العراق.. ملف الصحة النفسية يكشف “إهمالاً” حكومياً وطبيب يتحدث عن “رقم خيالي”
تاريخ النشر: 18th, November 2023 GMT
يكشف ناشطون وأطباء نفس عراقيون، عن “إهمال كبير” لملف الصحة النفسية رغم معاناة العراقيين من حروب مستمرة ايقظتها أحداث غزة الأخيرة، وفيما تبين ناشطة عن حقوق المرأة أنها لجأت إلى الإنترنت للبحث عن طبيب نفسي لعلاجها من حالة الاكتئاب بعد جائحة كورونا، يؤكد طبيب نفسي وجود “رقم خيالي” لعدد المرضى النفسيين تحت اشرافه.
البداية
وتنقل وكالة فرانس برس عن رغد قاسم البالغة من العمر 34 عاما والناشطة في مجال حقوق المرأة قولها إن ملف الصحة النفسية “مهمل” في العراق من السلطات المتعاقبة، ولذلك “فالمجتمع غير مدرك له”.
وتبين الوكالة أن رحلة بحث رغد قاسم عن معالج نفسي في بغداد إلى طريق مسدود، فلجأت أخيرا إلى استشارات عبر الإنترنت، في بلد استنزفته النزاعات، لا يزال الاهتمام بالصحة النفسية محدودا والوصمة قائمة.
بالإضافة إلى المخاوف المتعلقة بنظرة المجتمع، تتكلّم الأرقام عن نفسها: يوجد “عاملان في مجال الصحة النفسية لكل 100 ألف شخص” في بلد يبلغ عدد سكانه 43 مليون نسمة، أي دون المعدل العالمي بكثير، وفق منظمة الصحة العالمية.
وتضيف رغد أنها وصلت “حتى الثلاثينات من العمر” لتبدأ بإدراك أهمية الموضوع.
وتبين الشابة الثلاثينية “بدأت أتعرّف على أعراض الاكتئاب” خلال فترة الحظر المرتبطة بوباء كوفيد وما رافقها من حملات توعية حول الصحة النفسية على مواقع التواصل الاجتماعي. وكانت قد فقدت عملها.
بعد ذلك، والكلام لرغد “حاولتُ أن أجد طبيبا في بغداد، لأنني أحب أن يكون الشخص أمامي حين أتكلّم”، مضيفة “سألتُ كثيرا، وأعرف أصدقاء راجعوا أطباء نفسيين في بغداد، لكن عالجهم بالدواء، وأنا لا أحبّ أن أتناول الأدوية، قد لا أكون بحاجة إليها”.
وتبين بالقول “بعدما فقدت الأمل من إيجاد معالج نفسي في بغداد، لجأت إلى معالجين عبر الإنترنت، من بينهم معالجة نفسية لبنانية بدأت تكتشف معها خلفيات الاكتئاب”.
وتقول رغد “عرفت منها أن التراكمات ناجمة عن الحرب وفترة الحرب… والخوف والقلق الذي شعرنا به في العام 2003 وما بعد ذلك”، في إشارة إلى الغزو الأميركي للعراق الذي أطاح بصدام حسين، وتلته مرحلة دامية في تاريخ العراق.
“وصمة”
وأعادت الحرب المتواصلة منذ أكثر من أربعين يوما في إسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة والتي أوقعت آلاف القتلى، إحياء الصدمات النفسية، وهي حالة باتت شبه ملازمة للعراقيين.
فقد خلّفت عقود من النزاعات، ومن بينها الانتهاكات التي ارتكبها تنظيم داعش في السنوات الأخيرة، صدمات وأمراضا نفسية عميقة، ولا تزال الحاجة في مجال الصحة النفسية، كبيرة جدا، فيما الاستجابة والقدرات أدنى بكثير من التوقعات.
في بغداد، يستقبل مستشفى الرشاد التعليمي مرضى مصابين بأمراض عقلية مزمنة وخطيرة مثل الانفصام بالشخصية. ويوفّر المستشفى خدمات استشارية خارجية لأشخاص يعانون من الاكتئاب والقلق أو اضطراب ما بعد الصدمة.
في أروقة المستشفى الذي تأسس في 1950، يسير معظم المرضى بهدوء، وعلى وجوههم نظرات تائهة، منهم من يرقد هنا منذ عقود.
