جواد ظريف يحث إيران على عدم الانجرار إلى حرب مع إسرائيل
تاريخ النشر: 18th, November 2023 GMT
حث وزير الخارجية الإيراني السابق محمد جواد ظريف، بلاده على عدم التورط في حرب مباشرة مع إسرائيل أو الولايات المتحدة.
وقال محمد جواد ظريف في تصريحات نقلتها صحيفة ذي غارديان البريطانية إن إسرائيل تريد توسيع الصراع في غزة من أجل جر الولايات المتحدة إلى القتال مشيرا إن أفضل طريقة للدفاع عن الشعب الفلسطيني هي تجنب إعطاء الغرب سببا للادعاء بأنه يتصرف كوكيل لإيران، مضيفا أن إسرائيل تحاول جذب إيران إلى مثل هذه المعركة.
وفي مداخلتين مطولتين، واحدة أمام نقابة المحامين والأخرى على قناة تلغرام، قال إنه خرج إلى العلن بسبب وابل الرسائل المتواصل الذي يدعو إيران إلى الانضمام إلى الحرب.
وفي مرحلة ما، قال بغضب: “إذا قاموا بجر إيران إلى منتصف الحرب، فلن يحدث شيء لأي من المسؤولين الحكوميين. ستسقط القنبلة على الشعب الإيراني.
وتساءل ظريف: «حتى الآن، من الذي تضرر من العقوبات؟ في إشارة إلى العقوبات التي فرضها الغرب ردا على برنامج الأسلحة النووية الإيراني. "أولئك الذين يكسبون بضعة ملايين من الدولارات يوميا أم الفقراء؟"
وقال إنه بصرف النظر عن التكلفة الاقتصادية، فإن دخول إيران وحزب الله إلى الحرب سيكون بالضبط ما تريده إسرائيل، لأن إسرائيل تريد أيضًا جر الولايات المتحدة إلى الصراع من الجانب الإسرائيلي.
وفي إشارة إلى تكلفة التدخلات العسكرية الإيرانية، زعم أن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن "يسعى إلى جر إيران إلى ساحة المعركة في غزة، بينما ليس لديهم أي دليل على تورط إيران في اقتحام الأقصى"، على حد تعبيره.
واتهم ظريف رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بمحاولة سحب الحرب بطريقة أو بأخرى وإدخال أمريكا فيها.
التطبيع العربي مع إسرائيل لن يتوقف
وردا على سؤال عما إذا كان يعتقد أن عملية التطبيع بين إسرائيل والدول العربية ستنتهي، قال: “قد تتباطأ عملية التطبيع، لكن من غير المرجح أن تتوقف.
وقال إنه يقترح أن تعلن إيران عن استعدادها للتوقيع على اتفاق عدم الاعتداء مع مجلس التعاون الخليجي الذي يضم البحرين والكويت وعمان وقطر والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، لأن مثل هذا الاتفاق سيثبت أن إيران لا تشكل تهديدا للمنطقة. "كما تتعهد دول الخليج بعدم التعاون مع أحد ضدنا".
ورفض التصريحات التي صدرت نهاية الأسبوع عن منظمة التعاون الإسلامي المكونة من 57 عضوا، قائلا: “ما تم نشره حتى الآن هو استمرار للمواقف التقليدية ومن غير المرجح أن يكون لها أي تأثير."
وأضاف أن إيران وغيرها من أعضاء ما يسمى بمحور المقاومة وهو مصطلح شامل يشمل الجهات الفاعلة المناهضة لإسرائيل مثل النظام في سوريا وحزب الله كانت تطالب بمزيد من الإجراءات الملموسة.
وأشاد ظريف، الذي كثيرا ما يهاجمه المتشددون الإيرانيون، بالدبلوماسيين لتخليهم عن سياسة تسلق جدران السفارات الأجنبية والتعامل بدلا من ذلك مع دول المنطقة التي كانت معادية لإيران.
وادعى أن على إسرائيل أن تصمم موقفين متناقضين، أحدهما يظهر أنها لا تقهر والآخر أنها ضحية للقمع مضيفا إذا وصفنا المعتقلين الإسرائيليين بالأسرى، فيجب أن نصف آلاف الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية بالأسرى أيضاً.
وتابع قائلا: "لا يمكننا أن نعتبر المستوطنين المسلحين الذين يقتلون الفلسطينيين مدنيين لأنهم لا يرتدون الزي العسكري تخيلوا لو أن العراقيين عاشوا في المدن الإيرانية التي احتلوها، فهل سيتعين علينا الاهتمام بحقوقهم؟
وكرر ظريف وجهة النظر الإيرانية بضرورة إجراء استفتاء في إسرائيل لتقرير مستقبلها قائلا: "إذا شارك في الاستفتاء جميع اليهود الموجودين في فلسطين اليوم وجميع الفلسطينيين في المناطق والشتات، فستكون النتيجة لصالح فلسطين".
