عقدت قوى الحرية والتغيير، اجتماعًا لمكتبها التنفيذي وكادرها القيادي بالعاصمة المصرية القاهرة خلال الفترة من 15-18 نوفمبر 2023، بعد سلسلة اجتماعات اتسمت بالوضوح والشفافية بين المجتمعين في هذه الاجتماعات التي تعقد في ظل ظرف تاريخي ومفصلي لوطننا وشعبنا.

واستهل الاجتماع أعماله بالترحم على الشهداء، ضحايا الحروب والصراعات في السودان من عسكريين ومدنيين الذين استشهدوا طيلة حقبة تلك الحروب، آخرها حرب الخامس عشر من أبريل، وأن نترحم أيضا على كل الشهداء من أجل الحرية والسلام والعدالة في مشوارنا الطويل لأجل الكرامة والحريات والدولة المدنية الديمقراطية، معربين عن أصدق أمانيهم بالعودة العاجلة لكل المفقودين ومعرفة ظروف الاختفاء وكشف مصيرهم وعاجل الشفاء لكل الجرحى والمصابين والمناداة بالحرية لكل المعتقلين والمعتقلات من المدنيين غير المنخرطين في الحرب.

وأعرب الاجتماع عن عميق قلقه على تصعيد وتيرة المواجهات المسلحة في كافة أرجاء البلاد، وعن بالغ إدانته لكل الجرائم والانتهاكات التي اُرتكبت في هذه الحرب لا سيما الجرائم الشنيعة التي ارتكبت في غرب دارفور إثر اقتحام قوات الدعم السريع للجنينة واستهداف البنية التحتية في الخرطوم إثر قصف القوات المسلحة، كل هذه الجرائم بواسطة الطرفين المتقاتلين تضاف الي قائمة طويلة من الانتهاكات التي شملت القتل والسلب والنهب والتشريد والاغتصاب مما يستدعي دعم جهود لجنة تقصي الحقائق الدولية التي تشكلت بقرار مجلس حقوق الانسان، والتي ندعو جميع الأطراف التعاون معها بما يؤدي لكشف الحقائق ومحاسبة المنتهكين وإنصاف الضحايا وجبر الضرر.

ونوه الاجتماع للمؤشرات الواضحة بتغذية الصراع وزيادته في دارفور من خلال خطوات ملحوظة ومرصودة لتحويل الحرب إلى مواجهة أهلية شاملة بين المكونات السكانية للإقليم، وبناءً على تلك الوقائع فإن الإجتماع وجه نداء لكل المكونات الاجتماعية بإقليم دارفور لعدم الانسياق لهذا المخطط الذي لن يورث الإقليم إلا مزيد من الخراب والدمار وإطالة أمد الحرب وزيادة كلفتها مع ضرورة الاستفادة من تجربة الحرب التي عاشها الإقليم منذ العام 2003، التي تورط النظام المباد ورأسه وعناصره في الجرائم المرتبطة بها حتى باتوا مطلوبين للعدالة الدولية، وضرورة أن تتضمن أي إجراءات مستقبلية بعد إنهاء الحرب التحقيق الشفاف العادل في كل التجاوزات والانتهاكات التي حدثت في الإقليم من قبل الأطراف المتحاربة والكشف عن الجرائم والانتهاكات ومرتكبيها وإحالتهم للعدالة الجنائية وجبر أضرار وتعويض المتضررين مع تسليم كل المطلوبين للمحكمة الجنائية الدولية فوراً دون تأخير لإنصاف الضحايا وضمان عدم تكرار الانتهاكات مستقبلا.

المؤشرات والتطورات خلال الشهور السبعة الماضية، تظهر بوضوح إمكانية تمدد الحرب وهو ما يترتب عليه تداعيات أمنية وإنسانية أكثر كارثية، وهو ما يتطلب الآن وقبل تفاقم وتزايد الأزمة الراهنة فتح ممرات آمنة تضمن إيصال المساعدات للمحتاجين وصيانة خطوط الكهرباء والمياه والاتصالات وفتح طرق الحركة أمام الناس والسلع بشكل حر وآمن دون إعاقة باعتباره جزء من الإجراءات التي التزم بها الطرفان في اتفاق 7 نوفمبر 2023.

ودعا الاجتماع إلى ضرورة زيادة التشبيك بين الفاعلين في المجال الإغاثي والإنساني المحليين والدوليين بما يضمن توصيل المساعدات الإنسانية وتوزيعها إلى مستحقيها بالتنسيق مع منبر جدة لاتخاذ كافة التدابير لتنفيذ الالتزامات المتفق عليها.

