مشروع المسرح الوطني.. ثراء للحركة الفنية
تاريخ النشر: 18th, November 2023 GMT
د.شبير العجمي:
16456 مترا مربعا تقريبا المساحة الإجمالية لمبنى المسرح الوطني -
المسرح مجهز بأحدث تقنيات الإضاءة والصوت وتقنيات تحريك الخشبة -
1000 مقعد الطاقة الاستيعابية للمسرح -
يتضمن المشروع مسرحا آخر صغير المساحة للعروض التجريبية -
مساحة خاصة للتدريبات تضاهي مساحة المسرح الرئيسية -
المشروع سيتبنى ترجمة نتاج المسرح العماني إلى لغات مختلفة -
ما إن أعلن مجلس المناقصات في الثالث عشر من سبتمبر الماضي عن إسناد تصميم وإنشاء مبنى مجمع عُمان الثقافي، حتى استبشر الوسط الثقافي بشكل خاص والمجتمع عموما خيرا، فمجمع عمان الثقافي حلم طال انتظاره بما يشمله من 3 مبان رئيسية، المسرح الوطني، والمكتبة الوطنية، وهيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية، إضافة إلى 8 مبان لمرافق المجمع، وذلك بقيمة إجمالية تبلغ 147 مليونًا و800 ألف ريال عُماني، ولكل مبنى من المباني الثلاثة الرئيسية تفاصيل عديدة ينتظر المهتمون تفاصيلها، وفي هذه الأسطر نفرد حديثا عن جانب واحد من جوانب عديدة، وهو المسرح الوطني في محاولة للاقتراب من ملامحه المرتقبة، وقد قربنا من صورة بانورامية لهذا الصرح الدكتور شبير بن عبدالرحيم العجمي المشرف على مشروع المسرح الوطني.
المواصفات الفنية
بداية حدثنا الدكتور شبير العجمي عن الخطط الأولية لتفاصيل المسرح الوطني الذي انتظره المسرحيون طويلا، من ناحية المساحة والطاقة الاستيعابية والتجهيزات الفنية، حيث قال: «مشروع المسرح الوطني يلبي طموح الفنان المسرحي العماني، حيث تبلغ المساحة الإجمالية لمبنى المسرح ما يزيد عن 16456 مترا مربعا، المبنى عبارة عن مسرح رئيسي مجهز بأحدث التقنيات الفنية من ناحية الإضاءة وأجهزة الصوت والشاشات الحديثة وتقنيات تحريك الخشبة، ويصل عدد مقاعد الجمهور إلى 1000 مقعد بثلاثة مستويات، والمسرح به كواليس عملية مجهزة بكل التجهيزات المطلوبة في أي مسرح احترافي من غرف الفنانين وقاعات الانتظار والتدريب وكذلك توجد ورش الديكور والتقنيات ومخازن للمعدات الفنية والتقنية والأزياء والاكسسوارات، كما أن خشبة المسرح بها مكان خاص للأوركسترا يمكن التحكم به هيدروليكيا».
وتابع الدكتور شبير: «إضافة إلى ذلك، بالمبنى مسرح آخر صغير المساحة للعروض المسرحية التجريبية، مجهزة بكواليس مناسبة لمساحة المسرح وبتقنيات فنية وتقنية عالية وبمقاعد للجمهور يمكن التحكم بها من ناحية العدد أو إلغائها تماما، وكذلك في المسرح قاعة تدريب خاصة للممثلين وهذه القاعة مساحتها توازي مساحة خشبة المسرح الرئيسية ليتمكن الفنان من عمل التدريبات الخاصة بالعرض في هذه القاعة قبل الانتقال للمسرح الرئيسي، وأيضا هناك قاعة أخرى خاصة بالعروض السينمائية مجهزة بأحدث تقنيات عروض الأفلام وتتسع لـ 250 مشاهدا».
