قالت الوزيرة الألمانية إن ظهور ممثل لطالبان في كولونيا غير مقبول تماماً ويتعين إدانته بشدة

انتقدت وزيرة الداخلية الألمانية نانسي فيزر بشدة ظهور مسؤول قيادي رفيع المستوى من حركة طالبان الأفغانية في مسجد بمدينة كولونيا وطلبت توضيحا بشأن الواقعة.

مختارات طالبان وقمعها المتزايد ضد تعليم الفتيات ألمانيا - نحو 45 ألف لاجئ قدموا طلبات لجوء سابقة في دول أوروبية المستشار الألماني يحث أردوغان على استعادة طالبي اللجوء المرفوضين

وفي تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية، قالت فيزر، اليوم السبت (18 نوفمبر/تشرين الثاني 2023):" ظهور ممثل لطالبان في كولونيا غير مقبول تماماً ويتعين إدانته بشدة"، مضيفة:" لا ينبغي لأحد أن يقدم منصة لإسلاميين متشددين في ألمانيا".

وقالت الوزيرة المنتمية لحزب المستشار الألماني أولاف شولتس الاشتراكي الديمقراطي إن طالبان مسؤولة عن انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان، وتابعت: " نحن نحمي في ألمانيا العديد من اللاجئين القادمين من أفغانستان من حكم طالبان القمعي. لهذا السبب لا يوجد مكان في ألمانيا على الإطلاق لقياديي طالبان".

وأضافت فيزر أن السلطات المختصة تحقق في الواقعة بشكل مكثف وقالت إنها تنتظر من منظمة "ديتيب" (الاتحاد الإسلامي التركي للشؤون الدينية)، التي ينتمي إليها المسجد "توضيحا كاملاً وسريعاً للغاية حول الكيفية التي أمكن بها ظهور هذا المسؤول في كولونيا".

وكانت "ديتيب" نأت بنفسها عن زيارة المسؤول الأفغاني للمسجد أول أمس الخميس، موضحة أن جمعية ثقافية أفغانية محلية هي التي نظمت الفعالية بعد أن روجت لها باعتبارها فعالية دينية. وقال فرع "ديتيب" في كولونيا: "خلافا للاتفاق التعاقدي، تطور الأمر إلى فعالية سياسة دُعي إليها متحدث غير معروف لنا".

وردت "الجمعية الثقافية الأفغانية كولونيا ميشنيش" بأنها لم تشارك في الفعالية وأن اسمها أُسِيئ استخدامه.

وكان متحدث باسم الداخلية الألمانية أفاد بأن الوزارة لم يكن لديها علم مسبق بهذا الظهور وأن الوزارة أحيطت علما بتصريحات "ديتيب" وستحث على الحصول على مزيد من التوضيح " كل شيء آخر متعلق بهذا الظهور هو مادة لتحقيقات جارية".

ع.ح./ع.أ.ج. (د ب أ)

المصدر: DW عربية

كلمات دلالية: وزيرة الداخلية الألمانية نانسي فيزر حركة طالبان الأفغانية كولونيا المستشار الألماني أولاف شولتس الحزب الاشتراكي الديمقراطي دويتشه فيله وزيرة الداخلية الألمانية نانسي فيزر حركة طالبان الأفغانية كولونيا المستشار الألماني أولاف شولتس الحزب الاشتراكي الديمقراطي دويتشه فيله فی کولونیا

إقرأ أيضاً:

طالبان وباكستان.. توتر يؤججه البحث عن حلفاء جدد

كابُل- انتهى عام 2024 بتدهور العلاقات الثنائية بين أفغانستان وباكستان إلى مستوى منخفض جدا على خلفية الاشتباكات التي وقعت بين الطرفين وأدت إلى عشرات القتلى والجرحى، ومئات النازحين.

وتصاعدت التوترات الحدودية بين البلدين منذ عودة حركة طالبان إلى السلطة صيف 2021، حيث تتهم إسلام آباد مجموعات مسلحة بشنّ هجمات على أراضيها انطلاقا من أفغانستان.

وقُتل 16 جنديا باكستانيا قرب الحدود الأفغانية في هجمات نهاية ديسمبر/كانون الأول الماضي، حسب ما أفاد به مسؤولون باكستانيون، في هجوم تبنته حركة طالبان باكستان. في حين قالت حكومة طالبان إن الغارات الجوية الباكستانية في منطقة الحدود الشرقية لأفغانستان أسفرت عن مقتل 46 مدنيا، بينما قال مسؤول أمني باكستاني إن القصف استهدف "مخابئ إرهابية".

