حرب غزة.. دخول شحنة وقود أولى إلى القطاع بعد ضوء أخضر إسرائيلي
تاريخ النشر: 18th, November 2023 GMT
دخلت شحنة وقود أولى إلى "قطاع غزة" بعد ضوء أخضر إسرائيلي، فيما حطت أجنحة الرحمة في دولة الإمارات مُحمّلة بدفعة أولى من أطفال مُصابين من القطاع، ونفد الوقود لدى مُعظم مستشفيات غزة ما يُحوّل دون تشغيل مولداتها، وأعلنت وزارة الصحة التابعة لـ"حماس"، وفاة 24 شخصًا في مجمع الشفاء خلال يومين بسبب انقطاع الكهرباء، بينما يُواصل الاحتلال الإسرائيلي عملياته في القطاع الفلسطيني.
وأعلن مدير مستشفى ناصر في خان يونس بوسط قطاع غزة، اليوم السبت، أن 26 شخصًا قُتلوا في قصف استهدف 3 مبانٍ سكنية في المدينة، وقال لوكالة فرانس برس إن "هذه الضربة الجوية التي وقعت في منطقة حمد أدت أيضًا إلى إصابة 23 شخصًا بجروح خطيرة".
وأصبح مستشفى الشفاء، الأكبر في القطاع، محورًا للعمليّة التي تنفذها إسرائيل وسط اتهامها حماس باستخدام المستشفى مركزًا للقيادة، وهو ما تنفيه الحركة.
وتُقدّر الأمم المتحدة بأن 2300 شخص ما زالوا في مجمع الشفاء، وسبق لمدير المستشفى محمد أبو سلمية أن حذّر من أن الوضع في الشفاء "كارثي".
ونفد الوقود لدى معظم مستشفيات غزة ما يحول دون تشغيل مولداتها.
وجاء ذلك بعيد إعلان مستشار الأمن القومي لرئيس الوزراء الإسرائيلي تساحي هنغبي أن مجلس الحرب "وافق بالإجماع على توصية مشتركة للجيش الإسرائيلي والشين بيت (الأمن الداخلي) بالامتثال لطلب الولايات المتحدة والسماح بدخول شاحنتين لوقود الديزل يوميا".
وذكر المسؤول أن شاحنات الوقود ستمر عبر معبر رفح الحدودي مع مصر من خلال وكالات الأمم المتحدة وصولا إلى المدنيين في جنوب قطاع غزة شرط عدم وصولها إلى حماس.
ومساءً، أعلنت هيئة المعابر في غزة دخول 17 ألف لتر وقود للقطاع لضمان تشغيل شبكة الاتصالات المهمة لتنسيق الشؤون الإنسانية.
وصلت طائرة أولى تحمل على متنها 15 شخصا من الأطفال وعائلاتهم، في إطار مبادرة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، بعلاج ألف طفل فلسطيني برفقة عائلاتهم من قطاع غزة في مستشفيات دولة الإمارات.
وحطت الطائرة القادمة من مطار العريش في جمهورية مصر العربية، في مطار أبوظبي، وعلى متنها أطفال في أمس الحاجة للمساعدة الطبية ممن يعانون من إصابات وحروق شديدة، ومرضى سرطان يحتاجون إلى علاج حثيث.
وأكدت مها بركات مساعد وزير الخارجية لشؤون الصحة في دولة الإمارات، أن جميع الطواقم الطبية والصحية والمستشفيات في الدولة على أتم الاستعداد لاستقبال باقي الأطفال وعائلاتهم، وتقديم الرعاية الشاملة والمتكاملة لعلاجهم وتوفير أفضل الخدمات التخصصية، وفقا للمعايير الدولية حتى تماثلهم للشفاء وعودتهم.
وأضافت: "سارعت دولة الإمارات منذ بدء الأزمة بتقديم المساعدات والإمدادات الإنسانية العاجلة لقطاع غزة".
وتجسد هذه المبادرات نهج دولة الإمارات والتزامها التاريخي في دعم الشعب الفلسطيني والتخفيف من حدة الأزمة الإنسانية التي يواجهها وخاصة من الفئات الأكثر ضعفا وفي مقدمتها الأطفال.
إطلاق "جميع الرهائن"لا تزال قضية الرهائن المحتجزين في غزة، وبينهم أجانب، مدار بحث بين عدد من الأطراف، وخطفت حماس نحو 240 رهينة وفق الجيش.
وأثار الرئيس الأمريكي جو بايدن مع أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، الحاجة الملحّة للإفراج عن "جميع الرهائن".
