سكاي نيوز عربية:
2025-04-24@08:40:18 GMT

بالصور.. الأقمار الاصطناعية ترصد نكبة 2023

تاريخ النشر: 18th, November 2023 GMT

التقطت الأقمار الاصطناعية، الجمعة، صورا لحشود ضخمة من الفلسطينيين النازحين من شمال قطاع غزة إلى جنوبه.

وظهر في الصور مئات الفلسطينيين المتوجهين جنوبا في ظل تواصل القصف الإسرائيلي على شمال القطاع وتحديد الجيش الإسرائيلي لأوقات محددة يسمح فيها العبور نحو الجنوب عبر شوراع محددة أيضا.

وعلى الرغم من نداءات إسرائيل سكان شمالي القطاع مرارا بالنزوح جنوبا، إلا أنها وجهت نداءات أخرى خلال الساعات الأخيرة لسكان الجنوب لإخلاء المناطق معلنة بذلك بدء مرحلة جديدة من عمليتها البرية.

وارتفعت نسب المخاوف للغاية من تدهور الوضع الإنساني أكثر لا سيما أن من نزحوا نحو الجنوب سيجبرون على النزوح مرة أخرى.

وبحسب تقديرات أممية، فقد نزح حوالي مليون ونصف المليون فلسطيني من منازلهم في شمال قطاع غزة باتجاه الجنوب خلال الشهر الجاري، تحت القصف الإسرائيلي الشديد.

وأعادت مشاهد "طوابير النازحين على مرمى البصر" للأذهان ما حدث عام 1948 حيث اضطر آلاف الفلسطينيين لترك مناطقهم.

وتشمل أحداث نكبة 1948، سيطرة إسرائيل على معظم أراضي فلسطين، وتحويل ما يربو على 750 ألف فلسطيني إلى لاجئين.

قالها ديختر

المصدر: سكاي نيوز عربية

كلمات دلالية: ملفات ملفات ملفات الفلسطينيين القصف الإسرائيلي شمالي القطاع إسرائيل وزير الزراعة الإسرائيلي آفي ديختر نكبة غزة إسرائيل غزة النكبة نكبة 1984 ذكرى النكبة الفلسطينيين القصف الإسرائيلي شمالي القطاع إسرائيل وزير الزراعة الإسرائيلي آفي ديختر نكبة غزة إسرائيل غزة شرق أوسط

إقرأ أيضاً:

حطام غزة في الزنازين.. كيف تعذب إسرائيل الأسرى بالصور؟

في السجون الإسرائيلية، حيث يُحتجز آلاف الأسرى الفلسطينيين بعيدًا عن أهلهم وأرضهم، لم تكتفِ سلطات الاحتلال بالقيد الحديدي والعزل القاسي، بل أضافت إليه قيدًا من نوع آخر: صور الدمار في غزة، معلّقة أمام أعينهم.

ففي خطوة شديدة الرمزية والقسوة، أقدمت سلطات الاحتلال على تعليق صور الدمار في غزة داخل زنازين الأسرى الفلسطينيين. هذه الخطوة، رغم بساطتها الشكلية، تُشكّل مادة تحليل إعلامي غنيّة، تكشف عن طبيعة الخطاب الإسرائيلي في تعاطيه مع الرواية الفلسطينية، وتوظيفه للصورة كأداة عقابية وحربية بامتياز.

وقد كشفت صحيفة "يسرائيل هيوم" عن قيام مصلحة السجون الإسرائيلية بتعليق صور الخراب الواسع في قطاع غزة داخل السجون، كجزء من حرب نفسية ممنهجة ضد الأسرى الفلسطينيين، وخاصة أولئك الذين شاركوا في هجمات 7 أكتوبر. ووفق الصحيفة فإن مصلحة السجون الإسرائيلية تهدف من تعليق هذه الصور إلى تقويض الشعور بالبطولة والتعاطف.

