شاهد المقال التالي من صحافة قطر عن جنون في السلطة الفلسطينية، جنون في السلطة الفلسطينيةأزمةٌ عميقةٌ وفادحةٌ في السلطة الفلسطينية وفتح مع تقديرٍ عقلاء وحكماء ومناضلين فيها ، تفسّر هذا الخبط عشواء .،بحسب ما نشر الخليج الجديد، تستمر تغطيتنا حيث نتابع معكم تفاصيل ومعلومات جنون في السلطة الفلسطينية، حيث يهتم الكثير بهذا الموضوع والان إلى التفاصيل فتابعونا.
جنون في السلطة الفلسطينية
أزمةٌ عميقةٌ وفادحةٌ في السلطة الفلسطينية وفتح (مع تقديرٍ عقلاء وحكماء ومناضلين فيها)، تفسّر هذا الخبط عشواء الذي يُقيم فيه تلفزيون دولة فلسطين.
أزمة انكشاف السلطة أمام الشعب، وقد صار ازدراؤها شعورا عريضا. لا يتوقّفون، في رئاسة السلطة وفي أجهزتها، عن التدليل على حالة انفصامٍ كبرى بينها وبين الشعب.
موقعة جنين ومخيّمها شاهدٌ جديدٌ على اتّساع المسافات الشعورية والوجدانية بين الناس والسلطة المفترض فيها حمايتهم أو الدفاع عنهم وبلغ تدنّي الثقة بها مستوىً مريعا.
واقعة طرد أهالي جنين ثلاثةً من مسؤولي السلطة وفتح من تشييع شهداء سقطوا في العدوان صدمت النافذين في رام الله وأصابتهم بالذهول لأنهم لا يعرفون الأرض التي تطأها أقدامُهم.
ماذا دهاهم هناك؟ ما الذي جعلهم يُضحِكون الناس عليهم؟ ما الذي أفقدهم أعصابَهم، ورفَع الضغط في أبدانهم؟ ينقطعون أياما على شاشة تلفزيونهم للطخّ على حماس والإخوان وقناة الجزيرة!
* * *
لغةً، الجنون زوال العقل أو فسادُه. وفي اصطلاح الفقهاء، اختلالُ العقل بحيث يمنع جريان الأفعال والأقوال على نهجِه إلا نادراً. وفي الطبّ، مرضٌ عقليٌّ يصيب الشخص فيعدمه الإدراك. والناظر في أداء إعلام السلطة الفلسطينية، سيّما تلفزيونها (نُشاهده اضطرارا عند اللزوم)، منذ انتهت جولة العدوان الإسرائيلية التي استجدّت أخيرا على جنين ومخيّمها، يُصادِف كثيرا من هذا كله (وغيره).
ولا يقع على ما يوحي بأن من اليسير إسعافُ القائمين على هذا الإعلام (هل هو إعلامٌ حقّا؟) مما هم فيه من نقصانٍ في العقل، يدلُّ عليه ما نرى ونسمع ونقرأ مما يقدِّمون ويطرحون، أو بلغة تشخيص النطّاسيين، مما هم فيه من نقصانٍ في سيطرة العقل على أدائهم، ما يُبيح القولَ إنّ أمراضاً نفسيةً صعبةً متوطنةٌ في أجهزة الإعلام المتحدّث عنه.
ماذا دهاهم هناك؟ ما الذي بالضبط جعلهم يُضحِكون الناس عليهم؟ ما الذي أفقدهم أعصابَهم، ورفَع الضغط في أبدانهم؟ .. ينقطعون منذ أيام، على شاشة ذلك التلفزيون، للطخّ على حركة حماس والإخوان المسلمين وقناة الجزيرة!
ويستضيفون شخصا يدسّ نفسَه بين الكتّاب، فيما هو منافقٌ من الصنف الرديء لرئيس السلطة الفلسطينية، ولأنظمة الاستبداد والفساد العربية، وشبّيحٌ ركيكٌ مع نظام غاز السارين في دمشق، للتفوّه على عزمي بشارة بكلام ضجّ ببلاهاتٍ وتفاهاتٍ، تجعلان الواحد منا يُشفق على حال مؤسّسةٍ فلسطينيةٍ رسميةٍ وهي تسقُط في قاعٍ من الركاكة معيب.
ويُشفق أيضا على الحالة المستعصية لدى هذا الشخص الذي كان الأدْعى أن يُستضاف في مصحّةٍ عقليةٍ لعلّه يشفى، بدلا من أن يُشهِر جهلَه بما تحدّث عنه.
إنّها أزمةٌ عميقةٌ وفادحةٌ في السلطة الفلسطينية، وفي حركة فتح (مع تقديرٍ واجبٍ لعقلاء وحكماء ومناضلين نظيفين فيها)، تفسّر هذا الخبط عشواء الذي يُقيم فيه تلفزيون دولة فلسطين. أزمة انكشاف السلطة أمام الشعب، وقد صار ازدراؤها شعورا عريضا. لا يتوقّفون، في رئاسة السلطة وفي أجهزتها، عن التدليل على حالة انفصامٍ كبرى بينها وبين الشعب.