وكان بايدن أبدى الأربعاء "تفاؤلا معتدلا" بإمكان توصّل إسرائيل وحماس إلى اتّفاق حول إطلاق قسم من الرهائن.
كما جدّد منسّق الشؤون الإنسانيّة في الأمم المتحدة مارتن غريفيث الدعوة إلى إطلاق جميع الرهائن في غزّة بلا شروط.
وكانت السلطات الإسرائيليّة ربطت بين مستشفى الشفاء والبحث عن الرهائن.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو لشبكة "سي بي إس" الأميركيّة "لدينا مؤشّرات قويّة على أنّ الرهائن كانوا محتجزين في مستشفى الشفاء، وهذا أحد الأسباب التي دفعتنا لدخوله. لكن إذا كانوا هنا، فقد نُقلوا إلى مكان آخر".
وأعلن الجيش الإسرائيلي الجمعة أنه عثر في مبنى محاذٍ للمستشفى على جثّة الجندية نوعاه مارسيانو (19 عاما) التي كانت رهينة لدى حماس وسبق وأعلن مقتلها الثلاثاء.
من جهته، قال أبو عبيدة، المتحدّث باسم كتائب عزّ الدين القسّام، الجناح العسكري لحماس، إنّ الحركة عرضت "إتمام صفقة تبادل منذ بداية المعركة لحلّ هذه القضيّة الإنسانيّة".
"لا نطلب المستحيل"نزح أكثر من 1,65 مليون شخص داخل القطاع الذي يعدّ 2,4 مليون نسمة منذ اندلاع الحرب، خصوصا بعدما أنذر الجيش الإسرائيلي سكّان شمال غزّة بضرورة النزوح إلى جنوب القطاع. إلا أنّ الفلسطينيّين لا زالوا يواجهون القصف المتواصل حتّى خلال النزوح.
وفجر الجمعة، كان مخيّم النصيرات وسط القطاع هدفا لقصف نفّذه سلاح الجوّ الإسرائيلي، وأدّى إلى تدمير سبعة منازل ومبانٍ سكنيّة وإلى مقتل 18 شخصا بينهم ثلاثة أطفال، وفق مسؤولين صحّيين.
وفي ظلّ الحصار الإسرائيلي على القطاع منذ بدء الحرب، لا يجد الآلاف مأوى. كما أنّ هناك أزمة إنسانيّة كبيرة ونقصا حادا في الغذاء وانقطاعا لمياه الشرب.
وفي هذا الصدد، جدّدت الأمم المتحدة الجمعة الدعوة إلى "وقف إنساني لإطلاق النار" للسماح بإيصال المساعدات.
من جهته، طالب رئيس السلطة الفلسطينيّة محمود عبّاس خلال استقباله مسؤول السياسة الخارجيّة في الاتّحاد الأوروبّي جوزيب بوريل الجمعة بـ"الضغط" على إسرائيل لوقف الحرب وتسريع إدخال المساعدات الإنسانيّة إلى قطاع غزّة".
ومع ارتفاع عدد الضحايا، طلبت خمس دول موقّعة على معاهدة إنشاء المحكمة الجنائيّة الدوليّة إجراء تحقيق بشأن "الوضع في دولة فلسطين"، حسبما أعلن المدّعي العام للمحكمة كريم خان، مؤكّداً أنّ مكتبه كان قد فتح تحقيقاً في الوضع.
مواجهات في الضفةتتواصل المواجهات اليوميّة والعمليّات العسكريّة الإسرائيليّة في الضفّة الغربيّة، حيث قُتل خمسة أشخاص وأصيب آخران في قصف استهدف مخيم بلاطة للاجئين في نابلس، حسبما أعلن الهلال الأحمر الفلسطيني الجمعة.
وذكرت إدارة المخيم أن ضربة جوية أصابت مبنى يضم مقرا لحركة فتح. ولم يؤكد الجيش الإسرائيلي على الفور حصول هذه الضربة.
وقُتل الجمعة أيضا سبعة فلسطينيّين برصاص القوّات الإسرائيليّة في جنين والخليل، حسب الجيش الإسرائيلي ووزارة الصحّة الفلسطينيّة.
وأعلن الجيش الإسرائيلي الجمعة أنّه قتل "خمسة إرهابيّين على الأقلّ" في جنين، فيما أعلنت حماس مقتل ثلاثة من مقاتليها.
وأعلن حزب الله الجمعة شنّ هجمات على عدد من المواقع وتجمّعات لجنود في الجانب الإسرائيلي من الحدود، مؤكدا أنه استعمل في إحداها "محلقتَين انقضاضيّتَين هجوميّتَين".