في هذا التقرير، سنسعى إلى تحليل هذه الممارسة من حيث بعدها القانوني والإنساني والسياسي، وقراءة الصورة لا كمجرد وثيقة بصرية، بل كأداة هيمنة، وكشفٍ إضافي عن عقلية الاحتلال التي تُحيل الرموز إلى أدوات تعذيب، وتُسخّر الصورة – في زمن العتمة – لتكون أداة إذلال لا تختلف كثيرًا عن أدوات القمع التقليدية.

إعلان

فقد يبدو الفعل بسيطًا في ظاهره، لكنه يكشف عن طبقة عميقة من استخدام "الصورة" كأداة حرب باردة، تمارس تأثيرها في الظل، بصمت مدروس، وبلغة تتقنها آلة الاحتلال: لغة الإذلال البصري.

السجون ساحة إسرائيلية أخرى من الحروب التي تشنها إسرائيل على الفلسطينيين (الفرنسية) الصورة سلاح نفسي

لطالما شكّلت الصورة أداة مركزية في تشكيل الرأي العام وصناعة الوجدان. لكن حين توجَّه الصورة إلى الأسرى، داخل مساحة معزولة ومجردة من الحركة، فإنها تتحوّل من وسيلة تواصل إلى أداة قهر. تعليق صور الدمار – وفي الغالب صور من منازل مهدّمة، شوارع محروقة، ووجوه مذهولة – لا يهدف إلى تذكير الأسرى بواقعهم فحسب، بل إلى تأنيبهم، وتحطيمهم نفسيًا، وربما دفعهم إلى الشعور بالعجز المزدوج: عجز القيد، وعجز عدم القدرة على حماية أحبّتهم خارج القضبان.

تحاول إسرائيل عبر هذا الفعل ترسيخ الإحساس بالعجز والقهر داخل نفوس الأسرى، وكأنها تقول: "نُحطّم الخارج وأنتم عاجزون في الداخل"، في محاولة لإضعاف معنوياتهم، وخلق رابط مؤلم بين معاناتهم الشخصية وما يجري خارج القضبان.

الحرب النفسية عبر الجدران

في أدبيات الحرب النفسية، تُستخدم الرموز والبصريّات لتقويض العزيمة، ولزرع الهزيمة في النفس قبل أن تقع في الميدان. وهنا، تتحول جدران الزنزانة إلى شاشة عرض دائمة، معلّقة عليها شهادة بالصمت: غزة تُدمّر، وأنتم في الداخل. وهذا يتجاوز العقوبة الجسدية أو العزلة إلى فضاء رمزي خطير، يوظّف الصورة كوسيط تعذيب متواصل.

لا تأتي هذه الصور محايدة، بل مشحونة برسائل مضمَرة. تريد إسرائيل أن تُظهر نفسها كقوة لا تُقهر، وكأنها تقول للأسرى: "حتى وأنتم في القيد، نلاحقكم بالهزيمة". هذه ليست مجرد صور، بل نصوص بصرية مسيّسة، موجّهة نحو الداخل الفلسطيني، ومحمّلة بإشارات سياسية: "هذه غزتكم… وهذا مصير من يقاوم".

منطق العقاب الجماعي المركّب

إذا كان الحصار والدمار في غزة يُمثّلان وجهًا ماديًا للعدوان، فإن تعليق الصور داخل السجون يُمثل الوجه الرمزي له. تُعاقب غزة بالسلاح، ويُعاقَب الأسرى بالصور، ما يُشكل نوعًا من "العقاب الجماعي المركّب"، حيث يتحوّل الدمار إلى مادة دعائية هدفها تجريد الإنسان الفلسطيني من قدرته على الأمل أو المقاومة النفسية. ولا يمكن فصل هذا الفعل عن استراتيجية إسرائيل في معاملة الفلسطينيين بمنطق العقوبة الجماعية. فغزة محاصَرة بالقصف، والضفة محاصَرة بالحواجز، والأسرى محاصرون بالحرمان – وها هم اليوم يُحاصرون أيضًا بالصور. صور تشهد على حرب لا يعيشونها بأجسادهم، لكنهم يُجبرون على استيعابها بعقولهم، كأنها امتداد للعقوبة، أو مرآة للجرح الممتد.

