إسرائيل تستهدف 5 مقاومين فلسطينيين في غارة جوية بالضفة الغربية
تاريخ النشر: 18th, November 2023 GMT
قالت فصائل فلسطينية ومسعفون والجيش الإسرائيلي إن ضربة جوية إسرائيلية استهدفت خمسة مقاتلين فلسطينيين وأصابت اثنين آخرين في الضفة الغربية المحتلة يوم السبت.
وقالت وسائل إعلام فلسطينية إن الهجوم الذي وقع في بلاطة بالقرب من مدينة نابلس الشمالية يبدو أنه نفذته طائرة حربية وهو ما قد يمثل تصعيدا للتكتيكات الإسرائيلية في الضفة الغربية.
وشهدت الضفة الغربية تصاعدا في أعمال العنف بالتوازي مع الحرب التي تشنها إسرائيل منذ ستة أسابيع ضد حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في قطاع غزة وهو منطقة أخرى يسعى الفلسطينيون إلى إقامة دولتهم عليها.
وقال الجيش في بيان إنه ضرب 'عددا من الإرهابيين (في بلاطة)... وأحبط هجمات إرهابية ضد مدنيين إسرائيليين'. وأضافت أن الضربة نفذتها إحدى طائراتها دون أن تحدد نوعها.
وأعلن الجناح المسلح لحركة فتح التي يتزعمها الرئيس الفلسطيني محمود عباس أن القتلى الخمسة هم من مقاتليه.
وتشير أرقام الأمم المتحدة إلى أن ما لا يقل عن 186 فلسطينيا في الضفة الغربية، من بينهم 51 طفلا، قتلوا على يد القوات الإسرائيلية منذ هجوم حماس في 7 أكتوبر الذي أدى إلى حرب غزة، وبحسب الأرقام، قُتل ثمانية آخرون على يد المستوطنين الإسرائيليين، في حين قُتل أربعة إسرائيليين على يد فلسطينيين.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: إعلام فلسطيني أعمال العنف الجيش الإسرائيلي الرئيس الفلسطيني محمود عباس الرئيس الفلسطيني الضفة الغربية المحتلة المقاومة الإسلامية حماس المقاومة الإسلامية حركة المقاومة الإسلامية حركة المقاومة الضفة الغربیة
إقرأ أيضاً:
بلاطة أكبر مخيمات الضفة وعش الدبابير
يعد أحد أكبر مخيمات الضفة الغربية، ويتميز بنشاطه السياسي على مستوى قضايا اللاجئين في فلسطين، أسس مخيم بلاطة عام 1950 شرقي مدينة نابلس بالضفة الغربية على أرض زراعية استأجرتها الحكومة الأردنية من أراض تابعة لقرية بلاطة بأقصى الطرف الغربي من سهل عسكر، وأنشأته وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) نتيجة التهجير بعد نكبة 1948.
ويعود اختيار مكان المخيم حسب بعض المصادر إلى خصوبة أرضه؛ حيث كان في ذهن المؤسسات الإغاثة الدولية تمكين اللاجئين من العمل في الزراعة.
مشهد لمخيم بلاطة في بدايات التأسيس
وبني على أرض ضيقة مساحتها 0.25 كيلومتر مربع، ويعد أحد أكثر مخيمات الضفة كثافة، إذ بلغ عدد سكانه عام 2023 أكثر من 23 ألف لاجئ حسب الموقع الرسمي لـ(الأونروا) ويشكلون ما نسبته 12.3% من اللاجئين المسجلين في الضفة الغربية، بينما كان يضم نحو 5 آلاف لاجئ عند تأسيسه.
ويعاني سكانه الذين ينحدرون من عشرات القرى التابعة لمناطق اللد والرملة ويافا وتعود أصول 60% منهم إلى عرب السوالمة، الجماسين الغربي، سلمة، عرب أبو كشك، طيرة دندن، الجماسين الشرقي، الشيخ مونس، كفر سابا وبيت دجن وأصول بدوية، من نقص في الرعاية الصحية فضلا عن الاجتياح الإسرائيلي المتكرر.
سمي المخيم بهذا الاسم نسبة إلى قرية بلاطة المجاورة التي أقيم على أراضيها، والذين عرفوا باسم البلالطة أو البلاطيين، فأخذت القرية اسمهم وسميت بلاطة، وسمي المخيم باسمها.
وثمة رواية تقول بأن بلاطة مفرد بلاط، وقد ذكر سكان هذا البلد أن الماء يخرج من بلاطة من الصخور الموجودة تحت مستوى سطح الأرض.
وفي رواية أخرى، قيل إن القرية سميت بلاطة للدلالة على قساوة صخورها، لأن البلاط يطلق على الوجه الصلب للأرض فسمي المخيم نسبة إليها.