وأعلن الجيش الإسرائيلي في بيان قصف "بنى تحتيّة" و"مراكز قيادة عملياتيّة" لحزب الله باستخدام مروحيّات ومقاتلات.
قوات الاحتلال الإسرائيلي تُهاجم عشرات الأهداف في غزةأعلنت "قوات الاحتلال الإسرائيلي"، أنها هاجمت عشرات الأهداف في قطاع غزة إضافة لمواقع إطلاق صواريخ وإنتاج أسلحة، حسبما أفادت صُحف دولية، اليوم السبت.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: غزة الامارات الاحتلال إسرائيل بوابة الوفد الجیش الإسرائیلی الأمم المتحدة دولة الإمارات قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
عمّان تدشن أولى تحركاتها الدبلوماسية العلنية نحو دمشق وسط مخاوف من تمدد إسرائيلي والإرهاب
هديل غبّون
عمّان، الأردن(CNN)-- دشن وزير الخارجية وشؤون المغتربين الأردني أيمن الصفدي، الإثنين، أولى تحركات بلاده الدبلوماسية المعلنة نحو دمشق بعد قرابة أسبوعين من سقوط النظام السوري السابق، الذي أطاحت به هيئة تحرير الشام بقيادة أحمد الشرع، في مبادرة وصفها مراقبون "بالإيجابية الواسعة"، لتتجاوز عمّان محاولات متواصلة لم تنجح حتى مساء أمس، في تسيير وفد عربي مشترك للقاء الإدارة السورية الجديدة.
جاءت زيارة الصفدي كأول وزير خارجية عربي إلى دمشق، محمّلة بتركة "ثقيلة" من الملفات المشتركة تتصدرها مكافحة تهريب المخدرات والأسلحة عبر الواجهة الشمالية للمملكة وعودة اللاجئين وأمن الحدود ومحاربة "الإرهاب".
ولم يغب عن هذا التحرك، الهواجس الأردنية حيال الأوضاع الأمنية والعسكرية على الأراضي السورية، بما فيما تمدد "إسرائيل" نحو مناطق محاذية للحدود الأردنية السورية ومنطقة حوض اليرموك وسد الوحدة، حيث يرتبط الأردن بحقوق مائية وغيرها، مع دمشق من خلال الاتفاقية العربية المشتركة لإدارة مياه حوض اليرموك، ومع الجانب الاسرائيلي من خلال اتفاقية السلام الموقعة عام 1994.
في هذه الأثناء، يرى سياسيون بأن تحرّك الصفدي "الإيجابي" العلني، يصّب في المصلحة الاستراتيجية للأردن، في بادرة سريعة لتلافي تكرار سيناريو "العراق" في عام 2003 الذي دفع بإيران لبسط نفوذها، مع عزوف الدول العربية آنذاك عن التدخل.
ومن هنا، يرى الباحث والوزير الأردني الأسبق محمد أبو رمان، في تصريحات لموقع CNN بالعربية، بأن خطوة "الصفدي" تعكس بداية انفتاح أردني واسع على الإدارة السورية الجديدة، بعد أن أسس الأردن لهذه الخطوة عبر بوابة "اجتماع العقبة"، وفقا له.
ويعتقد أبو رمان أن التحرك العلني اليوم، جاء بعد اتصالات في القنوات الخلفية منذ الأيام الأولى لسقوط النظام السوري السابق، لافتا أن رسالتي طمأنة وجهتها هيئة تحرير الشام للمملكة في وقت سابق قبل وصول المعارضة إلى دمشق، ساهمت في تسريع هذا التحرك، عدا عن عدم استهداف الهيئة للأردن بخلاف تنظيم داعش، ما ساهم أيضًا في تبديد الخلفية التاريخية غير المشجعة التي ربطت الأردن بالهيئة لانضمام أعداد من الأردنيين لها للقتال في سوريا سابقًا، إضافة إلى التحوّل الأيديولوجي والسياسي والتنظيمي للهيئة، بحسب ما يرى أبو رمان.
وسارع الأردن إلى جسر العلاقات مع دول الجوار في مقدمتها تركيا التي كان وزير خارجيتها ضيفا رئيسيًا على اجتماع العقبة، وكذلك الولايات المتحدة الأمريكية، فيما تواظب عمّان على أن تقوم لجنة الاتصال الوزارية العربية بدور مشترك في الملف السوري مع الإدارة الجديدة، كما في مبادرة خطوة مقابل خطوة في أواخر عهد النظام السابق، إلا أن "فجوات" في المواقف العربية تجاه التطورات في سوريا، حالت دون "تسيير وفد عربي مشترك إلى دمشق"، وفقًا لأبو رمان.
