نوفمبر المجيد.. النهضة المتجددة تمضي قدمًا
تاريخ النشر: 18th, November 2023 GMT
حمود بن علي الطوقي
لم يكن ارتباط المُواطن العُماني بذكرى 18 نوفمبر المجيد مجرد حدث تاريخي يمُرُّ مرور الكرام؛ بل هو ارتباط ساكنٌ في وجدان العماني أينما كان، وهذا الارتباط يزداد رسوخًا ومتانة عامًا بعد عام.
أُطل عليكم بمقالي من العاصمة إسطنبول؛ حيث نحتفي بذكرى العيد الوطني الثالث والخمسين المجيد، هذه الذكرى التي تفرض نفسها وتدعونا أن نقف لها تقديرًا وعرفانًا.
ومنذ اليوم الأول لتولي مقاليد الحكم في الحادي عشر من يناير 2020، أكد جلالة السلطان المعظم- أيده الله- سعيه الدؤوب من أجل تأسيس مرحلة أخرى من نهضة عُمان المتجددة تواكب متطلبات المستقبل، وبما يلبي طموحات وتطلعات أبناء الوطن، ويحفظ ما تم إنجازه على مدى العقود الماضية من مسيرة النهضة والبناء عليه بمشاركة المواطن وتقديم كل ما يُسهم في إثراء جهود التطور والتقدم والنماء على أرض عُمان الطيبة وبما يحفظ مكتسبات الوطن ويصون أمنه واستقراره.
اتخذ جلالة السلطان المفدى- أعزه الله- على مدى السنوات الأربعة الماضية العديد من الخطوات والإجراءات التي تُمهِّد لتنفيذ الرؤية المستقبلية "عُمان 2040" التي انطلقت بداية من يناير من العام 2021 والتي ستنفذ على أربع خطط تنموية خمسية متتالية استهلتها السلطنة بانطلاق خطّة التّنمية الخمسيّة العاشرة (2021- 2025)، التي رسمت أهدافًا وطنية طموحة وواضحة ومحدّدة ترتبط ببرامج تنفيذيّة زمنيّة تسعى إلى استعادة زخم النموّ الاقتصاديّ وتحقيق التّنمية الاقتصاديّة والاجتماعيّة المتوازنة من خلال تنفيذ البرامج والمبادرات والمشاريع المقترحة في إطار زمنيّ وتنظيميّ متكامل مسترشدة في تنفيذها بالرعايةِ الكريمةِ والتّوجيهاتِ السّاميةِ لحضرة صاحبِ الجلالةِ السُّلطان هيثم بن طارق المعظّم- حفظه الله ورعاه.
وترتكز الرؤية المستقبلية "عُمان 2040" على أربعة محاور رئيسة تشمل "مجتمع إنسانه مبدع" يضم التعليم والتعلّم والبحث العلمي والقدرات الوطنية والصحّة والمواطنة والهويّة والتراث والثقافة الوطنيّة والرفاه والحماية الاجتماعية وتنمية الشّباب، فيما يشمل المحور الثاني "اقتصاد بيئته تنافسية" القيادة والإدارة الاقتصادية والتنويع الاقتصادي والاستدامة المالية وسوق العمل والتشغيل والقطاع الخاص والاستثمار والتعاون الدولي وتنمية المحافظات والمدن المستدامة وتقنية المعلومات. ويتضمن المحور الثالث "بيئة مواردها مستدامة" جوانب البيئة والموارد الطبيعية. ويحتوي المحور الرابع "دولة أجهزتها مسؤولة" على موضوعات تتصل بالتشريع والقضاء والرقابة وحوكمة الجهاز الإداري للدولة والموارد والمشاريع وكل تلك المحاور تتسق مع التوجه الاستراتيجي نحو مجتمع معتز بهويته وثقافته، وملتزم بمواطنته.