وكما يوجد نقص في الأطباء والمعالجين النفسيين عموما في العراق، تكمن المشكلة الأساسية بالنسبة للمستشفى في النقص في “القوة البشرية”، كما يقول مديره فراس الكاظمي.
ويشرح الكاظمي لفرانس برس “نعاني شحاً في أطباء الاختصاص، لدينا فقط 11 طبيبا نفسيا، بينهم أنا، مدير المستشفى”، فيما عدد المرضى الموجودين 1425 مريضا، ثلثان منهم رجال وثلث نساء، تتراوح أعمارهم بين 18 و70 عاماً.
ويضيف “لا أعتقد أنه يوجد طبيب في العالم بعهدته 150 مريضا لمدة 30 يوما في الشهر و365 يوما في السنة، هذا رقم ضخم جدا”.
بالإضافة إلى ذلك، يعمل في المستشفى خمسة باحثين نفسيين فقط كمعالجين نفسيين، يستقبلون المراجعين في غرفة صغيرة يتناوب عليها ثلاثة منهم، وهو عدد قليل جدا إذا ما قورن بنحو مئة مراجع يزورون المستشفى يوميا.
ويضم المستشفى قسما تأهيليا يمارس فيه المرضى هوايات مثل العلاج بالمسرح والموسيقى والرسم.
في غرفة تضم منصة وعددا من المقاعد الحمراء، وقف ثلاثة رجال من مرضى المستشفى، كبار في السن، يتدربون على مشهد مسرحي أعدّه لهم مدربهم الذي كان رئيسا للقسم التأهيلي وتقاعد، مع ذلك يأتي لمدّ يد المساعدة.
“أكثر قبولا”
على الرغم من ذلك، لحظ الكاظمي في الآونة الأخيرة “تزايدا بأعداد المراجعين في العيادات الاستشارية”. ويقول إنه في الماضي “كان الأمر يعتبر محرجا، أن يقول الشخص أنا عندي مشكلة نفسية”، لكن الموضوع بدأ يصبح “أكثر قبولا” في المجتمع.
في مركز منظمة “أطباء بلا حدود” في بغداد، تقدّم جنبا إلى جنب مع خدمات العلاج الفيزيائي، خدمات العلاج النفسي للمرضى.
بالنسبة للطبيبة النفسية زينب عبد الرزاق التي تعمل في المركز، “وصمة” الطب النفسي موجودة في العراق كما في كل أنحاء العالم، لكنها “في السنوات الأخيرة بدأت تتراجع… فالناس أصبح لديها نوعا ما تقبّل أكثر للطب والعلاج النفسي”.
من بين مراجعي مركز “أطباء بلا حدود” من لم يكن يعرف ما هو العلاج النفسي أساسا، مثل زينب عبد الوهاب البالغة من العمر 30 عاما.
وتعاني الشابة من شلل الأطفال وتعرضّت لكسر في الحوض بعدما سقطت، فجاءت إلى المركز لتلقي علاج فيزيائي، لكنها في الوقت نفسه تعرّفت على العلاج النفسي بعدما مرّت بالكثير من التجارب الصعبة كوفاة والدتها ومرض والدها.
وتقول “لم يكن لدي فكرة عن العلاج النفسي… تعرّفت على الأمر هنا، لا يوجد علاج نفسي في العراق”.
وتكمل الشابة “رأيت أن التجربة جميلة، ولاحظت تغيّرا جذريا في نفسيتي”.
وتضيف “أدركت هنا أنه ليس فقط الشخص المجنون هو الذي يحتاج إلى علاج نفسي… المجتمع يفهم الأمر بشكل خاطئ، هو فقط شخص تتكلّم معه، تخبره عن يومك، وأشياء ربما لا ترغب في مشاركتها مع أشخاص مقربين”.
المصدر: وكالة تقدم الاخبارية
كلمات دلالية: الصحة النفسیة العلاج النفسی فی العراق فی بغداد
إقرأ أيضاً:
“السنة”يتحملون الجزء الأكبر من مآسي العراق !
بقلم : د. سمير عبيد ..
