جريدة الرؤية العمانية:
2025-03-17@17:32:38 GMT

هنا يكتب التاريخ ملحمته

تاريخ النشر: 18th, November 2023 GMT

هنا يكتب التاريخ ملحمته

 

مسعود الحمداني

Samawat2004@live.com

(1)

(ع).. عُمان بلاد التاريخ، منبع الأصالة، مزون الحكمة، ونهر الجود، بلاد ليس كمثلها بلاد، تسير نحو الأفق، ترتدي وشاحا من الجمال، وتعبر محيطات العالم بذاكرة من ماء، تسيل إلى آخر الكون، وتلهم الأساطيل البحرية قوتها وسطوتها، ونفوذها، تاريخ من النبل والوفاء، والإضافات المتينة للإنسانية، تشعرك بالفخر وأنت تجوب فيافيها، وترتاد سهولها، وتلوذ بجبالها، وتعبر بحارها، تشعر وكأنَّ التاريخ يبسط ذراعيه، وأنَّه من هنا مر الكرام، ومن هنا عبروا، ومن هنا بدأت صياغة الحياة.

(2)

(م).. ملحمة من العطاء والإنجاز، تسير نحو العلى، وتتهادى كقمة شمس لا تخفت، يقودها قائد مُحنك، وينجزها شعب عظيم، يحملون معهم مبادئا وقيما، أصالة وكرما، شجاعة وبسالة، هكذا هي صفات أهل سلطنة عمان  حكومة وشعبًا، لا يتكلمون كثيرًا، ولكن يفعلون كثيرًا، لا يثرثرون في الخلافات العربية والإقليمية، ولكنهم يتدثرون بلباس الخلق العظيم، لا يصمتون حيت يكون الكلام واجبًا، ولا يجادلون حين يكون الصمت أدبًا، في "فلسطين" تظهر مواقفهم، وفي الخلافات العربية تبين معادنهم، وحين يشتد الوطيس يزمجرون كالرعد لا يثنيهم عن الحق شيء، يرسمون المستقبل، ويخططون للغد، ولا ينسون الحاضر، يفعلون ما تمليه عليهم ضمائرهم الحية، ولا يرفعون شعارات القومية العربية ككثير من الدول، ولكنهم يطبقونها حين تظهر الحاجة لها، ويسعون لها، ولا يترددون في إثباتها على أرض الواقع، وليس في الخطب وكلام الإنشاء العام.

(3)

(أ).. أخلاقهم أعمالهم، وأقوالهم أفعالهم، أسلموا دون سيف أو حرب، وجاسوا البلاد حتى وصلوا أصقاع أفريقيا، وآسيا، وأمريكا الشمالية، وجهات الأرض الأربع، وتركوا آثارهم شاهدة عليهم، كانوا ساسة قبل أن يعرف الكثيرون معنى السياسة، وكانوا عقلانيين في زمن الجنون، وكانوا فصحاء في مواقفهم في زمن التلعثم، والخيانات، وكان صوتهم على منابر الأمم المتحدة صوتا واحدا، لا يتغير أو يتلون، وقفوا مع مصر حين تخلى عنهم العرب، وثبتوا مع العراق حين انهزم الباقون، وسجّلوا مواقفهم المشرفة في سوريا حين غلبت العاطفة البدوية على قرارات الجامعة العربية، ولم يتخلوا عن اليمن حين تخلى عنها الكثيرون، ونصروا "فلسطين" و"غزة" حين توارى الكثيرون خلف عباءاتهم، أولئك الذين يلعبون مع الصهاينة ليلاً، ويدغدون مشاعر العامة نهارا، لم تثنهم الهجمات المضادة، ولم تفت في عضدهم كثرة الاتهامات المُكالة ضدهم، ولم يزعزع مواقفهم المال الإقليمي، أو الإغراءات الدولية، فالمواقف ثابتة كثبات جبال عمان، وراسخة كرسوخ مبادئها.

(4)

(ن).. نِعم البلد بلادي، ونِعم الرجال رجالها، ونِعم القادة قادتها، ينظرون إلى الأفق فيحملون معهم الحلم، ويسعون إلى تحقيقه، ويجعلون من المستحيل ممكناً، ومن الممكن سهلاً، ومن السهل طريقاً يمشون فيه إلى المستقبل، وها هي سلطنة عمان بعد ثلاثة وخمسين عاماً من الجهد والاجتهاد، ومن البناء والتعمير، ومن العمل والكفاح تتبوأ مكانتها، وتتسيّد مكانها، وتعلن أنها دولة لا تقدم، ولا تشيخ، ولا تتكاسل أو تعجز عن الوصول إلى أهدافها، دولة قادها المغفور له بإذن الله قابوس بن سعيد- طيب الله ثراه- وواصل بناءها وتمكينها صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق- حفظه الله- فلذلك لا خوف على هذه البلاد، ولا تثريب.

