معرض للثلاثية في روما.. لماذا يحتفي أقصى اليمين الأوروبي بروايات سيد الخواتم؟
تاريخ النشر: 18th, November 2023 GMT
افتتحت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني في روما، الأربعاء الماضي، معرضا مخصصا لجون رونالد تولكين مؤلف ثلاثية "لورد أوف ذي رينغز" (سيد الخواتم) الذي غالبا ما يحتفي اليمين المتطرف في أوروبا بعمله.
وبمناسبة الذكرى الـ50 لوفاة المؤلف البريطاني وإصدار أولى روايات هذه السلسلة باللغة الإيطالية، جرى الإعداد للمعرض والترويج له من جانب وزارة الثقافة الإيطالية بدعم قوي من رئيسة الحكومة، وموّلت الحكومة المعرض بمبلغ 250 ألف يورو، وفق صحيفة "لا ريبوبليكا" الإيطالية.
وتطرقت ميلوني (46 عاما) كثيرا في ما مضى لشغفها بأعمال تولكين الخيالية خلال الطفولة.
وقالت رئيسة الوزراء -في سيرتها الذاتية التي أصدرتها عام 2021- إنها وخلال انضوائها ضمن التنظيمات الشبابية في حزب "الحركة الاجتماعية الإيطالية"، كانت تهوى ارتداء أزياء تنكرية مستوحاة من عالم "سيد الخواتم".
وأشارت ميلوني في هذه الكتابات إلى شغف خاص لديها بشخصية سام، رفيق السفر للبطل فرودو. وكتبت "إنه مجرد "هوبيت" بستاني. لكن من دونه، لم يكن فرودو لينجح في مهمته".
وقد توقف الكثير من الكتّاب عند الجاذبية في أوساط اليمين المتطرف لعالم "سيد الخواتم"؛ حيث يتم التركيز على مفاهيم الهوية والتمسك بالتقاليد.
وقال وزير الثقافة جينارو سانجيوليانو في سبتمبر/أيلول الماضي إن جيه آر آر تولكين "كان كاثوليكيا مؤمنا يمجّد قيم التقاليد والمجتمع والتاريخ الذي ننتمي إليه، وهو محافظ حقيقي، كما يمكن للمرء أن يقول".
ومع ذلك، يشير البعض إلى أن تولكين كان أيضا يتمتع بشعبية كبيرة داخل حركة "الهيبيز" (المناهضة للثقافة المادية الرأسمالية) في ستينات القرن الـ20 في الولايات المتحدة.
جيه آر آر تولكين "كان كاثوليكيا مؤمنا يمجّد قيم التقاليد والمجتمع والتاريخ" بحسب اليمين الأوروبي (أسوشيتد برس) فانتازيا أقصى اليمينفي السنوات التي أعقبت الحرب العالمية الثانية، تبنى اليمين المتطرف في إيطاليا أبطالا أدبيين آخرين، فقد أصبح يوليوس إيفولا، الفيلسوف الفاشي الذي دعم موسوليني -لكنه لم يكن مؤثرا في ظل حكمه- من الأدباء المفضلين لدى الفاشيين الجدد في خمسينيات القرن الماضي، وكان عزرا باوند، الشاعر الأميركي الغنائي والداعم المخلص لموسوليني، أيضا بطلا لهؤلاء "الرجعيين" فيما بعد الحرب، بحسب تقرير لصحيفة ذا أتلانتيك الأميركية.
وكان إيفولا -الذي لا يزال تأثيره متواصلا على حركات يمينية معاصرة- يعتقد بتأثير السحر والماورائيات المتجاوزة للطبيعة مثل الأشباح والتخاطر، وكان معاديا للمسيحية وطور روحانيته الخاصة بالمقابل، واقترح تحويل الفاشية لنظام مستوحى من القيم الرومانية القديمة بدلا من المسيحية التي هاجمها في كتابه "الإمبريالية الوثنية".
