غضب من حرب غزة.. أوبك+ تدرس مزيد من تخفيضات إنتاج النفط
تاريخ النشر: 18th, November 2023 GMT
قالت أربعة مصادر مطلعة إن السعودية تستعد لتمديد تخفيضات إنتاج النفط إلى العام المقبل، إذ تدرس منظمة "أوبك+" المزيد من التخفيضات؛ ردا على انخفاض الأسعار وتزايد الغضب الشعبي بشأن الحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، بحسب ديفيد شيبارد في تقرير بصحيفة "فياننشال تايمز" البريطانية (Financial Times).
شيبارد لفت، في التقرير الذي ترجمه "الخليج الجديد"، إلى أن الأسعار وصلت الأسبوع الجاري إلى أدنى مستوى لها في أربعة أشهر عند 77 دولارا للبرميل.
وأضافت المصادر، التي لم تكشف الصحيفة عن هويتها، أنه من المرجح جدا أن تمدد الحكومة السعودية خفضها بمقدار مليون برميل يوميا حتى الربيع على الأقل.
وأشار شيبارد إلى أن السعودية لجأت إلى هذا الخفض الطوعي، المقرر أن ينتهي بنهاية العام الجاري، في الصيف كخطوة مؤقتة بالإضافة إلى التخفيضات الأوسع من جانب "أوبك+"، التي تضم أكبر الدول المنتجة والمصدر للنفط.
وتابع أن السعودية، أكبر دولة مصدرة للنفط، تنتج حاليا نحو 9 ملايين برميل يوميا، مقارنة بحد أقصى يبلغ نحو 12 مليون برميل يوميا.
وزاد بأن "أوبك+"، التي تستعد للاجتماع في فيينا يوم 26 نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري، تناقش المزيد من التخفيضات، والتي قد تؤجج توترات مع الولايات المتحدة.
اقرأ أيضاً
سخرية واسعة من البيان الختامي للقمة الإسلامية العربية بشأن غزة
غضب شعبي
وفي حين أن انخفاض أسعار النفط هو السبب الرئيسي، إلا أن أعضاء "أوبك+" يشعرون بالاستياء أيضا من الحرب التي تشنها إسرائيل على حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) والأزمة الإنسانية في غزة، كما زاد شيبارد.
ومنذ اندلاع الحرب، يقطع الاحتلال الإسرائيلي إمدادات الماء والغذاء والدواء والكهرباء والوقود عن سكان غزة، وهم نحو 2.3 مليون فلسطيني، يعانون بالأساس من أوضاع معيشية متدهورة للغاية؛ جراء حصار إسرائيلي مستمر للقطاع منذ أن فازت "حماس" بالانتخابات التشريعية في عام 2006.
وقال أحد الأشخاص المطلعين إن خفضا إضافيا من إنتاج "أوبك+" بما يصل إلى مليون برميل يوميا قد يكون مطروحا على الطاولة.
وقال شخص آخر مقرب من شخصيات بارزة في منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) بالخليج: "يجب ألا تقلل من شأن مستوى الغضب الموجود والضغوط التي يشعر بها القادة في الخليج من شعوبهم".
وتتصاعد دعوات شعبية في دول عربية، لاسيما دول مجلس التعاون الخليجي، إلى قطع إمدادات النفط عن الولايات المتحدة والدول الأخرى التي تدعم حرب إسرائيل المتواصلة على غزة لليوم الـ43.
وخلّفت الحرب أكثر من 12 ألف شهيد فلسطيني، بينهم 5 آلاف طفل و3 آلاف و300 امرأة، فضلا عن أكثر من 30 ألف مصاب، 75 بالمئة منهم أطفال ونساء، بحسب أحدث إحصاء رسمي فلسطيني مساء الجمعة.
وأضاف المصدر أنه لن يكون هناك تكرار للصدمة النفطية التي حدثت في السبعينيات من القرن الماضي (خلال حرب 1973)، عندما أوقفت الدول العربية صادراتها إلى الغرب (المؤيد لإسرائيل)، لكن توجد "إمكانية لتشديد إمدادات النفط لإرسال رسالة خفية ستكون مفهومة جيدا في الشوارع وفي واشنطن".
ويواجه الرئيس الأمريكي جو بايدن معركة صعبة لإعادة انتخابه العام المقبل، ربما ضد سلفه دونالد ترامب، ويكافح البيت الأبيض بالفعل لإقناع الناخبين بأن اقتصاد البلاد في وضع جيد، بحسب شيبارد.
اقرأ أيضاً
السعودية تنفي مناقشة استخدام النفط كسلاح لوقف حرب غزة
مليون برميل
ووفقا لكريستيان مالك، من بنك جيه بي مورجان، فإن "أوبك+" يمكن أن تنفذ خفضا إضافيا بمقدار مليون برميل يوميا لاستباق "الضعف المحتمل في الطلب" في النصف الأول من العام المقبل، مع تطلع السعودية إلى أعضاء آخرين "لتقاسم عبء" أي تخفيضات أخرى.