ورواية رابعة تقول أن ساحة العين وعين الماء كانتا في الحارة الغربية، أي أنهما تبعدان عن عين الماء الحالية من جهة الغرب حوالي مائة متر تقريبا، وعلى جانب عين الماء كانت شجرة بلوط، حيث سميت القرية بالبلوطة في بادئ الأمر، وبعدها سميت بلاطة نسبة إلى البلوطة.
تحيط بالمخيم عدد من الآثار القديمة منها تل بلاطة وكنيسة بئر يعقوب التي تعد مزارا للعديد من السياح.
وبسبب زيادة حالة اللجوء إلى المخيم وزيادة عدد سكانه في ظل المساحة الجغرافية نفسها، زادت مرحلة التوسع العمودي العشوائي.
صورة لأحد أحياء المخيم.
ويعاني المخيم من مشاكل حادة تعصف بشبكتي المياه والمجاري رغم ارتباط شبكة المياه والكهرباء ببلدية نابلس.
وتعاني مدارس المخيم اكتظاظا في الصفوف المدرسية، ولذلك لجأت إلى تقسيم الدوام إلى فترتين في اليوم الواحد، مسائية وصباحية.
ويعاني المخيم منذ تأسيسه من ارتفاع نسبة الفقر والبطالة وتدني المستوى الاقتصادي للعديد من الأسر، وتفاقم هذا الوضع بسبب سياسة تقليص الخدمات التي انتهجتها "الأونروا". ونسبة الفقر في مخيم بلاطة هي الأعلى بين المخيمات الفلسطينية، بسبب كثرة عدد سكانه وضيق مساحته وقلة فرص العمل.
وشهد مخيم بلاطة خلال سنوات انتفاضة الأقصى أو ما عرف بـ"الانتفاضة الثانية" استهدافا شديدا من قِبل جيش الاحتلال، وتعرض خلالها لاجتياحات واسعة واستهداف لأبنائه.
ففي عام 2002 شن الاحتلال عملية عسكرية واسعة في المخيم، تعرض خلالها لاستهداف جوي من طيران الاحتلال، وعلى الأرض بالقذائف المدفعية والرشاشات الثقيلة والمتوسطة بهدف تصفية المقاومة في المخيم الذي كان يطلق عليه "رأس الحية" و"عش الدبابير" آنذاك، وامتدت المواجهة لنحو 10 أيام قبل اقتحام المخيم الذي استمر لنحو 12 يوما تخلله اقتحامات شرسة لمنازل الأهالي بالجنود والكلاب البوليسية أدى إلى سقوط العديد من الشهداء والجرحى الفلسطينيين، وتدمير المخيم.
ما مثله مخيم بلاطة خلال الانتفاضة الثانية وما سبقها من أحداث ومواجهة مباشرة مع الاحتلال ومستوطنيه وحتى مع السلطة الفلسطينية، دفع لتصفية حالة المقاومة داخل المخيم وإهماله وتهميشه، ما ضاعف معاناة الأهالي، وزاد على ذلك ما شهده المخيم خلال السنوات الماضية من مواجهات مع الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة التي ترى في الكثير من أهله "خارجين عن القانون"، وتتجدد محاولات الأجهزة الأمنية لفرض سيطرتها على المخيم من وقت لآخر.
صرح الشهداء في مخيم بلاطة.
يعاني المخيم من الاجتياحات الإسرائيلية والإجراءات التعسفية من حصار مشدد وحظر تجوال وحملات دهم بحثا عن مقاومين فلسطينيين، ويستخدم الإسرائيليون قنابل الغاز والرصاص المطاطي في اقتحاماتهم. وتصدت المقاومة الفلسطينية أكثر من مرة لاقتحام قوات الاحتلال مخيم بلاطة حيث نشرت قناصتها على مفارق شوارع وحارات المخيم مع تحليق مكثف لطائرات الاستطلاع الإسرائيلية في أجواء مخيم بلاطة، وتعمد قوات الاحتلال تدمير وتخريب ممتلكات الفلسطينيين في المخيم بواسطة الجرافات العسكرية.
المصادر
ـ "مخيم بلاطة..أحد أكبر مخيمات الضفة الغربية"، الجزيرة نت، 29/7/2024.
ـ "مخيم بلاطه للاجئين"، وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا).
ـ أديب زيادة، "دليل أصول اللاجئين الفلسطينيين في مخيمات الضفة الغربية"، مركز العودة الفلسطيني ودار العودة للدراسات والنشر، 2010.
ـ "اشتباكات في بلاطة والمستوطنون يضرمون النار بخيمة للفلسطينيين جنوب بيت لحم"، قدس الإخبارية، 8/12/2024.
ـ "مخيم بلاطة"، موسوعة المخيمات الفلسطينية.
ـ مصطفى مراد الدباغ، كتاب " بلادنا فلسطين"، ج6.