محكمة العدل الدولية استمعت بشأن ادعاء نيكاراغوا بأن ألمانيا تساعد إسرائيل في الإبادة الجماعية المستمرة في قطاع غزة في ٨ أبريل/نيسان ٢٠٢٤ (الأناضول) ما رأي القانون الدولي وكيف يحاسب إسرائيل؟

بموجب القانون الدولي، يُعد عرض صور الدمار أمام الأسرى لأغراض الإذلال أو التحطيم النفسي انتهاكًا واضحًا لاتفاقيات جنيف، لا سيما المادة 3 المشتركة بين الاتفاقيات الأربع، والتي تحظر "المعاملة القاسية والمهينة والحاطة من الكرامة الإنسانية" للأشخاص المحتجزين أثناء النزاعات المسلحة. كما تنص اتفاقية جنيف الثالثة الخاصة بمعاملة أسرى الحرب على ضرورة "احترام شرفهم وكرامتهم" وحمايتهم من أي نوع من أنواع الدعاية أو الاستغلال النفسي.

إعلان

وعليه، فإن تعليق صور القصف والدمار أمام الأسرى أو عرض مقاطع مصورة لدمار منازلهم وأحيائهم يمكن أن يُفسّر كـ "شكل من أشكال المعاملة المهينة والانتهاك المتعمّد للحالة النفسية للأسرى"، ما يُعدّ إخلالًا بالتزامات إسرائيل كقوة احتلال وفق القانون الدولي الإنساني.

المحاسبة على هذه الأفعال قد تتم عبر آليات متعددة، منها:

الآليات التعاقدية الدولية كرفع شكاوى إلى لجنة مناهضة التعذيب التابعة للأمم المتحدة. المحكمة الجنائية الدولية إذا وُصفت الانتهاكات بأنها ممنهجة وترقى إلى جرائم حرب أو جرائم ضد الإنسانية. آليات حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة مثل المقرّر الخاص المعني بحالة حقوق الإنسان في الأرض الفلسطينية المحتلة.

ورغم صعوبة محاسبة إسرائيل فعليًا بسبب الحماية السياسية والدبلوماسية التي تحظى بها، إلا أن توثيق مثل هذه الانتهاكات ضروري جدًا لتثبيت الأدلة وفتح المسارات القضائية مستقبلًا، سواء في المحاكم الدولية أو ضمن آليات العدالة الانتقالية لاحقًا.

معركة الرموز لم تنتهِ

ما جرى في السجون الإسرائيلية، ليس تفصيلًا عابرًا، بل تكتيكًا محسوبًا في الحرب الشاملة على الوعي الفلسطيني. تعليق الصور في الزنازين هو صورة مصغّرة عن المعركة الأكبر: معركة الرواية، معركة المعنى، معركة الذاكرة. وكما تقصف إسرائيل البيوت، فإنها تقصف الخيال أيضًا – بالصور، بالرموز، وبالألم.

وهذا الأمر هو سلوك إسرائيلي منهجي في اعتماد التعذيب، فقد أفادت صحيفة الجيروزاليم بوست في فبراير/ شباط الماضي بأن السلطات الإسرائيلية عرضت مقاطع فيديو تُظهر الدمار في غزة للأسرى الفلسطينيين قبيل الإفراج عنهم، كجزء من اتفاق تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار، ووفقًا لتقارير إعلامية إسرائيلية، فقد تم حينها إعداد مقطع فيديو مدته ثلاث دقائق من قبل مديرية العمليات في الجيش الإسرائيلي بالتعاون مع مصلحة السجون، يُظهر حجم الدمار في قطاع غزة، وتم عرضه على الأسرى الفلسطينيين قبل إطلاق سراحهم.

منظمة العفو ومنظمات حقوقية دولية وثقت سجلا طويلا من الانتهاكات ودعت إلى إجراء تحقيقات دولية (مواقع التواصل)

وأثارت هذه الخطوة انتقادات من منظمات حقوق الإنسان، التي اعتبرتها جزءًا من سلسلة من الانتهاكات التي يتعرض لها الأسرى الفلسطينيون في السجون الإسرائيلية. ووثقت تقارير متعددة حالات تعذيب وسوء معاملة للأسرى، بما في ذلك الضرب، التجويع، والإهمال الطبي.

