظات.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: القطاعات التنمویة الاحتباس الحراری العمل المناخی فی سلطنة عمان طبقة الأوزون بالإضافة إلى تغیر المناخ النقل العام الأوزون فی مجموعة من فی قطاع
إقرأ أيضاً:
إيران تبدي استعدادها لمفاوضات غير مباشرة عبر سلطنة عُمان مع أمريكا
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- قالت وزارة الخارجية الإيرانية، الاثنين، إن سلطنة عمان "ستلعب دورا محوريا في إحياء المفاوضات غير المباشرة مع الولايات المتحدة"، في أول تصريح علني حول تطورات موقف طهران من المهلة التي منحها الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب لطهران وتهديده بقصفها بشأن برنامجها النووي.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، إن "سلطنة عمان ستلعب دورا محوريا في إحياء المفاوضات المباشرة مع أمريكا"، حسبما نقلت عنه وكالة "تسنيم" الإيرانية شبه الرسمية
وأضاف إسماعيل بقائي، أن "مشاركة بعض الأطراف الفاعلة في دفع عجلة المفاوضات غير المباشرة كانت واضحة خلال المراحل السابقة"، موضحا: "في بعض الفترات، لعب الاتحاد الأوروبي هذا الدور ضمن إطار سياسته الخارجية، لا سيما في سياق الاتفاق النووي".
وتابع إسماعيل بقائي: "سلطنة عمان أيضا كان لها دور فعّال في هذا المجال خلال السنوات الماضية، بل وحتى قبل هذه المرحلة الحالية"، طبقا لوكالة "تسنيم".
وأكد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية أنه "في حال انطلاق مسار تفاوضي جديد، يمكن اعتبار عمان أحد أبرز المرشحين للقيام بهذا الدور المحوري".
وذكر أنه "تم تقديم الرد الإيراني على رسالة الولايات المتحدة، ونحن الآن ننتظر قرار واشنطن بشأن ذلك"، موضحا أن "اقتراح إيران بإجراء مفاوضات غير مباشرة كان عرضًا سخيًا وعقلانيًا، يستند إلى التجارب السابقة والمسار التفاوضي حول الملف النووي خلال العقد الماضي، ونحن نركز على ما قدمناه من مقترحات"، حسب قوله.
وكان الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب وجه مؤخرا تهديدا قويا لإيران باحتمال أن يتم قصفها، وفرض رسوم جمركية ثانوية عليها، إذا لم تتوصل إلى اتفاق بشأن برنامجها النووي مع الولايات المتحدة.
وقال ترامب في مقابلة مع NBC News: "إذا لم يتوصلوا إلى اتفاق، فسيكون هناك قصف".
ومن جانبه، قال وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، الاثنين، إنه "لا صحة لأي من التكهنات بشأن أسماء المفاوضين (بشأن المباحثات المرتقبة مع واشنطن)، لكن مسؤولية المفاوضات المحتملة مع وزارة الخارجية وإدارتها ستكون على عاتق وزير الخارجية".
وأضاف عراقجي أن "اقتراح التفاوض المباشر غير مقبول لدينا للأسباب التي ذكرناها مرارا، لكننا مستعدون للمفاوضات غير المباشرة عبر عُمان، والكرة الآن في ملعب أمريكا للرد على اقتراح الجمهورية الإسلامية، رغم أننا لسنا في عجلة من أمرنا"، طبقا لما نقلت عنه وكالة "تسنيم".