«حماتى قنبلة ذرية».. حكاية مقتل موظف وإلقاء جثته مقيدًا في مصرف مائي بسوهاج
تاريخ النشر: 18th, November 2023 GMT
«حماتي قنبلة ذرية».. تلك العبارة تحمل اسم أحد الأفلام السينمائية المصرية، التي تحاكي واقعة مأساوية حدثت بمحافظة سوهاج، فسيناريو الفيلم السينمائي تدور أحداثه حول زوجان سعيدان، وتعمل أم الزوجة على إفساد العلاقة وطلاق ابنتها، لكن سجلات مركز شرطة جهينة بمديرية أمن سوهاج، دونت تفاصيل مأساوية فاق سيناريو الفيلم بمراحل، فالأم لم تخطط لطلاق نجلتها وحسب، بل رسمت قصة شيطانية لقتل زوج نجلتها والتمثيل بجثته.
تعود أحداث الواقعة، بتلقي مركز شرطة جهينة بلاغًا بتغيب «م.ا» ٣٠ عامًا موظف فني بشركة المياه، ويعمل ميكانيكي سيارات في ورشة بناحية قرية جهينة الشرقية دائرة المركز، وعدم عودته لمنزل الأسرة منذ حوالي ٥ أيام.
وفي محضر الشرطة أفادت زوجته «آ.ا -٢٦ عامًا، ممرضة» بتغيب زوجها عن المنزل، دون حدوث أي مشكلات زوجية بينهما قبل الواقعة، وأضافت بوجود معاملات مادية بين زوجها المتغيب ووالدتها، ووجود خلافات مالية سابقة فيما بينهما.
علي الفور استدعت النيابة العامة والدة الزوجة «حماته» المدعوة "حنان.ش" ٤٨ عامًا ربة منزل للتحقيق معها، أفادت بوجود خلافات عادية بينها وزوج ابنتها المذكور؛ لوجود خلافات مالية سابقة فيما بينهما، وأنكرت صلتها بواقعة الاختفاء أو تغيب المذكور.
توصلت التحريات إلى أن والدة زوجة المجني عليه وقعت على شيكات بقيمة ٣٠٠ ألف جنيه لصالح المجني عليه "زوج ابنتها"، وطلب الأخير شراء نصف المنزل الذي تقيم فيه المتهمة مع زوجها مقابل الشيكات المُحررة عليها، إلا أنها رفضت.
بمواجهة والدة الزوجة «المتهمة» بما توصلت إليه التحريات، اعترفت بأنها وراء اختفاء زوج ابنتها، وأضافت بأنها تخلصت منه بمعاونة زوجها المدعو «السيد.س» ٥٥ عامًا؛ بسبب تهديد المجني عليه لها بالشيكات، فاستدرجته إلى منزلها، ووضعت له المخدر في العصير حتى دخل في النعاس، ثم قامت وزوجها بتوثيق يديه وقدميه بالحبال، ثم انهالت عليه وزوجها بالضرب حتى لفظ أنفاسه الأخيرة، وتابعت المتهمة أنها تخلصت بمعاونة زوجها من جثة المجني عليه بإلقائه داخل ترعة على حدود إحدى القرى المجاورة؛ في محاولة منهما لإبعاد الشبهة الجنائية عنهما، جرى التحفظ على المتهمة وزوجها، وانتشال الجثة، وإيداعها مشرحة مستشفى طهطا العام، وحرر المحضر اللازم بالواقعة، وتولت النيابة العامة التحقيقات.
وفي هذا السياق، كشفت أجهزة وزارة الداخلية ملابسات ما تبلغ لمركز شرطة جهينة بمديرية أمن سوهاج من إحدى السيدات بتغيب «زوجها» عقب زيارة والدتها بذات الناحية مُستقلاً سيارته وانصرافه عقب ذلك ولا تعلم وجهته، بالفحص وإجراء التحريات تبين أن وراء ارتكاب الواقعة «والدة، ووالد زوجة الـمُتغيب، نجل شقيقة الأولى - مقيمين بدائرة المركز».