وهذه موقعة جنين ومخيّمها، أخيرا، شاهدٌ جديدٌ على اتّساع المسافات، الشعورية والوجدانية، بين الناس والسلطة المفترض أن من وظائفها حمايتهم أو أقلّه الدفاع عنهم، وقد بلغ التدنّي في الثقة بالسلطة ومؤسّساتها مستوىً مريعا.
وإذا كانت واقعة طرد أهالي جنين ثلاثةً من مسؤولي السلطة وحركة فتح من تشييع شهداء سقطوا في العدوان قد صدمت النافذين في رام الله وأصابتهم بالذهول، فذلك لأنهم لا يعرفون الأرض التي تطأها أقدامُهم.
ومع موقفٍ، لدى صاحب هذه الكلمات، رافضٍ هذا الطرد، إلا أن القصّة ليست هنا، وإنما في أنّ القائمين على السلطة وعلى تلفزيون فلسطين لم يجدوا غير الثرثرة عن بطولات حركة فتح وكفاح منظمة التحرير في أزمنةٍ ولّت، والتشنيع على "حماس" وقناة الجزيرة والإخوان المسلمين، فيما كان الأوْلى، لو أن الجنون لم يُخالط مداركهم، أن يسألوا أنفسهم عن الذي يدفع الناس في جنين وغيرها (وبينهم فتحاويون كثيرون بالمناسبة) إلى ترذيل السلطة، ونبذ ناسِها، ورميها بالنعوت المحقّة وغير المحقّة.
من بين كثيرٍ يلزمهم في قيادات السلطة، وتابعيهم في تلفزيون فلسطين، للشفاء مما أبانوه فيهم من جنون، أن يقرأوا تقرير المؤشّر العربي 2022 الذي أصدره المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات.
إنه يفيدهم، ويفيدنا، بأن الفلسطينيين هناك هم الأقلّ ثقةً من بين أقرانهم في 13 بلدا عربيا بمؤسّسة الشرطة، 21% لا يثقون بها إلى حدّ ما، و18% لا يثقون بها إطلاقا. والأمر نفسُه بشأن الثقة في المخابرات والمباحث والاستخبارات، 21% لا يثقون بها إلى حدّ ما، و25% لا يثقون بها إطلاقا، فيما 13% يمحضونها ثقةً كبيرة، وثقة 32% إلى حدّ ما.
وبشأن الثقة بالحكومة، الفلسطينيون هم الأقلّ بعد العراقيين، 60% لا يثقون بها على الإطلاق، و17% عدم ثقة إلى حد ما، 8% ثقتهم بها كبيرة، و17% ثقتهم إلى حدٍّ ما. ومفزعٌ أن يكون الفلسطينيون أقلّ ثقةًً، بعد لبنان، بجهاز القضاء في وطنهم، 19% لا يثقون إطلاقا، 25% عدم ثقةٍ إلى حدّ ما (5% لا إجابة)، 9% ثقة كبيرة.
إذاً، لو قرأ محمود العالول وصبري صيْدم وعزّام الأحمد "المؤشّر العربي"، لما فاجأهم طردُهم من الجنازة في جنين. ولو قرأه ناس تلفزيون فلسطين لربما نفَعهم في الشفاء من زوال العقل وفساده، وقد شوهدت أعراضُهما، جنوناً حادّاً، على الشاشة.
*معن البياري كاتب وصحفي من الأردن
المصدر: صحافة العرب
كلمات دلالية: موعد عاجل الدولار الامريكي اليوم اسعار الذهب اسعار النفط مباريات اليوم حالة الطقس ما الذی
إقرأ أيضاً:
عيب.. ليسوا أولاد كلب!
صُدم الفلسطينيون وجميع المتابعين لما يجري في غزة بقول رئيس السلطة محمود عباس في شأن المقاومة ومقاتليها عندما وصفهم بـ"أولاد الكلب". هكذا دون تردد ولا حذر، ودون مراعاة لصمودهم وما يتعرضون له من قتل وفتك على أيدي الصهاينة. حدث ذلك علنا في خطابه الافتتاحي في المجلس المركزي الفلسطيني، وعلى الهواء مباشرة. ومهما حاول أنصاره التخفيف من وطأة الكلمة النابية ووقعها السيئ على السامعين، فإن الطامة وقعت، والرسالة وصلت لجميع الأطراف بمن في ذلك قادة العدو، الذين يعملون ليلا نهارا من أجل تصفية القضية وابتلاع الأرض وتهجير سكانها.
للقيادة خصائص وضوابط وأخلاق، والقائد الحقيقي يحترم أبناء شعبه، ويحافظ على كرامتهم، خاصة أمام عدوهم؛ لا يحقّرهم، ولا يهينهم، ولا يقلل من أهميتهم التاريخية حتى وإن اختلف معهم، أو مع جزء منهم؛ لأن في ذلك تصغيرا من شأنه، ودفعهم بالضرورة إلى احتقاره ومعاداته. لا يعني ذلك مجاراتهم وتأييدهم في كل ما يفعلونه ويقولونه، وإنما يخالفهم فيما يعتبره خطأ صريحا، ويواجههم بمواقفه دون تهور أو ابتذال. العنف اللفظي لا يختلف عن رفع السلاح واستعماله ضد المخالفين والخصوم.