دور مؤثر
كما حدثنا عن رأيه حول ما سيضيفه إنشاء المسرح الوطني لفئات المجتمع كافة، إذ قال: «بطبيعة الحال هناك أهمية كبيرة لإنشاء قاعات العروض المسرحية بشكل عام، وذلك للدور الهادف والمؤثر الذي يملكه المسرح في تنمية الوعي الفني والثقافي لأفراد المجتمع، فاﻟﻤﺴﺭﺡ ﻤﻥ ﺍﻟﻔﻨﻭﻥ ﺍﻷﺩائية التي ﺘﻌﺘﻤﺩ ﺃﺴﺎﺴﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻓﻜﺎﺭ، ﻓﻬﻭ ﻭﺴﻴﻠﺔ ﻟﻠﺘﺭﻓﻴﻪ ﻭﺍﻟﻤﺘﻌﺔ الفنية، كما ﻴﻌﺩ وسيلة ﺘﺭﺒﻭﻴﺔ ثقافية وترفيهية ﺘﻬﻡ جميع ﺍﻟﻔﺌﺎﺕ ﻭﺍﻟﻁﺒﻘﺎﺕ الاﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ، وعليه فإن بإمكان الفنانين المسرحين أن يساهموا في إثراء الحركة الفنية في سلطنة عمان ويعملوا على جذب السياح وتنشيط الحركة السياحية بإقامة العروض المسرحية المحلية، وتقديم عروض الأطفال ويمكن تقديم هذه الأعمال سواء بتنفيذ أعمال للفرق المسرحية الأهلية أو استضافة عروض من الخارج، كذلك لهذا المسرح دور كبير في تنشيط الحركة الموسيقية باستضافة الفرق الموسيقية، وإقامة الحفلات الغنائية المختلفة، ويمكن تنظيم المهرجانات الفنية المسرحية، السينمائية، الموسيقية».
زيارات استطلاعية
وحول المراحل التي ستتم قبل الشروع في بناء المسرح، وما هي الجهات التي تم التعاون معها في هذا الشأن، أوضح العجمي: «المسرح الوطني صمم بأعلى المعايير الفنية وبهندسة عصرية تواكب التطور والتقدم في بناء المسارح، وقد مر المشروع بمراحل مختلفة ومنها قام الفريق المشرف على المشروع بعمل زيارات ميدانية لدول مختلفة (عربية وأجنبية) للاطلاع على تجاربهم في إنشاء دور العرض وكذلك للاطلاع على الإيجابيات والسلبيات التي واجهوها في التشغيل حتى يتم تفاديها أثناء تنفيذ المشروع والاستفادة من الإيجابيات الموجودة في هذه المسارح وتفعيلها وتطويرها في المشروع».
وتابع: «لذلك سيكون المسرح الوطني مهيئا كما أسلفت لمختلف الأعمال الفنية منها العروض المسرحية الدرامية والعروض الاحتفالية والاستعراضية والحفلات الغنائية وكذلك لعروض الأفلام السينمائية، ففي المسرح الرئيسي شاشة عرض كبيرة تصلح لعروض الأفلام بجودة عالية».
المسرحي العماني
وعن نصيب المسرحي العماني من هذا المشروع قال الدكتور شبير: «هذا المسرح سيكون للفنان المسرحي العماني بالدرجة الأولى، وجاء التخطيط لإنشاء هذا المشروع تلبية لحاجة المسرحيين العمانيين وإيجاد مساحة خاصة يستطيع الفنان أن يقدم عمله المسرحي بصورة إبداعية بتوفير البيئة المناسبة لهذا الإبداع الفني، وليس للمسرحيين فحسب، بل إنه من المؤمل أن يكون للمسرح الوطني الدور الأساسي في تبني إنتاج العروض المسرحية والسينمائية، وكذلك الاهتمام في تنمية قدرات الفنانين المسرحيين والسينمائيين والمشتغلين بالعمل الدرامي بشكل خاص، وذلك بإنشاء مركز تدريب للعمل المسرحي والسينمائي ويكون تحت إشراف إدارة المسرح الوطني، وكذلك الاهتمام بترجمة نتاج المسرح العماني إلى لغات مختلفة وكذلك رصد التجارب العالمية وترجمتها إلى اللغة العربية، وإعداد الدراسات والبحوث المختصة بمجال المسرح والسينما وتنظيم المؤتمرات والندوات المتعلقة باختصاصات المسرح الوطني».
