قرار صادم.. ما أسباب إغلاق قناة أورينت السورية؟
تاريخ النشر: 18th, November 2023 GMT
سادت أجواء من الصدمة بين موظفي قناة "أورينت" السورية في مكتبها الواقع بمدينة إسطنبول، عقب تلقيهم خبر إغلاق المؤسسة الإعلامية بشكل كامل في مدة أقصاها نهاية العام الجاري، بعد لقاء مغلق جمع رئيس تحرير المحطة التي تهتم بالشأن السوري، علاء فرحات، مع مالكها رجل الأعمال السوري، غسان عبود.
ولم تعلن القناة رسميا بعد عن الأنباء التي ضجت بها العديد من الصفحات السورية عبر وسائل التواصل الاجتماعي أمس الجمعة، وأشارت إلى أن قرار الإغلاق المفاجئ جاء عقب ضغوطات تعرضت لها المؤسسة التي انتقلت إلى إسطنبول في السابع من نيسان /أبريل عام 2020 عقب توقف بثها التلفزيوني الفضائي في دولة الإمارات العربية المتحدة.
وتحدث مصدر عامل في "أورينت"، شريطة عدم الكشف عن هويته لأسباب شخصية، لـ"عربي21"، عن إبلاغ إدارة القناة موظفيها في اجتماع مغلق بقرار مالكها إغلاق المؤسسة بشكل نهائي دون تقديم أسباب واضحة حول القرار المفاجئ، الذي شكل صدمة لدى العاملين فيها، لاسيما في وقت كانت فيه "أورينت" تستقبل طلبات التوظيف لتعزيز طواقمها، بحسب المصدر ذاته.
وأشار الصحفي الذي اختار عدم ذكره اسمه، إلى أن إدارة القناة السورية لم تكن واضحة مع الموظفين حول أسباب إغلاقها المفاجئ، مستبعدا أن تكون الدوافع مادية، فيما أوضح خلال حديثه لـ"عربي21" أنه لا يستطيع تأكيد ما يثار حول تعرض المؤسسة الإعلامية إلى ضغوطات بسبب موقفها الداعم للثورة السورية ضد نظام بشار الأسد.
وتعتبر قناة "أورينت"، أحد أبرز المنصات الإعلامية السورية الداعمة للثورة السورية، والتي تعنى بقضايا السوريين في الداخل وبلاد اللجوء لاسيما تركيا، التي سبق للمحطة أن تعرضت فيها لحملات تحريض من قبل مناهضين للاجئين السوريين، كما واجهت دعوى قضائية على خلفية طرد أحد المحللين الأتراك على الهواء مباشرة بعد مشادة حادة بينه وبين مقدم البرامج الرئيسي في القناة، أحمد الريحاوي.
السلطات التركية تعتقل الإعلامي أحمد ريحاوي بعد طرد احد العنصريين من استوديو #اورينت #متضامن_مع_أحمد_ريحاوي pic.twitter.com/YWVXYL0goV — أحمد سويد أبو حمزة (@ahmads2021) March 14, 2023
وكانت القناة التي أسسها رجل الأعمال غسان عبود في الثاني من شباط /فبراير عام 2009 في إمارة دبي، قد أوقفت بثها التلفزيوني الفضائي عام 2020، في خطوة تزامنت مع اتخاذ صناع القرار في الإمارات مسار تطبيع العلاقات مع نظام بشار الأسد، ما أثار تكهنات واسعة حول تعرض المؤسسة المؤيدة للثورة السورية إلى ضغوطات أفضت بها إلى الانتقال لإسطنبول وتحولها إلى منصات تواصل الاجتماعي بشكل كامل.
ضغوط تركية أم إماراتية؟
رغم التحريض المتواصل على قناة "أورينت" بسبب مواقفها المناهضة لمروجي خطاب الكراهية ضد اللاجئين السوريين، فضلا عن انتقادها لحملات الترحيل التي تصاعدت عقب الانتخابات الرئاسية التركية الأخيرة بحق السوريين، إلا أن المحطة واصلت بثها وعملها بناء على مسارها التحريري المعتاد في كافة الميادين التركية.
الكاتب والصحفي، محمد منصور، الذي عمل في "أورينت"، من عام 2011 وحتى 2022، وواكب الكثير من التحولات الرئيسية التي طرأت على القناة طوال مسيرتها التي امتدت لسنوات طويلة، أوضح أنه رغم الدعوى القضائية ضد رئيس تحرير القناة ومذيعها الرئيسي أحمد الريحاوي بسبب المشادة التي حصلت بينهم وبين محلل تركي، إلا أن وضعها في تركيا كان مستقرا.
وقال منصور في حديثه لـ "عربي21"، أنه لم يتم التعرض للقناة أو التضييق عليها بعد حادثة المحلل التركي، لاسيما أن الدعوى جاءت بناء على شكوى شخصية، مضيفا أن ذلك بدليل مواصلة "أورينت" متابعة شؤون السوريين كما كانت تفعل منذ انتقال إدارتها من دبي إلى إسطنبول.