لست من المداحين لياسر عرفات، ولكن فيما أعلم كان كثيرا الحرص على رفع معنويات الشعب الفلسطيني، ووصفه في مناسبات كثيرة بكونه "شعب الجبارين"، خاصة خلال المحن الكبرى التي تعرض لها. ولا أعلم أن الفلسطينيين عاشوا محنة أقسى من هذه التي يعيشونها اليوم، وكان يفترض أن يلقوا الدعم المعنوي والسياسي على الأقل من قادتهم، وليس السب واللعن من قبل رمز السلطة.
جاءت نتيجة أعمال "المجلس المركزي" هزيلة ودون تطلعات الفلسطينيين وآلامهم، هذا بشهادة معظم الفصائل التي قاطعت الاجتماع أو لم تُدع إليه. وبدل أن يكون انعقاد المجلس، الذي تأخر كثيرا، فرصة لرص الصفوف وتوحيدها تحت راية واحدة هي راية منظمة التحرير، حصل العكس تماما، حيث ازدادت الفرقة بين مكوناتها، وتعمقت الفجوة بين السلطة من جهة، ومختلف الأطراف الفاعلة، بما في ذلك جزء هام من الفتحاويين الغاضبين على الأسلوب الذي تدار به شؤون السلطة. وبدل أن يحصل تقدم نحو تعميق الحوار وبناء المصالحة الوطنية، تعمق الشك الداخلي، وانسحب المزيد من التنظيمات ذات الوزن، وكان آخر المنسحبين من اجتماع المجلس وفد الجبهة الديمقراطية؛ بحجة "غياب الحد الأدنى من قواعد الحوار حتى قبل انعقاد المجلس" على حد تعبير نائبة رئيس الجبهة.
السياق الراهن سياق خطير جدا يتعلق بمصير شعب مهدد في وجوده، ويتعرض للإبادة بطريقة فجة ومنهجية وعلى المباشر، وكان يُنتظر أن تكون منظمة التحرير الهيكل المناسب للتجميع والتعبئة والتوجيه والضغط، أما أن تتحول المنظمة إلى ساحة للصراع وتعميق والانقسام، وأن تصبح مجرد آلية للتحكم والتسلط، فهذا أمر مشين لا يليق بشعب مكافح وصامد
الفلسطينيون أعلم بشؤونهم، ولكن بما أن قضيتهم هي قضيتنا، وأن مصيرا مشتركا يجمعنا، فإن ما قيل خلال هذا الاجتماع الأخير استفز الكثيرين بشكل واسع.
كان من المهم إحداث منصب نائب لرئيس منظمة التحرير، خاصة وأن أبا مازن تقدم به السن بعد رئاسة للمنظمة استمرت حتى الآن ثلاثين عاما، لكن الاقتصار على هذا القرار اليتيم الذي انعقد من أجله المجلس المركزي بعد انتظار طويل، أمر لافت للنظر، فالظرف الحالي ليس عاديا حتى تتم مناقشة مسألة تنظيمية كان بالإمكان حسمها في سياق آخر، أو على الأقل لا يخصص لها كل وقت الاجتماع.
السياق الراهن سياق خطير جدا يتعلق بمصير شعب مهدد في وجوده، ويتعرض للإبادة بطريقة فجة ومنهجية وعلى المباشر، وكان يُنتظر أن تكون منظمة التحرير الهيكل المناسب للتجميع والتعبئة والتوجيه والضغط، أما أن تتحول المنظمة إلى ساحة للصراع وتعميق والانقسام، وأن تصبح مجرد آلية للتحكم والتسلط، فهذا أمر مشين لا يليق بشعب مكافح وصامد.
بهذه الطريقة وبهذا السلوك لا يمكن الاستجابة لأي طلب يقدم لحركة حماس ولجميع فصائل المقاومة، لقد طلب منها أبو مازن تسليم الرهائن الإسرائيليين دفعة واحدة بدون مفاوضات وبدون مقابل، كما طلب منها تسليم سلاحها بلا قيد ولا شرط، وطلب منها أن تنسحب من غزة وتسلمها له دون نقاش، وأن تتحمل نتائج الحرب وحدها. هل هناك قائد سياسي يمكن أن يجرؤ على عرض مثل هذه المطالب وغيرها في لحظة فارقة من تاريخ بلده، ودون أن يشعر بالحرج، ولا يفكر حتى فيما ستسجله كتب التاريخ؟
رجاء، لا تجعلوا قصة آخر ملوك الأندلس تتكرر، فقد قيل أن أبا عبد الله محمد الثاني عشر باع لملك القشتاليين أملاكه في الأندلس ثم غادرها، وذلك في 7 آب/ أغسطس 1493م، فقالت له أمه "ابكِ مثل النساء ملكا مضاعا، لم تحافظ عليه مثل الرجال".