قالت أربعة مصادر مطلعة إن السعودية تستعد لتمديد تخفيضات إنتاج النفط إلى العام المقبل، إذ تدرس منظمة "أوبك+" المزيد من التخفيضات؛ ردا على انخفاض الأسعار وتزايد الغضب الشعبي بشأن الحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، بحسب ديفيد شيبارد في تقرير بصحيفة "فياننشال تايمز" البريطانية (Financial Times).

شيبارد لفت، في التقرير الذي ترجمه "الخليج الجديد"، إلى أن الأسعار وصلت الأسبوع الجاري إلى أدنى مستوى لها في أربعة أشهر عند 77 دولارا للبرميل.

وأضافت المصادر، التي لم تكشف الصحيفة عن هويتها، أنه من المرجح جدا أن تمدد الحكومة السعودية خفضها بمقدار مليون برميل يوميا حتى الربيع على الأقل.

وأشار شيبارد إلى أن السعودية لجأت إلى هذا الخفض الطوعي، المقرر أن ينتهي بنهاية العام الجاري، في الصيف كخطوة مؤقتة بالإضافة إلى التخفيضات الأوسع من جانب "أوبك+"، التي تضم أكبر الدول المنتجة والمصدر للنفط.

وتابع أن السعودية، أكبر دولة مصدرة للنفط، تنتج حاليا نحو 9 ملايين برميل يوميا، مقارنة بحد أقصى يبلغ نحو 12 مليون برميل يوميا.

وزاد بأن "أوبك+"، التي تستعد للاجتماع في فيينا يوم 26 نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري، تناقش المزيد من التخفيضات، والتي قد تؤجج توترات مع الولايات المتحدة.

اقرأ أيضاً

سخرية واسعة من البيان الختامي للقمة الإسلامية العربية بشأن غزة

غضب شعبي

وفي حين أن انخفاض أسعار النفط هو السبب الرئيسي، إلا أن أعضاء "أوبك+" يشعرون بالاستياء أيضا من الحرب التي تشنها إسرائيل على حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) والأزمة الإنسانية في غزة، كما زاد شيبارد.

ومنذ اندلاع الحرب، يقطع الاحتلال الإسرائيلي إمدادات الماء والغذاء والدواء والكهرباء والوقود عن سكان غزة، وهم نحو 2.3 مليون فلسطيني، يعانون بالأساس من أوضاع معيشية متدهورة للغاية؛ جراء حصار إسرائيلي مستمر للقطاع منذ أن فازت "حماس" بالانتخابات التشريعية في عام 2006.

وقال أحد الأشخاص المطلعين إن خفضا إضافيا من إنتاج "أوبك+" بما يصل إلى مليون برميل يوميا قد يكون مطروحا على الطاولة.

وقال شخص آخر مقرب من شخصيات بارزة في منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) بالخليج: "يجب ألا تقلل من شأن مستوى الغضب الموجود والضغوط التي يشعر بها القادة في الخليج من شعوبهم".

وتتصاعد دعوات شعبية في دول عربية، لاسيما دول مجلس التعاون الخليجي، إلى قطع إمدادات النفط عن الولايات المتحدة والدول الأخرى التي تدعم حرب إسرائيل المتواصلة على غزة لليوم الـ43.

وخلّفت الحرب أكثر من 12 ألف شهيد فلسطيني، بينهم 5 آلاف طفل و3 آلاف و300 امرأة، فضلا عن أكثر من 30 ألف مصاب، 75 بالمئة منهم أطفال ونساء، بحسب أحدث إحصاء رسمي فلسطيني مساء الجمعة.

وأضاف المصدر أنه لن يكون هناك تكرار للصدمة النفطية التي حدثت في السبعينيات من القرن الماضي (خلال حرب 1973)، عندما أوقفت الدول العربية صادراتها إلى الغرب (المؤيد لإسرائيل)، لكن توجد "إمكانية لتشديد إمدادات النفط لإرسال رسالة خفية ستكون مفهومة جيدا في الشوارع وفي واشنطن".

ويواجه الرئيس الأمريكي جو بايدن معركة صعبة لإعادة انتخابه العام المقبل، ربما ضد سلفه دونالد ترامب، ويكافح البيت الأبيض بالفعل لإقناع الناخبين بأن اقتصاد البلاد في وضع جيد، بحسب شيبارد.

اقرأ أيضاً

السعودية تنفي مناقشة استخدام النفط كسلاح لوقف حرب غزة

مليون برميل

ووفقا لكريستيان مالك، من بنك جيه بي مورجان، فإن "أوبك+" يمكن أن تنفذ خفضا إضافيا بمقدار مليون برميل يوميا لاستباق "الضعف المحتمل في الطلب" في النصف الأول من العام المقبل، مع تطلع السعودية إلى أعضاء آخرين "لتقاسم عبء" أي تخفيضات أخرى.

ورجح محللون أن وزير الطاقة السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان يمكن أن يدفع الدول الأخرى إلى تعميق التخفيضات أو الامتثال للالتزامات السابقة لخفض الإنتاج، عبر التهديد بأن المملكة يمكن أن تعود نحو الإنتاج الكامل ما لم يتم اتخاذ مثل هذه الخطوات.

ولفت شيبارد إلى أن روسيا، وهي عضو في "أوبك+" وتعتمد بشكل كبير على النفط لتمويل غزوها لأوكرانيا منذ فبراير/ شباط 2022، زادت صادراتها النفطية المنقولة بحرا في الأشهر الأخيرة (رغم العقوبات الغربية).

