حرب غزة تقلص الإنفاق باستخدام بطاقات الائتمان في إسرائيل لمستويات قياسية
تاريخ النشر: 18th, November 2023 GMT
قال بنك إسرائيل المركزي إنه منذ إندلاع الحرب ، انخفض الإنفاق باستخدام بطاقات الائتمان، وهو مؤشر رئيسي لنفقات المستهلكين الذي يمثل أكثر من نصف الناتج الاقتصادي، وذلك بنسبة 9% أكثر من المستوى المتوقع، ثم انخفضت لـ20% بعد الأسابيع الثلاثة الأولى.
وأضاف البنك أن الإنفاق، استنادا إلى البيانات اليومية الواردة من شركة معالجة بطاقات الائتمان الإسرائيلية، انخفض على التعليم ورحلات الطيران والفنادق وتأجير السيارات والوقود والنقل والمطاعم، لكنه ارتفع في محلات السوبر ماركت بسبب "مخاوف من نقص في المنتجات" ودعوات السلطات لتخزين المواد الغذائية لمدة 72 ساعة.
ووفقا لبنك إسرائيل فإن بيانات بطاقات الائتمان ضرورية للسياسة النقدية نظرًا لأن الكثير من البيانات اللازمة لاتخاذ قرارات السياسة الاقتصادية غير موجودة في الوقت الفعلي، وفي بعض الأحيان يتراوح التأخر من عدة أسابيع إلى بضعة أشهر.
وقال "إن نفقات بطاقات الائتمان هي مؤشر في الوقت الحقيقي لمستوى النشاط التجاري والمستهلك". "هذه البيانات تجعل من الممكن تقليل مدى عدم اليقين الذي يتم من خلاله اتخاذ قرارات السياسة الاقتصادية، واستخدامها مهم للغاية خلال الأزمة عندما يكون هناك عدم يقين متزايد."
وذكر البنك المركزي أن استخدام بيانات الإنفاق ببطاقات الائتمان مكّن أيضًا من تقييم مستوى النشاط خلال الحرب مقارنة بالماضي. تظهر البيانات الحالية إنفاقًا مشابهًا للإغلاق الثاني بسبب فيروس كورونا في سبتمبر 2020 ولكنه أعلى من الإغلاق الأول في بداية الوباء في مارس 2020.
وبافتراض أن حرب غزة ستظل مركزة على طول الحدود الجنوبية لإسرائيل مع القطاع وتستمر حتى نهاية العام، يتوقع المركزي أن ينخفض نمو الناتج المحلي الإجمالي بنحو 1% في عامي 2023 و2024، وهو ما يعني نموًا بنسبة 2.3% هذا العام و2.8% خلال العام التالي.
وتعتبر توقعاته أكثر تفاؤلا من توقعات وكالة "ستاندرد آند بورز" للتصنيفات الائتمانية، التي قدرت يوم الاثنين نمو اقتصاد إسرائيل بنسبة 1.5% في عام 2023 و0.5% في عام 2024، مع انكماش بنسبة 5% في الربع الحالي.
وقال البنك إن أي دخول لدول إقليمية أخرى إلى الحرب "سيكون له تداعيات أكبر على الاقتصاد الإسرائيلي".
ووفقاً لوزارة الاقتصاد، فإن 19% من القوى العاملة النشطة في إسرائيل لا تعمل بسبب الحرب، حيث تم استدعاء العديد منهم للخدمة العسكرية الاحتياطية
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: بطاقات الائتمان حرب غزة بطاقات الائتمان
إقرأ أيضاً:
هل صواريخ بايدن عقبة أمام ترمب؟
بعد مرور اليوم الألف على اشتعالها، انعطفتْ فجأة الحربُ الروسية - الأوكرانية منعطفاً خطيراً، عقب قرار صدر عن الرئيس الأميركي جو بايدن بمنح الإذن لحكومة كييف باستخدام صواريخ أميركية «أتاكام» يصل مداها إلى 300 كيلومتر.
