تحذير للرجال.. عادة سيئة قد يكون لها تأثير صادم على الأطفال قبل ولادتهم!
تاريخ النشر: 18th, November 2023 GMT
الولايات المتحدة – يعد الرجال أكثر عرضة للإسراف في تناول المشروبات الكحولية، كما أنهم أكثر عرضة للإصابة باضطراب تعاطي الكحول، وفقا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها الأمريكية.
ومع ذلك، عندما يتعلق الأمر بتشخيص الأطفال الذين يولدون بعيوب خلقية مرتبطة باستهلاك الكحول، مثل متلازمة الكحول الجنينية، تؤخذ عادات شرب الكحول للأم فقط في الاعتبار.
وتظهر الأبحاث بوضوح أن الحيوانات المنوية تحمل كمية هائلة من المعلومات اللاجينية – ما يعني التحولات الموروثة في الطريقة التي يتم بها التعبير عن الجينات والتي لا تنتج عن التغيرات في تسلسل الحمض النووي – والتي تؤثر بقوة على نمو الجنين وصحة الطفل.
ولكن معظم الأطباء ومقدمي الرعاية الصحية الآخرين لا يأخذون في الاعتبار تأثير صحة الأب وخيارات نمط الحياة على نمو الطفل.
وبهذا الصدد، يستكشف مايكل غولدنغ، أستاذ علم وظائف الأعضاء في جامعة تكساس “إيه آند إم”، الطرق التي يؤثر بها شرب الذكور على نمو الجنين، في دراسة هي الأولى التي تثبت أن شرب الرجال للكحول قبل الحمل هو عامل معقول ولكنه غير مدروس تماما في تطور تشوهات الوجه القحفي المرتبطة بالكحول، ونقص النمو.
وترتبط متلازمة الكحول الجنينية بثلاثة عيوب خلقية أساسية: تشوهات الوجه، بما في ذلك العيون الصغيرة والتشوهات في منتصف الوجه؛ وضعف نمو الرأس والدماغ، وتقييد نمو الجنين، وهي حالة تحدث عندما يولد الأطفال أصغر من المتوسط.
وبناء على دراسة سابقة أجريت على البشر، استخدم فريق البحث برنامج التعرف على الوجه لدراسة آثار استهلاك الكحول على وجوه الفئران المولودة بعد تناول الأنثى أو الذكر للكحول.
وفي دراسة نشرت مطلع هذا العام، التُقطت صورة رقمية لوجه الفأر. ثم تم تعيين معالم الوجه رقميا، بما في ذلك أجزاء محددة من العينين والأذنين والأنف والفم.
وحدد برنامج الكمبيوتر ما إذا كان تعرض الأم أو الأب أو الاثنين معا للكحول قد أدى إلى تغيير العلاقات التناسبية بين كل من هذه المعالم.
وكشفت الدراسة أن التعرض المزمن للكحول لدى الذكور يؤثر على تكوين دماغ النسل والجمجمة والوجه. ولاحظ الباحثون أيضا صغر حجم الرأس، وهو تخلف في نمو الرأس والدماغ، بالإضافة إلى انخفاض الوزن عند الولادة، والذي أصبح أسوأ كلما زاد شرب الوالد الذكر.
لذلك، توضح الدراسة أن التعرض المزمن للكحول لدى الذكور – والذي يُعرف بأنه تناول أكثر من خمسة مشروبات يوميا خلال فترة أربع ساعات – يمكن أن يؤدي إلى العيوب الخلقية الثلاثة الأساسية لمتلازمة الكحول الجنينية.
كما حددت دراسات أخرى تغيرات سلوكية في نسل ذكور الفئران التي تعرضت لاستهلاك الكحول بانتظام.
وبالإضافة إلى ذلك، تشير الدراسات السريرية إلى أن شرب الأب يزيد من خطر الإصابة بعيوب القلب لدى الأولاد.
وتدعم الدراسة أيضا التأثيرات المباشرة لاستهلاك الكحول على خصوبة الرجال وقدرة الأزواج على تحقيق حمل صحي. وقد تكون هذه الملاحظات ذات أهمية خاصة للأزواج الذين يكافحون من أجل إنجاب الأطفال.
