في دبي.. الكشف عن مفهوم تصميم داخلي ملكي لأكبر طائرة بمحركين في العالم
تاريخ النشر: 18th, November 2023 GMT
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- تخيّل أن تستقل طائرة، فتجد بانتظارك غرفة نوم خاصة بك "تشبه الشرنقة"، تضم سريرًا كبير الحجم، وحمّامًا مزوّدًا بأكبر دش على الإطلاق على متن طائرة، لتشكل غرفة نوم مستقلّة توفر خصوصيّة تامة.
Credit: Lufthansa-Technik
وهذه الغرفة تعد محور تصميم المقصورة الجديدة الخاصة بشركة "لوفتهانزا تكنيك" لطائرة 777-9 إكس المقبلة، أي النسخة الخاصة من طائرة بوينغ الجديدة ذات الهيكل العريض، بوينغ 777 إكس.
ويستفيد مفهوم التصميم المسمّى CelestialSTAR بشكل كامل من مقصورة الطائرة الفسيحة للغاية، التي توفر مساحة تبلغ 343 مترًا مربعًا، وتقترن بقدرة الطائرة على البقاء في الهواء لمدة 22 ساعة، ما يعني أنه في وسعها ربط أي مدينتين بالعالم من دون توقف، وفقًا لشركة بوينغ.
ولكن بما أنّ السعر الإجمالي للطائرة، بالإضافة إلى التصميم الداخلي الخاص، يتجاوز بسهولة نصف مليار دولار، فستكون هذه التجربة بمثابة رفاهية متاحة لعدد قليل من الأشخاص.
وصرحت شركة "لوفتهانزا تكنيك"، الذراع الهندسية والصيانة لشركة الطيران الألمانية لوفتهانزا، إن المفهوم الذي كشف النقاب عنه هذا الأسبوع خلال فعاليات معرض دبي للطيران، يستهدف في المقام الأول العملاء من العائلات المليكة في الشرق الأوسط.
ولهذا السبب يتضمن مفهوم التصميم أنماطًا وتأثيرات تقليدية من التراث الثقافي للمنطقة.
وقال حسن قاسم، مدير المبيعات لدى شركة "لوفتهانزا تكنيك": "إنه مزيج بين لمسة شرق أوسطية وتصميم عصري وأنيق للغاية".
وأضاف أنها "مزيج من العالم القديم والجديد، وهذه المنطقة مشهورة بذلك - فهي تقدر تقاليد الماضي، لكنّها أيضًا واثقة جدًا بشأن المستقبل".
وتشمل الميزات الأخرى منطقة "للعمل والتوازن" بجوار غرفة النوم والحمام، مزودة بمقاعد دوّارة ومنزلقة يمكن للمسافرين استخدامها حول المكاتب الكبيرة، ولكن يمكنها أيضًا الاستدارة والتحرك نحو الأرائك الجانبية لإجراء المحادثات والاجتماعات.
وتأتي الغرفة مع "منافذ جدارية" يمكن استخدامها كشاشات عرض، ثم يمكن إغلاقها لتصبح غير مرئية داخل هيكل الجدار.
وفق لوفتهانزا، تُعد منطقة تناول الطعام الكبيرة بمثابة "مجلس"، أي غرفة التجمّع والاجتماعات التقليدية في الشرق الأوسط، وتوفر 11 مقعدًا فرديًا وميزات مثل الشاشات يمكن سحبها بالكامل إلى الطاولة.
أما النصف الثاني من المقصورة فيحتوي على ستة أجنحة فاخرة للضيوف أو الوفود، كما يوجد 32 مقعداً إضافياً في المنطقة التنفيذية، أي ما يعادل مقاعد درجة الأعمال.
وفي الجزء الخلفي من هيكل الطائرة، لا تزال هناك مساحة لمنطقة المرافقين، على غرار المقصورة الاقتصادية الممتازة.
ومن المتوقع أنّ الطائرة بوينغ 777 إكس التي طال انتظارها، وهي أكبر طائرة ذات محركين في العالم، ستدخل الخدمة في عام 2025، لذا فإنّ هذا المفهوم ما زال على الورق حاليا.
لكنّ شركة لوفتهانزا، التي ستكون بين أولى شركات الطيران التي تشغّل هذا النوع من الطائرات، تقول إن المفهوم يعتمد على المواصفات الفعلية للطائرة، ما يعني أنه يمكن أن يصبح حقيقة إذا قدّم العميل طلبًا لها.