وكشفت قوى الحرية والتغيير، أنه ما عاد خافيًا على الإطلاق دور وصلة النظام المباد وحزبه المحلول وتنظيم الحركة الإسلامية التابعة له وواجهاتهم في التحريض على الحرب وإشعالها وتغذية استمرارها، باستخدام نفوذه على بعض أجهزة الدولة، مشيرين إلى أن مساعي بعض الأطراف لاستيعاب النظام المباد وحزبه المحلول في أي عملية سياسية مستقبلية، هو فعليا استمرار للتشوه والاضطراب في الدولة ومكافأة للنظام على جرائمه التي ارتكبها بإعاقة الانتقال الديمقراطي وتدبير انقلاب 25 أكتوبر 2021، فضلا عن قطع الطريق على العملية السياسية بإشعال الحرب في 15 أبريل 2023، ولذلك يجب إخضاع هذه المجموعة الإجرامية لرغبات شعبهم والتصدي الحازم لهم وتصنيفهم كمجموعة إرهابية ذات سجل إرهابي معلوم وممارسات تمثل تهديداً للسلام والأمن الإقليمي والدولي.

وأعلنت قوي الحرية والتغيير، تصديها لكل مخططات تقسيم السودان بما في ذلك تحويل الحرب الحالية إلى حرب أهلية وتتمسك بوحدة السودان أرضا وشعبا، مؤكدة أن موقفها المناهض للحرب والتمسك بضرورة إيقافها وتحقيق السلام وتأسيس انتقال مدني ديمقراطي مستدام عبر طرح رؤية لإنهاء الحرب وتحقيق السلام عن طريق حل سلمي تفاوضي يفضي لإعادة تأسيس الدولة السودانية، وذلك في إطار حرصها على القيام بدور مسؤول في ظل هذا الظرف التاريخي الدقيق والحساس.

وثمنت الحرية والتغيير، الجهود المبذولة في منبر جدة بواسطة المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الإفريقي والايقاد وكل المنظومات الإقليمية والدولية الساعية لوقف الحرب، مؤكدة أنها ستواصل مساعيها التي لم تنقطع مع طرفي الحرب بشكل مباشر وعلني لإنهاء الحرب وتحقيق السلام وتأسيس الانتقال المدني الديمقراطي المستدام، بجانب التواصل مع الجهود الإقليمية والدولية بغرض حشد الدعم والمساندة لإنهاء الحرب، وقد طور الاجتماع حزمة أفكار عملية تساعد في تقصير أمد الحرب وتفتح الطريق امام عملية سياسية تؤسس لسلام شامل وتحول ديمقراطي مستدام، وسنعمل على تطويرها مع شركائنا في تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية وكل القوى المدنية المنحازة للسلام والتحول الديمقراطي.

ورحب الاجتماع بكل مقررات ونتائج الاجتماع التحضيري بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا وما نتج عنه من تكوين تنسيقية القوي الديمقراطية المدنية (تقدم)، وقرر المساهمة الفاعلة في تنفيذ ورش العمل المحددة والتحضير والتنظيم لانعقاد مؤتمرها التأسيسي في ميقاته المحدد سلفا، والإسهام في إنجاحه وضمان مشاركة أوسع قطاع من المكونات السياسية والنقابية والاجتماعية والنساء والشباب والقوى المجتمعية الفاعلة والمؤثرة.

وأوصى الاجتماع بالتواصل مع قوى الثورة الأخرى غير المنخرطة في (تقدم) لإقناعها بالانضمام إليها أو الوصول معها لصيغة تضمن التنسيق لتحقيق الأهداف المشتركة. كما أكد الاجتماع على زيادة مشاركة النساء في هياكل التحالف.

واعتمد الاجتماع، توصية اللجنة الاقتصادية بالسعي مع الشركاء من أهل الاختصاص لإيجاد آليات لمساعدة السودانيين في الظرف الصعب الذي يعيشونه، بتقديم دعم مالي مباشر للاجئين والنازحين ومنسوبي القطاع غير المنظم «أصحاب المهن والحرف والصناعات الصغيرة وعمال اليومية»، وتمويل مدخلات الإنتاج الزراعي، وشراء المنتجات، وتوفير احتياجات السودان من الأدوية خصوصا المنقذة للحياة.