إعلان

بالإضافة إلى ذلك، أصدرت منظمة "بتسيلم" الإسرائيلية لحقوق الإنسان في أغسطس/ آب 2024 تقريرًا بعنوان "مرحبًا بكم في الجحيم"، يوثق الانتهاكات الجسيمة التي يتعرض لها الأسرى الفلسطينيون في السجون الإسرائيلية منذ أكتوبر 2023، بما في ذلك الضرب، الحرمان من الطعام والماء، والاعتداءات الجنسية.​

وتُضاف هذه الممارسات إلى سجل طويل من الانتهاكات التي وثقتها منظمات حقوقية دولية، مثل هيومن رايتس ووتش ومنظمة العفو الدولية، والتي دعت إلى إجراء تحقيقات دولية مستقلة في هذه الانتهاكات ومحاسبة المسؤولين عنها.​

اختراق وجدان الضحية

ليست هذه الصور الجديدة سلوك إسرائيلي عابر، بل سلاح جديد في معركة نفسية قاسية، تُشنّ على أسرى عزل، بوسائل صامتة، لكنها موجعة. وهو فعلٌ يتجاوز البعد الأمني، ليتحول إلى رسالة سلطوية ذات طابع سياسي وحقوقي ورمزي، تحمل مضمونًا قاسيًا مفاده: "نقصف الخارج، ونؤدب الداخل، ونُريكم أن لا شيء خارج قبضة الردع".

إن تعليق صور التدمير والخراب داخل زنازين الأسرى هو فعل سياسي بامتياز، لكنه يُمارَس عبر وسيلة إعلامية: الصورة. وبهذا المعنى، يمكن فهمه كجزء من الحرب الإعلامية التي تخوضها إسرائيل ضد الوعي الفلسطيني، ليس فقط من خلال الرواية الكبرى التي تنشرها، بل أيضًا عبر التفاصيل اليومية الصغيرة التي تهدف إلى اختراق وجدان الضحية وتحطيمه من الداخل.

وختاما يمكن القول إن ما تفعله إسرائيل هو البروباغندا الصامتة، فهذه الصور ليست موجهة فقط للأسرى، بل أيضًا لمن يسمع بالخبر أو يراه في الإعلام. تريد إسرائيل أن تُعلن انتصارًا رمزيًا مزدوجًا: نحن نحاصر الداخل (غزة) ونقمع العمق الرمزي (الأسرى). إنها حرب دعائية لا تُقال بالكلام، بل تُعلّق في صمت على الجدران، كأقسى منشورات الحرب النفسية.

مقالات مشابهة

  • إصابة شاب فلسطيني برصاص الاحتلال الإسرائيلي شرق نابلس
  • مواقع النووي الإيراني تحت عدسة الأقمار الاصطناعية.. صور حديثة تفضح الخطط
  • حطام غزة في الزنازين.. كيف تعذب إسرائيل الأسرى بالصور؟
  • قوات الاحتلال الإسرائيلي تعتقل 16 فلسطينيًا شمال رام الله
  • الاحتلال الإسرائيلي يقصف مستشفى الدرة للأطفال والمنازل والخيام بقطاع غزة ويعتقل 12 فلسطينيًا
  • استشهاد 12 فلسطينيًا في قصف الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة
  • استشهاد فلسطيني عقب هجوم للمستوطنين على بلدة سنجل شمال رام الله
  • استشهاد فلسطيني اختناقا بالغاز المسيل للدموع شمال رام الله
  • قوات الاحتلال الإسرائيلي تعتقل 20 فلسطينيًا في الضفة الغربية
  • بينهم أطفال وأسرى سابقون.. قوات الاحتلال الإسرائيلي تعتقل 20 فلسطينيًا من “الضفة” خلال 24 ساعة