عقب تقنين الإجراءات تم ضبطهما، وبمواجهتهما قررت المتهمة الأولى بسابقة اقتراضها مبلغا ماليا من الـمجنى عليه، وتحصله منها على إيصالات أمانة، إلا أنه قام بتهديدها بتلك الإيصالات فاتفقت مع زوجها على استدراجه والتخلص منه، ولدى وصوله قاما بتوثيقه وإجباره على التوقيع على إيصالات أمانة وأوراق على بياض، والتعدى عليه بالضرب بقطعة خشبية على رأسه حتى فارق الحياة، ثم قاما بنقله بمركبة «تروسيكل»، وإلقائه بأحد المجارى المائية بذات الناحية، واتصلا بالمتهم الثالث الذى حضر وأخذ السيارة الخاصة بالمجنى عليه وتركها بالطريق الصحراوى الشرقى.
كما أرشدوا عن مكان جثمان المجنى عليه بالمجرى المائى المشار إليه «تم انتشالها»، وكذا «١٠ إيصالات أمانة - ٣ أوراق على بياض - القطعة الخشبية المستخدمة فى التعدى على المجنى عليه - السيارة الملاكى الخاصة بالمجنى عليه».
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: وإلقاء جثته بترعة سوهاج الأفلام السينمائية المصرية الأفلام السينمائية افلام السينما الصحراوى الشرقى الفيلم السينمائي المحضر المجرى المائي امن سوهاج حكاية مقتل زوجة المتهم خلافات مالية قتل زوج محافظة سوهاج مركز شرطة جهينة واقعة مأساوية المجنی علیه
إقرأ أيضاً:
حكاية الجذع الملهم!
الدكتور الخضر هارون
* قال كنت أزوره غباً لازداد عنده حباً لكنه كان يلح عليّ أن أشرب شاي المغرب عنده كل يوم ولم يكن ذلك طلبا يسيرا فكلانا يستعين بعصا علي السير سيما ونحن في بدايات العقد التاسع من أعمارنا وشوارع المدينة سيئة الرصف كثيرة الحفر ومجاري الصرف الصحي المسروقة أغطيتها الحديدية التي تباع بأبخس الأثمان ،فاغرة الأفواه لسقوط أمثالنا من الضعفاء العجزة ،فتبدو الشوارع في أحياء العاصمة الراقية ، الخرطوم الكبري كالتجاعيد الغائرة في وجه قبيح. كنت أجتهد لتبديد وحشته ووحشتي فقد خرّجنا ( الدراري) بنين وبنات فتفرقوا في بقاع الأرض الفسيحة حفظ الله حلهم وترحالهم وبقينا نحن مع قنان الأدوية والكبسولات واجترار الذكريات ننتظر في وجل الرحيل إلي الحياة السرمدية الحقة نقلب الصفحات علنا بحسابات البشر نجد ما يثقل موازيننا عند الجرد والحساب فنتيأس حيث لا نجد الكثير الذي يستحق تلك الحياة الهانئة الخالية من النصب والتعب هناك واجتراء الجنجويد علي الله وعلينا نحن عياله فقد سرقوا أعز ما نملك مواطن ذكرياتنا وهي ما يقتات بها مثلنا في هذه السن ودع عنك ما سواها من مقتنيات العمر ،فنتذكر عطف الرحمن الرحيم ليتبدد القنوط. وتستقر النفوس وهي تتقلب وجلة بين الخوف والرجاء.
* دخلت عليه وهو يعالج خرطوماً للماء يسقي به مساحة خضراء في فناء داره الفسيحة الخالية إلا منه ومن الحاجة التي ظل يحبها ويسميها السلطانة. تهلل وجهه بالبشر وبدأ الفرح في عينيه من خلال نظارة سميكة العدسات قديمة الإطار. " ما قلنا يا عثمان تجي كل يوم لشاي المغرب. السلطانة تتعب وتسوي اللقيمات والشاي باللبن المقنن كل يوم وانتا بتخلف الميعاد!" وكان يطرب لأغنية تقول كلماتها " أوعك تخلف الميعاد وتزيد لي الألم". اعتذرت بما اتفق وجاءت السلطانة بالشاي والزلابية وسألت عن سلطانتي أنا وعن خشونة ركبها وأوجاع أسفل ظهرها ومضت وتركتنا نستعيد الذكريات.