ورغم أن بعض نصوصه تنتقد الفاشية، فإن موسوليني استخدمها لتهديد الفاتيكان بإمكانية قيام فاشية مناهضة لرجال الدين.
وخلال سبعينيات القرن الماضي، أصبحت قصة "سيد الخواتم" لمؤلف ملاحم الفانتازيا الشهيرة جون رونالد تولكين مصدر إلهام للأعضاء الشباب في حزب الفاشية الجديدة الذين ولدوا بعد الحرب العالمية الثانية، والذين وجدوا جاذبية خاصة في وجهات نظر -بروفيسور الأدب واللغة الإنجليزية ومؤلف ملاحم الهوبيت والسيلماريليون أيضا- التقليدية المعادية للحداثة وتعريفه الواضح للخير والشر.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
بين الماضي والحاضر.. معرض الكتاب يناقش «200 عام على إنشاء المتحف المصري»
شهدت القاعة الدولية؛ ضمن فعاليات محور تجارب ثقافية؛ ندوة بعنوان «200 عام على إنشاء المتحف المصري بتورينو»، شارك فيها: الدكتور الإيطالي كريستيان جريكو، مدير المتحف المصري بتورينو، وأدارتها الإعلامية هالة الحملاوي.
في البداية، رحبت الإعلامية هالة الحملاوي بالحضور، موضحة أن هذه الندوة تُعد من الفعاليات المهمة التي شهدها معرض الكتاب لهذا العام؛ وأشارت إلى أننا نشهد اليوم؛ حدثًا مُهمًا، وهو مرور 200 عام على إنشاء المتحف المصري بتورينو، مضيفة أن الدكتور كريستيان جريكو؛ هو عالم مصريات؛ تولى المهمة منذ عام 2014، ويتميز بالخبرة في إدارة المتاحف، وله العديد من الكتابات في الدوريات المتخصصة والمشاركات في المؤتمرات العالمية.
المتحف المصري بتورينوومن جانبه، أوضح الدكتور كريستيان جريكو؛ أن المتحف المصري بتورينو؛ هو المتحف الوحيد خارج مصر الذي يحمل اسم المتحف المصري، وكل مقتنياته مصرية مئة بالمئة؛ وأشار إلى أن المتحف يتكون من خمس غرف، وتصميمه معماري مصري أصيل، وفيه جزء مخصص للملوك؛ استعرض -عبر شاشة العرض- مجموعة مهمة من محتويات المتحف المصري في إيطاليا، موضحًا أن المتحف بدأ بشكل بسيط وخضع لتعديلات كثيرة منذ إنشائه؛ وأن المتحف يحتوي على بعض القطع النادرة، مثل معرض الملوك، وأن المصريين القدماء كانوا يتميزون بالعبقرية في صناعة اللون الأزرق؛ أشار إلى أن الرئيس المصري جمال عبد الناصر؛ قد تبرع للمتحف بعد بناء السد العالي؛ وأوضح أن المتحف يضم حديقة مصرية وسطحًا، مما يجعل الزوار المصريين يشعرون بالأجواء المصرية؛ كما أشار إلى أن هناك أكثر من 17 ألف بردية في المتحف متاحة عبر الإنترنت، يمكن للجمهور الاطلاع عليها.
القطع الأثرية النادرةوأوضح جريكو؛ أن المتحف يشكل جسرًا بين الماضي والحاضر، حيث يحتوي على العديد من القطع الأثرية النادرة لملوك مثل؛ أمنحتب، بالإضافة إلى بعض البرديات والتوابيت القيمة؛ وأشار إلى أن المتحف يحفظ الحضارة بين مصر والعالم الآخر، ويتجه نحو استخدام التكنولوجيا في ظل التوجه العالمي نحو التكنولوجيا.
واختتم جريكو؛ حديثه بالقول إن المتحف يستقبل عددًا كبيرًا من الزوار، بينهم أطفال المدارس، وأنه يسعى دائمًا لبناء سبل تعاون مع المصريين.