ويقول محللون إن برنامج الإصلاح الاقتصادي لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان يتطلب سعر نفط يقترب من 100 دولار للبرميل.

وقالت حليمة كروفت رئيسة شركة RBC Capital Ma، إن "هذا وقت حساس للغاية في الشرق الأوسط".

وأضافت أنه "في حين أن سوق النفط استبعدت إلى حد كبير انتشار الصراع، إلا أنه لا تزال هناك مخاطر كبيرة، خاصة على الحدود الشمالية لإسرائيل مع لبنان، حيث يمكن أن تؤدي المواجهة بين إسرائيل و"حزب الله" إلى إدخال إيران (حليفة "حزب الله") في الصراع".

اقرأ أيضاً

غزة.. مسؤول طبي نرويجي يطالب العرب بحرمان أمريكا من النفط ويوجه رسالة لبايدن

المصدر | ديفيد شيبارد/ فياننشال تايمز- ترجمة وتحرير الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: حرب غزة غضب أوبك نفط تخفيضات إنتاج ملیون برمیل یومیا یمکن أن

إقرأ أيضاً:

BYD الصينية تدرس إنشاء مصنع لها في ألمانيا

الاقتصاد نيوز - متابعة

تدرس شركة BYD الصينية، عملاقة صناعة السيارات الكهربائية، تدرس السوق الألمانية لإقامة مصنع ثالث لتجميع سياراتها في أوروبا، وذلك بعدما عارضت ألمانيا—أكبر اقتصاد وسوق للسيارات في المنطقة— الرسوم الجمركية التي فرضها الاتحاد الأوروبي على المركبات الكهربائية المصنّعة في الصين العام الماضي، بحسب مصادر لرويترز.

وتسعى شركات صناعة السيارات الصينية إلى إنشاء منشآت تصنيع وتجميع في أوروبا لتعزيز مبيعاتها من السيارات منخفضة التكلفة في المنطقة، في ظل المنافسة الأوروبية المتزايدة وتباطؤ الطلب في السوق الصينية، التي تُعدّ الأكبر عالمياً في قطاع السيارات. كما تهدف هذه الشركات إلى تفادي الرسوم الجمركية التي فرضها الاتحاد الأوروبي على السيارات الكهربائية الصينية العام الماضي.

وأوضح المصدر أن ألمانيا تُعدّ الخيار الأمثل للشركة الصينية، رغم ارتفاع تكاليف العمالة والطاقة، وانخفاض الإنتاجية، وضعف المرونة. وأشار إلى أن القرار النهائي لم يُتخذ بعد.

تجنب الرسوم الجمركية على السيارات الكهربائية الصينية

كما تسعى «بي واي دي» إلى تجنّب الرسوم الجمركية التي فرضها الاتحاد الأوروبي العام الماضي على السيارات الكهربائية المصنّعة في الصين.

وقالت ستيلّا لي، النائبة التنفيذية لرئيس الشركة، في مقابلة مع مجلة Automobilwoche في وقت سابق من الشهر الجاري، إن الشركة تدرس إنشاء منشأة ثالثة لخدمة السوق الأوروبية خلال العامين المقبلين، وذلك إلى جانب المصنعين اللذين تعمل على إنشائهما في المجر وتركيا، لكنها لم تحدد موقع المنشأة الجديدة.

وذكر المصدر أن ألمانيا تُعدّ الخيار الأول لـ«بي واي دي»، غير أن هناك نقاشات داخلية حول الأمر، نظراً لارتفاع تكاليف العمالة والطاقة، وانخفاض الإنتاجية، وضعف المرونة في البلاد. وأشار إلى أنه لم يُتخذ أي قرار نهائي بعد.

وأوضح المصدر أن الشركة تدرس إمكانية إنشاء مصنع تجميع ثالث في أوروبا الغربية بهدف بناء وتعزيز الثقة والقبول لعلامتها التجارية بين العملاء الأوروبيين، كمُصنع محلي.

ومع ذلك، فإن الشركة تلتزم بتوجيه من بكين بعدم الاستثمار في البلدان التي دعمت الرسوم الجمركية على السيارات الكهربائية المصنّعة في الصين. وهذا يعني أن BYD تقوم حالياً بتخفيض اهتمامها ببعض الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، بما في ذلك إيطاليا وفرنسا، نظراً لدعمهما للرسوم الجمركية.


ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التيليكرام

مقالات مشابهة

  • ‏ضمن البرنامج الحكومي وتوجيهات نائب رئيس الوزراء لشؤون الطاقة وزير النفط .. شركة تعبئة وخدمات الغاز : ارتفاع أعداد المركبات التي تعمل بوقود الغاز
  • النفط: ارتفاع أعداد المركبات التي تعمل بوقود الغاز ‏
  • تخفيضات هائلة.. موعد انطلاق معارض أهلا بالعيد 2025
  • معدلات إنتاج «النفط والغاز والمكثفات» خلال الساعات الماضية
  • النفط ترجح ارتفاع الطاقة الانتاجية لمصفى ميسان الى 110 آلاف برميل
  • السعودية تستحوذ على "البوكيمونات"… بحثاً عن "النفط الجديد"!
  • "جنرال إنيرجي": إنتاج أكثر من 19 ألف برميل نفطي يومياً في إقليم كوردستان خلال 2024
  • رئيس الدولة يستقبل عدداً من العسكريين الإماراتيين الفائزين بمسابقة القرآن الكريم التي أقيمت في السعودية
  • BYD الصينية تدرس إنشاء مصنع لها في ألمانيا
  • تخفيضات تصل لـ 30%.. انطلاق معارض أهلا بالعيد 2025 الخميس المقبل