ويوضح أبو رمان بالقول :"حتى منتصف ليلة أمس كانت هناك اتصالات أردنية لأن يكون هذا التحرك من خلال زيارة وفد عربي مشترك لكنها لم تتم. الأردن فضّل ألا ينتظر أكثر، هذه الزيارة مقدمة لانفتاح ملحوظ وفقا لمتطلبات أردنية واضحة عبّر عنها الصفدي في لقائه بالشرع وفي إعلان العقبة، يقوم أهمها على بناء نظام سياسي سوري متعدد، يحتضن الجميع وفقا لحوار وطني داخلي لا يقصي أحدًا، وأن يكون النظام السياسي مدنيًا وليس إسلاميًا بالمعنى الأيديولوجي"، بحسب تعبيره.
وفيما لا يدخر الأردن جهدًا في بناء موقف عربي موحد حيال سوريا الجديدة، إلا أن "قلقا كبيرًا" أيضًا يساوره بشأن التقدم الإسرائيلي في الأراضي السورية، ما دفعه لاتخاذ هذه الخطوات المتسارعة، حتى على مستوى مسار المساعدات الإنسانية.
ويضيف أبو رمان: "الأردن يشعر بقلق شديد من تقدم إسرائيل في المنطقة وسوريا الذي يضر بالأمن الوطني الأردني وبمصالحه المائية. في سوريا، المناطق التي سيطرت عليها إسرائيل تتضمن مصادر مياه للأردن حصة فيها. بكل وضوح الأردن لديه خشية أن يكون لإسرائيل أجندة تصل الجولان بالسويداء، ولذلك بدا الحرص واضحًا على ضرورة دعم تشكل نظام سوري سياسي جديد بالمتطلبات المعلنة".
ويربط الأردن تطور تحركاته نحو دمشق، باستقرار "مؤسسات الدولة السورية"، كما يبقي موقفه حيال مسار العقوبات المفروضة على سوريا، رهنا بالإطار الأممي، بحسب ما أكدت مصادر مطلعة لموقع CNN بالعربية، بما في ذلك قانون "قيصر".
ويعتبر تهريب المخدرات والسلاح عبر الواجهة الشمالية واحدة من أكثر الملفات تعقيدًا، حيث أكد الوزير الصفدي خلال تصريحاته الاثنين باستمرار وجود عمليات تهريب، فيما لم تصدر بيانات "رسمية" عن القوات المسلحة الأردنية بشأن هذه العمليات خلال الأسبوعين الماضيين على الأقل عبر الواجهة الشمالية.
ولم يقف التقدّم الأردني المعلن نحو دمشق، عند الحراك السياسي والدبلوماسي، إذ شكّلت خطوة استئناف حركة الشحن التجاري إلى الأراضي السورية قبل أيام، خطوة استراتيجية نحو تنشيط الاقتصاد البيني، عبر تشكيل "خلية أزمة" في المنطقة الحرة المشتركة، وفق تصريحات سابقة لوزير الصناعة والتجارة الأردني يعرب القضاة، إذ تم السماح للشاحنات بالمرور من الأردن إلى سوريا وإلى الأردن إلى الدول الأخرى.
وفي ملف اللجوء السوري، صدرت عدة تأكيدات على لسان مسؤولين أردنيين بأن عودة اللاجئين السوريين إلى بلادهم "هي عودة طوعية" بالضرورة، وأشارت تسريبات وسائل إعلام محلية بأن 12800 سوري غالبيتهم من المصنفين بغير اللاجئين في مفوضية شؤون اللاجئين، قد عادوا إلى بلادهم منذ سقوط النظام.
يستضيف الأردن نحو مليون و300 ألف سوري، يقطن نحو 10% منهم فقط مخيمّات اللجوء.
وفي أحدث القرارات أيضًا، أعلنت وزارة الداخلية الأردنية، تسهيل حركة السفر لفئات جديدة من الأردنيين والسوريين إلى الأراضي السورية عبر معبر جابر الحدودي شمال المملكة، لغايات ما أسمته "رفد الاقتصاد الوطني" حسب إجراءات السفر المتبعة، بمن فيهم المستثمرين ورجال الأعمال والطلبة الأردنيين والوفود الاقتصادية الأردنية، والمستثمرين السوريين وعائلاتهم والسوريين الذين تجنسوا بالجنسية الأردنية.
الأردنسوريانشر الاثنين، 23 ديسمبر / كانون الأول 2024تابعونا عبرسياسة الخصوصيةشروط الخدمةملفات تعريف الارتباطخيارات الإعلاناتCNN الاقتصاديةمن نحنالأرشيف© 2024 Cable News Network. A Warner Bros. Discovery Company. All Rights Reserved.