وشدد الصحفي السوري على استبعاده أن يكون هناك ضغوطا حقيقية تمارس على القناة في تركيا من شأنها أن تمنع الاستمرار عن العمل، مستدركا بالقول: "هناك إزعاجات، ولا توجد وسيلة إعلام تحاول أن تصل إلى الناس دون أن تتعرض لمضايقات سواء كانت في بلدها أم خارجه".
وردا على سؤال حول إمكانية أن تكون الضغوط عربية وليست تركية بسبب جزء كبير من استثمارات مالكها غسان عبود في دولة الإمارات، فضلا عن مقر مجموعته التجارية الرئيسي، استبعد الكاتب الصحفي في حديثه لـ"عربي21" أن تكون الإمارات قد مارست أي نوع من الضغوط بناء على مسار التطبيع الذي اتخذته مع النظام السوري، معتبرا أنه من غير الممكن أن يكون هناك ضغوط إماراتية على مؤسسة خارج حدودها لمجرد إقامة مالكها في الإمارات.
واستدل منصور على ذلك بالإشارة إلى أن "أورينت" كانت تتجنب على مدى مسيرتها التعرض إلى كافة الأخبار التي تتعلق بالإمارات، منذ وجود مقرها في دبي، باعتبار أنها تختص بالشأن السوري، منوها إلى أن ذلك كان أحد المآخذ القوية التي نالت من مصداقية القناة، خصوصا بعد التطبيع الإماراتي مع نظام بشار الأسد.
رصيد في الثورة السورية
رافقت قناة "أورينت" التي تغلق أبوابها وهي على مشارف الذكرى الخامسة عشرة لانطلاقتها في الثاني من شباط /فبراير القادم، كافة مراحل الثورة السورية التي انطلقت بتظاهرات سلمية عمت كافة المدن السورية عام 2011 ضد نظام الأسد قبل أن تتحول إلى حرب أهلية مدمرة بفعل القمع الوحشي الذي قوبلت به من قبل النظام.
وتعد القناة أحد أبرز المؤسسات الإعلامية التي ناصرت ثورة السوريين رغم العديد من الانتقادات التي طالتها خلال ذلك، في وقت أصبحت فيه المنصات الداعمة للثورة بعد 13 عاما على انطلاقتها معدودة على الأصابع، لاسيما مع اتخاذ العديد من الدول العربية نهج تطبيع العلاقات مع بشار الأسد بهدف إعادته إلى الحاضنة العربية، ما أفضى إلى حضوره قمة جامعة الدول العربية في العاصمة السعودية الرياض في أيار /مايو الماضي، وذلك لأول مرة منذ تجميد مقعد سوريا عقب الثورة.
الصحفية السورية، صبا مدور، اعتبرت في تغريدة عبر حسابها في منصة "إكس" (تويتر سابقا)، إغلاق قناة "أورينت" مؤشرا خطيرا لمحاولة اغتيال إعلام الثورة السورية، بحسب تعبيرها.
إغلاق قناة اورينت مؤشر خطير لمحاولة اغتيال إعلام الثورة السورية، هذه القناة كانت الشراع الأول في إيصال الحقيقة رغم الرياح المضادة للثورة. كل التقدير والشكر لكل صحفي ومنتج ومذيع عمل فيها على ما قدموه للتاريخ والشعب السوري، على أمل أن تواصلوا وأن نواصل في سرد الحقيقة ودمغها وملاحقة… pic.twitter.com/RZMcHIwHBi — Siba Madwar صِبا مدور (@madwar_siba) November 17, 2023
وأشارت إلى أنه بعد إغلاق المحطة ستكون الحمولة الإعلامية على السوريين، مشددة على ضرورة مواصلة طرق رؤوس العالم بجرائم الأسد ونظامه.
من جانبه، كتب الصحفي الفلسطيني ماهر جاويش في منصة "إكس": "لا أتفق تماما وبشكل متطابق مع سياسة التحرير لقناة أورينت ولا أوافق على كامل خطها التحريري ومع ذلك خرجت في إطلالات متعددة معهم، لكني أعتقد ومن زاوية دعم سردية الثورة السورية أن هناك حاجة ملحة لصوتها، ووجودها ضرورة كأحد منابر هذه الثورة التي نؤمن إيمانا جازما وقناعة تامة بأحقيتها وعدالتها وأنها ثورة قد تأخرت ربطا بحجم الظلم والفساد والاستبداد الذي خيّم على سوريا ولعقود طويلة".
لا أتفق تماماً وبشكل متطابق مع سياسة التحرير لقناة #أورينت ولا أوافق على كامل خطها التحريري ومع ذلك خرجت في إطلالات متعددة معهم وكتبت من وقت قريب مادة رأي في موقعهم الإلكتروني ، لكني أعتقد ومن زاوية دعم سردية #الثورة_السورية أن هناك حاجة ملحة لصوتها ووجودها ضرورة كأحد منابر هذه… pic.twitter.com/TiSIeBmwX4 — Maher Chawich ???????? (@ChawichMaher) November 18, 2023
وتابع: "وعليه أي صوت من أصوات الثورة السورية يتم إسكاته هو خسارة لهذه الثورة ويخصم من رصيد حضورها في الفضاء العام".
