أكذوبة «أرض بلا شعب لشعبٍ بلا أرض»
تاريخ النشر: 10th, July 2023 GMT
شاهد المقال التالي من صحافة قطر عن أكذوبة أرض بلا شعب لشعبٍ بلا أرض، أكذوبة أرض بلا شعب لشعبٍ بلا أرض الادعاء الصهيوني، الذي ترتب عليه تهجير الفلسطينيين، سببه الخوف المستمر من الخطر الديموغرافي، الذي يمثل .،بحسب ما نشر الخليج الجديد، تستمر تغطيتنا حيث نتابع معكم تفاصيل ومعلومات أكذوبة «أرض بلا شعب لشعبٍ بلا أرض»، حيث يهتم الكثير بهذا الموضوع والان إلى التفاصيل فتابعونا.
أكذوبة «أرض بلا شعب لشعبٍ بلا أرض»
الادعاء الصهيوني، الذي ترتب عليه تهجير الفلسطينيين، سببه الخوف المستمر من الخطر الديموغرافي، الذي يمثل تهديدا وجوديا للشعب الإسرائيلي.
ترتّب على الشعار الذي روجته الصهيونية جريمة التطهير العرقي الممنهجة، التي قام بها الصهاينة بحق الفلسطينيين، لإنشاء دولة صهيونية من دون عرب!
كانت فلسطين تحت السيادة العثمانية عامرة بالمنشآت والإعمار والتنظيم الإداري وسكك الحديد ومكاتب البريد والمدارس والكليات والنقابات والمستشفيات والموانئ والإنتاج الاقتصادي.
الهجرات الصهيونية العكسية وضعف القدرة الإنجابية للإسرائيليات مقابل خصوبة زائدة للفلسطينيات فاقمت شعور الصهاينة بالخطر الديموغرافي إذ تضاعف 10 مرات الفلسطينيون منذ النكبة.
* * *
«اكذب، ثم اكذب، ثم اكذب، حتى يصدقك الناس»، هذه القاعدة الشيطانية المنسوبة لمهندس الدعاية النازية غوبلز، هي جوهر الدعاية للمشروع الصهيوني، الذي قام على مجموعة من الكذبات التي تم ترويجها وتجييش كل الوسائل لغرسها في وجدان العالم بأسره، فيتراكم تداولها لتتحول إلى حقيقة لا تُنكر.
فابتداءً بأسطورة «شعب الله المختار»، مرورا بأسطورة «أرض الميعاد»، وصولا إلى أسطورة أخرى، كرّس لها الاستعمار البريطاني الراعي الرسمي للصهيونية – وجعلها الكيان الإسرائيلي شعارا له، وهي أكذوبة «أرض بلا شعب، لشعب بلا أرض»، والغرض منها التأكيد على حق الصهاينة الذين هم «شعب بلا أرض»، في أرض فلسطين، الذين يدّعون أنها «أرض بلا شعب»، في محاولة مفضوحة لتجريد الفلسطينيين من تاريخهم واختطافه. وهذا الشعار يتضمن أكثر من معنى:
المعنى الأول نفي الوجود التاريخي للفلسطينيين قبل أن يستوطنها الإسرائيليون، وهو ادعاء محض كذب، يدل عليه فشلهم الذريع بعد عقود طويلة من التنقيب عن آثار لهم في فلسطين سابقة على وجود الكنعانيين العرب، إذ الثابت تاريخيا ومن خلال الكشوفات الأثرية، أن اليبوسيين العرب (من الكنعانيين) هم أول من سكن فلسطين، وذلك في الألف الثالث قبل الميلاد، أي قبل وجود يعقوب (إسرائيل) بعدة قرون، بل قبل وجود الخليل إبراهيم نفسه.
