باحثو «جامعة خليفة» يطوّرون جهازاً لاستشعار مستويات الرطوبة
تاريخ النشر: 18th, November 2023 GMT
أبوظبي: عبد الرحمن سعيد
طور فريق بحثي من «جامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا» في أبوظبي مستشعر رطوبة جديداً مصنوعاً من ألياف السيللوز الآمنة على البيئة ومصفوفة من أكسيد الغرافين، حيث صُمِّم بهدف الاستفادة منه في كثير من الأجهزة الإلكترونية التي يمكن ارتداؤها. وقد وظّف في كثير من التطبيقات التي تشمل الاستشعار غير التلامسي للمسافات القريبة، والكشف عن الرطوبة في البيئة، وفحص التنفس البشري، حيث تستعرض هذه التطبيقات الإمكانات الواسعة للمستشعرات.
ضم الفريق الدكتور محمد عمير خان، والدكتور ياوار عباس، والدكتورة هبة أبو نهلة، والدكتور محمد رزق، والدكتور أنس العزام، والدكتورة نهلة العمودي، والدكتور بكر محمد.
وقالت الدكتورة نهلة العمودي «يمثل بحثنا إنجازاً مهماً في تطوير مستشعرات الرطوبة غير المكلفة اقتصادياً والآمنة على البيئة المصنوعة من الألياف والمواد النانوية الكربونية الحيوية والمتوفرة بكثرة في الطبيعة. وتطوير مستشعرات الرطوبة لتصبح أكثر دقة وفعالية وذات استجابة سريعة، أولوية بحثية، على الرغم من استخدامها في مجموعة واسعة من التطبيقات الصناعية كالرصد البيئي وإزالة الضباب في المركبات والتكنولوجيا القابلة للارتداء والخدمات اللوجستية الغذائية. والبحوث التي تركز على استخدام المواد المستدامة والآمنة على البيئة في تطوير مستشعرات الرطوبة، في غاية الأهمية».
وأضافت: «الإلكترونيات القابلة للارتداء في معظم الأحيان على مواد قادرة على استشعار الرطوبة موضوعة على ركائز مرنة تتضمن البوليميد والبوليمرات الأخرى، ولكن توجد بعض التحديات التي ترافق هذه الركائز تتمثل بخطر الانفصال أثناء عملية التركيب والذي يؤثر بدوره على أدائها، إضافة إلى المخاوف البيئية التي سببها أن العديد من المواد البوليمرية غير قابلة للتحلل الحيوي».
وتعدّ ألياف السيللوز مادة بوليمرية طبيعية متوافرة بشكل كبير وتتميز ببعض الخصائص التي تؤهلها لتكون مادة واعدة مستقبلاً، حيث إنها مادة مائية ذات استقرار ميكانيكي وغير قابلة للذوبان في الماء، لكنها غير موصلة للكهرباء، لذلك، دمج الفريق البحثي السيللوز مع أكسيد الغرافين المخفض، وهي مادة كربونية موصلة.
وقالت الدكتورة نهلة: «لقد استعنا بالورق العادي المستخدم في المكاتب والمصنوع أساساً من السيللوز، لتعزيز الاستدامة، لا سيما أنه يمكن صنع الجهاز من ورق المكتب المعاد تدويره. وتوفر المواد الموصلة القائمة على الكربون قدرة إيصال عالية واستقراراً لمستشعرات الرطوبة في الهياكل الورقية المركبة أو متعددة الطبقات. لذلك استخدمنا الغرافين والمواد القائمة على الكربون مع السيللوز، لكن حدثت بعض التصدعات في المواد الناتجة خلال التركيب بسبب عدم توافق المواد الموصلة الصلبة مع الورق المرن. وطورنا طريقة جديدة لتصنيع مستشعرات الرطوبة المرنة والمستدامة دون الحاجة إلى مواد موصلة للكهرباء، حيث تُعدّطريقتنا سهلة وغير مكلفة نتج عنها جهاز استشعار ثلاثي الطبقات».
المصدر: صحيفة الخليج
كلمات دلالية: فيديوهات جامعة خليفة أبوظبي
إقرأ أيضاً:
الدين العام في الدول العربية يصل إلى مستويات تاريخية.. عاجل
عواصم - الوكالات
سجّل الدين العالمي مستوى قياسيا غير مسبوق بلغ 337.7 تريليون دولار بنهاية الربع الثاني من العام الجاري، مدفوعا بتراجع الدولار الأميركي وتحوّل البنوك المركزية الكبرى نحو سياسات نقدية أكثر تيسيرا، وفق ما أفاد معهد التمويل الدولي.
وأشار المعهد إلى أن حجم الديون ارتفع بأكثر من 21 تريليون دولار خلال النصف الأول من عام 2025، وهي زيادة مماثلة لما شهده العالم خلال جائحة كورونا عام 2020، حين تراكمت الديون بوتيرة غير مسبوقة.
وأضاف التقرير أن الصين، فرنسا، الولايات المتحدة، ألمانيا، بريطانيا واليابان تصدرت قائمة الدول التي شهدت أكبر ارتفاع في حجم الديون، في حين تراجع الدولار بنسبة تقارب 9.75% منذ بداية العام.