ملاحظة : مهلا مهلا وقبل العنتريات وردود الأفعال الانفعالية. فليس للموضوع علاقة بالتأجيج الطائفي او الانتقاص من احد .. فتعالوا معنا !
أولا:-
نعم.. يتحمل ” السنة ” في العراق الجزأ الأكبر من المآسي التي حصلت في العراق وضد العراقيين بعد عام ٢٠٠٣. ويتحملون مسؤولية تجذير الطائفية التي جاء بها التحالف ” الشيعي – الكوردي” بعد عام ٢٠٠٣ ورسخها في المجتمع وفي مؤسسات الدولة وسحق عروبة العراق ووأد مشروع الوحدة العربية الشيعية السنية في العراق .وبمقدمة المجموعات السنية اللي لعبت
هذا الدور الخطير هو الحزب الإسلامي ” الإخوان المسلمين” الذي تحالف مع الشيعة الطائفيين ومع الكورد القوميين .ومن بعد الحزب الإسلامي جاء سنّة حقائب الدولار والقچقچية وعملاء إيران وتركيا والخليج ،ومن بعدهم جاء دور الناعقين نيابة عن التنظيمات التكفيرية واصحاب شعارات الاقلمة والتقسيم.. الخ !
ثانيا:-
ونُذكّر عسى تنفع الذكرى ..فعلى جميع العقلاء والأحرار عدم نسيان المسالخ البشرية التي كانت تقوم بها ( حركة حماس العراق ) في مستشفى الفلوجة وفي مدينة وقرى الفلوجة والمناطق السنية … الخ .ومعظم السنة يعرفون من هي حركة حماس العراق ومن هم قادتها والتابعين لها . وهل نسينا المروحيات التي كانت تُشحن من عرعر وحائل بالدولار الاميركي وتنزل قرب مضيف ال بو ريشه باشراف الجنرال الاميركي بيتراوس والاستخبارات الاميركية وتوزع على الجهات السنية للذهاب باتجاه وأد مشاريع الاندماج العربي ” الشيعي السني” في العراق، ولزرع التفرقة السنية السنية ( وكانت اكياس الدولار الدولا لونها ابيض حليبي وعليها علامة الدولار $)!
ثالثا :
وقبل ان يتحامل علينا ” السنة ” نخبرهم انهم كانوا بموقع بيضة القبان وبموقع قارب أنقاذ العراق من الطائفية ومن جميع المآسي التي حلت في العراق. لأنهم كانوا حرّاس عروبة العراق ” والعروبة هنا ليست المقصود منها مشروع قومجي ناصري.. بل هو مشروع الامتداد لقومية رسول الله واهل البيت عليهم الصلاة والسلام ،وهي القومية العربية ) فيما لو تشبث سنة العراق بعروبتهم وعروبة العراق ومن ثم تشبثوا بالمشروع الوحدوي العربي بين ( سنة وشيعة ) العراق. فكان هذا المشروع هو قارب الإنقاذ للعراق وللمجتمع العراقي بوجه المشروع الطائفي الشيعي المدعوم من إيران ، وبوجه المشروع القومي الانفصالي الكردي المدعوم من الغرب ومنظمات صهيونية في العالم ( وهذا ليس تجاوز على الكورد ولا على الشيعة الموالين لإيران) بل هذه حقيقة وهذا تاريخ كنا ولازلنا شهود عليه وفيه!
رابعا :
ولكن السنة بدلا من الصمود والثبات والتشبث بالمشروع العربي الشيعي السني في العراق هرولوا نحو سفارات أمريكا وايران والكويت وتركيا والإمارات وسفارات دول اجنبية وعربية اخرى للإستقواء بها ومن ثم للقبول بما تقترحه هذه السفارات ( وطبعا كل سفارة تمثل سياسات بلدها ) ومن هنا بدأ تشظي وتهشيم الوحدة العربية السنية في العراق بمعاول السنة انفسهم اي ( سنة الدولار والتومان والريال والدرهم والليرة وحتى سنة الشيكل فيما بعد) فانغمسوا بمشاريع المحتل الاميركي وفي مشاريع ايران وتركيا داخل العراق فصاروا ( مجاميع مجاميع ) وكل مجموعة لها مرضعة .فقسم مرضعتهم طهران ،وقسم مرضعتهم أنقره، وقسم مرضعتهم الرياض والدوحة وابو ظبي ،وقسم مرضعتهم لندن ،وقسم مرضعتهم واشنطن ،وقسم مرضعتهم تل أبيب ،وقسم مرضعتهم اربيل ، وقسم مرضعتهم القاعدة والسلفية الجهادية وتنظيم الاخوان الدولي ….. الخ !