المعنى الثاني: زعم الصهاينة أن فلسطين كانت خاوية من السكان الفلسطينيين إلا قليلا، وهو تضليل مفضوح أيضا، فعدد السكان الفلسطينيين عام 1914 بلغ 634.633 نسمة. وفي عام 1948 وهو عام النكبة وقيام دولة إسرائيل المزعومة، كان عدد الفلسطينيين، قد بلغ مليونا و415 ألف نسمة، وهو عدد كبير بالنسبة لمساحة فلسطين التاريخية آنذاك، التي بلغت 27 ألف كيلومتر مربع، ما يعري هذه الدعوى الصهيونية ويكشف زيفها.
المعنى الثالث: إشارتهم إلى تخلّف سكان هذه الأرض عن ركب الحضارة وعدم استغلال هذه الأرض، وأن الإسرائيليين بعبقريتهم الفذة هم أولى بها من أولئك العرب الهمج، وهذا أيضا تدليس واضح.
فقبل قيام الدولة المزعومة، كانت فلسطين تحت السيادة العثمانية، وكانت مترعة بالمنشآت والإعمار والتنظيم الإداري والسكك الحديدية ومكاتب البريد والمدارس بمختلف مراحلها والجامعات، وما يعرف الآن بالنقابات، ونحوه، كدولة مؤسسات.
ومن ثم يتبين حجم الكذب الصهيوني، ومن ناحية أخرى، فلو سلمنا لهم بهذا المنحى، فهل يسوغ لهم أن يحتلوا دولة ويشردوا ويهجّروا ويقتلوا شعبها لمجرد أنهم أصحاب الأدوات الحضارية!
ترتّب على هذا الشعار الذي روجته الصهيونية، خاصة بمعناه الثاني، جريمة التطهير العرقي الممنهجة، التي قام بها الصهاينة بحق الفلسطينيين، لإنشاء دولة صهيونية من دون عرب، ففي عام 1948 تم تهجير أكثر من سبعمئة ألف فلسطيني، وتدمير حوالي 500 قرية في المتوسط.
وبعد نكسة حزيران/يونيو 1967 التي تم على إثرها احتلال الضفة وقطاع غزة، هُجّر حوالي 460 ألفا من الفلسطينيين، واستمرت عمليات التهجير حتى 1979، ليصبح حتى اليوم ملايين من الفلسطينيين خارج وطنهم يطالبون بحق العودة.
لقد كان من وراء هذا الادعاء الصهيوني، الذي ترتب عليه تهجير الفلسطينيين، هو ذلك الخوف المستمر من الخطر الديموغرافي، وإلى اليوم يبقى هو الخطر الأكبر الذي يمثل تهديدا وجوديا للشعب الإسرائيلي، فالإسرائيليون يلتفون حول يهودية دولتهم، والكنيست الإسرائيلي أقر عام 2018 قانون القومية، الذي اعتبر أن إسرائيل الدولة القومية للشعب اليهودي، وحصر ممارسة حق تقرير المصير فيها للشعب اليهودي فقط.
فأي خطر يهدد أكثريتهم، وبالتالي يهدد وجودهم، وهذا ما أدى إلى وجود تيار إسرائيلي ينادي بحل الدولتين حفاظا على يهودية الدولة، بعد أن تخطى عدد الفلسطينيين المقيمين في فلسطين المحتلة وحدهم حاجز 50%، من دون حساب أعداد الفلسطينيين المهجرين رغم المساعي الإسرائيلية لحض الإسرائيليين على كثرة التناسل، ولا تزيد نسبة المواليد بين الإسرائيليين إلا في وسط المتدينين منهم، الذين يرون في كثرة النسل تحديا ديموغرافيا للفلسطينيين. وفي المقابل، اليمين الإسرائيلي الحاكم دائما ما يكذب هذه الأرقام، والذي يرفض حل الدولتين.
الهجرات الصهيونية العكسية، وضعف القدرة الإنجابية لدى الإسرائيليات، مقابل الخصوبة الزائدة لدى الفلسطينيات، فاقمت من شعور الصهاينة بالخطر الديموغرافي، إذ تضاعف عدد الفلسطينيين منذ نكبة 1948 عشر مرات، وكل التوقعات تشير إلى أن التباين في الأرقام لصالح الفلسطينيين سوف يستمر في الازدياد.