* لمعت عيناه ، إنه النطاسي ذائع الصيت في جراحة القلب ،عزالدين بركات ،ببريق عجيب ودمعت قال:
* تذكر يا عثمان ونحن في نحو السابعة من العمر عندما قفزنا في النيل مبتهجين بماء بارد في حر الصيف القائظ ونحن نتقاذف في حبور بالماء وبما يحمله الماء عند بداية أشهر الفيضان وفجأة انقطعت أنفاسي وشعرت بأني أغرق وصدر مني صوت كاستغاثة وداع " يا عثمان أنا غرقت!" موقناً أنها البردة اللعينة المهربة ولا زلت أتعجب كيف لم تعتبر صيحتي تلك مزحة وشيطنة صبيان فتتجاهل استغاثتي كما فعلت مرات عديدة قبلها لكنك كنت في الموعد فأتيت بجذع طاف فوق سطح الماء فتسلقت أنا عليه ونجوت!
* قال كالباكي أنا مدين لك بعد الله بهذه الحياة الطويلة يا عثمان وجودك الدائم بجانبي يعطي حياتي معني ربما لا تدركه أنت أما تري إلحاحي عليك بالقدوم عليّ كل يوم وليلة ، أيها الإنسان الجميل النبيل ؟! تظاهرت كما ينبغي بمظهر من لا يري فيما فعل معروفا كفاء ذلك الصنيع يستحق هذه الدفقة من الأحاسيس الملائكية .قلت يا طبيبنا الجراح في سجلك الذاخر منة ودين في أعناق الآلاف جعلك الله سببا في شفائهم أما تلك الحادثة يفعلها بتلقائية كل إنسان سوي بلا من ولا أذي حتي بعض الحيوانات تفعلها بغريزة حفظ النوع . قال لا لا غير صحيح فإني أذكر قصة رمزية في مقرر المطالعة الأولية يصف فيها حيوان البشر بالقول " الناس في أخلاقهم مثل الثعابين!" وقد خبرت في حياتي الطويلة أناساً كانوا بالفعل أخبث من الثعابين ،ثم استدرك بعضهم علي الأصح. ثم قال : ليتني كنت قاصا أو شاعرا مثلك أفضفض ما في دواخلي عبر الكلمات علي القراطيس او ربما مزدانة بالزفرات والعبرات عبر الوسائط المسموعة المرئية التي انتشرت كالفيروسات هذه الأيام أحفز الناس علي فعل الخيرات! ثم قال تعرف أني استلهم فعلتك بذلك الجذع الذي أنقذ حياتي من الهلاك وأنا أجري عمليات القلب المفتوح فأبذل أقصي الجهد ألا يموت المريض علي يدي ولم تمت بفضل الله إلا قلة أواسي النفس بأن انقضت آجالهم المكتوبة في هذه الفانية وأنا موقن بأنني لم أدخر جهداً في إنقاذهم. ثم ابتسم قائلاً : علي كل حال قد أراحني الله من ذلك العناء و الرهق المادي والنفسي إذ لم يعد في مقدوري إجراء العمليات ! قلت مواسيا لو أفرغ كل إنسان غاية الجهد فيما يعمل لأصبحت الحياة حلوة وزيادة في كل خير. لمحت في عينيه الرضا وانصرفت مودعاً.
* ليتنا جميعا نستلهم من حكاية ذاك الجذع الإتقان في ما وكّل إلينا من مهام وأن نحاسب أنفسنا كم قدمنا من خير لذوينا ولبلدنا وللإنسانية .إذن تزدهي الحياة وتزدهر وتستقر دواخلنا برضا الفلاح والإنجاز!
abuasim.khidir@gmail.com