واختتم الدكتور شبير العجمي حديثه لـ«عمان» قائلا: «هذا المشروع الرائد يعد مكرمة غالية وثمينة من لدن مولانا صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه- لأبنائه الفنانين المسرحيين والسينمائيين وهو حلم طال انتظاره، حيث يولي جلالة السلطان اهتماما بالغا بالفنون إيمانا منه بدورها في بناء الحضارة العمانية الحديثة ووضع اسم سلطنة عمان في خارطة الفنون العالمية والارتقاء بالكفاءات الفنية العمانية».
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: العروض المسرحیة المسرح الوطنی
إقرأ أيضاً:
إطلاق المشروع الوطني لفحص اعتلال شبكية العين بالذكاء الاصطناعي
أطلقت وزارة الصحة اليوم المشروع الوطني لفحص اعتلال شبكية العين لمرضى السكري، باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، وذلك تحت رعاية معالي المهندس سعيد بن حمود المعولي، وزيـر النقل والاتصالات وتقنية المعلومات، وبحضور معالي الدكتور هلال بن علي السبتي، وزير الصحة، وعدد من أصحاب السعادة وكلاء وزارة الصحة.
ويأتي المشروع في إطار الثورة التقنية والرقمية التي تشهدها وزارة الصحة في سلطنة عمان، المدفوعة بالتوجه الإستراتيجي لـ"رؤية عمان 2040" في تبني أحدث التقنيات وتوظيف الذكاء الاصطناعي لتعزيز إمكانية الوصول، وتحسين دقة التشخيص، وتوفير الوقت والتكلفة، في الكشف عن اعتلال شبكية العين لمرضى السكري في سلطنة عمان، وإسهامًا في بناء مجتمع تترسخ فيه ثقافة الصحة مسؤولية الجميع مصان من الأخطار ومهددات الصحة.
كما تأتي أهمية المشروع في قدرته على التصدي للتحديات الكبيرة التي تواجه مرضى السكري في سلطنة عمان، حيث يُعد اعتلال الشبكية السكري من المضاعفات الخطيرة التي قد تؤدي إلى فقدان البصر؛ إذ تشير الإحصائيات إلى أن 15% من السكان البالغين في سلطنة عمان يعانون من مرض السكري؛ مما يعني أن نسبة كبيرة منهم معرضة لخطر الإصابة باعتلال الشبكية.
وقال سعادة الدكتور سعيد بن حارب اللمكي، وكيل وزارة الصحة للشؤون الصحية: إن البرنامج الوطني يجسد الالتزام الراسخ بتحقيق نقلة نوعية في منظومة الرعاية الصحية، بتبني أحدث التقنيات والممارسات العالمية الفضلى، فهو ترجمة لتوجيهات القيادة، و"رؤية عمان 2040"؛ إذ يسعى المشروع إلى استيعاب عدد أكبر من المرضى لإجراء الفحوصات سريعا، وتقليل مدة الانتظار لعيادات العيون، وتوسيع نطاق تقديم خدمة الكشف المبكر في مختلف المؤسسات الصحية.
مشيرا إلى أنه من المتوقع أن يُحدث البرنامج نقلة نوعية في تحسين جودة حياة مرضى السكري في سلطنة عمان، حيث يُسهم في تقليل خطر فقدان البصر بالكشف المبكر عن اعتلال الشبكية السكري وتقديم العلاج في الوقت المناسب، موضحا أنه تم تزويد 25 مؤسسة صحية بأجهزة تصوير شبكية العين، موزعة جغرافيًا لتسهيل وصول المرضى إلى هذه الخدمة المبتكرة، واقتصاديا سيسهم المشروع في خفض التكاليف الصحية المرتبطة بعلاجات الحالات المتأخرة.