لم يزل هم الكيان الإسرائيلي منذ إعلانه قيام الدولة، هو ضمان تحقيق أغلبية عددية للصهاينة، وفي سبيل ذلك يستخدم عدة وسائل، منها تهجير واغتيال الفلسطينيين، والدعوة إلى الهجرة اليهودية من شتى بقاع الأرض في حين يرفض عودة الفلسطينيين، ودعوة الشعب الإسرائيلي لكثرة الإنجاب.
الفلسطينيون صاروا يعولون على المعركة الديموغرافية، التي تتطلب سياسة النفس الطويل، بهدف تآكل الكيان الصهيوني مع اتساع رقعة التباين العددي لصالح الفلسطينيين، ليصبح الصهاينة أقلية حاكمة للأكثرية الفلسطينية، كأرضية يبنى عليها لتحقيق حل الدولتين على الأقل.
المصدر: صحافة العرب
كلمات دلالية: موعد عاجل الدولار الامريكي اليوم اسعار الذهب اسعار النفط مباريات اليوم حالة الطقس
إقرأ أيضاً:
طه الفشني.. القارئ الذي فقد صوته فاستعاده بمعجزة أمام قبر النبي
عندما يحل شهر رمضان المبارك، تتزين لياليه بصوت يأخذ القلوب إلى عالم من الخشوع والتأمل، إنه الشيخ طه الفشني، أحد أعظم المقرئين والمنشدين في تاريخ الإنشاد الديني، وصاحب الصوت الذي أصبح رمزاً من رموز الشهر الفضيل في مصر والعالم الإسلامي.
ارتبط اسم الفشني بالأذان والتواشيح الرمضانية، فكان صوته يملأ أجواء مسجد الحسين في ليالي المولد النبوي وليالي رمضان، حيث يجتمع المريدون والمحبون للاستماع إلى تلاواته وابتهالاته التي تحلق بالروح في ملكوت النغم والقرآن.من الفشن إلى عالم التلاوة والإنشاد
ولد الشيخ طه الفشني عام 1900 في مدينة الفشن، التي كانت تتبع قديماً محافظة المنيا قبل أن تصبح جزءاً من بني سويف في صعيد مصر.
ونشأ في أسرة متدينة، حيث كان والده تاجر أقمشة، بينما كانت والدته تنتمي إلى أسرة عريقة، فهي شقيقة عمدة قرية صفانية، وهذه البيئة المحافظة والملتزمة كان لها أثر عميق في تشكيل شخصية الشيخ طه منذ صغره.
وفي سن مبكرة، التحق الشيخ طه بكتّاب القرية، وهناك بدأ أولى خطواته مع القرآن الكريم، فقد كان صوته العذب ملفتاً للأنظار، وكان يردد الآيات بصوت قوي مميز، حتى لاحظ والده موهبته الفريدة، فقرر أن يهتم به ويشرف على حفظه للقرآن الكريم، وبالفعل أتم الطفل طه الفشني حفظه قبل أن يبلغ 12 عاماً.
ولم يمهل القدر والده الفرصة ليرى ابنه وهو يشق طريقه نحو المجد، فقد وافته المنية قبل أن يبلغ الصغير سن البلوغ، ليجد نفسه في رعاية خاله، الذي تبنى تربيته ورعايته، وساعده على استكمال مسيرته التعليمية حتى حصل على شهادة كفاءة المعلمين.
ومع أنه برع في دراسته، إلا أن صوته كان السبب في شهرته المبكرة، فقد ذاع صيته في مدارس المنيا وبني سويف، وأصبح حديث الجميع، حتى انتشرت شهرته في صعيد مصر، باعتباره القارئ صاحب الصوت الملائكي.
لم يكن طموح الشيخ طه يتوقف عند حدود الصعيد، فقد كان متعطشاً للعلم والمعرفة، وعندما بلغ 19 عاماً قرر أن يشد الرحال إلى القاهرة للالتحاق بمدرسة دار العلوم، لكن جاءت ثورة 1919 لتعطل حلمه، فعاد إلى مسقط رأسه.