خامسا:
ونتيجة هذا الدور الملعون الذي اتخذته المجموعات السنية المرتزقة بمختلف ألوانها وتوجهاتها والتي اشرنا اليها اعلاه تاه “العرب السنة” الوطنيين والأحرار واصبحوا محاصرين جدا ، وتاه معهم ( العرب الشيعة ) واصبحوا بلا عضيد وبلا شقيق وبلا ظهر ورغم عروبتهم وعراقتهم. ومن هناك اخذ الاعلام الخليحي والعربي يُجذر بالفرقة عندما اخذ يطلق على شيعة العرق العرب الاقحاح بانهم ايرانيين ( اي الأنظمة الخليجية الغبية وبعدها الأنظمة العربية الغيبة قدمت شيعة العراق الذين هم عرب اقحاح وعلى طبق من ذهب إلى ايران ) .وركبت المجموعات السنية في العراق الموجه ضد أشقائهم العرب الشيعة بنعتهم رافضة وايرانيين فتجذرت الفرقة والطائفية والكراهية في العراق. وجاءت التنظيمات الأرهابية بدعم خليجي وتركي لتذبح وحدة العراق ووحدة العراقيين وتنعش المشروع الطائفي ومشروع اسرائيل ” المشروع التلمودي القديم ضد العراق والذي تكلم عنه المؤرخ الصهيوني برنارد لويس”في العراق . ومن هناك عمت سعادة كوردية عارمة بسبب هذا المشهد لانه عزز مشروعهم الانفصالي وعزز حلمهم بوأ المشروع العربي السني الشيعي في العراق. لانه لو تحققت الوحدة الشيعية السنية باسقاط قومي في العراق لبقي العراق قويا مهيبا ولسقطت جميع المشاريع الطائفية والقومية الانفصالية !
سادسا :
بحيث السنة العراقيين الذين شاركوا بهذه الجريمة الكبرى ضد العراق وضد وحدته ووحدة مجتمعة لم ينتبهو لأمور بغاية الاهمية وكانت المفروض تكون سببا باستيقاض ضمائرهم ومنها :
١- التفاخر بالقومية الكردية والمشروع القومي الكردي ومحاربة واحتقار اي مواطن ومجموعة عراقية اخرى تتفاخر بقوميّتها العربية !
٢- إطلاق تسمية سياسية خبيثة على السنة وهي ( العرب السنة ) وإطلاق تسمية سياسية خبيثة على الأكراد بتسميتهم القومية علما هم سنة ، وعلى الشيعة اطلقوا تسمية طائفية ( باسمهم الطائفي) .طيب وهل الشيعة في العراق غير عرب ؟
٣-والتعامل مع الشيعة على اساس طائفتهم وليس قوميتهم وعروبتهم وان تكلم شيعي واحد او مجموعة شيعية بقوميّتم العربية ( والتي هي قومية رسول لله ) يتعرضون للتسقيط والاتهام بانهم قومچية بعثية ناصرية .. الخ !!
الخلاصة :
لنكن شجعان بقول الحقيقة ولا يجوز اخفاء الحقيقة وهي ان هناك سواد اعظم شيعي عربي اي هم عرب اقحاح مخطوفين وللسنة ال ٢٢ من قبل مجموعات مدعومة من ايران وجهات خارجية … وهناك سواد اعظم سني عربي مخطوف من قبل مجموعات سنية استأجرتها الدول والسفارات وذهبت للتحالف مع الطائفيين والقوميين الانفصاليين بالضد من وحدة ومصير العرب الشيعة والسنة في العراق والذين هم العمود الفقري للعراق ونهوضه !
فصار لزاما إنقاذ العراق وإعادته إلى هويته ودوره وتاريخه .ومحاسبة تلك المجاميع الطائفية والانفصالية والقچقچية حسابا عسيرا لانها دمرت العراق وفرقت العراقيين !
سمير عبيد
٤ فبراير ٢٠٢٥