وأدت هذه التصريحات إلى اتهامات بالخيانة، وفي دفاع متحمس عن آرائه، قال ظريف إن الشعب الإيراني تقبل فكرة الدفاع عن الحق، لكن ذلك لا يعني تعبئة الجيش.
واضطر ظريف إلى الدفاع عن نفسه أمام سيل الانتقادات، قائلا: «في الأيام القليلة الماضية، حاولت في عدة محادثات التعبير عن أهداف إسرائيل العدوانية وجرائمها ضد الإنسانية، وحقوق الشعب الفلسطيني ضد الاحتلال والقمع.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية الإيراني الولايات المتحدة الاحتلال الإسرائيلي إيران الولايات المتحدة الاحتلال الإسرائيلي الحرب على غزة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة إیران إلى
إقرأ أيضاً:
إسرائيل ومحادثات إيران النووية.. غياب عن الطاولة وحضور في الكواليس
القدس المحتلة- تتابع إسرائيل بقلق بالغ المحادثات النووية الجارية بين إيران والولايات المتحدة، والتي عُقدت مؤخرًا في العاصمة الإيطالية روما داخل سفارة سلطنة عمان، وسط مؤشرات على تحقيق تقدم ملموس في مسار التفاوض بين الجانبين.
هذا التقدّم، الذي يُنظر إليه في تل أبيب بقدر من الارتياب، أعاد إلى الواجهة النقاش حول الخيارات الإسرائيلية في مواجهة ما تعتبره "تهديدا إستراتيجيا وجوديا"، وفق تقديرات محللين عسكريين وباحثين في الشؤون الأمنية.
فعلى المستوى الإستراتيجي، لا تزال إسرائيل ترى أن تفكيك البرنامج النووي الإيراني، سواء عبر ضربة عسكرية شاملة أو من خلال مفاوضات تفضي إلى "إسقاط النظام الإيراني"، هو السبيل الأمثل لضمان أمنها القومي.
وتستند هذه الرؤية -بحسب التحليلات الإسرائيلية- إلى قناعة أن زوال النظام الإيراني وحده كفيل بإنهاء الطموحات النووية لطهران، على غرار ما حدث مع نظام معمر القذافي في ليبيا.
حالة ترقّب وحذر
ورغم أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أبلغ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو رفض بلاده -في الوقت الراهن- دعم أي تحرك عسكري ضد المنشآت النووية الإيرانية، فإن مصادر إسرائيلية عليا تشير إلى أن خيار تنفيذ هجوم محدود لا يزال مطروحًا على الطاولة.
إعلانويرى محللون أن تسريب نوايا إسرائيل بشأن "هجوم محدود" على المنشآت النووية الإيرانية لم يكن اعتباطيا، بل جاء كرسالة ضغط موجهة إلى طهران في سياق المفاوضات الجارية، ومحاولة لتحصين مسار التفاوض من "تنازلات" محتملة قد تقدم عليها الإدارة الأميركية.
في ظل هذه الأجواء، تبقى إسرائيل في حالة ترقّب وحذر، تخشى أن يؤدي أي اتفاق نووي جديد إلى ترسيخ نفوذ النظام الإيراني بدلًا من إضعافه، بينما تواصل تلمّس خياراتها البديلة، بما في ذلك العمل العسكري، إذا ما رأت أن المفاوضات تسير في اتجاه لا يخدم مصالحها الأمنية.
خطة لإسقاط النظام
في قراءة تحليلية نشرها الخبير العسكري والأمني رون بن يشاي في صحيفة يديعوت أحرونوت، يكشف عن البُعد الحقيقي للخطة الإسرائيلية الرامية إلى مهاجمة المنشآت النووية الإيرانية.
ووفقًا لبن يشاي، لا يقتصر الهدف من هذه الخطة على تدمير البنية التحتية النووية، بل يتعدّاها إلى محاولة إسقاط النظام الإيراني ذاته، باعتباره الضامن الأول لاستمرار المشروع النووي.
ويشير إلى وجود إجماع داخل المؤسسة السياسية والأمنية في إسرائيل على أن ضرب المنشآت النووية سيشكّل ضربة قاصمة للنظام الإيراني، وربما تؤدي في نهاية المطاف إلى انهياره. وقد عبّرت المؤسسة الأمنية عن هذه القناعة بوضوح، قائلة: "إذا لم نتحرك خلال الأشهر المقبلة، فقد نفقد فرصة إستراتيجية تزداد ندرتها يومًا بعد يوم".