ولم يمكث طويلًا هناك، وسرعان ما عاد إلى القاهرة مرة أخرى، لكنه هذه المرة اتجه إلى الأزهر الشريف، حيث درس علوم القراءات على يد الشيخ عبد العزيز السحار، أحد كبار العلماء في الأزهر.
وخلال فترة دراسته في الأزهر، تزايدت شهرته، وأصبح ضيفاً دائماً على الحفلات والمناسبات الدينية في القاهرة. ولم يقتصر دوره على قراءة القرآن الكريم فقط، بل برع أيضاً في الإنشاد الديني والتواشيح، حيث امتلك صوتاً قادراً على أداء أعقد المقامات الموسيقية، مما جعله نجماً بين أقرانه.
كان مسجد سيدنا الحسين بمثابة البيت الثاني للشيخ طه الفشني، حيث اعتاد الصلاة والإنشاد وقراءة القرآن، حتى أصبح له مريدون وعشاق يأتون من أماكن بعيدة لسماع صوته الساحر.
وفي إحدى الليالي الرمضانية، كان الشيخ طه حاضراً للاحتفال السنوي بمولد الحسين، حين طلب الجمهور منه أن يقرأ ما تيسر من القرآن الكريم، لكنه رفض في البداية لأنه لم يكن معتمداً رسمياً للقراءة، لكن أحد موظفي وزارة الأوقاف أبلغ رئيس الإذاعة المصرية آنذاك، سعيد باشا لطفي، الذي أعطى الإذن له بقراءة خمس دقائق فقط.
وبمجرد أن بدأ الفشني في التلاوة، انبهر الجميع بصوته، حتى جاءه نفس الرجل ليقول له: "أكمل ولا تختم يا شيخ، رئيس الإذاعة مبسوط من صوتك". وبالفعل استمر الشيخ في التلاوة حتى وصلت مدتها إلى 20 دقيقة، وعندما أنهى القراءة، استدعاه رئيس الإذاعة وقال له: "تعالى يا شيخ طه.. أنا سمعتك، وأحب أعرفك إن الإذاعة محتاجة لك، وسأنتظرك غداً في مكتبي".
وهكذا، في عام 1937، تم اعتماد الشيخ طه الفشني رسمياً في الإذاعة المصرية، ليصبح أحد أعظم المقرئين والمنشدين في تاريخ الإذاعة، ومن أوائل من تم اعتمادهم في الطبقة الأولى الممتازة.
لم يكن الشيخ طه الفشني مجرد قارئ قرآن، بل كان أيضاً أعظم منشد ديني في عصره، إذ ارتبط اسمه بالأذان والتواشيح، خاصة في شهر رمضان، حيث كان صوته يملأ المساجد والمحافل الكبرى، لدرجة أن الملك فاروق اختاره لإحياء ليالي رمضان في قصر عابدين لمدة 9 سنوات متتالية.
كما أحبه الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر وكذلك محمد أنور السادات، وكان القارئ الرسمي للرئاسة، وسافر إلى الإمارات والسعودية والمغرب وسوريا وماليزيا لتقديم التلاوات والإنشاد الديني.
في عام 1948، تعرض الشيخ طه الفشني لمرض غامض أدى إلى احتباس صوته بالكامل، مما جعله يدخل في حالة حزن شديد. وبعد فشل الأطباء في علاجه، قرر السفر إلى المملكة العربية السعودية لأداء فريضة الحج، وهناك وقعت المعجزة، فبينما كان واقفاً عند قبر النبي عاد إليه صوته فجأة، ليعود إلى مصر وهو يردد: "الحبيب المصطفى أعاد إليّ صوتي".
وفي 10 ديسمبر (كانون الأول) 1971، رحل الشيخ طه الفشني عن عالمنا بعد صراع مع المرض، لكنه ترك خلفه إرثاً ممتداً من التلاوات والتواشيح التي لا تزال تتردد في كل بيت ومسجد، داخل مصر وخارجها.