وأوضح قاسم إنّ شركة "لوفتهانزا تكنيك" قامت بتجهيز أكثر من 150 طائرة "بوينغ بيزنس جت" من نماذج مختلفة، لكن بسبب اتفاقيات السرية، لم تتمكن أبدًا من عرض العمل علنًا.
وأضاف: "لهذا السبب توصلنا إلى تلك التصاميم المفاهيمية، لإظهار ما هو ممكن بالفعل ولتكوين قاعدة للمناقشة".
ويمكن للعملاء المحتملين والزوار الفضوليين في معرض دبي للطيران، من تجربة التصاميم في الواقع الافتراضي. وفي الحقيقة، سيطول الانتظار قليلاً.
وقال كليمنس شريتل، وهو أيضًا مدير مبيعات لدى شركة "لوفتهانزا تكنيك": "يستغرق تجميع مثل هذه الطائرات معًا بعض الوقت. لذلك أود أن أقول إنه سيتم تسليم أولى الطائرات للعملاء في عام 2027 أو 2028".
ووفقاً لشريتل، سيكون الطلب على نسخة طائرات رجال الأعمال من طراز بوينغ 777 أكس مرتفعاً في منطقة دول مجلس التعاون الخليجي.
وأشار إلى أنّ هناك أكثر من 30 طائرة من طراز 747 في المنطقة تحلق كطائرات خاصة، مضيفًا: "أنا متأكد من أن العدد سيكون أكثر من ذلك بالنسبة لطائرة 777 إكس".
ولفت إلى أن تكلفة تجهيز واحدة بمقصورة CelestialSTAR ستتراوح بين 130 و160 مليون دولار، بالإضافة إلى سعر الطائرة نفسها الذي يبلغ حوالي 450 مليون دولار.
الإماراتدبيشركات طيرانطائراتنشر السبت، 18 نوفمبر / تشرين الثاني 2023تابعونا عبرسياسة الخصوصيةشروط الخدمةملفات تعريف الارتباطخيارات الإعلاناتكوبونز CNN بالعربيةCNN الاقتصاديةمن نحنالأرشيف© 2023 Cable News Network. A Warner Bros. Discovery Company. All Rights Reserved.المصدر: CNN Arabic
كلمات دلالية: دبي شركات طيران طائرات معرض دبی للطیران بوینغ 777
إقرأ أيضاً:
بين الروحانية والفن..مصور يبرز زاوية منسية داخل مساجد الإمارات
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- عادة ما تتمتع المساجد بالعمارة الإسلامية المهيبة، لكن هناك جانبا قلّ ما يحظى بالانتباه داخل هذه التحف المعمارية، أي القباب.
وفي هذه السلسلة التي عُرضت خلال النسخة التاسعة من المهرجان الدولي للتصوير "إكسبوجر 2025" في إمارة الشارقة بدولة الإمارات، يوجّه المصور الصحفي السوري عماد الدين علاء الدين عدسته نحو الأعلى، مستعرضا الجوانب المعمارية والفنون الروحية داخل مساجد الإمارات.
ويبرِز علاء الدين من خلال مشروعه الذي يحمل عنوان "مساجد الإمارات: تناغم الفن والروحانية"، مزيجًا من الإبداع والروحانية، مجسدًا جهود الفنانين، والنحاتين، والخطاطين في صياغة هوية بصرية مميزة لهذه المساجد.
وقال المصور السوري في مقابلة مع موقع CNN بالعربية إنه يسعى عبر عدسة كاميرته إلى إبرز التفاصيل الخفية التي تعكس التناغم الفريد بين الفن والروحانية في مساجد الإمارات، بهدف مشاركة العالم جمال هذا الإرث المعماري.
وقد استلهم هذا المشروع الفريد من خلال "تأمله العميق" داخل هذه المساجد، قائلًا: "لطالما كنت مفتونًا بجمال العمارة الإسلامية، ووجدت أن المساجد ليست فقط دور عبادة، بل عبارة عن تحف فنية متكاملة تعكس التراث الإسلامي العريق من خلال التصميمات الهندسية المعقّدة، والزخارف الدقيقة، والخطوط القرآنية التي تتناغم مع الإضاءة الطبيعية، ما يخلق أجواءً روحانية ساحرة".
وبصفته فنانا ومصورا، سعى علاء الدين إلى "نقل هذه التجربة البصرية والروحانية إلى العالم" من خلال عدسته، إذ أوصح "التصوير هو لغتي البصرية، ومن خلاله أسعى لإبراز هذا الفن العريق، وتعريف العالم بالحضارة الإسلامية من زاوية جديدة، تتجاوز الصور النمطية، وتُظهر مدى الدقة والإبداع الذي انعكس في بناء هذه المساجد".