وتشعر إسلام آباد بالإحباط من حليفتها السابقة أفغانستان، في حين ترى حركة طالبان أنها تحافظ على سيادة بلدها، وأن القوات الباكستانية تجاوزت "الخط الأحمر" حيث استهدفت الأراضي الأفغانية أثناء لقاء المبعوث الباكستاني صادق خان مع وزير الخارجية الأفغاني أمير خان متقي في العاصمة كابل.

مواجهات بالسلاح الثقيل خلفت حوالي 46 قتيلا معظمهم مدنيون.. لماذا اشتعلت أزمة بين أفغانستان وباكستان؟#الجزيرة_لماذا pic.twitter.com/zYUYmu3yR1

— قناة الجزيرة (@AJArabic) December 30, 2024

إعلان علاقات البلدين

يقول المتحدث باسم الحكومة الأفغانية ذبيح الله مجاهد للجزيرة نت، إن بلاده تريد إقامة علاقات قوية وحسنة مع باكستان، "وسعينا جاهدين لذلك وندرك موقف الأحزاب السياسية والشعب الباكستاني أنه يريد علاقة جيدة معنا، ولكن هناك جهة خاصة لا تريد هذه العلاقات وتحاول الإضرار بها".

وأشار مجاهد إلى أن "دولا أجنبية تدفع إسلام آباد لتدمير العلاقات مع كابُل، وأن الغارات التي نفذتها القوات الباكستانية في بعض المناطق في أفغانستان جزء من هذه المحاولات". وأضاف "أحرزنا تقدما في المفاوضات ولكن الغارات أفسدت كل شيء، وهذا دليل على أن المواقف في باكستان تجاه أفغانستان ليست موحدة".

يرى خبراء الشأن الأفغاني أن حركة طالبان بعد وصولها إلى الحكم في أفغانستان تتعامل كدولة وليست كحركة، وتسعى للتعامل مباشرة مع المجتمع الدولي والولايات المتحدة، دون الحاجة لباكستان كما كانت تفعل سابقا.

ولدى إسلام آباد بشكل عام والجيش الباكستاني بشكل خاص أسباب كافية للإحباط من موقف حركة طالبان تجاهها، ذلك أن الأخيرة ولت ظهرها لهم كما يعتقدون، ولا تعتمد عليهم، بل تبحث عن حلفاء جدد في المنطقة.

ويقول مصدر في الخارجية الأفغانية -فضّل عدم ذكر اسمه- للجزيرة نت "عندما ننظر إلى علاقة طالبان مع دول المنطقة، نرى أن الأمر يختلف، إذ تراجعت العلاقة بين طالبان وباكستان، وأدركت كل من الهند وإيران الوضع الجديد في المنطقة وأقامت علاقات مع طالبان".

كما أن موقف الجيش الباكستاني من أفغانستان، كما يقول المصدر، أضر بهذه العلاقات، وهناك مطالب باكستانية لا يمكن للحكومة الحالية توفيرها لأنها تضر المصالح الوطنية الأفغانية حسب اعتقادها.

حسابات خاطئة

عندما سيطرت طالبان صيف عام 2021 على العاصمة كابل، كان من المفترض أن تصبح باكستان أسعد جيرانها. واعتقد الكثيرون أن باكستان وطالبان انتصرتا في هذه الحرب التي استمرت 20 عاما، وبإمكان باكستان تحقيق أهدافها طويلة المدى لأن العمق الأفغاني سقط في يد حليفها.

إعلان

لكن سرعان ما تبين أن باكستان أخطأت في حساباتها، وواجهت علاقتها بطالبان توترا بعد فترة قصيرة من الأيام الأولى لتشكيل طالبان حكومتها الثانية في أفغانستان بسبب ملفات كثيرة أهمها "حركة طالبان باكستان"، والتوتر على الحدود، والوصول إلى أسواق آسيا الوسطى.

وبرأي الكاتب والباحث السياسي حكمت جليل، فمنذ 4 عقود لم تتغير إستراتيجية باكستان ضد من يحكم أفغانستان، وأثناء الوجود الأميركي بأفغانستان وفّرت باكستان كل ما يلزم حركة طالبان في قتالها ضد القوات الأجنبية والأفغانية، ولكن اختلف الأمر بعد وصول طالبان إلى السلطة، "لأنها (أي باكستان) تطالب الحكومة الحالية بأمور لا يمكن قبولها، وهناك أزمة ثقة كبيرة بين الطرفين".