ويهدف المشروع إلى إنشاء إطار وطني للكشف المبكر عن اعتلال الشبكية السكري وإدارته، والحد من فقدان البصر والعمى الناجم عنه، وتحسين الوصول إلى رعاية عيون عالية الجودة لمرضى السكري؛ إذ يستهدف المشروع جميع الأفراد الذين شُخصت إصابتهم بمرض السكري (النوع 1 والنوع 2)، وتُحدد وتيرة الفحص بناءً على شدة اعتلال الشبكية السكري.
ويعمل المشروع على تسهيل عملية الكشف المبكر بتوفير أجهزة تصوير شبكية العين في 25 مؤسسة صحية في المرحلة الأولى، ويعتمد على تطوير أنظمة ذكاء اصطناعي وتحليل الصور الطبية بتعلم الآلة (Machine Learning) والرؤية الحاسوبية (Computer Vision)، بحيث يُدرب الذكاء الاصطناعي على مئات آلاف الصور لشبكية العين، فيتعلم الفرق بين الشبكية السليمة والشبكية التي يظهر فيها اعتلال بسبب السكري.
وتُستخدم أجهزة تصوير خاصة بشبكية العين، مثل الكاميرات الشبكية، وتفحص التقنيات الصورة الملتقطة بدقة عالية لتحليل كل التفاصيل الدقيقة، لكشف أي تغيير في الأوعية الدموية، أو ظهور بقع صغيرة (مؤشرات اعتلال)، وينبه النظام الطبيب فورا.
وشمل البرنامج تقديم عدة عروض مرئية منها عرض مرئي للجنة التنظيمية، وعرض مرئي عن أهداف المشروع وتطلعاته، وعرض مرئي لإطلاق المشروع.
وأكدت الدكتورة نصرة بنت سالم الحبسية رئيسة قسم العيون بمستشفى النهضة أن المشروع سيغطي جميع مناطق السلطنة، وتم العمل على توزيعها على مختلف المراكز الصحية، ويهدف المشروع إلى تقليل قوائم الانتظار لمواعيد المرضى، بالإضافة إلى تقديم خدمة مريحة للمريض لفحص اعتلال شبكية العين، ففي السابق كان من الضروري أن يحصل المريض على موعد من المركز الصحي، ومن ثم تحويله للمجمع المختص، ولاحقا تحويله للمستشفى المرجعي، مشيرة إلى أن المشروع سيقلل الكثير من الخطوات السابقة.
ويسعى القائمون على المشروع مستقبلا إلى التوسع ليشمل مجمعات صحية ومراكز إضافية، وإضافة برامج فحص جديدة مثل الكشف عن الجلوكوما (المياه الزرقاء) والقرنية المخروطية، وتعزيز مشاريع الطب الافتراضي وربط أجهزة أخرى لتقليل العبء على العيادات التخصصية، وإنشاء عيادات متابعة (Observation Clinics) يديرها اختصاصيو بصريات مدربون مدعومون بتقنيات حديثة وأدوات ذكاء اصطناعي، وتطوير محرك ذكاء اصطناعي محلي مدرّب على صور من سلطنة عمان، مما يعزز مكانتها عالميًا في الابتكار الصحي.
ومن المؤمل أن يكون للمشروع مردود إيجابي لمشروع توظيف الذكاء الاصطناعي في الكشف المبكر عن اعتلال شبكية العين لمرضى السكري، إذ يعد قفزة نوعية في مجال طب العيون والرعاية الصحية عامة، ويعكس هذا التوجه الرؤية الطموحة لسلطنة عُمان في مجال الرعاية الصحية بفضل الجهود المتواصلة لوزارة الصحة وتبنيها أحدث التقنيات، مما يضمن حياة أكثر صحة للمواطنين، فهذه المبادرات لا تواكب العصر فحسب؛ بل ترسم ملامح جديدة لمستقبل الرعاية الصحية في سلطنة عُمان، حيث يجتمع الابتكار مع العناية الفائقة.