أما منصور، فقد أشار إلى أن غياب "أورينت" من الممكن أن يخلق فراغا في الإعلام السوري المعارض لنظام الأسد، رغم تضاؤل حضورها في السنوات الأخيرة بعد تحولها إلى منصة للأخبار العاجلة وبعض التقارير النوعية القليلة إضافة إلى نشرات الأخبار.
واعتبر في حديثه لـ"عربي21"، أنها "فقدت الزخم الذي كانت تقدمه في الأفلام الوثائقية والبرامج التي كان يديرها مذيعون أكفاء"، مستدركا أنه "على الرغم من كل ذلك كان وجودها مطمئنا للجمهور الذي وجد فيها حاجة إعلامية لمواكبة أخبار الثورة السورية، لاسيما وأنها كانت تنحاز دائما للمواطن السوري"، بحسب تعبيره.
بعد إغلاق أورينت ستكون الحمولة الاعلامية على السوريين وتلفزيون سوريا أكبر، لا تستهينوا بأي خبر أو قصة أو استعادة لأي حدث في تاريخ الثورة، واصلوا طرق رؤوس العالم بجرائم الأسد ونظامه وحزب اللات، اعيدوا نشر الصور والحقائق والرواية الشعبية حتى لو بدت بديهية، انشروا كل ما كتب، فالعالم… — Siba Madwar صِبا مدور (@madwar_siba) November 18, 2023 محزن خبر إغلاق قناة أورينت، أُسكتَ صوتٌ عتيق من أصواتِ الثورة السورية، تختلف أو تتفق معها لكنها كانت جلاداً للطغاة حيناً، وبلسماً يشفي صدور الباحثين عمن يحكي همومهم ومصائبهم حيناً آخر.
وداعاً أورينت
"من سمع ليس كمن رأى" — ماجد عبد النور (@Magedabdelnour1) November 17, 2023 حول الأخبار عن إغلاق قناة #اورينت بداية العام الجديد
لا يسعني إلا أن أشكر هذه القناة التي كانت ولازالت صوت السوريين في الداخل و الخارج ،ونقلت همومهم و مشاكلهم و نجاحاتهم و ابداعاتهم، وهي التي وقفت مع المظلومين في كل مكان و ضد الأسد منذ انطلاق الثورة.
خبر محزن جداً و مؤلم . pic.twitter.com/RAQWE7uheE — نبيل العثمان Nabel Alothman (@Nabel_Alothman1) November 17, 2023 محزن جدا اغلاق قناة اورينت اول منبر اعلامي ثوري سوري
كل التقدير والشكر لمن عمل بها ومن ساعد باستمرارها الى الان
من سمع ليس كم رأى
شكرا اورينت على ثلاثة عشر سنة pic.twitter.com/PY3rreY7WR — نضال خطيب (@nedalkhateeb) November 17, 2023
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية الإمارات النظام السوري الثورة السورية سوريا قناة اورينت سوريا الإمارات الثورة السورية النظام السوري قناة اورينت سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الثورة السوریة بشار الأسد إغلاق قناة pic twitter com حدیثه لـ إلى أن
إقرأ أيضاً:
بعد تصريحات ترامب.. المكسيك تعلن دعم بنما
أعلنت المكسيك دعم بنما، بعد التصريحات التي أدلى بها الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، حول استعادة السيطرة على قناة بنما.
وحسب وكالة “سبوتنيك” الروسية، قالت رئيسة المكسيك، كلوديا شينباوم، إن قناة بنما ملك للبنميين.
وجاء تصريح شينباوم، بعدما وجه ترامب اتهامات لبنما، قال فيها إنها تفرض رسوم مفرطة على السفن التي تعبر القناة، مضيفا: "من غير المقبول فرض رسوم عالية على البحرية الأمريكية والسفن الأمريكية عند مرورها في القناة".
وقال ترامب، خلال حديثه إلى حشد من مؤيديه في ولاية أريزونا: "نطالب بإعادة قناة بنما للولايات المتحدة بشكل كامل ومن دون أي أسئلة"، معتبرا أن أمريكا تتعرض للسرقة في قناة بنما، وأن تأمينها أمر مهم للتجارة الأمريكية".
كما نشر ترامب صورة على وسائل التواصل الاجتماعي الخاصة به لعلم أمريكي مرفوع فوق مسطح مائي ضيق، وعلق عليها: "مرحبًا بكم في الولايات المتحدة!".
واتهم ترامب الدولة الواقعة في أمريكا الوسطى، بفرض رسوم باهظة على السفن التي تستخدم القناة للعبور بين المحيطين الهادئ والأطلسي.
فيما ندد رئيس بنما، خوسيه راؤول مولينو، بتعليقات ترامب، مؤكدا أن قناة بنما والمنطقة المحيطة بها ملك لبنما وستظل كذلك.