وبلغت نسبة الدين العالمي إلى الناتج المحلي الإجمالي 324%، مقابل 242% في الأسواق الناشئة، حيث ارتفع إجمالي ديون هذه الأسواق إلى نحو 109 تريليونات دولار.
الدين العام.. سلاح تمويل يتحول إلى عبء اقتصادي
يعرف الدين العام بأنه إجمالي الالتزامات المالية المترتبة على الحكومات نتيجة الاقتراض الداخلي والخارجي، سواء عبر السندات أو أدوات الدين المختلفة، ويُقاس عادة كنسبة من الناتج المحلي الإجمالي لقياس عبء الدين على الاقتصاد الوطني.
ورغم أنه يمثل أداة تمويل أساسية لتمويل الإنفاق وسد العجز، إلا أن تضخمه المفرط يحوّله إلى عبء يحد من النمو ويقيد الموازنات.
الاقتصادات الكبرى تتصدر قائمة المديونية
وفق أحدث البيانات الدولية:
الولايات المتحدة: 37.64 تريليون دولار
الصين: 18.31 تريليون دولار
اليابان: 10.23 تريليونات دولار
المملكة المتحدة: 3.7 تريليونات دولار
فرنسا: 3.6 تريليونات دولار
إيطاليا: 3.27 تريليونات دولار
ألمانيا: 2.92 تريليون دولار
كندا: 2.3 تريليون دولار
الهند: 2.19 تريليون دولار
البرازيل: 1.71 تريليون دولار
أما عند احتساب نسبة الدين إلى الناتج المحلي الإجمالي، فتتصدر اليابان (229.6%) تليها السودان (221.5%)، ثم سنغافورة، اليونان، البحرين، إيطاليا، جزر المالديف، الولايات المتحدة، فرنسا وكندا.
الديون العربية.. تحدٍّ اقتصادي وهيكلي متفاقم
تشير بيانات عام 2024 إلى أن العديد من الدول العربية تواجه عبئا متصاعدا من الديون العامة، مما يثقل كاهل موازناتها ويحد من قدرتها على الاستثمار في التنمية.
أبرز الدول العربية من حيث حجم الدين:
مصر: 377.8 مليار دولار
السعودية: 280 مليار دولار
الإمارات: 166.8 مليار دولار
الجزائر: 116.7 مليار دولار
العراق: 112.3 مليار دولار
المغرب: 100.3 مليار دولار
قطر: 92.3 مليار دولار
لبنان: 70.8 مليار دولار
السودان: 66.6 مليار دولار
البحرين: 56.8 مليار دولار
أما بالنسبة إلى نسبة الدين للناتج المحلي (2025)، فتأتي السودان (221.5%) والبحرين (142.5%) في الصدارة، تليهما الأردن، مصر، تونس، اليمن، المغرب، الجزائر، العراق، وقطر.
الاقتصاد العالمي على حافة جبل الديون
تُظهر دراسات مركز ميركاتوس بجامعة جورج ماسون أن تراكم الديون يرفع كلفة خدمتها ويقلّص الإنفاق التنموي، ما يؤدي إلى تباطؤ النمو وتراجع التصنيفات الائتمانية.
كما تشير تقديرات الأونكتاد إلى أن الدين الخارجي للدول النامية بلغ 31 تريليون دولار، فيما تجاوزت خدمة الدين 487 مليار دولار عام 2023، مع تخصيص 61 دولة أكثر من 10% من إيراداتها للفوائد، أي أكثر مما تنفقه على التعليم أو الصحة.
ويعيش أكثر من 3.4 مليارات شخص في دول تنفق على الفوائد أكثر مما تنفقه على الخدمات الأساسية.
الذهب.. الملاذ الصاعد فوق جبل الديون
ترافق تضخم الديون مع ارتفاع غير مسبوق في أسعار الذهب، إذ تدفع موجات الاقتراض الحكومات إلى زيادة المعروض النقدي، مما يضعف العملات الورقية ويعزز الطلب على الأصول الحقيقية.
ويقول الخبير الاقتصادي بيتر شيف: "الذهب لا يفقد قيمته، بل الدولار هو الذي يتراجع".
ويؤكد الخبير وليد الفقهاء أن تجاوز الدين العالمي 330 تريليون دولار دفع البنوك المركزية إلى تعزيز احتياطاتها من الذهب تحسبا لأي اضطرابات مالية، مشيرا إلى أن العالم يتجه نحو نظام نقدي أكثر اعتمادا على الأصول الحقيقية.
خلاصة المشهد
العالم اليوم يعيش فوق جبل ديون غير مسبوق، يتآكل معه استقرار النظام المالي العالمي، بينما يسطع الذهب مجددا كـ"عملة الثقة" في زمن فقدت فيه العملات الورقية جزءا كبيرا من قيمتها.
وفي ظل هذا المشهد، تتزايد الدعوات لإعادة النظر في بنية النظام النقدي العالمي، وإرساء قواعد أكثر صلابة توازن بين النمو والاستدامة المالية.