خيبة أمل إسرائيليةلكن الفرصة التي كانت متاحة -بحسب التقديرات الإسرائيلية- في ظل حالة الضعف الاقتصادي والاجتماعي التي تمر بها إيران، تم تجميدها بقرار من ترامب.
ووفقًا لبن يشاي، فإن نتنياهو لم يخرج من اجتماعه مع ترامب بأي نتائج ملموسة، ولم يحصل على دعم واضح أو التزام أميركي بخطة الهجوم، رغم التقديرات الإسرائيلية التي كانت تراهن على تلك اللحظة المفصلية.
إعلانويضيف أن الموقف الأميركي الحالي يتسم بغياب خطة واضحة لإدارة المفاوضات النووية مع إيران، باستثناء الهدف المعلن المتمثل في منعها من امتلاك سلاح نووي، وهو موقف خيّب آمال حكومة نتنياهو التي كانت تتوقع إعلانا أميركيا صريحا بدعم خيار القضاء الكامل على البرنامج النووي الإيراني.
"الشيطان يكمن في التفاصيل"وفي تحليل نشرته صحيفة هآرتس تحت عنوان "التفاؤل في المحادثات النووية مع إيران لا يكفي للمضي قدمًا بالاتفاق، الشيطان يكمن في التفاصيل"، أشار محلل الشؤون العربية والشرق أوسطية تسفي برئيل إلى التعقيدات التي بدأت تلوح في أفق المفاوضات النووية، لا سيما بعد الجولة الثانية من المحادثات في روما.
ويرى برئيل أن الأجواء الإيجابية التي رافقت الجولة الأولى، واستُكملت بزخم إعلامي حول "تقدم مفيد" و"محادثات مثمرة"، بدأت تتراجع مع دخول المفاوضات مرحلتها الفنية الأكثر تعقيدًا.
ويقول: "في هذه المرحلة، يكمن الشيطان"، إذ إن التحوّل من مناقشة الإطار العام إلى الخوض في التفاصيل الفنية الدقيقة يشكل العقبة الكبرى أمام تحقيق تفاهمات سياسية بين إدارة ترامب والقيادة الإيرانية ممثلة بالمرشد الأعلى علي خامنئي.
كما يشير إلى أن طابع المحادثات الثنائي والمنعزل -بين طهران وواشنطن- زاد من قلق الأطراف الأخرى، حيث لم تُشرَك الدول الأوروبية الموقعة على الاتفاق النووي الأصلي، كما لم تُدعَ روسيا أو الصين، أما إسرائيل فتم تغييبها بالكامل حتى كمراقب.
هذا التهميش دفع تل أبيب إلى إيفاد كل من رئيس جهاز "الموساد" ديفيد برنيع، والوزير رون ديرمر إلى روما، للقاء رئيس الوفد الأميركي ستيف ويتكوف، في اجتماع شبه سري بهدف عرض المطالب الإسرائيلية ومحاولة التأثير على مجريات التفاوض.
"نمر جائع" تحت القيودوفي تقدير موقف صادر عن معهد "إمباكت" للإستراتيجيات الإسرائيلية أعدّه مدير المعهد حاييم آسا، ورُفع لموقع "زمان يسرائيل"، تُطرح رؤية متشائمة لمستقبل العلاقة بين إسرائيل وإيران، تقوم على احتمال تصاعد التوتر نحو مستوى توازن "الرعب النووي".
إعلانويقول آسا إن الحديث السائد حاليًا في الأوساط الأمنية الإسرائيلية يدور حول نية شن هجوم على المنشآت النووية الإيرانية، وهي نية جرى إحباطها من قبل ترامب. ويرى أن الرسالة الأميركية غير المباشرة لطهران قد تكون: "لقد أوقفنا الإسرائيليين عن مهاجمتكم، وعليكم أن تقدّروا ذلك وتواصلوا المفاوضات معنا".
ويضيف أن السؤال ليس ما إذا كانت واشنطن قد منعت الهجوم الإسرائيلي فعليًا أم لا، بل الأهم أن هناك محاولة أميركية واضحة للتأثير على إيران من داخل مجريات المفاوضات الثنائية.
ويصف آسا إسرائيل بأنها "نمر عسكري جائع"، يمتلك قدرات هجومية عالية جوا وبرا، لكنه يفتقر إلى التأثير الإستراتيجي الحقيقي، ويُنظر إليه في سياق المفاوضات كقوة عسكرية فقط، تخضع حاليا لقيود أميركية صارمة، من غير المرجح أن تُرفع في المستقبل القريب.