وأِشار المصور السوري إلى أنه كان يبحث عن مشروع "يحمل رسالة ثقافية وإنسانية"، وقد وجد في تصوير المساجد من الداخل، وتسليط الضوء على القباب بتناسقها الهندسي الفريد "وسيلة لإبراز التراث الإسلامي بطريقة فنية يفهمها الجميع، حيث يجتمع الفن والروحانية في صورة واحدة".
تتميز المساجد التي وثقها في الإمارات بـ"تنوعها الفريد من حيث طرازها المعماري، حيث يعكس كل منها مزيجًا من التأثيرات الإسلامية المختلفة، بدءًا من العمارة العثمانية والمغولية، وصولًا إلى الطراز الفاطمي والمملوكي، مع لمسات حديثة تتناسب مع روح العصر"، حسبما ذكره.
خلال رحلته التي استغرقت مدة شهرين، وثقت عدسة علاء الدين في هذا المشروع عددا من المساجد في الإمارات السبع، ومن بين أبرزها: مسجد الشيخ زايد الكبير في العاصمة الإماراتية أبوظبي، ومسجد النور في الشارقة، ومسجد الفاروق عمر بن الخطاب في دبي.
وأضاف المصور السوري: "لكل مسجد وثقته سحره الخاص، سواء من حيث التصميم أو التاريخ أو الروحانية التي يشعر بها كل من يزوره. لكن ما جذبني تحديدًا بتلك المساجد هي القباب الهندسية المتقنة، التي تعكس عبقرية الهندسة الإسلامية وروعة التناظر البصري، ما جعلها محور هذا المشروع".
أما عن زاوية التصوير الفريدة التي اختارها للمشروع، فشرح قائلًا إن زاوية التصوير نحو الأعلى تلعب دورًا أساسيًا في إبراز الدقة الهندسية والجمال البصري لمساجد الإمارات، خاصة عند توثيق القباب والزخارف المعمارية المعقدة.
لكن علاء الدين لم يعتمد هذه الزاوية في التصوير فقط لإبراز التفاصيل المختلفة، بل لتقديم منظور جديد، حيث قام بتحويل المشهد ثلاثي الأبعاد إلى منظور مسطّح، ليبدو وكأنه طبقة واحدة منسجمة، ما أضفى بعدًا فنّيًا فريدًا على الصور.
وأوضح: "هذا الأسلوب في التصوير يسمح بإبراز التفاصيل الدقيقة بطريقة أكثر وضوحًا، ويصنع تجربة بصرية تجعل المشاهد يتأمل في التناغم المثالي بين الفن الإسلامي والهندسة المعمارية".
واستطاع المصور السوري أن يوازن بين الجوانب الفنية والجوهر الروحي لمساجد الإمارات من خلال اختيار الإطار المربع، والذي يصنع إحساسًا بالتوازن والتناظر، ما يعكس الهندسة الدقيقة للعمارة الإسلامية، إذ قال: "الشكل المربّع يوجّه عين المشاهد مباشرة نحو التفاصيل المعمارية والزخارف، من دون تشتيت، ما يعزز التأمل في البنية والتناسق".
وأضاف: "هذا النهج لا يبرز فقط جمال التصميم، بل يعكس أيضًا الشعور بالسكينة والروحانية".
مع ذلك لم يخل هذا المشروع الفني الفريد من التحديات، إذ كان على المصور السوري تحديد مركز قبة المسجد من الأسفل من دون الاستعانة بجهاز الليزر، الذي قرر عدم استخدامه، التزامًا بحاية نفسه ومن حوله.
كما كان عليه التصوير قبل غروب الشمس مباشرة للحصول على أفضل إضاءة طبيعية تُظهر الضوء المنبعث من نوافذ القبة، وكذلك لتسليط الضوء على النقوش، والألوان، والزخارف، التي تزين النوافذ، ما يعكس جمال التفاصيل المعمارية.
ويجدر بالذكر أنّه خلال الفترة بين 20 و26 فبراير/ شباط الماضي، في منطقة الجادة بالشارقة، استضاف المهرجان الدولي للتصوير "اكسبوجر 2025" أبرز المصورين بالعالم، حيث شاركوا حكاياتهم وخبراتهم مع هواة وعشاق التصوير.