ووجه الاجتماع اللجنة الاقتصادية للحرية والتغيير، بتطوير رؤية لإدارة اقتصاد ما بعد الحرب وقضايا إعادة الإعمار وجبر الضرر وعرضها على اجتماع المجلس المركزي المقرر انعقاده نهاية العام بغرض إجازتها واعتمادها، بجانب العمل بشكل متوازي لبلورة رؤية اقتصادية للمساهمة بها في الورشة الاقتصادية التي أقرتها اللجنة التحضيرية لتنسيقية القوى الديمقراطية المدنية "تقدم"، مع ضرورة أن يخضع البرنامج الاقتصادي الذي سيقدم للمؤتمر التأسيسي لـ(تقدم) لأوسع تشاور ممكن.

وناقش الاجتماع تقرير اللجنة الإعلامية بقوى الحرية والتغيير، حول تنفيذ الخطة الإعلامية وأهدافها وأنشطتها ومعوقاتها، وأهمية تفعيل العمل الإعلامي بما يحقق أهداف الحرية والتغيير في هذه المرحلة، شدد على تنفيذ الخطة الإعلامية المجازة في اجتماع الحرية والتغيير بالقاهرة يوليو 2023، ووضع كافة إمكانيات الحرية والتغيير تحت تصرف اللجنة الإعلامية، وزيادة الاهتمام بالعملية الإعلامية بصورة أكبر داخل التحالف ومكوناته، وأمن الاجتماع على أهمية تطوير العمل الإعلامي في تنسيقية القوى الديمقراطية والمدنية "تقدم".

وتقدم الاجتماع بكل الشكر والتقدير لجمهورية مصر العربية قيادة وحكومة وشعبا على تسهيل عقد الاجتماع في قاهرة المعز والتعاون في تسهيل إجراءات وصول المشاركين في الاجتماع، مؤكدة حرصها على تعزيز هذا التواصل والتعاون بما يفضي لإنهاء الحرب وتحقيق السلام والعمل سويا ومعا مستقبلا لما يعود بالخير على البلدين وشعبيهما.

وسجل الاجتماع صوت شكر مستحق لكل أصدقاء السودان ودول الجوار ومحيطه الإقليمي والدولي لمواقفهم المساندة تجاه أبناء وبنات شعبنا الذين شردتهم ويلات الحرب وتقديم المساعدات للموجودين داخل الوطن في مناطق الحرب أو المتأثرة بها سيذكر شعبنا هذا الصنيع والجميل بكثير الامتنان والتقدير.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: إقليم دارفور الصناعات الصغيرة انهاء الحرب عمال اليومية قوى الحرية والتغيير مساعدات السودان قوى الحریة والتغییر وتحقیق السلام لإنهاء الحرب

إقرأ أيضاً:

الحرب تحرم آلاف الطلاب السودانيين من امتحانات “الثانوية” .. تنطلق السبت المقبل في مناطق سيطرة الجيش وفي مصر

أعلنت الحكومة السودانية، التي تتخذ من مدينة بورتسودان مقراً مؤقتاً لها، عن عزمها عقد امتحانات الشهادة الثانوية، في 28 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، لأول مرة منذ اندلاع الحرب في منتصف أبريل (نيسان) 2023. ويجلس للامتحانات أكثر من 343 ألف طالب وطالبة، في المناطق التي يسيطر عليها الجيش السوداني (الولايات الشمالية والشرقية) ومصر، يمثلون 67 في المائة من الطلاب عموماً.

وكانت «قوات الدعم السريع» التي تسيطر على مناطق واسعة في ولايات دارفور وكردفان والخرطوم والجزيرة ومناطق أخرى، رفضت عقد الامتحانات، ووصفت الخطوة بأنها تأتي ضمن سياسات مدروسة تهدف إلى تقسيم البلاد، وحرمان عشرات الآلاف من الطلاب في مناطق القتال. كما رفضت تشاد إقامة الامتحانات على أراضيها باعتبارهم لاجئين.

اكتمال الترتيبات
وأعلن وزير التعليم المكلف، أحمد خليفة، في مؤتمر صحافي بمدينة بورتسودان، العاصمة الإدارية المؤقتة للبلاد، اكتمال الترتيبات كافة، مشيراً إلى أنها المرة الأولى التي يتم فيها تغيير المواقيت الزمنية للامتحانات، إذ تقرر عقد الجلسات في الساعة الثانية والنصف ظهراً بتوقيت البلاد، بدلاً من الثامنة صباحاً، تقديراً لظروف الطلاب الذين يجلسون في مصر وعددهم أكثر من 27 ألف طالب وطالبة في 25 مركزاً، من جملة 49 ألف طالب وطالبة يجلسون للامتحانات من خارج السودان. وقال إن الحكومة المصرية ذكرت أنها لا تستطيع عقد الامتحانات في الفترة الصباحية.