ورجح محللون أن وزير الطاقة السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان يمكن أن يدفع الدول الأخرى إلى تعميق التخفيضات أو الامتثال للالتزامات السابقة لخفض الإنتاج، عبر التهديد بأن المملكة يمكن أن تعود نحو الإنتاج الكامل ما لم يتم اتخاذ مثل هذه الخطوات.
ولفت شيبارد إلى أن روسيا، وهي عضو في "أوبك+" وتعتمد بشكل كبير على النفط لتمويل غزوها لأوكرانيا منذ فبراير/ شباط 2022، زادت صادراتها النفطية المنقولة بحرا في الأشهر الأخيرة (رغم العقوبات الغربية).
ويقول محللون إن برنامج الإصلاح الاقتصادي لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان يتطلب سعر نفط يقترب من 100 دولار للبرميل.
وقالت حليمة كروفت رئيسة شركة RBC Capital Ma، إن "هذا وقت حساس للغاية في الشرق الأوسط".
وأضافت أنه "في حين أن سوق النفط استبعدت إلى حد كبير انتشار الصراع، إلا أنه لا تزال هناك مخاطر كبيرة، خاصة على الحدود الشمالية لإسرائيل مع لبنان، حيث يمكن أن تؤدي المواجهة بين إسرائيل و"حزب الله" إلى إدخال إيران (حليفة "حزب الله") في الصراع".
اقرأ أيضاً
غزة.. مسؤول طبي نرويجي يطالب العرب بحرمان أمريكا من النفط ويوجه رسالة لبايدن
المصدر | ديفيد شيبارد/ فياننشال تايمز- ترجمة وتحرير الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: حرب غزة غضب أوبك نفط تخفيضات إنتاج ملیون برمیل یومیا یمکن أن
إقرأ أيضاً:
جنوب السودان يستأنف إنتاج النفط الخام الأربعاء
أعلن وزير النفط في جنوب السودان، بوت كانج شول، أن البلاد ستستأنف إنتاج النفط الخام في المناطق رقم 3 و7 اعتبارًا من اليوم الأربعاء، بإنتاج أولي يُقدر بنحو 90 ألف برميل يوميًا.
ويعاني اقتصاد جنوب السودان من ضغوط شديدة خلال السنوات الأخيرة نتيجة أعمال العنف الطائفية وتراجع عائدات النفط الخام، وهو مصدر الدخل الرئيسي للبلاد، بسبب تعطل حركة التصدير نتيجة الحرب في السودان.
وأشار شول خلال مؤتمر صحفي -أمس الثلاثاء- إلى أن السودان رفع حالة القوة القاهرة التي استمرت قرابة عام، مما يتيح نقل النفط الخام من جنوب السودان إلى الميناء المطل على البحر الأحمر، وذلك بعد تحسن الأوضاع الأمنية.
وقال الوزير: "تعلمون جميعًا أنها ستكون عملية تدريجية. لن نصل إلى الرقم المستهدف في اليوم الأول، لكننا نسعى للوصول إلى إنتاج 90 ألف برميل يوميًا".
وأوضح أن هذا المستوى هو الحد الذي يمكن أن يستوعبه خط الأنابيب في المرحلة الأولى، مؤكدًا: "إذا توافرت لدينا القدرة على زيادة الإنتاج، فسنفعل ذلك"، وفق قوله.
بتروناس بدأت إجراءات قانونية ضد جنوب السودان متهمةً إياه بعرقلة بيع أصولها المحلية التي تُقدر قيمتها بـ1.25 مليار دولار (شترستوك)كما كشف الوزير عن توصل الحكومة إلى اتفاق مع شركة بتروناس الماليزية لسداد قيمة أسهمها حتى تتمكن من العثور على شريك جديد يحل محل الشركة التي أعلنت في أغسطس/آب الماضي عن خطتها للخروج من جنوب السودان بعد نحو 3 عقود من العمليات في البلاد.
إعلانوكانت بتروناس قد بدأت إجراءات قانونية ضد جنوب السودان، متهمةً إياه بعرقلة بيع أصولها المحلية التي تُقدر قيمتها بـ1.25 مليار دولار، إضافة إلى الاستيلاء على أعمالها.
وأكد شول أن الاتفاق مع بتروناس لن يؤثر على الشركاء الآخرين، ومن بينهم مؤسسة البترول الوطنية الصينية وشركتا سينوبك وتراي أوشن إنرجي.
جدير بالذكر أن جنوب السودان كان ينتج نحو 150 ألف برميل يوميًا من النفط الخام عبر السودان للتصدير، وذلك قبل اندلاع الحرب الأخيرة، بموجب اتفاقية وُضعت بعد استقلال البلاد عن الخرطوم في عام 2011.