المصدر: ساينس ألرت
المصدر: صحيفة المرصد الليبية
إقرأ أيضاً:
بشرى سارة للرجال.. تقنية جديدة قد تحل مشكلة العقم نهائيا
وهي حالة عدم وجود حيوانات منوية في السائل المنوي.
وقد تكون هذه التقنية بمثابة أمل جديد لمئات الآلاف من الرجال حول العالم الذين يعانون من هذه الحالة المعقدة.
وتعتمد التقنية على استخراج الخلايا الجذعية المنتجة للحيوانات المنوية (SSC) من أنسجة الخصية، وهي خلايا كامنة تتحول إلى حيوانات منوية ناضجة مع تقدم العمر، تحت تأثير هرمون التستوستيرون.
وتبدأ العملية باستخلاص هذه الخلايا من أنسجة الخصية وتجميدها، ليتم بعدها إعادة زرعها في شبكة أنابيب الخصية (rete testis) باستخدام إبرة موجهة بالموجات فوق الصوتية.
وهذه الخلايا، الموجودة حتى قبل البلوغ، تتحول عادة إلى حيوانات منوية ناضجة عند ارتفاع مستويات التستوستيرون
. وقد أثبتت هذه الطريقة سابقا نجاحها في استعادة الخصوبة لدى بعض الحيوانات مثل الفئران والقرود، والآن، فقد تم تطبيقها لأول مرة على شاب في العشرينات من عمره فقد خلاياه الجذعية نتيجة علاج كيماوي خضع له في طفولته لعلاج سرطان العظام.
وما تزال النتائج النهائية قيد المتابعة، لكن الفحوصات الأولية قد أظهرت عدة مؤشرات مشجعة، مثل سلامة أنسجة الخصية بعد الزرع ووجود مستويات هرمونية طبيعية.
ومع ذلك، على الرغم من هذه المؤشرات الإيجابية، لم يتم بعد اكتشاف أي حيوانات منوية في السائل المنوي، وهو ما يعزوه العلماء إلى قلة عدد الخلايا الجذعية المجمدة التي تم استخدامها في التجربة الأولى.
وفي حال لم تنجح هذه التجربة، فقد تكون هناك إمكانية للاعتماد على تقنيات أخرى مثل استخراج الحيوانات المنوية جراحيا، أو استخدام أنظمة متطورة مثل نظام STAR الذي يستخدم الذكاء الاصطناعي والروبوتات للعثور على حيوانات منوية في عينات السائل المنوي الضئيلة.
وعلى الرغم من التفاؤل الذي تولده هذه التقنية، إلا أن هناك العديد من المخاوف والتساؤلات التي ما تزال قائمة، منها المخاطر الصحية المحتملة، مثل إمكانية نقل طفرات سرطانية عبر الخلايا المزروعة، أو حدوث رد فعل مناعي من الجسم تجاه الخلايا المزروعة.
كما تثار بعض الإشكاليات الأخلاقية المتعلقة بموافقة الأطفال على تخزين خلاياهم الجذعية لاستخدامها مستقبلا في عمليات الإنجاب، وهو ما يعكس الحاجة إلى حوار موسع بشأن هذه التقنية وأبعادها الإنسانية.
وفي هذا السياق، عبرت الدكتورة لورا جيميل، أخصائية الغدد الصماء التناسلية بجامعة كولومبيا، عن تفاؤل حذر، حيث أكدت: "لقد نجحنا سابقا في تجميد أنسجة المبيض وإعادة زرعها للنساء اللائي تعرضن لعلاج السرطان، والآن نحن نعمل على تقديم فرصة مشابهة للذكور.
ولكن الطريق ما يزال طويلا". ويؤكد العلماء أن هذه التقنية ليست جاهزة بعد للتطبيق الروتيني، بل إنها تحتاج إلى مزيد من الدراسات لضمان سلامتها وفعاليتها قبل اعتمادها على نطاق واسع.
وقد تمثل زراعة الخلايا الجذعية المنتجة للحيوانات المنوية حلا جذريا للعقم الذكري الناجم عن العلاج الكيماوي أو العيوب الوراثية، ولكن بما أنها ما تزال في مراحلها التجريبية، فإنه من الضروري التزام الحذر والصبر قبل اعتمادها في الممارسات الطبية الروتينية.
ويجب على المرضى أن يستشيروا الأطباء المتخصصين للحصول على المشورة الدقيقة والمبنية على أحدث الدراسات