ولترسيخ رؤية "عُمان 2040" كان من بين الإجراءات التي بدأها جلالة السلطان المعظم- حفظه الله ورعاه- تطويرِ الجهازِ الإداري للدولة وإعادةِ تشكيلِ مجلسِ الوزراءِ، لتنفيذِ الخططِ التنمويةِ وممكناتها، بحسبِ الاختصاصاتِ المنوطةِ بكلِّ جهة وبما يعزز الأداء الحكومي ويرفع كفاءته والعمل على تحديث منظومة التشريعات والقوانين.
وفي إطار مباركة هذه الخطة أسدى جلالة السلطان- أعزّه الله- توجيهاته السامية بالإسراع في بناء نظام وطني متكامل للحماية الاجتماعية بهدف ضمان حماية ذوي الدخل المحدود وأسر الضمان الاجتماعي من أية تأثيرات متوقعة جراء تطبيق ما تضمنته الخطة من تدابير وإجراءات.
وختامًا.. كل عام وعمان في خير وسؤدد، كل عام وجلالة السلطان المفدى يرفل في ثوب العزة والعافية.
رابط مختصرالمصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
جلالةُ السُّلطان المعظّم يختم زيارته إلى موسكو
العُمانية: بحفظِ اللهِ وعنايتِه، غادر حضرةُ صاحبِ الجلالةِ السُّلطان هيثم بن طارق المعظم حفظهُ اللهُ ورعاهُ مساء اليوم روسيا الاتّحاديّة الصّديقة بعد أن ختم زيارة "دولةٍ" استغرقت يومين.
وكان في وداع جلالةِ السُّلطان المعظم لدى مغادرته مطار فنوكوفو معالي مكسيم ريشيتنيكوف وزير التنمية الاقتصادية وعدد من المسؤولين بروسيا الاتحادية، وأعضاء سفارة سلطنة عُمان في موسكو.
وقد بعث سُلطان البلاد المفدّى برقيَّة شكر وتقدير إلى فخامة الرئيس فلاديمير بوتين رئيس روسيا الاتحادية لدى مغادرته، أعرب جلالتُه فيها عن خالص شكره وتقديره على حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة.
وأشاد جلالةُ السُّلطان المعظم بما أتاحه اللقاء مع فخامة الرئيس من تعزيزٍ لمجالات التعاون وتوطيدٍ للعلاقات الراسخة، وتأكيدٍ على أهمية فتح آفاق جديدة من الشراكة والاستثمار بما يخدم مصلحة البلدين الصديقين، متمنّيًا جلالة السُّلطان لفخامة الرئيس دوام التّوفيق والسّداد لإنجاز المزيد مما يطمح إليه الشّعب الرّوسي الصّديق من تقدّم وازدهار واستقرار.
ورافق حضرةَ صاحبِ الجلالةِ السُّلطان المعظم خلال زيارته السّامية وفدٌ رسميٌّ رفيعُ المستوى ضم كلًّا من صاحبِ السُّمو السّيد شهاب بن طارق آل سعيد نائبِ رئيس الوزراء لشؤون الدّفاع، ومعالي السّيد خالد بن هلال البوسعيدي وزيرِ ديوان البلاط السُّلطاني، ومعالي الفريق أوّل سُلطان بن محمد النُّعماني وزيرِ المكتب السُّلطاني، ومعالي السّيد بدر بن حمد البوسعيدي وزيرِ الخارجيّة، ومعالي الدّكتور حمد بن سعيد العوفي رئيسِ المكتب الخاصّ، ومعالي عبد السّلام بن محمد المرشدي رئيسِ جهازِ الاستثمار العُماني، ومعالي قيس بن محمد اليوسف وزيرِ التّجارة والصّناعة وترويج الاستثمار، وسعادةِ جمال بن حسن الموسوي الأمين العام للمتحف الوطني، وسعادةِ السّفيرِ حمود بن سالم آل تويه سفيرِ سلطنة عُمان المعتمد لدى روسيا الاتّحاديّة.
رعى اللهُ سُلطان البلاد المعظّم، وسدّد على طريق التّقدم والعزّ والأمان خطاه، وأيّدهُ بالتّوفيق الدّائم لإنجاز المزيد من النّمو والازدهار.