الرئيس جو بايدن، وهو على بُعد شهرين أو أقل من مغادرته البيت الأبيض، قرر ألا يغادر المسرح في صمت، ومن دون إحداث فرقعة. البعضُ من المعلقين يرى أن ترخيصه لأوكرانيا باستخدام الصواريخ الأميركية، التي حظرَ استخدامها ضد أهداف في أراضٍ روسية طيلة أشهر طويلة، رغم إلحاح وتوسل حكومة كييف، لا يخلو من خبث سياسي، أراد به حرق الأرض أمام الرئيس القادم، وبدلاً من العمل على إحلال السلام، يتحول إلى رجل مطافئ، لا هم له سوى منع مواجهة دولية.البعض الآخر منهم يرى أن الرئيس بايدن يعرف مسبقاً أنّ قراره بترخيص استخدام الصواريخ من قبل الجيش الأوكراني لن يجلب نصراً نهائياً لحكومة كييف، إلا أنّه قد يقلل من حجم الهزيمة المحتملة لأوكرانيا، ويسبب أضراراً لروسيا.
القرار، الفجائي والمتأخر، أعقبه قرار آخر بإرسال شحنة من الألغام ضد الأفراد مرفقة بعناصر عسكرية أميركية متخصصة في زرعها لأوكرانيا بهدف تأخير تقدم القوات الروسية، بتحويل الطرق أمامها إلى حقول ألغام قاتلة. الرئيس بايدن وعد أيضاً بتسريع دعم أوكرانيا بمبلغ 6 مليارات دولار؛ وهو القيمة المتبقية من دعم مالي سابق، حظي بموافقة الكونغرس، بقيمة 60 مليار دولار. وتبع ذلك سماح حكومة لندن للقوات الأوكرانية باستخدام صواريخ «شادو ستورم»، ومن المحتمل أن يحذو الفرنسيون حذوهم ويسمحوا لحكومة كييف باستخدام الصواريخ الفرنسية «سكالب».
الأوكرانيون تحركوا بسرعة بعد صدور القرار، وباشروا في إطلاق الصواريخ الأميركية والبريطانية في ضرب أهداف داخل روسيا. التقارير تؤكد نجاح صاروخ في اختراق حاجز الدفاعات الجوية الروسية وتدمير مستودع ذخيرة على بعد 115 كيلومتراً من مسرح العمليات العسكرية على جبهات القتال.
ومن جانبها، عدّت روسيا قرار الرئيس بايدن بمثابة خطوة نحو مواجهة مباشرة مع حلف «الناتو». وردت فورياً على الضربة الصاروخية الأخيرة بقصف جوي ومدفعي على كييف ومدن أخرى، لم تشهد أوكرانيا له مثيلاً منذ بداية الحرب، مما أدى إلى تعالي أصوات الإدانة من عواصم غربية عديدة. ومن جانبه، يتابع الرئيس المنتخب دونالد ترمب التطورات في صمت. في حين أن مسؤولين بارزين في فريقه الانتخابي والحزب الجمهوري، ومن ضمنهم نجله الأكبر، نددوا بقرار الرئيس بايدن، واتهموه بالسعي لإفشال مهمة الرئيس القادم في بسط السلام.
تقول التقارير إن قرار الرئيس بايدن باستخدام الصواريخ جاء في مرحلة متأخرة جداً من بدء الحرب، إضافة إلى التحفظات المرافقة، بالسماح للأوكرانيين باستخدامها في منطقة كورسك فقط، التي تحتلها قواتهم ضد مواقع القوات الروسية وحليفتها قوات كوريا الشمالية، لتخفيف الضغط عليها.
في تبريرهم للقرار، يرى المؤيدون أنّه جاء رد فعل على وصول أكثر من 10 آلاف مقاتل من كوريا الشمالية لدعم القوات الروسية، إلا أنهم، في الوقت نفسه، يتفادون التعرض لاحتمالات الرد الروسي المتوقع، وانعكاساته على السلم الدولي.
التحليل الموضوعي لا ينفي تأثير الخطوة الروسية باستقدام قوات من بلد ثالث في روسيا لدعم القوات الروسية وانعكاساته المختلفة. كما لا يتجاهل حقيقة أن الموقف الأميركي والأوروبي من الحرب منقسم إلى درجة لا يمكن تجاهلها بين صقور وحمائم؛ يرفض الفريق الأول أي سلام يتيح خروج روسيا من الحرب منتصرة، ويرى الفريق الثاني أن مواصلة الحرب لا تؤدي إلا إلى تفاقم إرهاق الاقتصادات الأوروبية، والاستمرار في تصعيد التوتر دولياً. فوز دونالد ترمب في الانتخابات قلب الموازين، ورجّح كفة المنادين بوقف الحرب. الأمر الذي دفع الصقور إلى المسارعة بالتصعيد، بالعمل على حرق الأرض أمامه، وبهدف منعه من الإيفاء بوعده، وحرمان الرئيس بوتين من نصر عسكري وسياسي.