عامًا جديدًا مباركًا، وعيدًا دائمًا، وقائدًا صادق الوعد كعهده، وإنجازًا رائعًا، وشعبًا عظيمًا كعظمة هذا الوطن، ورسوخه.. كل عام وعُمان بألف خير ونعمة وسلام.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

محمد كركوتي يكتب: الإمارات.. اتفاقيات شراكة ناجعة

يمضي مسار اتفاقيات الشراكة الاقتصادية الشاملة للإمارات مع دول العالم، بثبات وقوة، كما أنه حقق قفزات نوعية في فترة زمنية قصيرة. 
البرنامج الذي أُطلق في عام 2021، أنجز حتى اليوم 20 اتفاقية، وفي غضون فترة قصيرة أيضاً، دخلت ست اتفاقيات نطاق التنفيذ، كما أن البرنامج يساهم بقوة متصاعدة في تحقيق هدف الإمارات الاستراتيجي في رفع مستوى التجارة غير النفطية إلى 4 تريليونات درهم بحلول عام 2031. 
في نهاية العام الماضي، لامست هذه التجارة فعلاً 3 تريليونات درهم، لتحقق القطاعات غير النفطية فيها نمواً بلغ 14.6%. ولا بد من الإشارة هنا إلى أن التجارة العالمية للسلع سجلت نمواً السنة الماضية بلغ 2% فقط.
برنامج اتفاقيات الشراكة الشاملة، وفر في الفترة الماضية مزيداً من المزايا التي صبت في صالح الحراك على الجانب الإماراتي، في مقدمتها رفع حجم التبادل التجاري للدولة، والوصول إلى الأسواق سريعة النمو. كما دعم قطاعات عدة على الساحة الإماراتية، منها «مثلاً» الخدمات المالية والصناعات الخضراء والخدمات اللوجستية والطاقة النظيفة وتطبيقات التكنولوجيا والزراعة والنظم الغذائية المستدامة. 
إلى جانب قطاعات أخرى، تعزز الوصول إلى الهدف الأهم، وهو تكريس التنوع الاقتصادي، ورفع مساهمته بصورة متواصلة في الناتج المحلي الإجمالي للبلاد.
فالخطة الاستراتيجية التي وضعت منذ سنوات تستهدف تحويل الإمارات إلى عاصمة عالمية للاستثمار والابتكار الاقتصادي، بفعل الحراك التنموي العام، وهي تتمتع بقوة في الوقت الراهن كمركز مالي وتجاري واقتصادي متطور.
من هنا، يمكن النظر إلى برنامج الشراكات الاقتصادية الكبير. فتنظيم العمل التجاري بين الإمارات وشركائها وفق أسس مرنة ومتطورة بالطبع، يرفع تلقائياً من قيمة الصادرات الإماراتية، كما يعزز الاستثمارات بصورة قوية، إلى جانب توفير الدعم للشركات من كل الأحجام، لا سيما الصغيرة والمتوسطة، عبر فتح أسواق جديدة ومتنوعة أمامها. اليوم بلغ عدد اتفاقيات الشراكة 20، والحراك مستمر لرفع عددها في الأعوام المقبلة. 
فتوسيع شبكة الشركاء التجاريين والاستثماريين عالمياً، يوفر تسهيلاً مباشراً لتدفقات تجارة السلع غير النفطية والخدمات، ويبقى هذا هدفاً رئيسياً في الاستراتيجية العامة للبلاد، ويفتح آفاقاً متواصلة معززة للحراك التنموي الشامل.

أخبار ذات صلة محمد كركوتي يكتب: الإمارات.. القطاع غير النفطي يحلق محمد كركوتي يكتب: الإمارات.. نمو قوي متعدد التنوع

مقالات مشابهة

  • راشد عبد الرحيم يكتب: خطاب الهزيمة
  • محمد كركوتي يكتب: الإمارات.. اتفاقيات شراكة ناجعة
  • نيوكاسل يصنع التاريخ ويُتوج بكأس الرابطة الإنكليزية على حساب ليفربول
  • عادل الباز يكتب: الخطة (ط): التطويق (1)
  • دار المخطوطات العراقية.. أنامل تحافظ على التاريخ بعناية (صور)
  • تأمل التاريخ
  • بأرقام قياسية.. المغربي حمد الله يكتب التاريخ بالدوري السعودي
  • الذهب يتجاوز 3000 دولار للمرة الاولى في التاريخ
  • د. عبدالله الغذامي يكتب: ثمن الكلام
  • إسحق أحمد فضل الله يكتب: قاموس الأفكار