رسائل اقتصادية سلطانية
تاريخ النشر: 18th, November 2023 GMT
◄ الخطاب السامي لم يكن موجهًا لمجلس عمان فقط.. بل للجميع ومفاده أن تطوُّر عُمان مسؤولية جماعية بلا استثناء
خلفان الطوقي
من خلال خطاب السلطان هيثم بن طارق المعظم- أيده الله- أثناء الجلسة الافتتاحية للدورة الثامنة من مجلس عمان والتي امتدت لتسع عشرة دقيقة، وتمَّ التركيز على ما تمَّ إنجازه خلال أقل من أربعة أعوام مضت بقليل، فقد تكررت في هذا الخطاب السامي مصطلحات اقتصادية، وصل عددها 40 مصطلحًا.
40 مصطلحًا اقتصاديًا في خطاب مركز وقصير لم تأتِ مصادفة أو من فراغ، إنما يدل على تصميم جلالته -حفظه الله- على إنجاز ما وعد به لتجديد نهضة عمان، وأنَّ التجديد يكون بخطوات عملية واضحة، ومن خلال التخطيط وتنفيذ البرامج الوطنية، ورصد ومتابعة جهود جميع المؤسسات الحكومية دون استثناء، وتقييمها بشكل دوري، ووفق مؤشرات الأداء المؤسسي والفردي.
خطاب السلطان -نصره الله- لطمأنة المواطن والمقيم والقطاع الخاص بأن ما تم ذكره من مواضيع تحظى بعناية جلالته الشخصية، وأن السلطان يتابعها بنفسه، وسوف يوفر جلالته الدعم السخي لضمان نموها وديمومتها في الحاضر والمستقبل، ولتعود عوائدها الاجتماعية والاقتصادية على المواطن والدولة معًا.
الخطاب السامي مثّل خارطة لعمان واضحة ومرنة؛ واضحة لأن من الملاحظ أن ملامح الخطة الخمسية العاشرة قد تم ذكر معظمها في الخطاب السامي هذا، وقد ذكرها مولانا السلطان في لقاءات سابقة مع أعيان المحافظات والتجار، ومرنة لأنها متابعة ومقيمة من جلالته شخصيا، ووعد جلالته بتوفير ما يلزم لتحسينها تدريجيا لضمان نجاحها حسب المعطيات والمتغيرات المحلية والإقليمة والعالمية.
كلمة السلطان المعظم لم تكن لمجلس عمان فحسب؛ بل كانت لنا جميعا من أفراد وقطاع خاص وجهاز تنفيذي مفادها أن تطور عمان مسؤولية الجميع دون استثناء، ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن نضمن الوصول للتطلعات المستهدفة إلّا من خلال مضاعفة الجهود المخلصة كلا حسب الدور المناط به ومكانه ومكانته.
رابط مختصرالمصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
ماذا قالت تقارير إسرائيليّة عن نعيم قاسم؟ رسائل عديدة
حلّل الباحث والخبير الإسرائيليّ أميتسيا برعام الخطاب الأخير الذي ألقاه الأمين العام لـ"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم، أول من أمس، مشيراً إلى أنَّ الأخير أورد الكثير من الرسائل في كلامه. وذكر برعام في تحليلٍ نشرتهُ صحيفة "معاريف" الإسرائيلية وترجمهُ "لبنان24" إنّ "حزب الله لديه مصلحة في إظهار القوة في حين أنه يواجه ضغوطاً داخلية بسبب النزوح الذي يشهده لبنان بفعل الحرب". وأشار برعام إلى أن الحزب يواجه ضغطاً لإنهاء الحرب، مشيراً إلى أن "قاسم حاول التأكيد على التزامه بسيادة لبنان من أجل الحفاظ على الدّعم"، وأضاف: "حزب الله يخشى بنداً أساسياً يمنحُ إسرائيل الشّرعية للعمل في لبنان إذا فشلت قوّات اليونيفيل والجيش اللبناني في تنفيذ القرار 1701 الصادر عام 2006". وذكر برعام أنَّ "اغتيال إسرائيل لمسؤول العلاقات الإعلامية في حزب الله محمد عفيف قد يُعطي حزب