الجمجمة الفارغة سريعاً ما تملأها الشكوك
تاريخ النشر: 18th, November 2023 GMT
كتب/ احمد السيد عيدروس:
لقد خُضتُ معارك عديدة كي أُتَوِّجَهُ سُلطاناً، لكنه ظلَّ يحدث نفسه أني لا أستحق ثقته فأنا لست من منطقته، لقد كنت أراه سلطاناً وكان يراني خائن.
كنت أريد أن أخبره أن حتى جسده قد ملَّ من حمل جمجمته الفارغة، لكنَّ جسده لا يملك خيار فالسيف هو من يحرس هذه الجمجمة الغبية حتى لا تُقطع على يد الثوار.
كل هذه الذكريات مرت وأنا أجتز هذه الجمجمة وأحملها في يدي وأترك جسد السلطان على العرش حالهُ كحال الوطن دون رأس.. كانت عينا تلك الجمجمة شاخصةً نحوي وأنا أصقل سيفي وهي معلقة على الجدار تتساءل من التالي.
حينها استيقظت وأدركت أني كنت أحلم، وكان عليَّ أن أُخفي حُلمي تحت الوسادة حتى لا يراه أحد، فالحلم بالحرية يعد خيانة في وطن مكبل تحت عرش السلطة القمعية، لم أكن أعلم أن حُكم الوطن بقبضةٍ من حديد يعد عملاً بطولياً.
سأخبركم شيء عن الحرية في وطني؟
الحرية لا تزورنا إلا في الأحلام إنها تتسلل خلسة حتى لا يستيقظ الخوف في داخلنا.. فالخوف هو الدرع الذي أهداه السلطان لنا كي يحمي نفسه من الغد.. ففي وطني يرتدي الشعب مُجبراً دروع الخوف حتى لا يحلم بالغد.
لا أعلم لماذا لم تعد تزورنا الأحلام بالحرية في المنام؟؟
لم نعد نحلم لم نعد ننام، هل نحن أشباح هل متنا في إحدى الزنازين لا أحد يجيب.
المصدر: عدن الغد
كلمات دلالية: حتى لا
إقرأ أيضاً:
إحصاء كلّ أضرار الحرب لم ينتهِ.. ولا قدرة لتنظيم مؤتمر دوليّ سريعاً
كتب مجد بو مجاهد في" النهار": في معطيات حكومية رسمية إنّ البنك الدولي عمل على إحصاء الأضرار المادية والخسائر الاقتصادية الناتجة حتى 27 تشرين الأول الماضي، وبلغ حجم الأضرار والخسائر 8.5 مليار دولار لكن ضراوة الحرب بقيت بعد ذلك شهراً إضافياً ما يجعل من المبكر الحديث عن انعقاد أي مؤتمر دوليّ لإعادة الإعمار أو إنشاء صندوق للمساعدة، ما يتطلّب بادئ ذي بدء تحديث حجم الأضرار وتطوير دراسة البنك الدولي ثم تدوين الكلفة التي يحتاجها لبنان لإعادة الإعمار. في الغضون، لا معرفة إن كان تمويل إعادة الإعمار ممكناً سريعاً خصوصاً أنّ دولاً عدّة تطلب التمويل الدولي في هذه المرحلة، لكن ذلك الوضع لن يمنع أن تسعى الحكومة للحصول على قروض أو تقديمات.
لا تنحصر هذه الأجواء بمن يتابع الإحصاء الدوليّ للأضرار والخسائر على المستوى الحكوميّ اللبنانيّ، وهي تشمل أيضاً أروقة رئاسة الحكومة اللبنانية، بحسب "النهار". إذ لا إمكان لانعقاد مؤتمر دوليّ لإعادة الإعمار في فترة سريعة، لكن لا بدّ من متابعة المسح وإصدار تحديثات دراسة البنك الدوليّ أولاً، ثم البحث حول إن كان الدعم سيأتي من خلال مؤتمر دولي أو صندوق للمساعدة. ويتضح أن المرحلة مختلفة عن سنة 2006 خصوصاً لناحية حجم الأضرار والنتيجة الأوسع للحرب.
هل من قدرة لدى حكومة تصريف الأعمار على المساعدة حاليّاً في إعادة الإعمار من خلال خزينة الدولة؟ من منحى مطّلع على توجّه الحكومة اللبنانية، لا بدّ من الاتجاه إلى الدول الخارجية بهدف إنشاء صندوق في مقدوره أن يؤسس للدعم لإعادة الإعمار، ذلك أنّ الدولة اللبنانية لا تستطيع تأمين فائض لإعادة الإعمار، لكن هناك لجنة من البنك الدولي والدول المانحة والأمم المتحدة للعمل على دراسة آلية لتأمين عملية بناء ما تهدّم. وإذ لا يزال يقوم البنك الدولي حالياً بتقييم سريع لاحتياجات الأضرار، يمكن معرفة ماذا اذا كانت هناك قدرة للعمل على مشاريع للإعمار عند الانتهاء من الدراسة فيما لا يمكن اتخاذ أي قرار هادف لإعادة الإعمار قبل ذلك التقييم.
لا يلغي ذلك الإبقاء اللبنانيّ على التطلعات الهادفة لمشاركة عدد من الدول المانحة في إعادة الإعمار، لكن لا يزال من المبكر معرفة من هي الدول التي يمكن أن تشارك في إعادة الإعمار في انتظار إصدار تقرير الأمم المتحدة والبنك الدولي بادئ ذي بدء. في السياسة، ثمة من لا يغفل استحقاق انتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية وأن يتوافق اللبنانيون على المرحلة اللاحقة قبل المباشرة في إعادة الإعمار.