شاهد عيان بـ«الشفاء»: غادرنا المستشفى رافعين أيدينا وتركنا الجرحى (صور)
تاريخ النشر: 18th, November 2023 GMT
مشاهد دامية ودخان كثيف وأصوات قصف متواصل وجرحى ممدون على الأرض، وأطفال خدج يلفظون أنفاسهم الأخيرة، مشاهد أخيرة أمام أعين الأطباء وآلاف النازحين وبعض المصابين في أثناء إجلائهم من قبل قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي من داخل مستشفى الشفاء في غزة، بعد ما يقرب من أسبوع على محاصرته واقتحامه وتدمير أجزاء واسعة منه.
يقول ماجد أبو الرشراش، شاب عشريني، أحد الذين تم إخلاؤهم من مستشفى الشفاء، إن الأوضاع كارثية ولا يمكن أن يستوعبها بشر، وتابع في حديثه لـ«الوطن»: «الاحتلال أمرنا بإخلائ المستشفى خلال ساعة وجاءت تلك الأوامر منذ الساعة التاسعة صباحاً، وحاول الأطباء الدخول في مفاوضات لتركهم لعلاج المرضى الذين لن يستطيعوا الخروج، إلا أن الجنود رفضوا وهددوا من ينوي البقاء بإطلاق النار على رأسه باستثناء نحو 5 أطباء فقط قاموا باختيارهم».
الاستسلام والخروجوتابع: «تم أمرنا بالخروج رافعين أيدينا والشارات البيضاء وسيرنا في خط مستقيم بين دبابتين مشهرة سلاحها في وجوهنا، وكان يتم توجيه التعليمات لنا باللغة العبرية».
ووصف «أبو الرشراش» الطوابق الداخلية للمستشفى بأنها أصبحت ساحة يتمدد فيها المرضى والجرحى: «تركناهم خلفنا يواجهون الموت وسط صراخ الأطفال الذين كانوا يستغيثون بنا حيث أنهم لا يستطيعون المشي، وأمسك بقدمي أحدهم، إلاّ أني منعت من حمله واصطحابه معنا».
وأشار إلى أنّ الاحتلال أطلق عدد كبير من قنابل الغاز على بوابات المستشفى ما تسبب في حدوث حالات اختناق بين النازحين والمصابين.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: مستشفى الشفاء الاحتلال إخلاء مستشفى الشفاء
إقرأ أيضاً:
الشاطبي.. حياة (1)
لا توجد أسرة في الإسكندرية لم تلجأ في يوم ما لهذا الصرح الطبي العملاق الذى يعرفه القاصي والداني، مهما اختلفت الطبقات الاجتماعية تجد الجميع يهرع إليه عند حدوث حالة طارئة، حينما تعجز أم عن إيجاد طبيب في عتمة الليل لإنقاذ طفلها تسرع فورًا له، عندما يعجز الأطباء الآخرون عن تشخيص أو علاج طفل حتمًا ستجد التشخيص الصحيح لدى أطبائه، تتجه معظم الأمهات- إذا أصيب أحد الأطفال بمكروه- إلى هذا المبنى العريق المتواجد في أشهر مناطق الإسكندرية، بالقرب من مكتبة الإسكندرية.
إنه مستشفى الشاطبي الجامعي، الذى تم إنشاؤه كمستشفى للنساء والولادة في الخمسينيات، وفى عام 1970 تم افتتاح مشفى الأطفال (بدأت الفكرة عام 1950 بإنشاء قسم لعلاج الأطفال بمستشفى ناريمان، وتم نقله عام 1965 إلى مستشفى الأنفوشي، حتى تم افتتاحه كمستشفى متخصص بالشاطبي)، وتم التوسع بإضافة العديد من الأقسام على مر السنوات، وزادت سعة استيعابه للمرضى، كما تم ترميمه بعد زلزال 1992 (وربما يتذكر البعض الشائعات التي انتشرت في ذلك الوقت عن توجه الدولة لهدمه، وبيع أرضه للمستثمرين، ثم تبين فيما بعد عدم صحتها) علمًا بأن مستشفى الشاطبي لا يخدم فقط أهالي الثغر وإنما يأتي إليه المرضى من كافة أنحاء الجمهورية وخاصة محافظات البحيرة ومطروح وكفر الشيخ، ورغم أنه يضم نخبة من أفضل الأطباء وهيئة التمريض إلا أن حاله في تدهور، ويعانى مثل أغلب المستشفيات الحكومية من ضعف الإمكانيات والموارد، وتهالك المنظومة الصحية، ويعانى فريق العمل به أشد المعاناة لتقديم خدمة طبية متميزة في ظل تردى أوضاعه.
وللمقال بقية..