الله سبباً لردّ فعل حاد، وقد يحاول ضرب تل أبيب مجدداً لإرسال رسالة واضحة"، وأردف: "السؤال، هو أنه كم هو عدد الصواريخ بعيدة المدى والرؤوس الحربية الموجودة لدى حزب الله؟". كذلك، قال برعام إنّ رسالة قاسم كانت واضحة وهي أن "حزب الله" وقف إلى جانب غزة بل ودفع "ديناً كبيراً" مقابلها، وأضاف: "الآن، يُشير الحزب إلى أنه يُركز على لبنان وغير مُلتزم بمواصلة التورط المُباشر بالصراعات خارج حدوده. أما على المستوى السياسي، فتشير الأمور إلى اختلافات كبيرة بين موقف قاسم وموقف الأمين العام السّابق لحزب الله حسن نصرالله. فبينما كان الأخير يتحدَّث لصالح تعاون إقليميّ أوسع، أكد قاسم على سيادة لبنان كأولوية قصوى". وتابع: "الرسالة الموجهة إلى الجمهور اللبناني والعالم الإسلامي هي أنَّ حزب الله قام بالفعل بدوره من أجل غزة، وهو الآن يركز جهوده على حماية المصالح اللبنانية". واعتبر برعام أيضاً أن موقف "حزب الله" المعلن شهد تحولاً من خلال الإشارة إلى أن الحزب لن يتردد في توجيه هجمات على أهداف مدنيّة أيضاً وعلى رأسها تل أبيب، مشيراً إلى أن الحزب في أوقاتٍ سابقة قال إنه يُهاجم أهدافاً عسكرية فقط، وأردف: "على الرغم من أن الهجمات المدنية التي شنها حزب الله قد تم تنفيذها في الماضي، إلا أن رسالة قاسم تشير إلى تغيير في الموقف الرسمي للمنظمة، الذي يعترف الآن علناً بإمكانية إلحاق أضرار متعمدة بأهداف مدنية في إسرائيل". إلى ذلك، قالت "معاريف" في تقريرٍ آخر إنّ "الجيش الإسرائيليّ يعمل حالياً لزيادة الضغط على حزب الله سواء في لبنان أو سوريا"، مشيراً إلى أن "إسرائيل تحاول إلحاق أضرار بالحزب مع توسيع منطقة الهجوم عليه خارج الأراضي اللبنانية أيضاً لاسيما في سوريا وذلك لمنع نقل الأسلحة إليه عبر الأخيرة من إيران". بدورها، قالت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية أن "قاسم قال إن حزب الله سيستهدف تل أبيب ردا على اغتيال إسرائيل للمتحدث باسم الحزب محمد عفيف"، وأضاف: "لقد كان حزب الله استهدف تل أبيب بالفعل في أعقاب مقتل عفيف في 17 تشرين الثاني. ومع ذلك، تشير تعليقات قاسم إلى أن الحزب لا تزال تدرس الرد على الهجوم الإسرائيلي في بيروت الذي أدى إلى القضاء على كبير دعاة حزب الله". ووفقاً للصحيفة، تشير تصريحات قاسم حول حاجة إسرائيل إلى انتظار "رد" على الهجوم، إلى أن الأمين العام للحزب لا يزال يسعى إلى إدارة الحرب مع إسرائيل، وأضاف: "يحاول حزب الله إظهار أنهُ مُستعدّ لحرب طويلة مع إسرائيل وأنه على الرغم من الخسائر فإنه ليس في وضع حرج". وأوضحت الصحيفة أنّ "قاسم يقول إن لدى حزب الله قدرة على مواصلة الحرب كما أنه يسعى لإظهار أن الحزب ليس في وضعٍ حرج كما أنه قادر على اختيار كيفية وتوقيت الرد وهو لا يواجه أزمة مُلحّة".كذلك، تذكر "جيروزاليم بوست" إنَّ الحزب يُنسق بشكلٍ وثيقٍ مع إيران التي تعتقد أن الحرب الطويلة البطيئة ضد إسرائيل أفضل من الصراع القصير"، وأضافت: "تريد طهران من الحوثيين وحزب الله والمجموعات العراقية وحماس في غزة والجماعات في الضفة الغربية أن يقاتلوا إسرائيل ببطء حتى تستنفد إسرائيل قوتها". المصدر: خاص "لبنان 24"