وأشار الوزير إلى أنه تم تجهيز مركزين للطوارئ في مدينتي عطبرة والدامر (شمال البلاد)، يمكن أن يلتحق بهما الطلاب قبل 24 ساعة من بداية الامتحانات. وأكد أن جميع الترتيبات الأمنية مطمئنة لعقد الامتحانات، وأضاف: «لدينا خطط بديلة في حال حدث أمر طارئ... لكن المخاوف والتهديدات قليلة».

وأوضح أيضاً أن الامتحانات ستقام في 12 ولاية نزح إليها 120724 طالباً وطالبة من الولايات غير الآمنة، رافضاً الاتهامات الموجهة لهم بأن تنظيم الامتحانات في ظل هذه الظروف يحرم آلاف الطلاب في مناطق القتال من فرصة الجلوس للامتحانات.

تشاد ترفض
وقال الوزير: «لم نظلم الطلاب في إقليم دارفور أو غيره... هناك 35 في المائة من الطلاب الممتحنين وافدون. وزاد عدد الطلاب النازحين بنسبة 100 في المائة في ولايتي القضارف ونهر النيل». وأضاف: «استطعنا تلبية رغبة 67 في المائة من الطلاب الذين سجلوا للامتحانات قبل الحرب».

وقال خليفة إن الحكومة التشادية لا تزال متمسكة بعدم إقامة امتحانات الشهادة السودانية على أراضيها، بحجة أنهم لاجئون وعليهم دراسة المنهج التشادي، ما يحرم 13 ألف طالب وطالبة، مؤكداً جاهزية الوزارة لإرسال الامتحانات حال وافقت دولة تشاد.

وكشف وزير التربية والتعليم في السودان عن إكمال الأجهزة الأمنية لكل الترتيبات الأمنية اللازمة لعقد الامتحانات، موضحاً أن هناك لجاناً أمنية على مستوى عالٍ من الخبرة والدراية أنجزت عملها بأفضل ما يكون.

وذكر أن أوراق الامتحانات تمت طباعتها داخل السودان بجودة عالية وبأجهزة حديثة ومتقدمة في وقت وجيز لم يتجاوز 15 يوماً.

وفقاً للجنة المعلمين السودانيين (نقابة مستقلة)، فإن أكثر من 60 في المائة من الطلاب المؤهلين للجلوس للامتحانات سيحرمون منها، وعلى وجه الخصوص في دارفور وكردفان الكبرى، وأجزاء من العاصمة الخرطوم والجزيرة ومناطق أخرى تعاني من انعدام الأمن.

وتشير إحصائيات منظمة الأمم المتحدة لرعاية الطفولة (اليونيسيف) إلى أن استمرار الحرب منع 12 مليوناً من الطلاب السودانيين في مراحل دراسية مختلفة من مواصلة التعليم.

الشرق الأوسط:  

مقالات مشابهة

  • الحرب تحرم آلاف الطلاب السودانيين من امتحانات “الثانوية” .. تنطلق السبت المقبل في مناطق سيطرة الجيش وفي مصر
  • تعديل موعد مران الأهلي الختامي قبل مواجهة شباب بلوزداد الجزائري
  • بعد اصدار البيان الختامي | مكاسب عديدة من قمة مجموعة دول الثماني النامية للتعاون الاقتصادي
  • طحنون بن زايد يترأس الاجتماع الختامي لمجلس إدارة شركة “إم جي إكس” للعام 2024
  • طحنون بن زايد يترأس الاجتماع الختامي لـ"إم جي إكس"
  • مبعوث أممي يزور بورتسودان غداً في إطار جهود دولية لوقف الحرب
  • البيان الختامي لأبوزنيقة: مجلسا النواب والدولة يتفقان على خارطة طريق لمعالجة الملفات الليبية العالقة
  • رفع كفاءة المهندسين السودانيين استعدادا لإعمار بلادهم
  • «الحرية والتغيير» تدعو قوى ثورة ديسمبر لبناء أوسع جبهة لوقف الحرب
  • بالتفصيل.. البيان الختامي للقاء أعضاء مجلسي «النواب والدولة» في المغرب