لقاء سابق بين وزير الخارجية بحكومة طالبان أمير خان متقي مع المسؤول بوزارة الخارجية الهندية جي بي سينغ (مواقع التواصل) البحث عن حلفاء جدد

ويتسع الخلاف بين كابل وإسلام آباد مع سعي طالبان إلى بناء حلفاء جدد في مشهد جيوسياسي سريع التغيّر ووسط تحالفات متبدلة، ومع اعتقادها، أي الحركة، أن الحكومات المدنية تريد بناء العلاقات مع أفغانستان، ولكن المؤسسة العسكرية ومخابراتها تعرقل بناء هذه العلاقات.

في حين تبدو المصالحة بين الحلفين -طالبان وإسلام آباد- مستحيلة الآن، فتح الخلاف بينهما فرصة أمام نيودلهي لبناء علاقة قوية مع الحكومة الأفغانية الحالية. ففي السابع من يناير/كانون الثاني، انتقد المتحدث باسم الخارجية الهندية ولأول مرة الضربة الجوية الباكستانية على أفغانستان.

وفي اليوم التالي التقى نائب وزير الخارجية الهندي فيكرام ميسري نظيره الأفغاني أمير خان متقي في دبي لإجراء مناقشات مفصلة حول العلاقات الثنائية. ووصفت الخارجية الأفغانية نيودلهي بأنها "شريك إقليمي مهم". وكان هذا الاجتماع هو الأعلى مستوى بين أفغانستان والهند منذ وصول طالبان للسلطة عام 2021.

إعلان تحولات

يقول خبراء الشأن الأفغاني إن باكستان كانت واحدة من 3 دول اعترفت بحكومة طالبان في تسعينيات القرن الماضي، وستكون أول دولة تعارض حكم طالبان في أفغانستان حاليا، بل هناك محاولات باكستانية لإقامة علاقات مع معارضي طالبان.

ولدى أفغانستان تاريخ معقّد مع باكستان، أثبتت طالبان أنها أقل تعاونا مما كانت باكستان تأمل، حيث تتماشى طالبان مع الخطاب القومي لحشد الدعم من المجتمع الأفغاني الأوسع.

كما يحرص قادة طالبان على التحول من جماعة مقاتلة إلى حكومة، وإقامة علاقات تتجاوز الاعتماد الشديد على باكستان، وتنفي الاتهامات الباكستانية بشأن حركة طالبان الباكستانية، وتصفها بأنها مشكلة داخلية باكستانية وتنفي علاقتها بها.

عناصر طالبان بالقرب في موقع تعرض لغارات باكستانية في ولاية باكتيكا شرق أفغانستان (الفرنسية)

ويقول المتحدث باسم الحكومة الأفغانية ذبيح الله مجاهد للجريرة نت إن "حركة طالبان باكستان شأن داخلي ولا علاقة لنا بها، وظهرت عام 2003 نتيجة السياسة التي اختارها الجنرالات في الجيش الباكستاني". وشدد على أن "إلقاء اللوم على الجانب الأفغاني ليس الحل، ونتوقع من الأحزاب السياسية في باكستان أن تلعب دورها في بناء العلاقات بين البلدين".

ويرى المحللون أن باكستان تواجه الآن صراعا دبلوماسيا كبيرا مع حليف رئيسي وسط أزمتها السياسية الداخلية واقتصادها المتعثر، وتدرك أن نفوذها تراجع في أفغانستان لصالح دول وتحالفات جديدة.

مقالات مشابهة

  • انطلاق فعاليات الأسبوع الثقافي بمسجد سيدي عبد الوهاب بكفر الشيخ غدا
  • طالبان وباكستان.. توتر يؤججه البحث عن حلفاء جدد
  • الأمراض التي تسبب ظهور "الذباب" في العين
  • مسؤول أمريكي يتوجه لفنزويلا لإجراء محادثات بشأن المهاجرين
  • برلمان ألمانيا يرفض مشروع قانون بشأن الهجرة
  • وزير الأوقاف والمفتي ونقيب الأشراف يؤدون صلاة الجمعة بمسجد السلام ببورسعيد - صور
  • بالصور.. وزير الأوقاف والمفتي يؤديان صلاة الجمعة بمسجد السلام في بورسعيد
  • يديعوت: هذه هي الملفات التي سيناقشها نتنياهو مع ترامب
  • مستشار ألمانيا يرحب بإطلاق سراح الرهائن الحاملين الجنسية الألمانية في غزة
  • هذه هي الرسائل التي بعثت بها الولايات المتحدة لنتنياهو بشأن مراحل اتفاق غزة